القدس المحتلة - خاص صفا

شكلت عملية "تل أبيب" الفدائية مساء أمس السبت، صدمة كبيرة لدى أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي، إذ أن منفذها مقاوم فلسطيني مطارد من جيش الاحتلال، ونفذ عملية إطلاق نار وسط المدينة.

واستشهد الشاب كامل أبو بكر من جنين، برصاص شرطة الاحتلال مساء السبت، بعد تنفيذه عملية إطلاق نار أردى فيها شرطيًا.

وأثارت العملية تساؤلات عديدة حول كيفية وصول المنفذ المطلوب للاحتلال إلى العمق الإسرائيلي، وتنفيذه العملية وإيقاع الخسائر في صفوف الجيش.

وحول ذلك، قال المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، "إن العملية شكلت إخفاقًا جديدًا على صعيد الأمن الإسرائيلي الذي أظهر مؤخرًا استنفارًا كبيرًا خشية تنفيذ عمليات من المقاومة الفلسطينية".

ولفت أبو عامر في حديثه لـ"صفا"، إلى إمكانية أن تكون هناك جهة منظمة لهذه العملية، "وليس عملية فردية كما يدعي الاحتلال، فمسألة تخفّيه طوال الفترة الأخيرة يعطي إشارة إلى أننا قد نكون أمام خلية نقلته لمكان العملية وأعطته السلاح المستخدم وما يلزمه من إرشادات ميدانية على الأرض".

وأكد أننا أمام عملية نوعية في هذه المرحلة، "في ظل ما تدّعيه قوات الاحتلال بأن عدوانها الأخير على جنين استطاعت توجيه ضربةٍ على خلايا المقاومة هناك".

وأشار المختص في الشأن الإسرائيلي أبو عامر، إلى أن العملية أثبتت وجود إخفاق أمني وفشل استخباري للاحتلال وعدم القدرة على مواكبة ما تحضره المقاومة من عمليات لاحقة.

ولفت إلى وجود حالة من الاستنزاف وتبدد الردع الإسرائيلي، ورغبة من المقاومة في استمرار العمليات وتصعيدها وتنقلها من مدينة لأخرى، ومن شأن ذلك تشتيت قوات الاحتلال ومتابعته الميدانية، ويفسح المجال للمقاومة تنفيذ ضربتها في شتى المناطق".

من جانبه، اعتبر المختص في الشؤون الإسرائيلية محي الدين نجم، أن تنفيذ عملية بهذا النوع وفي منطقة أمنية حساسة مليئة بكاميرات المراقبة، "انتصار أمني" قبل أن يكون انتصار عسكري.

وقال نجم في حديثه لـ"صفا"، "إن تنفيذ العملية من قبل مقاوم مطلوب لنحو عام وبهذه الأجواء المشحونة أمنيًا ومن مسافة صفر لهو أكبر دليل على الفشل الاستخباري للاحتلال".

وأضاف: "الضفة في حالة غليان نتيجة ما تتعرض له من جرائم يومية، واقتحام للمناطق، وإعدامات للمواطنين، وما يجري اليوم من عمليات تأتي ردًا على هذه الأفعال الإسرائيلية المستفزة".

ولفت نجم، إلى أن ما يجري على الأرض في الضفة، من نهب للأراضي وتصاعد الاستيطان واقتحامات الأقصى والتهديد العلني من المستوطنين بتهويده، "يدفع باتجاه أن يخرج شعبنا إبداعاته في مقاومة الاحتلال".

وقال "إن جنين تعتبر منطلق للمقاومين وهي حاضرة في كل أحداث الضفة وهذا يثبت فشل الاحتلال في القضاء على خلايا المقاومة فيها".

وأضاف نجم أن استنفار السلطة وما يجرى في الضفة من اعتقالات سياسية، "وإطلاق نار على المقاومين، لهي محاولة أخيرة منها لإثبات الذات للاحتلال، بعد إعلان الأخير فشلها في السيطرة على الأوضاع والقضاء على المقاومة".

وتابع: "السلطة ذاهبة لطريق مسدود خاصة بعد الأحداث الأخيرة في الضفة، وفشل لقاء الأمناء العاميين في القاهرة، والاحتلال لن يساعدها، بعد فشلها في تحقيق أهدافه"، لافتًا إلى أن الاحتلال يحاول جر الفلسطينيين للاقتتال الداخلي من أجل مصالحه.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: عملية تل أبيب إلى أن

إقرأ أيضاً:

تقرير إسرائيلي: تهجير الفلسطينيين من الضفة جريمة حرب ترعاها الدولة

فلسطين – أكدت منظمتان إسرائيليتان، امس الجمعة، أن تل أبيب ترعى رسميا عنف وإرهاب المستوطنين بالضفة الغربية الذي أدى إلى تهجير مئات العائلات الفلسطينية من منازلها في 7 تجمعات رعويّة خلال أقل من عامين.

جاء ذلك في تقرير مشترك أعدته منظمتا “ييش دين” و”أطباء من أجل حقوق الإنسان”، والذي خلص إلى أن إسرائيل ترتكب “جريمة حرب في الضفة عبر التهجير القسري والتطهير العرقي” للفلسطينيين.

وقال التقرير، الذي حمل عنوان: “مُجتمعات مُهجرّة، أناسُ منسيون”، إن تهجير هذه العائلات من منازلها جاء كنتيجة لـ”سياسة تنتهجها إسرائيل وعنف المستوطنين”.

التقرير، الذي تلقت الأناضول نسخة منه، أوضح أنه “لم يكن هذا رحيلا طوعيا بل تهجير قسري، جراء عدة عوامل متداخلة منها، القمع المؤسسي طويل الأمد، والعنف الجسدي اليومي، والإرهاب النفسي، والأضرار الاقتصادية الجسيمة”.

وأضاف: “كل هذه العوامل أدّت إلى فقدان الشعور بالأمان الشخصي، وتفكيك نسيج الحياة اليومية في 7 تجمّعات رعوية فلسطينية، اضطُرّت إلى الرحيل عن أراضٍ اعتبرتها وطنا وبيتا لها”.

وأشار التقرير إلى أن السلطات الإسرائيلية صنّفت هذه التجمعات (الفلسطينية) على أنها “غير معترف بها”، و”مارست بحق سكانها سياسات تنكيل استمرت لسنوات”.

إلا أن نقطة التحوّل جاءت حين أقام المستوطنون بؤرا استيطانية زراعية قرب هذه التجمعات الرعوية الفلسطينية.

وفي هذا الصدد، أوضح التقرير أن “تصاعد العنف المنطلق من هذه البؤر (الاستيطانية) خلال العامين الأخيرين خلق بيئة لا تُحتمل، لا تتيح سُبل العيش أو البقاء للتجمعات الرعوية الفلسطينية، وعمليا أجبرها على النزوح والتهجير من منازلها”.

وتابع: “رغم أن إسرائيل تتنصل رسميا من أفعال المستوطنين بحجة أن البؤر غير قانونية، فإنها عمليا تدعمها وتستفيد من نتائج العنف ضد الفلسطينيين، ما يُسهم في تحقيق أهداف الدولة نفسها”.

وأوضح التقرير، أن إسرائيل “تمس بشكل منهجي ومتواصل بحقوق المجتمعات الرعوية الفلسطينية في الضفة الغربية، بما يشمل: الحق في الحياة والأمان، الحق في الصحة، حرية الحركة والتنقل، الحق في الملكية الخاصة، الحق في العمل وكسب الرزق، والحق في الكرامة الإنسانية”.

وخلص إلى أن إسرائيل “تتحمّل المسؤولية عن ارتكاب جريمة حرب متمثّلة في النقل القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية، وهي جريمة تُرتكب بدعم مباشر من الدولة، سواء عبر مؤسساتها أو من خلال مواطنيها”.

وأضاف أن “التدخل العميق للدولة، وطبيعة هذه الممارسات ومنهجيتها وتكرارها في مواقع مختلفة، تقود إلى استنتاج لا مفرّ منه، وهو أن إسرائيل تنفّذ في بعض مناطق الضفة الغربية ممارسات تطهير عرقي بحق الفلسطينيين”.

وتابع التقرير: “تنتهج إسرائيل السياسة ذاتها، وبالأساليب نفسها التي يستخدمها المستوطنون، في مناطق أخرى من الضفة، ما يثير مخاوف من أن تتحول هذه الأنماط إلى استراتيجية سلطوية طويلة الأمد، تهدف إلى تطهير عرقي واسع النطاق، لا سيما في المنطقة (ج) التي تشكل نحو 60 بالمائة من مساحة الضفة الغربية”.

وحتى الساعة 16:45، لم يصدر عن الحكومة الإسرائيلية تعليق رسمي على مضمون هذا التقرير.

ووفق تقارير فلسطينية، فإن “عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية”.

وفي 20 يوليو/ تموز 2024، قالت محكمة العدل الدولية إن “استمرار وجود دولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني”، مشددة على أن للفلسطينيين “الحق في تقرير المصير”، وأنه “يجب إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي المحتلة”.

وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين، وتدعو منذ سنوات إلى وقفه دون جدوى.

ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 944 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 15 ألفا و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • اختطاف إسرائيلي في نيجيريا قبل إنقاذه في عملية عسكرية
  • رتيبة النتشة: الوضع في الضفة الغربية يتدهور بسبب التصعيد الإسرائيلي
  • تواصل العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة ونزوح الفلسطينيين مستمر
  • استشهاد تسعة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على جنوب قطاع غزة
  • منظمة عالمية: الاحتلال الإسرائيلي قتل 200 طفل في الضفة منذ بدء العدوان
  • الاحتلال الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية توغل لتفكيك أسلحة الجيش السوري
  • تقرير إسرائيلي: تهجير الفلسطينيين من الضفة جريمة حرب ترعاها الدولة
  • الحـوثيون: قصفنا بمسيرة هدفًا عسكريًا إسرائيليًا في تل أبيب
  • ما جديد خطة زامير لتوسيع العملية البرية بغزة؟ خبير عسكري يجيب
  • الاحتلال الإسرائيلي اعتقل أكثر من 100 فلسطيني من الضفة الغربية خلال أسبوع