أعلن الجيش السوداني أنه حرر مزيدا من المنازل والمباني من قبضة قوات الدعم السريع جنوب غربي الخرطوم، فيما سيطر الدعم السريع بالمقابل على مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، في وقت كشف فيه تحليل لرويترز عن توسع كبير للمقابر في دارفور غربي السودان بسبب الأزمة الإنسانية والمجاعة بالمنطقة.

وقال الجيش السوداني في بيان إن قوة من سلاح المدرعات في منطقة الشجرة العسكرية جنوب غربي الخرطوم نفذت عددا من العمليات أدت إلى السيطرة على عدد من المنازل والمباني المدنية التي كانت تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أنه دمر 3 دبابات وعربةً عسكرية ومدرعةً بكامل طاقمها.

كما أن العمليات أدت إلى مقتل عشرات من قوات الدعم السريع.

وبالتزامن مع ذلك قالت مصادر للجزيرة إن قوات الدعم السريع سيطرت على مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، كما سيطرت على لواء المشاة 91 التابع للجيش السوداني في المدينة.

وأفادت مصادر محلية بأن المدينة شهدت اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، أمس الخميس، وأكدت أن نصف سكان المدينة نزحوا بسبب الاشتباكات.

من جانبها، قالت حكومة ولاية غرب كردفان في بيان إن ما سمتها مليشيا الدعم السريع قامت بالاعتداء على رئاسة الحكومة والمؤسسات الرسمية ونهبت الأسواق والمدنيين العزل في مشهد وصفته بالتخريبي الذي لا يمت للأخلاق بصلة، حسب نص البيان.

وأضاف البيان أن مدينة الفولة "تحتضن الآلاف من المدنيين الفارين من اعتداءات المليشيا في بعض مدن غرب كردفان وتؤويهم وتقدم لهم الخدمات في كلّ مراكز الإيواء والمعسكرات، لكن قوات الدعم السريع تطارد المدنيين وتمنع عنهم ضروريات الحياة".

أم وطفلها في أحد مخيمات إيواء اللاجئين في الفاشر (رويترز) توسع للمقابر

من جهة أخرى، نشرت وكالة رويترز تقريرا، استعانت فيه بصور الأقمار الاصطناعية، وقالت إنه يظهر توسع 14 مقبرة في 5 مجتمعات بجميع أنحاء إقليم دارفور في الأشهر الأخيرة.

وقالت الوكالة إن مساحة القبور الجديدة في هذه المقابر ارتفعت بسرعة تصل إلى 3 أضعاف في النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بما كانت عليه العام الماضي.

وشهدت مناطق واسعة في دارفور موجات من العنف منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان من العام الماضي، مما أسفر عن أعداد كبيرة من الوفيات بسبب القتال والجوع وانعدام الدواء، خصوصا بعد منع طرفي الحرب إيصال الغذاء والدواء الى المتضررين.

وفي سياق متصل، قال المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو، إن الولايات المتحدة تواصل الوقوف إلى جانب المدنيين السودانيين المتأثرين بالحرب.

وأكد بيرييلو أن ملايين السودانيين أجبروا على ترك منازلهم فرارا من المجاعة والعنف والتطهير العرقي. وشدد أن الجنرالات الذين بدؤوا هذه الحرب قادرون على إسكات الأسلحة والسماح بوصول الغذاء والدواء للمتضررين.

غراندي حذر من أن وصول المساعدات الإنسانية في السودان لا يزال "غير كاف" (رويترز) مساعدات غير كافية

بدوره، حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي من أن وصول المساعدات الإنسانية في السودان لا يزال "غير كاف"، مما يفاقم من خطر المجاعة بين سكانه.

وقال غراندي لوكالة الصحافة الفرنسية إنه على الرغم من أن إيصال المساعدات الإنسانية في السودان "شهد تقدما ضئيلا في الأسابيع القليلة الماضية"، تظل هناك حاجة إلى المزيد من الإجراءات لتحسين ذلك.

وأضاف "نطلب من جميع الأطراف السماح للعاملين في مجال العمل الإنساني بالتحرك، إذ إن تواجدنا (منظمات الإغاثة) يعد غير كاف لمساعدة المحتاجين، وخصوصا لتوصيل المواد الغذائية والإمدادات الأخرى الضرورية لمن يواجهون خطر المجاعة".

وتابع أنه يتعين على المجتمع الدولي مواصلة الضغط من أجل وصول المساعدات "وإلا فإننا نخاطر بالمزيد من النزوح، والأسوأ من ذلك أننا نخاطر برؤية الناس يموتون من الجوع".

ويشهد السودان منذ 15 أبريل/نيسان من العام الماضي معارك بين القوات المسلحة بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى 150 ألفا وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.

وسجل السودان قرابة 10 ملايين نازح داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. ودمرت إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع غرب کردفان

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على منطقة «الأعوج» بالنيل الأبيض

الجيش السوداني تصدى لهجوم شنّته قوات الدعم السريع على منطقة “الأعوج”، التي تقع على بُعد 20 كيلومترًا شمال مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض، جنوبي البلاد. 

الأعوج: كمبالا: التغيير 

هاجمت قوات الدعم السريع، صباح اليوم الثلاثاء، الارتكازات المتقدمة للجيش السوداني بمنطقة الأعوج.

وأفاد شهود بأن الجيش تمكن من صدّ الهجوم وأجبر قوات الدعم السريع على التراجع إلى منطقة نعيمة جنوب مدينة القطينة.

وتواصل قوات الدعم السريع ارتكاب انتهاكات واسعة النطاق في القرى الواقعة شمال ولاية النيل الأبيض، القريبة من العاصمة الخرطوم، منذ انسحاب الجيش من القطينة في ديسمبر 2023.

وذكرت مصادر لـ (التغيير) أن الاشتباكات أدّت إلى نزوح أعداد كبيرة من المواطنين من القرى الواقعة جنوب القطينة.

ويعيش النازحون أوضاعًا إنسانية صعبة بسبب انعدام الغذاء والدواء، فضلًا عن انخفاض درجات الحرارة، مما فاقم من معاناتهم.

وتسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على جسر مدينة الدويم بهدف تأمين الإمدادات من غرب السودان، بالإضافة إلى محاولة دخول القرى الواقعة غرب المناقل، المتاخمة لولاية النيل الأبيض، لقطع الطريق أمام تقدم الجيش السوداني الذي استعاد حاضرة ولاية الجزيرة، ود مدني، في يناير الحالي.

ورغم الجهود الإقليمية والدولية، فشلت المساعي لإنهاء الصراع المستمر منذ ما يقارب العامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وأدى هذا الصراع إلى مقتل أكثر من 18 ألف شخص ونزوح أكثر من 11 مليونًا من منازلهم، وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة.

الوسومالجيش السوداني حرب الجيش و الدعم السريع ولاية النيل الأبيض

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يواصل انتصاراته في مواجهة قوات الدعم السريع في الخرطوم
  • الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على منطقة «الأعوج» بالنيل الأبيض
  • تقدم للجيش السوداني بالخرطوم بحري وتحذير إنساني بولاية الجزيرة
  • تجدد اشتباكات عنيفة بين الجيش و الدعم السريع في العاصمة الخرطوم
  • وحدات الجيش السوداني تحرز تقدما بالخرطوم في مواجهة الدعم السريع
  • الدعم السريع تمهل الجيش السوداني 48 ساعة
  • ياسر العطا: المرتزقة من جنوب السودان يشكلون 65% من قوات الدعم السريع
  • مساعد قائد الجيش السوداني: المرتزقة من جنوب السودان يشكلون 65% من قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يتقدم في مناطق جديدة والدعم السريع يستهدف الخرطوم
  • الدعم السريع يستهدف كهرباء دنقلا وأنباء عن تقدم الجيش بالخرطوم بحري