موقع النيلين:
2025-03-05@18:00:16 GMT

كمال بشاشا رئيسا للوزراء

تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT

(1) فى ثانى أيام بداية العام الدراسي الجديد فى مدرسة دبيرة المتوسطة عام 1976م ، بحلفا الجديدة ، شهدت نقاشا حادا بين اثنين من الزملاء ، (ما زالت اذكر الاسماء) ، واشتد حتى فصلنا بينهما ، وبعد وقت قليل وجدتهما فى حالة أنس وصحبة ، كانت تلك صدمة جديدة لى ، فمثل هذه الشجارات عندنا فى المسارح تنتهى بضربة لازب ، وصار ذلك مما تعلمت فى تلك البيئة الجديدة الثرية بالنقاش والحوار والجدل والمنطق والوصول إلى قناعة أو احترام رأى الطرف الآخر ، فى هذه البيئة نشأ كمال بشاشا ، واكتسب تلك الخاصية الانفتاح على الآخر ، البناء على منظوره والتقارب مع وجهة نظره والبحث عن مظان الإتفاق ، وهذا هو المطلوب فى أيامنا هذه الإستماع للآخر وليس نفيه ، وهذا ما ينبغي أن يكون ديدن التفكير فى قيادات المستقبل ، والجيل الجديد ، وعلى السابقين التقاعد ، فى مقاعد الإستشاريين.

.
لم تعد الخبرة التراكمية هى المعيار ، لسبب بسيط ، بنقرة زر يمكنك الحصول على خبرات قرون كاملة وليس عدة عقود ، وتجارب امم كاملة وليس الأشخاص ، والتحدي هو كيفية إستيعاب ذلك وتوظيفه لصالح الوطن والمواطن الذي ارهقته الخلافات والمنازعات والتحيزات ، ولا يتحقق ذلك بعقول (محنطة) أو قوالب جاهزة ، اشرعوا الأجنحة لجيل جديد ، امثال كمال بشاشا وليس كامل ادريس..
(2)
فى واحدة من محطاتى العملية تعلمت درسا مهما ، وهو الإستكشاف ، تمرين النفس على البحث و النظر ، ولا يتحقق ذلك إلا بالمعايشة المتبصرة ، والقاعدة المهمة: (أصمت قليلا ، اغلق فمك وافتح عقلك قبل اذنك وعينك واعرف اكثر ، ثم بعد ذلك انطلق) ، ولذلك وفى مرات كثيرة أبقى شهورا واياما اقرأ واراجع قبل ان انطلق ، واصمت حتى يظن الناس بك خرس ، واذا تحدثت لتكن لكلمامك وقع ، كذلك كان صديقنا بشاشا ، كان البعض يعده من الزاهدين في الحديث ، حتى هيأ نفسه بالعلم والمثابرة والصبر وكتب وتحدث بمنطق ورؤية ، هذا هو الجيل الجديد ، من اختبرتهم الحياة وتعلموا الدروس واستنبطوا العبر ، لقد شهدنا خلال اعوام سابقة كيف أن ناشطين بلا وعى قادونا للمجهول فى ظنهم أن أمر الحكم مجرد فذلكة كلام..
افتقدوا حكمة الصمت والتعلم والمعرفة فاضاعوا البلاد ، ولذلك دعونا نسلمها هذه المرة للوعى..
(3)
ذات مرة تحدثت مع احد كبارنا ، قلت له : فلان كريم ، قال لى : بل هو سخى ، وسكت..
تلك عبارة اكثر شمولا ، فالكريم جواد بماله ، والسخي جواد بكل ما يملك ماله وفكره وسعيه ونصحه ، وذلك اخى دكتور بشاشا ، غالب الوقت تجده مهموم بآخر ، شخص أو مؤسسة أو قضية ، مبذول للخير ، بكل طاقة ، تلك قيمة نادرة ، ذلك الحس الإنساني الرفيع ، فى هذا الزمن العصيب على امتنا ، حيث يصبح الإنسان محور الأحداث وليس جسر العبور ، و السخاء أن تبادر وتشجع وتدعم وتتحمس للاخرين..
ليس ذلك فحسب ، وإنما يسعده نجاح الآخرين دون تباه أو إدعاء.. وذلك سر مخبوء عند الاخيار..
هل نرغب فى اكثر من ذلك ليكون فى قيادة البلاد ورمزيتها.. دعونا نسمع للجيل الجديد ما دون الستين..
(4)
فى عام 2020م ، تبنى السودان اسوأ موازنة فى التاريخ ، ولا تقاربها سواء موازنة 2021م ، الأولى قامت على 56% من الدعم الاجنبي المتوهم ، والثانية جاءت بنظرية البصيرة ام حمد ، إعلان سياسة اقتصادية تقوم على التحرير الاقتصادى دون ضمانات اجتماعية ، فحدث تضخم بنسبة 400% ومشقة على المواطن وارباك فى المشهد الاقتصادى ، حدث كل ذلك مع أن اولى تصريحات دكتور حمدوك عن (امكانيات السودان وموارده) ، ولكن ما ينقص د.حمدوك هو الإيمان بتلك الحقيقة ، والعمل عليها بالعزم ، وصديقنا دكتور كمال بشاشا ليس خبيرا فى هذا المجال فحسب ودرس تجارب مجتمعات فحسب ، بل زاد عليه بالتجربة العملية ومعرفة ثروات البلاد وامكانياتها ومواردها ، لم تكن شركة زادنا مجرد مشروع اقتصادى ، بل هى نموذج نهضوى لترويج قطاع اقتصادى رائد ، ومثل بشاشا هو من ينبغى ان يتقدم الصف..
(5)
أن تركيز الترشيحات على أسماء معينة ودوائر ضيقة هو هو افتقار للحنكة عند مصنع القرار ولتأثير التوازنات الجهوية والمناطقية والمؤثرين واللوبيات ، وهو أمر يستوجب تداركه فهذه الحرب خط فاصل بين واقع وواقع ، ومرحلة ومرحلة ، وصفحة جديدة معافاة من آفات كثيرة…
د.كمال (مواليد 1975م) وامثاله من الجيل الجديد ، وهو كنموذج درس الجيولوجيا (النيلين) وادارة اعمال (الاسلامية) ودكتوراه (جامعة الخرطوم) واكمل دراساته فى ماليزيا ، لهم شغف بالتطور وزيادة المدارك..
حيا الله الاخ الدكتور كمال بشاشا وجيله من القادرين على العطاء بافق مفتوح وعقل مفتوح وانتماء اصيل..
د.ابراهيم الصديق علي
19 يونيو 2024م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

رمضان الفوائد وليس الموائد!

 

فلندع السياسة وغثاءها جانباً، ولنرحل قليلاً في روحانية الشهر الكريم وما يحمله من فوائد جمة للإنسان المسلم، وعلى مختلف المستويات الصحية والذهنية والاجتماعية والنفسية، وقبل هذا وذاك الجانب الروحي الذي يحتاج من الغذاء الخاص به، ما لا يقل عن احتياجات الجسد من الأكل والشرب وإشباع الغرائز.

-يقول الأطباء والمختصون أن عبادة الصيام -ومن وجهة نظر علمية بحتة- تعد من أهم الوسائل الفعالة جدا لإعادة شحن الدماغ، وتعزيز نمو وتطور خلايا دماغية جديدة، وشحذ القدرة على الاستجابة للمعلومات من العالم المحيط.. وأثبتت الدراسات العلمية، أن الصيام يجعل الدماغ أكثر قدرة على تحمل الإجهاد، والتأقلم مع التغيير، كما يحسّن المزاج والذاكرة ويعزّز من القدرة على التعلّم.

-في الجوانب الصحية، يوضح الأطباء أن الصوم يساهم بشكل كبير في تعزيز الوقاية ضد عدد من الأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، فهو يؤدي إلى إراحة الجهاز الهضمي، والتحكّم في الوزن، ويقلّل من ضغط الدم والكوليسترول، ويحسّن من وظائف القلب، ويساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم كما يحسن من مستوى حساسية الجسم للأنسولين، ويعمل على تحسين صحة الجهاز الهضمي والتخلص من السموم ويحسّن وظائف الدماغ، ويعزّز الذاكرة والتركيز.. ويساعد على مكافحة علامات الشيخوخة، كما يقلّل من التوتر والقلق.

-الحديث عن الفوائد والمنافع الصحية، التي تعود على الإنسان المسلم نتيجة أدائه فريضة الصيام كثير ومتشعب، ولا يمكن لمقال صحفي عابر أن يحيط بها علماً، وهي تحتاج كما يؤكد أصحاب الشأن إلى أبحاث ودراسات ومجلدات كما أن الكثير منها ما زال غامضا وربما يكشفه العلم وتطوراته التي تؤكد يوما بعد آخر كيف أن الخالق العظيم رؤوف بعباده رحيم بهم، حتى التكاليف التي يستثقلها البعض ويغفل عنها البعض الآخر تنطوي على منافع جمة للعباد أمّا هو سبحانه وتعالى غنيٌ عن العالمين.

– على المستوى النفسي والذهني يقول المختصون أن الصوم يساعد على الشعور بالراحة النفسية ويعلّم الصبر والتحكم في النفس ويلعب الدور الكبير في تحقيق السلام الداخلي والعمق الروحي، ويترك صفاء ورقة في القلب، ويقظة في البصيرة، ويزيد من مستويات التأثر بالذكر والعبادات وهي التي تُعد الغذاء الرئيس للروح.

– في الأخير كل هذه المنافع التي يأتي بها شهر الخير والحب والسلام قد تصبح في حكم العدم إذا لم يتجسد المسلم في أدائه الصيام الغايات والمقاصد والالتزام بالآداب والأهداف لهذه العبادة وأبدى الحرص الكافي على التزوّد من هذه القيم والمبادئ الروحية السامية لا أن يجعل منه كما يفعل البعض للأسف موسما للتخمة والنوم وفي تضييع وقته في التفاهات والسفاسف، والتفنن في إقامة الموائد واقتناء والتهام ما لا يحصى من أنواع الأطعمة والمأكولات، فعندئذ يكون الصائم من هذا النوع مصداقا لقول الرسول الكريم عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم” رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش”

مقالات مشابهة

  • غزة: انتشال 48 شهيدا من مقبرة عشوائية بمحيط مستشفى كمال عدوان
  • سودانايل تنشر نص خطاب دكتور عبدالله حمدوك رئيس التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) حول نداء سلام السودان .
  • عمر كمال عبد الواحد يحتفل بعيد ميلاد والدته بهذه الطريقة
  • خلفا لسلام.. محكمة العدل الدولية تنتخب يوجي رئيسا لها
  • انتخاب القاضي الياباني إيواساوا يوچي رئيسا لمحكمة العدل الدولية خلفا لنواف سلام
  • انتخاب ياباني رئيسا جديدا لمحكمة العدل الدولية
  • محكمة العدل الدولية تنتخب يوجي إيواساوا رئيسا جديدا خلفا لسلام
  • «العدل الدولية» تنتخب رئيساً جديداً
  • الشهداء فى الذاكرة.. والدة الشهيد وائل كمال: وصى أخوه يدفنه مع منسى
  • رمضان الفوائد وليس الموائد!