بثينة تروس
نرثي لحالة مندوب السودان لدي الأمم المتحدة الحارث إدريس، الذي أتت به ثورة ديسمبر (السلمية) ولم تشفع له الجنسية المزدوجة ليتعلم من حكمة دبلوماسيتها، فيكون مترافعا عن بلده باحترام، اذ ان الحق في السلام هو أصل الحقوق على الاطلاق، لدي الاحكام السماوية والارضية، وانه لا توجد أي فرصة لنيل حقوق اخري في ظل الحرب، واستعلاء لغة الكراهية كشعار دبلوماسي.
لذلك انصرفت شكوى السيد المندوب على نفس نسق معارك الدونكيشوت من شاكلة اننا نحن من بنينا دولة الامارات، واساس نهضتها! بالفعل كان السودانيون جزء من (عمال) بناء دولة ذات بترول في طور نهضة وقتها، نالوا اجورهم كغيرهم من الوافدين من انحاء العالم، فقط كان السودانيون اقواماً حازوا على احترام، وثقة حكام وشعب الامارات، لما اشتهروا به من مكارم الاخلاق. لكن (انما الأمم الاخلاق ما بقيت ** فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا). وذهاب الاخلاق هو محل الشكوى الأساسية في الحقيقة، اذ ان تصدير الذهب والمعادن والحبوب، والماشية هي مجلبة ثروات وبناء وعمران للبنية التحتية ونهضة ومفخرة للبلدان، ان تم ذلك عبر القنوات الرسمية لمؤسسات الدولة المحترمة!
والشاهد ان وزراء حكومة الإسلاميين خلال ثلاثين عام، كان بينهم تسابق محموم في الثراء الحرام، وغسيل الأموال، والتهريب، فتحت فيها الحكومة أبواب الاستثمار والاتجار الغير مشروع في موارد الدولة، ليس للإمارات وحدها بل بلغت حتي اقاصي الصين وروسيا، وحين عجزت عن محاربة هؤلاء القطط السمان في حكومتها، طفقت في مواجهة الانهيار الاقتصادي للدولة باستدانة القروض مقابل الأراضي والاستثمار فيها للمانحين، وفتحت أبواب تهريب الذهب علي مصراعيه، وبحسب تقارير الأمم المتحدة نفسها، ان السودان فقد نحو 267 طناً من الذهب تم تهريبه عبر الحدود البرية، ومطار الخرطوم، وبعلم الأجهزة الرسمية، بل سهلت الحكومة لمليشيا الدعم السريع، وللأجهزة النظامية الأخرى، بل للأفراد من كبار ضبط الجيش والأمن، كما أفاد مبارك أردول في التسريبات الأخيرة، من بيع الذهب وثراء الشركات الخاصة بهذه المنظومات والأفراد وبصورة خاصة آل دقلو من عائداته! فهل تتوقع حكومة الجنرال الغافل ان تكف الدول المستفيدة من صراع الافيال في ان تمتنع من شراء ما تحتاجه بلدانها في سبيل زيادة اعمارها! وبين البائع والشاري مصلحة بائنة بينونة كبري! ام يعقل ان يرعوي الدعم السريع في الكف عن بيع وتصدير الذهب للإمارات وهو يحتاج لتسليح الجنجويد المنتشرين في ساحات المعارك بطول البلاد وعرضها؟
نوكد انه لا اعتراض علي عريضة المندوب في شكوى الإمارات، فهي تنخرط تحت بنود تنظيم الحروب بين الدول والتعهد بحماية المدنيين، بل والمقاتلين من الجرحى والاسري! ان كان قد وفق في حيثياتها بالصورة المتعارف عليها في الشكاوى، أو كان المكون العسكري الذي يقوده البرهان وتدعمه الحركة الإسلامية حريص على إيقاف الحرب، وحفظ دماء المواطنين، أو لو كانت الحرب الدائرة في السودان تلتزم بأخلاقيات الحروب المتعارف عليها، اذ شهدنا قوات الجنجويد يتاجرون بالسلام، ولا تعنيه أرواح وامان المواطنين في شي فلا امنهم في منازلهم وبيوتهم، ولا هو تركهم يأكلون خشاش ارضهم في المناطق التي استولي عليها، كما ان الجيش المدفوع برغائب وخطط الفلول الخائبة، ظل رافعاً لسلاح الحرب واستمرارها، يخسف منازل المواطنين والمنشآت العامة بالبراميل المتفجرة وتقتل كتائبه المهووسة الأبرياء على الأسس العرقية والجهوية كما حصل اليوم في القرية (32) التابعة لمحلية ام القرى بولاية الجزيرة.. فلا هو انتبه لمهمته الأساسية في حماية أمن المواطنين، وطرد المحتلين للبيوت، ولا فتح معابر الإعانات الإنسانية لإنقاذ من تبقي منهم، بل أكثر من ذلك ارتكب جرائم في حق المواطنين لا تقل بشاعة من تلك التي ارتكبها الجنجويد.. مطلوب مندوب الأمم المتحدة للسودان كان امامه لكنه عجز عن الإفصاح عنه، الا وهو إيقاف الحرب ومحاسبة مجرمي الحرب من الطرفين، لكنه وكما قلنا يخدم غرض أرباب نعمته من الفلول لا غرض المواطن السوداني المحروب والمشرد في السلام والأمن والاستقرار.
tina.terwis@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تواصل تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في سوريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة "اليونيسف"، يواصلان تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين في سوريا، حيث وصلت 31 شاحنة تحمل أكثر من 200 طن متري من الإمدادات الغذائية عبر معبر باب الهوى الحدودي، ليصل إجمالي عدد الشاحنات التي تم إدخالها منذ بداية العام إلى 506.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أوضح المكتب الأممي، أنه وشركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني، يواصلون مساعدة المحتاجين، وتوسيع نطاق الدعم، بما في ذلك جهود التعافي المبكر، حسبما تسمح الظروف اللوجستية والأمنية والتمويلية.
وأضاف (أوتشا)، أن على مدار الأسبوعين الماضيين، أزال الشركاء أكثر من 8 آلاف متر مكعب من الركام في مدينة إدلب وخلقوا أكثر من 570 فرصة دخل، بما في ذلك برامج النقد مقابل العمل.
وأوضح "أوتشا"، أنه من أجل الإبلاغ بشكل أفضل عن الاستجابة، يواصل الزملاء العاملون في المجال الإنساني إجراء مهام التقييم الأسبوعية الخاصة بهم، من أجل الحصول على مزيد من المعلومات. وأكمل المكتب الأممي أول مهمة عبر الحدود للأمم المتحدة إلى معرة النعمان في إدلب.
وأشار إلى أنه منذ بداية العام، تم إكمال 78 مهمة عبر الحدود إلى سوريا، ليصل العدد الإجمالي لتلك المهمات إلى 781 منذ الزلازل الذي وقع في عام 2023. وتقوم هذه البعثات في الغالب بمراقبة المشاريع وإجراء التقييمات والتواصل مع المستفيدين.