جاء رد قبرص، الخميس، متحفظا على تحذيرات حزب حزب الله اللبنانية من أن الجزيرة قد تنجر إلى الصراع إذا تحول التوتر بين الجماعة المدعومة من إيران، وإسرائيل إلى حرب.

وفوجئت قبرص، أقرب الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي من الشرق الأوسط، بتصريحات للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، مساء الأربعاء، قال فيها إن الجزيرة قد تصبح هدفا لو سمحت لإسرائيل باستخدام منشآتها العسكرية إذا تعرض لبنان لهجوم.

ورد الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدس، بالقول بإن "قبرص ليست متورطة بحال في صراع حرب"، ووصف تصريحات نصر الله بأنها "غير مستساغة".

كما دخل الاتحاد الأوروبي على الخط. وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن "أي تهديد لدولنا الأعضاء هو تهديد للاتحاد الأوروبي".

قبرص ترفض مزاعم حزب الله بشأن إمكان استخدام إسرائيل لمطاراتها  رفضت قبرص، الخميس، مزاعم حزب الله اللبناني بأن طائرات حربية إسرائيلية قد تستخدم مطارات الجزيرة الواقعة في شرق البحر المتوسط في حال اتساع رقعة الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، ووصفتها بأنها "لا أساس لها". 

وبدا أن حكومة لبنان تحاول احتواء أي تبعات محتملة جراء تعليقات نصر الله.

وقال مصدر قبرصي إن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، اتصل بخريستودوليدس لشكره على رده الدبلوماسي المعتدل، مخاطبا الرئيس القبرصي بعبارة "صديقي العزيز".

وذكر بيان صادر عن مكتب وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، أن الأخير تحدث مع نظيره القبرصي، كونستانتينوس كومبوس، لتسليط الضوء على "تعويل لبنان الدائم" على دور نيقوسيا في الاستقرار الإقليمي.

وقال مصدر دبلوماسي لبناني لرويترز إن الوزيرين تحدثا "لتوضيح الأمور"، لكنه لم يتطرق لتفاصيل عن كيفية تعامل المسؤولين اللبنانيين مع تهديدات نصر الله على وجه التحديد.

وأوضح مسؤولون في نيقوسيا أنهم لا يريدون مزيدا من التطور في الأمر.

أول سفينة مساعدات تنطلق إلى غزة من قبرص أبحرت سفينة تحمل نحو 200 طن من الغذاء من ميناء في قبرص، الثلاثاء، في تجربة أولى لإطلاق مسار بحري جديد لإيصال المساعدات إلى سكان قطاع غزة الذين أصبحوا على شفا المجاعة.

وقالت اليونان، العضو في حلف شمال الأطلسي وهي حليف رئيسي للجزيرة، إن قبرص وشعبها يحظيان بدعم منها لا يتزعزع.

وقالت في العاشر من الشهر الجاري إن "التهديد باستخدام العنف انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة".

حياد في بحر من الصراعات

وقبرص التي دائما ما تعتبر نفسها محايدة، لا تتدخل في شؤون جيرانها وقدمت الملاذ لعشرات الآلاف من اللبنانيين الفارين من الحرب الأهلية في السبعينات والثمانينات.

وضغطت على شركائها في الاتحاد الأوروبي لحملهم على تقديم المساعدة المالية إلى لبنان، وأنشأت في الآونة الأخيرة ممرا بحريا لإرسال مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين المهددين بالمجاعة في  قطاع غزة.

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الحكومة، كونستانتينوس ليتيمبيوتيس، "قبرص من العوامل التي يعتمد عليها في تحقيق الاستقرار ومركز إقليمي محل تقدير للعمليات الإنسانية، وذلك استنادا إلى علاقاتها الممتازة مع جميع دول المنطقة".

لكن هذا يأتي أيضا على خلفية تحسن العلاقات مع إسرائيل، واستخدام قواعد بريطانية في الجزيرة في عمليات عسكرية بسوريا، وفي اليمن خلال الآونة الأخيرة.

ومن المعروف أيضا أن القوات الجوية الإسرائيلية تجري مناورات في المجال الجوي لقبرص، وخلال السنوات القليلة الماضية شاركت الدولتان في تدريبات عسكرية.

وقال قبارصة بالعاصمة المقسمة نيقوسيا إنهم لا يزالون يعانون تبعات الغزو التركي لشمال قبرص عام 1974 بعد انقلاب قصير الأمد بإيعاز من اليونان ولا يريدون بالتالي مواجهة مشكلات أخرى.

وقال فيليوس كريستودولو (84 عاما): "حين سمعت هذه الأخبار الليلة الماضية، نعم، شعرت بقلق".

لكن ستيلا باتاتيني (62 عاما) لم تقلقها التصريحات وقالت: "لا شأن لنا بهذه الحرب... بل على العكس نحن نساعد في السلام بالمنطقة ونساعد الفلسطينيين، لذا أشعر بالأمان في قبرص".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: حزب الله نصر الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله اللبناني ينفي تدخله في الأحداث بسوريا

نفى "حزب الله" اللبناني، السبت، "بشكل قاطع" تدخله بما يجري في سوريا ووقوفه مع أي طرف في الأحداث هناك.

وقال "حزب الله" في بيان إن "بعض الجهات تدأب على الزجّ باسم حزب الله، فيما يجري من أحداث في سوريا، واتهامه بأنه طرف في ‏الصراع القائم هناك".




وأضاف البيان، أن "حزب الله، ينفي بشكل واضح وقاطع هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة، ويدعو وسائل الإعلام ‏إلى توخّي الدقة في نقل الأخبار وعدم الانجرار وراء حملات التضليل التي تخدم أهدافًا سياسية وأجندات ‏خارجية مشبوهة".

وعلى مدار 3 أيام، شهدت منطقة الساحل السوري حالة من التوتر الأمني إثر استهداف عناصر من النظام السابق دوريات أمنية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.

من جانبها، أكدت وزارة الدفاع السورية، السبت، استعادة السيطرة على المناطق التي شهدت اعتداءات في منطقة الساحل نفذها "فلول نظام الأسد".




وفي الوقت ذاته، لفتت الوزارة إلى "مواصلة التعامل مع ما تبقى من بؤر المجرمين".

جاء ذلك في بيان مصور لمتحدث الوزارة بثته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".

وقال المتحدث إن "قوات وزارة الدفاع حققت تقدما ميدانيا سريعا أعاد فرض السيطرة على المناطق التي شهدت اعتداءات غادرة ضد رجال الأمن العام".

وأضاف: "قمنا بتنفيذ عمليات تطويق محكمة ما أدى إلى تضييق الخناق على العناصر المتبقية من ضباط وفلول النظام البائد، فيما تستمر القوات في تقدمها وفق الخطط العملياتية المعتمدة".

وتابع: "الآن تواصل قواتنا التعامل مع ما تبقى من بؤر للمجرمين، ونقوم بتسليم جميع المتورطين إلى الجهات الأمنية المختصة لضمان محاسبتهم وفق القانون".

مقالات مشابهة

  • جديد قضية الجندي اللبناني الأسير لدى إسرائيل.. ماذا سيجري خلال ساعات؟
  • في الجنوب..الجيش اللبناني: الجيش الإسرائيلي خطف جندياً بعد إطلاق النار عليه
  • متى: كنا ننتظر من قاسم الاعتذار من الشعب اللبناني
  • الجزيرة نت ترصد الدمار الذي خلفه الاحتلال بمستشفيات الجنوب اللبناني
  • قوات الاحتلال تأسر جندياً في الجيش اللبناني
  • الجيش اللبناني يعلن تفكيك جهاز تجسس إسرائيلي بإحدى قرى الجنوب
  • ولاية الجزيرة تشرع في ترحيل رعايا دولة الجنوب المخالفين لشروط الإقامة
  • مشروع الجزيرة يرد أخيرا على اتهامات تعاقده مع شركة زبييدة
  • زيارة قبر الحاخام آشي ذريعة دينيّة تؤدّي الى دخول المتشدّدين الى العمق اللبناني
  • حزب الله اللبناني ينفي تدخله في الأحداث بسوريا