أمين الفتوى يحذر من ظلم المرأة في المواريث (شاهد)
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
قال الدكتور محمد طنطاوي، أمين الفتوي بدار الافتاء المصرية، إنَّ النبي محمد – صلى الله عليه وسلم، له العديد من الأحاديث التي شدد فيها على حقوق المرأة وأوصى بالنساء خيراً، مستشهداً بقوله: «اتقوا الله في النساء.. اتقوا الله في الضعيفين.. واستوصوا بالنساء خيراً».
وتابع «طنطاوي»، في حواره ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، تقديم الإعلاميين بسنت الحسيني ومحمد عبده والمُذاع على شاشة القناة الأولىوالفضائية المصرية: «النساء هم وصية نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم، ومن المؤسف أن البعض يحرم المرأة من حقوقها في الميراث بالرغم من الآيات التي بين لنا الله فيها حقوق كل من الرجل والمرأة في المواريث وأن كلاهما على حد سواء فيها».
وأكد أنه لا المرأة تنقص عن الرجل ولا الرجل ينقص عنها في الميراث، بل هما مكملان لبعضهما والله – عز وجل – وصف علاقة الرجل بالمرأة بأنهما نفس واحدة، فعندما يجيء أحد بعد ذلك يريد أن يظلمها هو أمر لا يقبله المولى – سبحانه، ولا يُمكن أن ينسب للشرع الشريف وظلمها «إثم كبير».
قال الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن معاني الرحمة من نقاء المعدن وسمو الروح ونبل الطبع قد بلغت نسقها الأعلى في رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث اكتملت شمائله ونضجت فضائله؛ فكان مظهرَ رحمة الله تعالى للخلق كافة، قال الله تعالى: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ [الأنبياء: 107].
جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، مضيفًا أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان مصدرًا للرحمة، وباعثًا لها، ومتخلِّقًا بها في جميع أحواله، خاصة مع المخالف؛ حيث أمر بحسن معاملته ومنع من انتقاصه ولو بكلمة، بل يأتي ذكر مفردة الرحمة في كثير من الأوقات سواء في الصلاة أو عند إلقاء السلام، وهذا من شأنه أن يعمل على سريان معنى الرحمة في الأوصال وعلى اللسان.
وأشار إلى أن أول حديث يتعلَّمه طالبُ العلم الشرعي هو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء".
وأوضح فضيلة مفتي الجمهورية أن هذه المعاني تُظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الرحمة العظمى لجميع الخلق، فهي رحمة غير مسبوقة في شمولها كل الخلق واتساع نطاقها، وهي تستوجب من أهل الإسلام التحليَ بها وبمظاهرها والابتعاد عن أضدادها كالغلظة والتسلط والعنف وجفاف المشاعر؛ امتثالًا لقول رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ في الأَرْضِ يَرْحَمكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ».
كما تحدَّث فضيلة المفتي عن ترجمة المسلمين العملية لقيمة الرحمة، وكيف حوَّلوها إلى منظومة متكاملة طبَّقوها في شتى مناحي الحياة: في الأسرة والمجتمع، وفي المستشفيات، وكذلك في إنشاء الأوقاف للإنسان والحيوان.
وشدَّد فضيلته على أن الشرع الشريف لم يكتفِ بفرض الزكاة، وإنما وسَّع وجوه الإنفاق ونوَّع أبواب التكافل والتعاون على الخير والبر، فحثَّ على التبرعات ورغَّب في الهدايا والصلات والصدقات.
وأكد فضيلته على أن الوقف في الإسلام قُربة لله تعالى، وهو مشروع وتأتي مشروعيته لأجل أن تنفق هذه الأصول والأموال الموقوفة بصورة فردية أو جماعية على المشروعات الخيرية كما أن التجربة المصرية في "الوقف" كانت تجربة رائدة وملهمة للغرب؛ حيث استفاد منها الغرب في وقف بعض الأموال والأصول على الجامعات ورعاية البحث العلمي للنهوض بالمجتمع.
وردًّا على سؤال عن حكم انحياز الزوج لزوجته على حساب شقيقته شدد فضيلة المفتي على ضرورة التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الجميع مؤكدًا أننا في حاجة ماسة وشديدة إلى إدارة حضارية للخلاف العائلية.
وفي معرض رده على سؤال يستفسر عن حكم حرمان المرأة من ميراثها مضيفًا فضيلته أن الإسلام ضَمِن للمرأة حقَّها في الميراث وحرَّم أكله بالباطل، مشيرًا إلى أن العادات والتقاليد الفاسدة هي التي رسَّخت لمفهوم حرمان المرأة من الميراث، وينبغي أن نصحِّح ذلك لأن القرآن عندما نزل حدَّد للمرأة ميراثها وحقوقها.
واختتم فضيلة المفتي حواره بالتأكيد على أن حرمان المرأة من الميراث فيه عدَّة محاذير شرعية؛ منها: أنه يعدُّ من قبيل منع حقوق العباد التي أعطاها الله تعالى لهم، فضلًا عن أن تقسيم الميراث بحسب الشرع فيه الخير كله؛ لأن الله تعالى برحمته وعدله وحكمته هو الذي قسمه، وقد بدأ آيات الميراث بالوصية بالأبناء؛ لأنه أرحم بنا من أنفسنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بوابة الوفد الوفد النساء صلى الله علیه وسلم فی المیراث الله تعالى المرأة من
إقرأ أيضاً:
على طريقة مي عز الدين في قلبي ومفتاحه.. هل يجوز أن تطلب المرأة الزواج من الرجل؟
في خطوة جريئة ومخالفة للتقاليد، فاجأت النجمة مي عز الدين جمهورها في برومو مسلسل قلبي ومفتاحه المقرر عرضه في رمضان 2025، إذ ظهرت وهي تتقدم بطلب الزواج من الفنان آسر ياسين، هذا المشهد الذي أثار دهشة وإعجاب الكثيرين، جاء مصحوبًا بألحان أغنية «قلبي ومفتاحه» الشهيرة لفريد الأطرش، مما زاد من رومانسيته وجاذبيته، في حين أثار تساؤلات البعض حول صحة هذا التصرف ومشروعيته من عدمه.
رأي الأزهر في عرض المرأة نفسها على الرجل الصالحوظهرت الفنانة مي عز الدين خلال برومو مسلسل قلبي ومفتاحه المقرر عرضه في رمضان، تعرض الزواج على الفنان آسر ياسين قائلة: «تتجوزني؟ الأربع الجاي كويس؟»، إذ يطرح المسلسل سؤالًا مثيرًا في البرومو الترويجي له «هي الناس بتتجوز ليه؟»، ويستعرض حالات متنوعة من العلاقات بين الرجل والمرأة.
وكان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أشار في حديث تليفزيوني سابق، إلى جواز عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح، وأن يخطب الرجل لابنته أيضًا، على الرغم من أنّ ذلك مخالفًا لما جرت به العادة، واستشهد شيخ الأزهر بما حدث بالفعل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ أَنَسٌ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إلى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسَهَا، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَكَ بِى حَاجَةٌ؟ فَقَالَتْ بِنْتُ أَنَسٍ: مَا أَقَلَّ حَيَاءَهَا، وَا سَوْءَتَاهْ وَا سَوْءَتَاهْ، قَالَ: «هِى خَيْرٌ مِنْكِ، رَغِبَتْ فِى النَّبِى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ نَفْسَهَا»، إذ كانت ابنة أنس متأثرة بالعادات والتقاليد في ذلك الوقت، إلا أنّ الرسول أراد أن يُصحح لها هذه العادات والتقاليد بالشريعة الإسلامية، ومن خلاله استنبط الفقهاء جواز عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح، وهنا يأتى معيار التدين والخلق.
كما استشهد الدكتور أحمد الطيب أيضًا بما حدث حِينَ تَأَيَّمَتْ (صَارَتْ أَيِّمًا وَهِى الَّتِى يَمُوتُ زَوْجُهَا) حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ زوجِها خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ، فعرضها عُمَرُ على عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فاعتذر، ثم عَرضَها على أبى بَكْرٍ الصِّديق فَصَمَتَ أيَّاما فَلَمْ يُجِبْ بنعم أو لا، ثُمَّ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في قصة معروفة،وهو ما عرضه الإمام البخاري في صحيحه تحت عنوانين: الأول باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح، والثانى بَاب عَرْضِ الإِنْسَانِ ابْنَتَهُ أَوْ أُخْتَهُ عَلَى أَهْلِ الْخَيْرِ.
وأشار شيخ الأزهر الشريف إلى أنّه يشترط لعرض المرأة نفسها على الرجل أن يكون هذا الرجل صالحًا مشهودًا له بحسن الخلق ويعرف حق الزوجة ويصونها ويحميها وتسعد معه، حينها يمكن للمرأة أن تكسر قاعدة العادات والتقاليد وتطلب منه الزواج، فيما لا يجوز أن يكون عرض الزواج على الرجل لمجرد كونه كثير المال أو خفيف الظل أو وسيمًا.
مسلسل قلبي ومفتاحهومسلسل قلبي ومفتاحه المقرر عرضه في ماراثون دراما رمضان 2025، من بطولة آسر ياسين، مي عزالدين، أشرف عبدالباقي، دياب، سما إبراهيم، ميس حمدان، غادة طلعت، ومن إخراج تامر محسن، تظهر خلاله الفنانة مي عز الدين تبحث عن محلل حتى تعود إلى زوجها السابق، وهي القضية التي سبقت أن علقت عليها دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية مؤكدة أنّها حرام شرعًا.