RT Arabic:
2025-05-01@06:40:19 GMT

قصة "أعظم" كمين في التاريخ!

تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT

قصة 'أعظم' كمين في التاريخ!

هزمت قوات قرطاجنة بقيادة حنبعل في 21 يونيو عام 217 قبل الميلاد، جيشا رومانيا بقيادة القنصل جايوس فلامينيوس. الرومان، والذي وقع حينها في كمين يوصف بالأعظم في التاريخ.

إقرأ المزيد يونوس.. البطل السوري المجهول!

كان حنبعل أثناء الحرب البونيقية الثانية قد شق طريقه بقوات مختلطة من شبه جزيرة أيبيريا، واجتاز جبال الألب وحقق في تلك المعركة، انتصاره الثاني الكبير على قوات روما.

هذا القائد القرطاجني كان فقد البصر في عينه اليمنى أوائل عام 217 قبل الميلاد أثناء عبوره مستنقعات أرنو الموحلة في طريقه إلى وسط منطقة إتروريا الواقعة شمال غرب إيطاليا، وكان ذلك بسبب عدوى انتقلت إليه من المستنقع.

اتبع جنبعل تكتيكات مبتكرة ضد القوات الرومانية، وتمكن من  الخروج من تلك المستنقعات من دون أن يتعرض جيشه المنهك إلى هجوم من القوات المعادية.

عبر جيش حنبعل بسرعة وترك القوات الرومانية تتعقبه، واستعد لنصب كمين محكم لها.

غير اتجاه قواته فجأة شرقا وسار إلى بيروجيا الحالية. مضت قواه على طول الشاطئ الشمالي الضيق لبحيرة تراسمانيا.  بالقرب من مدينة كورتونا الحالية قام حنبعل بمناورة قبل هبوط الليل للفت انتباه غريمه الروماني القنصل فلامينيوس ليرى اتجاهه ويواصل تعقبه.

أقامت القوات الرومانية معسكرها خارج الوادي، فيما نشر حنبعل قواته في مواقع حددها سلفاء أثناء الليل.

القائد العسكري الروماني اندفع في الصباح بقواته من دون أن يرسل قوة لاستكشاف المنطقة. سارت القوات الرومانية تحت مرتفعات قبالة بحيرة تراسمانيا وكان حنبعل قد نصب بها العديد من الكمائن مستعينا بالضباب الكثيف.

خطة حنبعل قضت بأن يباغت سلاح الفرسان القرطاجي المكون من 10000 فارس، القوات الرومانية ويهاجمها من الجانب الأيمن ويمنعها من التراجع، كما كلفت القوات السلتية وهي بنفس العدد بمهمة دعم سلاح الفرسان.

بقية القوات التابعة لحنبعل وتتكون من 4000 فارس ليبي و6000 من المشاة الإيبيريين، نشرت على مرتفعات على شكل قوس حول شاطئ البحيرة.

ما أن اقتربت القوات الرومانية من قوات حنبعل الرئيسة حتى خرج قوات القرطاجيين من معاقلها ومواقعها المخفية، وزحفت من المرتفعات المحيطة على القوات الرومانية التي أخذت على حين غرة.

قضى سلاح الفرسان القرطاجني على الوحدات الخلفية للقوات الرومانية المكلفة بالحراسة، ولم يجد الآلاف من الرومان من مخرج إلا الاندفاع في مياه البحيرة، حيث غرقوا تحت ثقل دروعهم أو علقوا بالوحل، وأصبحوا فريسة سهلة لفرسان حنبعل.

القنصل جايوس فلامينيوس حاول كسر الحصار والخروج من الكمين ببعض وحداته، إلا أن المحاولات باءت بالفشل، وتم أسر 6000 جندي روماني حاولوا اختراق صفوف قوات حنبعل من ناحية الشرق، كما تم القضاء على وحدة تتكون من 4000 جندي روماني أرسلت لتعزيز محاولة الاختراق السابقة.

المؤرخ العسكري البريطانية باسل ليدل هارت "1895-1970"، وصف معركة تراسمانيا بأنها "أعظم كمين في التاريخ".

الخسائر الرومانية في تلك المعركة تقدر بنحو 15000 قتيل، بما في ذلك القائد فلامينيوس، علاوة على نفس العدد من الأسرى الإضافيين.

بالمقابل تقدر خسائر قوات حنبعل في هذه المعركة بحوال 1500 جندي فقط. روما أصيبت بالصدمة والفزع، إلا أن حنبعل لحسن حظ الرومان، لم يزحف بجيشه الصغير حينها على روما وكانت تحميها قوات كبيرة.

هزيمة الرومان قبالة شواطئ بحيرة تراسمانيا كانت تعد حينها، أكبر هزيمة مريرة في كامل تاريخ روما، أما الكمين الذي نصبه حنبعل فقد دخل التاريخ العسكري، وكان جرس إنذار للرومان على مدى الخطر الداهم الذي يمثله هذا القائد العسكري الفذ.

المصدر: RT

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف

إقرأ أيضاً:

تحول استراتيجي.. كيف أسقطت قوات صنعاء مقاتلة “إف-18” وأجبرت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” على الفرار؟

يمانيون../
في تصعيد نوعي يعكس تغير معادلات القوة في البحر الأحمر، اعترفت البحرية الأمريكية بسقوط مقاتلة من طراز “إف-18” من على متن حاملة الطائرات الأمريكية “هاري إس ترومان”، أثناء تواجدها في مياه البحر الأحمر، في وقت أكدت فيه القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عملية عسكرية واسعة أجبرت الحاملة على التراجع.

إسقاط طائرة أمريكية.. بداية التحول
رغم أن الرواية الرسمية الأمريكية حاولت تبرير سقوط المقاتلة على أنه حادث عرضي أثناء المناورات، إلا أن مصادر أمريكية وتصريحات متلاحقة، بينها مسؤول تحدث لقناة الجزيرة، أكدت أن الطائرة سقطت خلال محاولتها تفادي نيران قوات صنعاء.

هذا الحدث جاء تتويجاً لفترة من العمليات اليمنية المكثفة التي استهدفت حاملة الطائرات “ترومان” بشكل شبه يومي، وأجبرتها على اتخاذ تدابير دفاعية صارمة والتراجع نحو أقصى شمال البحر الأحمر، بحسب تقارير أمريكية وصفت الوضع بأنه “لا يمكن تصوره”.

العملية العسكرية الواسعة.. ضربة مركزة لقلب القوة الأمريكية
وفي إطار الرد المشروع على العدوان الأمريكي ومجازره بحق الشعب اليمني، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، عبر بيان رسمي، عن تنفيذ عملية عسكرية واسعة ومشتركة استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” والقطع الحربية المرافقة لها شمال البحر الأحمر.

وأوضح البيان أن العملية تمت بمشاركة فاعلة من القوات البحرية وسلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية اليمنية، التي اشتبكت مع الحاملة والقطع المرافقة لها عبر إطلاق عدد من الصواريخ المجنحة والبالستية والطائرات المسيرة، في هجمات منسقة استمرت لعدة ساعات.

وأكدت القوات المسلحة اليمنية أن هذه العملية النوعية أدت إلى إجبار حاملة الطائرات “ترومان” على التراجع والابتعاد عن موقع تمركزها السابق، باتجاه أقصى شمال البحر الأحمر، حيث تحاول تقليل تعرضها للضربات اليمنية الدقيقة.

وشددت على أن العمليات العسكرية البحرية والجوية مستمرة، وأنه لن يكون هناك أي توقف عن استهداف حاملات الطائرات والقطع الحربية الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي، حتى يتوقف العدوان الأمريكي على اليمن بشكل كامل.

قراءة استراتيجية: المعركة تنتقل إلى البحر
إن تمكن قوات صنعاء من استهداف أكبر حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر، بل وإجبارها على الانسحاب من مواقع تمركزها، يمثل نقلة نوعية في طبيعة المواجهة العسكرية. فواشنطن لطالما اعتبرت حاملاتها البحرية رمزاً لهيبتها العسكرية وهيمنتها العالمية، غير أن مشهد فرار “ترومان” يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من توازن الردع في البحر الأحمر.

لم يعد البحر الأحمر “بحيرة أمريكية” كما كانت توصف من قبل؛ فبفضل القدرات المتطورة للقوة الصاروخية اليمنية والطيران المسيّر، تغيرت قواعد الاشتباك، وباتت الحاملات الأمريكية أهدافًا حقيقية في مرمى النيران اليمنية.

تصدع الهيبة العسكرية الأمريكية
الجدير بالذكر أن حادثة سقوط طائرة “إف-18” الأخيرة ليست الأولى، إذ سبق أن أعلنت البحرية الأمريكية قبل أربعة أشهر عن فقدان طائرة مماثلة فوق مياه البحر الأحمر، دون أن تقدم آنذاك رواية مقنعة لأسباب سقوطها.

اليوم، ومع تكرار الحوادث، يظهر أن القوات الأمريكية باتت تعاني من حالة من الإرباك والضعف غير المسبوق، وهو ما تؤكده شهادات مصادر عسكرية أمريكية تحدثت عن أجواء من القلق والانهيار النفسي وسط طواقم حاملات الطائرات، بفعل ضربات صنعاء المركزة والمستمرة.

خلاصة المشهد
ما جرى في البحر الأحمر لا يمكن اختزاله بحادثة سقوط طائرة واحدة، بل يمثل جزءًا من معركة استراتيجية أكبر، تخوضها صنعاء بثبات وعزيمة، لإعادة رسم خريطة النفوذ العسكري في المنطقة.

إن إسقاط مقاتلة حديثة، وإجبار حاملة طائرات على الفرار، يؤكد أن معادلة الردع قد انقلبت، وأن زمن العربدة العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر يقترب من نهايته أمام إرادة الشعوب الحرة وإبداع قدراتها المقاومة.

مقالات مشابهة

  • القوات المسلحة تترجم بشارات السيد القائد على الواقع
  • بعد معارك عنيفة.. القوات الحكومية السورية تسيطر على صحنايا
  • بدء انسحاب قوات سادك من مدينة غوما في الكونغو الديمقراطية
  • تقرير صيني: قوات صنعاء بأسلحة منخفضة التكلفة تستنزف مليارات الجيش الأمريكي
  • ترامب يحتفل بـ100 يوم: "استعدنا أعظم اقتصاد في التاريخ"
  • أبرز ما ورد في خطاب رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الخدمة المدنية
  • مصر تتربع على العرش الأفريقي في المصارعة الرومانية تحت 17 عامًا
  • إعلام العدو يعترف: كمين الشجاعية كان الأصعب
  • معاون رئيس الأركان يبحث التعاون الاستراتيجي العسكري في الأردن
  • تحول استراتيجي.. كيف أسقطت قوات صنعاء مقاتلة “إف-18” وأجبرت حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” على الفرار؟