سودانايل:
2025-04-01@09:29:58 GMT

مندوب السودان بالأمم المتحدة جانبه الصواب

تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT

في سابقة خطيرة تعتبر الأولى من نوعها، خرج مندوب السودان (مندوب جيش الإخوان المسلمين) بالأمم المتحدة، بجملة من العبارات المجافية للعرف الدبلوماسي، وصب جام غضبه وغلوائه على دولة الإمارات العربية المتحدة ومندوبها محمد أبو شهاب، متهماً إياها بدعم أحد طرفي النزاع في الحرب الدائرة الآن في السودان، الأمر الذي وصفه أبو شهاب بالسخيف، ونصح على إثره (مندوب السودان) بأن يذهب إلى منبر جدة، حيث المكان الفعلي للتوصل لسلام حقيقي ينهي الحرب، لقد قدم مندوب الإمارات نموذجاً فريداً في هدوء الأعصاب، وسلامة الخطاب الدبلوماسي الخالي من شوائب الحمق والهتر والابتذال، وعلى عكسه تماماً فقد أساء (مندوب الجيش السوداني المختطف من قبل تنظيم الاخوان المسلمين)، للبلدين الشقيقين اللذين يعيش شعباهما في تعاون مشترك وعلاقات أخوية صادقة منذ انبلاج فجر اتحاد الإمارات السبع، وما يحمد لأبي شهاب أنه لم يجاري هتر الحارث إدريس الحارث، الذي حاول يائساً أن يحوّل منصة مجلس الأمن الدولي إلى محاكمة فوضوية وصبيانية تفصل في مزاعم مزاجية، أدلى بها (مندوب السودان) حديث العهد بأروقة مؤسسة دولية كبيرة من مؤسسات الأمم المتحدة، لكن المتتبع لمسلك دبلوماسية الإخوان المسلمين المختطفين لقرار مؤسسات الحكم في السودان، لا يستغرب هذا الاتجاه السلوكي البعيد عن الاتساق والغريب على إرث هذه المؤسسات الأممية، وكما هو معلوم أن لممثلي جماعة التطرف والهوس الديني سيرة ومسيرة غير حميدة في المنابر العالمية، وهم يمثلون الدولة التي قهروا شعبها وأورثوه الحرب، فعلى سبيل المثال لا الحصر قد ثبت ضلوع موظفين كبيرين من بعثة السودان بواشنطن بالماضي القريب، في مخالفات أقل ما يمكن أن توصف به أنها غير أخلاقية، فهذا ديدن الإرهاب والغلو والأصولية والتطرف، عندما تفسح لها الشعوب الطريق لكي تتصدر المشهد السيادي للدولة، وليس مدهشاً أن ينفجر (الحارس) داخل بهو المؤسسة الدولية الكبرى، غير مبالٍ بالأعراف والقيم والنظم، فالدولة التي يقود دبلوماسيتها أمثال (علي كرتي) زعيم مليشيا الدفاع الشعبي الإرهابية، التي أحرقت أرض وشعب جنوب السودان في يوم من الأيام الغافلات من عمر الشعب والدولة، لا يجب علينا انتظار فيلها لكي يلد لنا غير الفأر الصغير.


السودان لم يكن محظوظاً البتة في حصول أبنائه الأكفاء على فرصة التمثيل الدبلوماسي، في ظل منظومة حكم الرئيس المخلوع عمر حسن أحمد البشير، حامي حمى جماعة الإسلام السياسي في السودان، الجماعة التي أرجعت هذا البلد الجميل إلى ما قبل العصور الحجرية القديمة، وذلك بإدخاله في أتون حرب دموية استهدفت المواطن السوداني، فطردته خارج أرض أجداده وأصبح لاجئاً تائهاً لا يدري متى تنتهي فصول هذه الحرب اللعينة حتى يعود لموطنه، وهذه النتائج الكارثية التي دفع ثمنها هذا الإنسان البسيط ما هي إلّا محصّلة حتمية لمخرجات أفكار الكتب الصفراء، المعشعشة في رؤوس الأصوليين الذين حكموا هذه البلاد بسيف الحديد والنار، ونشروا الرعب بالبلدان المجاورة الصديقة والأجنبية البعيدة، بارتكابهم لجرائم الإرهاب الدولي التي ما زال الناس يدفعون ثمن ديونها المتراكمة، وما بدر من سلوك بربري من (مندوب الجيش السوداني المُختطف)، هو ترجمة حرفية لذهنية العقل الهتافي المهووس، الذي رعى عصابات الجريمة المتدثرة برداء الدين في جميع أصقاع الدنيا، فأشعل المتفجرات بالمدمرة الأمريكية كول، وحاول اغتيال رئيس جمهورية جارة وشقيقة، وآوى أكبر رمز من رموز الإرهاب الدولي - كارلوس، هذا غير ملفات التعاون مع الأنظمة السياسية الداعمة للإرهاب، وفتح الأبواب على مصاريعها لزعيم تنظيم القاعدة – أسامة بن لادن، فالتخريب الذي طال جهاز العمل القنصلي وسفارات السودان المنتشرة حول العالم، أداره التنظيم الإخواني السوداني بكل دراية ومقصد، لأن العقل الأصولي لا يؤمن بالتعايش السلمي بين الشعوب، ولا يحتكم للمعاير الإنسانية العالمية المتوافق عليها، لذلك رأينا تطرف (مندوب السودان) وشاهدنا رفعه لساعده الأيمن والسبابة، مهدداً ومتوعداً ومدّعياً مزاعم لا تمت للواقع بصلة، وليس أدل على رغبة المختطفين للشرعية في إسالة وإراقة المزيد من دماء الشعب السوداني، غير رفض قيادة الجيش المختطف للسلطة الذهاب لمنبر السلام، ورأس جبل جليد التعنت الإخواني والإصرار على السقوط في وحل الدماء والأشلاء، مثّله بكل جدارة (مندوب السودان) بردهات مجلس الأمن.
ومهما حاول الإرهابيون جر دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها المضياف لحضيضهم، لن يستطيعوا إلى ذلك سبيلا وسيخيب فألهم، فشعبا الدولتين تربطهما علاقات أزلية لا تتأثر بالأنظمة السياسية، وما بدر من مندوب الجيش الإخواني المختطف لقرار الدولة السودانية من سلوك لا يرقى لأقل مستويات الأداء الدبلوماسي، ما هو إلّا ظاهرة عابرة مثلها مثل كثير من الظواهر الطارئة على المشهد العام، بعد استيلاء الإخوان المسلمين على السلطة عبر انقلاباتهم العسكرية المتتالية على سلطة الشعب، التي سوف تزول بزوال النظرة الأحادية لحكم البلاد، وخروج دكتاتورية الرأي الواحد من أضابير مؤسسات الدولة، بعد استكمال مشروع التغيير الحقيقي الذي يقوده السودانيون الرافضون لاستمرار منظومة الحكم الثيوقراطي البائد.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: مندوب السودان

إقرأ أيضاً:

البرهان: لا تفاوض ولا مساومة مع من إنتهك حرمات الشعب السوداني

(سونا)-قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان أنه لا تفاوض ولا مساومة مع من إنتهك حرمات الشعب السوداني مؤكدا مضي القوات المسلحة والقوات المساندة لها في معركتها للقضاء على التمرد ودحر مليشيا آل دقلو الإرهابية.

وأوضح سيادته في كلمته التي وجهها اليوم للشعب السوداني بمناسبة عيدالفطر المبارك أن القوات المسلحة تقف على مسافة واحدة من جميع المواطنين، ولا تنحاز لأي جهة على حساب الآخرين. وناشد البرهان كل المواطنين المتواجدين في مناطق سيطرة التمرد لنفض أيديهم عن مساندة مشروع مليشيا آل دقلو الإستعماري وحماية أبناءهم من هذه المليشيا الإرهابية. وفيما يلي نص

كلمة السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي :_

بسم الله الرحمن الرحيم

(أذن للذيـن يقاتلـون بأنهـم ظلمــوا وإن الله علــى نصرهــم لقديـــر)

الحمد لله رب العالمين والحمد لله مانح القوة والحمدلله واهب النصر الحمد لله الذي نصر شعب السودان وجند السودان الحمد لله الذي رفع عن كثير من أهل بلادي القهر والظُلم وأصلي وأسلم على سيدنا محمد المعلم والمتمم والملهم .

*المواطنون الكرام* ــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم والوطن بخير

نسأل الله أن يتقبل شهداء بلادي الذين بذلوا أرواحهم فداءً للوطن وفداءً لشعبه فهم أكرم منا جميعاً وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين وعوداً حميداً للأسرى والمفقودين .

*المواطنـــون الكــــرام*

تدخل هذه الحرب التي تعيشها بلادي والتي أشعلتها مليشيا آل دقلو ومعاونيها وداعميها عامها الثالث وقد فعلت بالوطن والمواطن أسوأ ما يمكن أن يحدث في الحروب ، إن الفظائع التي أرتكبت في حق شعبنا والمرارات التي أذاقها لهم هؤلاء المجرمون صورها وأصواتها وجراحها المتجددة تجعل الخيارات صفرية في التعامل مع هؤلاء المجرمين وداعميهم وأقول لهم بصوت الشعب النازح والمهجر والذي نهبت أمواله والمحاصر والأمهات الثكالى والأطفال الإيتام والشهداء إننا لن نغفر ولن نساوم ولن نفاوض ولن ننكص عن عهدنا مع الشهداء .

*المواطنـــون الشرفـــاء*

إن قواتكم المسلحة ، قوات الشعب المسلحة (ق.ش.م) قد تحقق في رحابها شعار شعب واحد جيش واحد بل أكثر فهي إستحقت ما أسماها به الرعيل الأول فهي من الشعب وإلى الشعب فهو من حملها فوق جراحاته وصبر عليها فوق أحزانه وقدم لها خيرة أبناءه فنهضت وأنتصرت بكم وأنتصرتم بها . الشكر لك شعب وأبناء السودان أين ما كنتم فأنتم الزاد وأنتم الوقود وأنتم أصحاب النصر وأهل الفضل والشكر من قبل ومن بعد لله رب العاملين و لن تكتمل فرحة النصر إلا بالقضاء على آخر متمرد في آخر بقعة في السودان.

*الشعب السوداني الأبي*

إن طريق السلام وإنهاء الحرب ما زال مشرعاً فمعاناة أهلنا في مناطق سيطرة المليشيا الإرهابية وحصارهم وتدميرهم وقتلهم خاصة في الفاشر وضرورة إشاعة السلام والطمأنينة في ربوع الوطن كل ذلك ممكن وطريقه واضح وهو أن تضع المليشيا المتمردة السلاح أو على الباغي ستدور الدوائر .

*المواطنيــن الشرفــاء*

أؤكد لكم أن قوات الشعب المسلحة تقف من جميع المواطنين المساندين لها والمدافعين عن السودان وعن الحق على مسافة واحدة ولا تفضيل ولا إنحياز لأي جهة على حساب الأخرين فحرب الكرامة ميزت الخبيث من الطيب والوطني من المأجور وهنا وجب تقديم التحية والتجله للمجموعات التي ساندت وقاتلت مع القوات النظامية بمختلف كياناتهم ومناطقهم وأخص هنا المقاتلين في شمال دارفور وكردفان على صبرهم وتحملهم الحصار فإننا قادمون وكذلك من بقية مناطق السودان ومن قبلهم شبعنا المعلم الصابر الصامد وإن طريق النصر واضح المعالم وخيار الشعب لن يوقفه إلا تطهير كامل السودان من مليشيا آل دقلو الإرهابية .

كذلك وجب أن أقدم الشكر لأشقاء وأصدقاء السودان من الدول والمنظمات الذين عملوا مع الحكومة والشعب وساندوهم ودعموهم في تثبيت وحدة وأمن وإستقرار الدولة السودانية فما زال إعادة إعمار الدولة وبنيتها التحتية يحتاج إلى جهود إضافية ، وأكرر شكر وتقدير شعب السودان لكم أشقاء وأصدقاء بلادي .

*المواطنين الإعزاء*

أجدد عهد القوات المسلحة مع الشعب أن لا تراجع عن هزيمة وسحق مليشيا آل دقلو الإرهابية ورغم ذلك ظلت أبواب الوطن مفتوحة لكل من يحكم عقله ويتوب إلى الحق من الذين يحملون السلاح فالعفو عن الحق العام ومعالجة الأمر العسكري ما زال ممكناً ومتاحاً وهنا أناشد أهلنا في مناطق سيطرة التمرد برفع أيديهم عن مساندة مشروع آل دقلو الإستعماري وحماية أبناءهم من الذين سيوردونهم المهالك فالسودان الواحد الموحد أرضاً وشعباً أمانة تاريخية يجب عدم التفريط فيها .

*ختاماً*

أجدد التهئنة لكم شعب بلادي بعيد الفطر المبارك وأسال الله أن يتقبل صيامكم وقيامكم ومجاهداتكم وأن يعود علينا وبلادنا في أفضل حال موحدة آمنة مطمئنة خالية من التمرد والإقتتال .

الله أكبـــــــر نصــــــر مــــــن الله وفتـــــــــــح قريـــــــــــــــب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

   

مقالات مشابهة

  • (مناوي) الذي لا يتعلم الدرس
  • كارثة إنسانية غير مسبوقة.. تقرير يرصد الدمار الذي خلفته الحرب في العاصمة السودانية
  • مجلس التعبئة والأسناد يعايد أبطال الجيش والمقاومة المرابطين بجبهات محافظة مأرب
  • من هي الجهة التي وجهت بقطع تغذية الجيش وعرقلة صرف مرتباتهم.؟
  • بعض الأسئلة التي تخص قادة الجيش
  • الجيش السوداني ومفترق الطرق
  • آثار الدمار الذي لحق بمقر إقامة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بالخرطوم – فيديو
  • البرهان: لا تفاوض ولا مساومة مع من إنتهك حرمات الشعب السوداني
  • رئيس مجلس السيادة السوداني: لا تفاوض مع الدعم السريع
  • الجيش السوداني يسيطر على «سوق ليبيا» في أم درمان