ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "الولايات المتحدة أشارت إلى أنها منفتحة على دعم هجوم إسرائيلي ضد حزب الله في لبنان، وسط إحباط متزايد من استمرار الحزب في ربط الهدنة مع إسرائيل بوقف إطلاق نار أوسع بعيد المنال في غزة. وفي اجتماعاته في بيروت يوم الثلاثاء، وجه المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين تحذيرات "صريحة" للمسؤولين اللبنانيين من أن إسرائيل تستعد لشن هجوم محدود على حزب الله وستحظى بدعم الولايات المتحدة إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي، حسبما قال مسؤول عربي كبير للموقع.

وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته أن هوكشتاين قال إن التهدئة المذكورة في القتال في غزة تمنح حزب الله وإسرائيل فرصة لإنهاء صراعهما وبدء المفاوضات، مع أو بدون اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس".
وبحسب الموقع، "قال ديفيد شينكر، المساعد السّابق لوزير الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشّرق الأدنى، للموقع: "إن هوكشتاين يطرح بشكل أساسي ما سيحدث". وأضاف: "لقد انتهت إسرائيل تقريبًا من كل ما يمكنها فعله في غزة، ثم أصبحت في معضلة مع لبنان.يقول حزب الله إنه لن يوقف الهجمات إلا إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة، ولكن يبدو أن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار راضٍ عن احتجاز الرهائن والسماح لهذه الحرب بالاستمرار في عملية مكافحة تمرد منخفضة المستوى"."
وتابع الموقع، "حذر هوكشتاين من أنه بمجرد توقف القتال في غزة، يعتزم المسؤولون الإسرائيليون تحويل تركيزهم الكامل إلى الحدود الشمالية بهدف إبعاد حزب الله عن المنطقة حتى يتمكن ما يقرب من 60,000 إلى 96,000 من النازحين الإسرائيليين من العودة إلى منازلهم. وقد حاولت الولايات المتحدة منذ أشهر منع تصاعد الصراع الحدودي. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" في كانون الأول، تدخل الرئيس الأميركي جو بايدن شخصياً لمنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من شن هجوم كبير على لبنان بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول. لكن هوكشتاين حذر المسؤولين اللبنانيين من أن الولايات المتحدة ستدعم حليفتها بشكل كامل إذا لم يتوقف القتال في الأسابيع الخمسة المقبلة. كما وحذر المسؤولين اللبنانيين، بحسب المسؤول العربي، من أن "الولايات المتحدة ستقف إلى جانب إسرائيل ولن تدينها علناً إذا شنت هجوماً على حزب الله"."
وبحسب الموقع، "يعكس حديث الولايات المتحدة الصارم الإحباط العميق إزاء ما تقول إنه تعنت حماس تجاه اقتراح وقف إطلاق النار الذي أعلنه بايدن في 31 أيار. وفي حين تصر الولايات المتحدة على ضمان وقف دائم للأعمال العدائية في غزة، تقول إسرائيل إن الاتفاق سيسمح لها بضمان تدمير قدرات حماس العسكرية. وقال المسؤول العربي إن الولايات المتحدة تعتقد أن الزعماء العرب الآخرين بدأوا ينظرون إلى السنوار على أنه "مهووس انتحاري"، وبالتالي أصبحت أكثر ثقة في دعم الهجوم الإسرائيلي المحتمل.وأضاف: "إنهم يقولون لحزب الله لا تقيد نفسك بالسنوار"."
وتابع الموقع، "قالت راندا سليم، وهي زميلة بارزة في معهد الشرق الأوسط، للموقع، إنه في الأسبوعين الماضيين، بدا أن "الخط الأحمر" الذي وضعته إدارة بايدن بشأن شن إسرائيل هجوماً ضد حزب الله قد تحول إلى "اللون الوردي". وأضافت: "تقول الولايات المتحدة أننا حاولنا كبح جماح إسرائيل، وقد فعلنا ذلك لمدة ثمانية أشهر. لكن الآن لم يعد الأمر ممكنا". وتابعت قائلة: "لقد جعل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وقف الأعمال العدائية على الجبهة اللبنانية مرهوناً بوقف إطلاق النار في غزة. وحزب الله محاصر في هذه الاستراتيجية. ولن يشهد على أي تغيير". لكن سليم قالت إن رسائل هوكشتاين الصارمة إلى حزب الله قد تخدم غرضا مزدوجا. وأضافت: "لقد استنفدت الولايات المتحدة الإمكانيات المتاحة لدى مصر وقطر لدفع حماس نحو التوصل إلى اتفاق، لذا فإنهما تشيران إلى حزب الله للعمل معنا لإقناع حماس بالموافقة على وقف إطلاق النار، لأن حزب الله لديه وسائل أخرى تحت تصرفه"."
وبحسب الموقع، "تعتقد الولايات المتحدة أنها إذا تمكنت من وقف القتال على طول الخط الأزرق، فستتاح لها فرصة لصياغة حل دبلوماسي أوسع لسلسلة من النزاعات على طول هذا الخط الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل. إن إعلان نصرالله عن استعداده للتوصل إلى اتفاق قد أعطى الأمل للولايات المتحدة، ولا سيما هوكشتاين. إن الاتفاق، وفقاً لمسؤولين أميركيين وعرب حاليين وسابقين، سيشهد تحرك قوة الرضوان التابعة لحزب الله، والتي يقدر عددها بنحو 2500 مقاتل، شمال نهر الليطاني، على بعد حوالي 30 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية، وفقاً لما ينص عليه قرار الأمم المتحدة رقم 1701. ومن شأن الاتفاق أن يعيد سيطرة لبنان على الجزء الشمالي من مدينة الغجر، التي شيدت إسرائيل جدارا حولها في تموز، لكن مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل لن تشملها الصفقة". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الولایات المتحدة وقف إطلاق النار حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

هل تحقق إسرائيل ما تريد عبر سياسة الاغتيالات في لبنان؟

بيروت- صعَّدت إسرائيل عملياتها العسكرية على لبنان، ووسعت رقعة الاستهداف لتطال مجددا قيادات في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي قلب مدينة صيدا (عاصمة الجنوب اللبناني)، وذلك بعد أيام من استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت.

وفي عملية اغتيال جديدة، استهدفت مسيَّرة إسرائيلية، فجر اليوم الجمعة، القائد بكتائب عز الدين القسام -الجناح المسلح لحركة حماس- حسن فرحات "أبو ياسر"، ونجليه حمزة وحنين، داخل شقة سكنية بحي الزهور، الأكثر "اكتظاظا" في صيدا، وأدت الغارة التي استخدم بها صاروخان -حسب مصادرة أمنية للجزيرة نت- لاندلاع حريق كبير في الشقة المستهدفة امتد لمنازل مجاورة وأحدث رعبا بين السكان.

ويعد هذا الاغتيال الثاني الذي تنفذه إسرائيل داخل صيدا منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إذ اغتالت يوم 17 فبراير/شباط 2025 القيادي بالقسام محمد شاهين بواسطة طائرة مسيرة عند المدخل الشمالي للمدينة.

الاغتيال هو الثاني من نوعه الذي تنفذه إسرائيل في مدينة صيدا اللبنانية منذ وقف إطلاق النار (الفرنسية) اغتيال ممنهج

وتكشف المعلومات أن الشهيد حسن فرحات عم الشهيد محمد بشاشة، صهر القيادي البارز في حماس الشهيد صالح العاروري، اللذان اغتالتهما إسرائيل في الضاحية الجنوبية مطلع يناير/كانون الثاني 2024، كما أن الشهيد فرحات هو شقيق الشهيدة هيام فرحات زيدان وخال ابنها الشهيد الطفل عمر زيدان اللذين استهدفتهما غارة جوية في بلدة الوردانية بجبل لبنان في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وجاءت الغارة الإسرائيلية على صيدا في سياق تصعيد سياسي وأمني متسارع تشهده الساحة اللبنانية. فعلى المستوى السياسي، تتزامن العملية مع زيارة نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى بيروت مساء اليوم الجمعة، حاملة في جعبتها مقترحات، يقول خبراء إنها ترتبط بنزع سلاح حزب الله، في وقت يتمسك فيه لبنان الرسمي بالقرار 1701 ويؤكد التزامه الكامل به، مقابل خروقات إسرائيلية متواصلة.

أما على المستوى الأمني، فقد نفذت إسرائيل خلال الأيام الماضية غارتين على الضاحية الجنوبية لبيروت، الأولى بزعم استهداف مستودع للطائرات المُسيَّرة عقب إطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني، والثانية فجر الثلاثاء الماضي، حين استهدفت قياديا في حزب الله يدعى حسن علي بدير، وأدى ذلك لاستشهاد 3 أشخاص وإصابة 7 آخرين بجروح متفاوتة.

إعلان

وهكذا، يتضح أن إسرائيل تمضي في سياسة الاغتيالات والتصعيد المنهجي متجاوزة الخطوط الحمراء ومجازفة بدفع لبنان لمواجهة مفتوحة، في وقت يسود فيه الترقب الحذر داخليا، وتتكثف المساعي الدبلوماسية لوقف الخروقات الإسرائيلية المستمرة.

الأمر الواقع

يقول المحلل السياسي إبراهيم حيدر إن ما يجري يعكس مرحلة جديدة تنذر باحتمالات خطيرة ستترك تداعياتها على اتفاق وقف إطلاق النار، سواء في لبنان أو غزة، حيث استأنف الاحتلال حربه كاشفا عن خطته لتهجير سكان القطاع وتدمير ما تبقى من مظاهر الحياة فيه.

ويضيف حيدر للجزيرة نت أن الاعتداءات الإسرائيلية يوم 28 مارس/آذار التي طالت الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق شمال خط الليطاني، ثم اغتيال القيادي في حزب الله حسن بدير بالأول من أبريل/نيسان بقلب الضاحية، تلتها عملية صيدا، مما يؤكد أن إسرائيل تجاوزت خطوط وقف إطلاق النار، خاصة أنها قصفت الضاحية للمرة الأولى منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مما شكّل تحولا نوعيا في مسار التصعيد.

وتسعى إسرائيل -وفق حيدر- لفرض أمر واقع جديد عبر تعديل اتفاق وقف إطلاق النار من خلال وضع شروط جديدة تستند إلى تفسيراتها الخاصة، مستفيدة من ضمانات أميركية غير معلنة، تتيح لها حرية التحرك لضرب أهداف تزعم أنها تهدد أمنها.

إسرائيل تريد تثبت وجودها ومخططاتها في لبنان عبر سياسة الاغتيالات (صور الجيش الإسرائيلي)

كما أن الضربات الإسرائيلية المتواصلة وما رافقها من خروقات تعكس وجود خطة تحظى بتغطية من الإدارة الأميركية، هدفها زيادة الضغط على لبنان ونزع سلاح حزب الله عبر تثبيت احتلال النقاط الخمس في الجنوب، وإبقاء المنطقة الحدودية غير قابلة للحياة، ومنع أي إعادة إعمار قبل فرض شروطها التي تتضمن التوصل لاتفاق شامل يتيح لإسرائيل مواصلة تحكمها وإطلاق يدها بلبنان والمنطقة.

إعلان

ويتابع حيدر أن هذه "الاندفاعة" الإسرائيلية لا تستهدف حزب الله وحماس فحسب، بل مرشحة لمزيد من التصعيد، ولها امتدادات إقليمية واضحة، خصوصا في سوريا، إذ تعمل إسرائيل على احتلال مواقع إستراتيجية بالجنوب السوري قرب أبواب دمشق، وربطها بجبل الشيخ وصولا للحدود اللبنانية.

ويرى أن تصريحات نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط التي اعتبرت فيها أن الحكومة اللبنانية "مسؤولة عن نزع سلاح حزب الله" تعكس المسار الذي تسعى إليه أميركا اليوم، ويتمثل في الدفع نحو مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل، تسبقها عملية نزع شامل لسلاح الحزب الذي تعتبره واشنطن تهديدا لاستقرار لبنان والمنطقة.

 

رسائل الاغتيال

من جانبه، يعتقد الباحث والسياسي الفلسطيني محمد أبو ليلى أن "هذه الاغتيالات تعكس مأزقا إستراتيجيا يعيشه الكيان الصهيوني، الذي بات يخشى حتى ظلال المقاومين خارج حدود فلسطين، وتمثل تجاوزا خطيرا لكل الخطوط الحمراء، وتعكس استعداد الاحتلال -بدعم غربي واضح- لخرق سيادة الدول من أجل تنفيذ أجنداته الأمنية".

ويؤكد أبو ليلى للجزيرة نت أنه "بدلا من أن تُضعف هذه السياسات المقاومة، فإنها تزيدها شرعية وقوة وحضورا وثباتا وتماسكا".

ويبعث الاحتلال -وفق أبو ليلى- رسائل بأكثر من اتجاه عبر هذه الاغتيالات، أولها، للمقاومة: بأنه قادر على الوصول إلى أي شخص، بأي وقت ومكان، ويحاول فرض معادلة أمنية جديدة بتعامله مع حركات المقاومة بالمنطقة.

ورسالة أخرى للجبهة الشمالية في لبنان: بأنه مستعد لتوسيع دائرة المواجهة والذهاب إلى أقصى درجات التصعيد، خاصة بعد استهدافه أحد قادة حزب الله بقلب الضاحية الجنوبية قبل أيام، واستمراره بسياسة الاغتيال بحق كل من يرتبط بخيار المقاومة.

ويشدد أبو ليلى على أن المقاومة الفلسطينية لا تضعف باستشهاد قادتها، بل تزداد صلابة وتماسكا، ويرى أن "العدو يظن أن اغتيال الأفراد قد يوقف المشروع المقاوم، لكن التجربة تثبت العكس؛ فكل شهيد يخلّف طاقة جديدة، ودماء القادة لا تذهب سدى، بل تروي طريق التحرير وتعمّق الإصرار على العودة إلى فلسطين".

إعلان

مقالات مشابهة

  • ترحيل قيادات حماس من لبنان... هل دقّت ساعة الحسم؟
  • مبعوثة واشنطن تكشف "ما تريده الولايات المتحدة من حزب الله"
  • إسرائيل تكشف عن رسائل سرية بين إيران والسنوار.. وطلب بـ500 مليون دولار
  • حكم قراءة سورة الفاتحة وأول سورة البقرة بعد ختم القرآن
  • الاغتيالات تعود إلى لبنان| استهداف قيادات حماس وحزب الله.. وخبير يرصد المشهد
  • إيران وحماس بين لُغة المقاومة وخطاب المصالح.. قراءة في كتاب
  • البزري: أهمّ ما في زيارة أورتاغوس تفاهم الرؤساء على موقف لبناني موحّد
  • هل تحقق إسرائيل ما تريد عبر سياسة الاغتيالات في لبنان؟
  • خائفون.. ماذا قال إسرائيليون عن لبنان؟
  • مطاردة ثم اغتيال في لبنان.. من هم قادة حماس الذين قتلتهم إسرائيل؟