حسن إسماعيل: متى ستبيع (تقدم) السرير وتنام على الأرض؟ !!
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
> والقصة محكية في بعض كتب الطرائف و المفارقات القديمة وتحكي عن رجل (موسوس) كلما خلد إلى النوم تخيل أن هنالك شخص ما ينام تحت السرير ويهمُّ أن يهجم عليه… فاضطر للذهاب إلى المُعالج النفسي وعرض عليه الأمر فشرح له الطبيب أنه سيُخضعه منذ الاسبوع القادم لثلاث جلسات اسبوعية ولمدة عام وأن الجلسة الواحدة ستكلفه مئتا دولار فذهب الرجل على أن يبدأ العلاج (مطلع القادم من الاسبوع) ولكنه لم يَعُد إلى العيادة أبدا….
> وعضوية قحط وتقزم لاتجد من يُسديها مثل ذلك النصح وهي موبوءة بالخيالات ضد (الإسلاميين والفلول) لدرجة أن تتخيلهم تحت فراشها وبين طيات ملابسها وفي زجاجة عطرها وفي فنجان قهوتها!!!
> هذا الشرخ النفسي تسبب في خسائر مهولة لعضوية تقزم وجعل بينهم وبين الوقائع على الأرض فجوة ادراكية مهولة… يتمرد حميدتي وينهب جنودُه ويسرقون ويغتصبون ويحرقون ويطردون الناس من بيوتهم ويقيمون الارتكازات لسلب الصبايا والنساء ويحتلون المستشفيات ويستوردون المرتزقة ومطاريد الصحراء والساحل بل ويُهجرون أقارب عضوية( تقزم) من قراهم ثم بعد كل هذا يرفع أعضاء تقزم اكواب ماء الشرب إلى افواههم فلايرون إلا ( الفلول) وهواجس وخيالات( كتيبة البراء تنام تحت سريرهم) !!!
> آلة التمرد تُسرف في القتل والتشريد ودماء الضحايا يملأ الأفق وعضوية تقزم لاترى( إلا اصبع المصباح) وكأنه يفقأ عينها فتجفل وتدس وجهها بين فخذيها وهي تولول !!!
> المصيبة أن خيالات تقزم المريضة تدفعها لاتخاذ الموقف الأخلاقي والسياسي الخاطئ وتدفع ثمن ذلك كراهية الناس بل وكراهية أهلهم في القرى المنكوبة كما تحدث معي بعض أهل مدينة الهدى الجريحة في الجزيرة وهم يشتمون ابناءهم خدام التمرد في تقزم!!!
> ما أحوج عضوية تقزم لبيع السرير والنوم على الأرض حتى تتعافى من هذه الخيالات المريضة وتتخذ المواقف المعافاة من داء التوهم والخلط الدائم بين ( الغريم السياسي) والعدو المؤذي ….
> وبالمناسبة….
> نصيحة بيع ( السرير والنوم على البلاط) تخص مرضى الهواجس النفسية والرهاب الذهني ومرضى عُصاب المخاوف من عضوية تقزم ولاتصلح أبدا للعملاء منهم !!!
حسن إسماعيل
٢٠/ يونيو / ٢٠٢٤م
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: على الأرض
إقرأ أيضاً:
إسماعيل عبدالمعين (6- 10): بيني ما بينك مسافة..!!
هناك تسجيل فريد لإسماعيل عبدالمعين يقدم فيه أواخر الأربعينات من القرن الماضي أغنية نادرة في بابها اسمها (مرّة في دار الثقافة)..! الأغنية من كلمات محمد بشير عتيق..وغناها عبدالمعين بالعود فقط على مقام الزنجران (بطريقتو):
مرّة في دار الثقافه
بيني ما بينك مسافه
إيه يعنى يا ستي الثقافه..؟!
وبيني ما بينك مسافة..!
**
بإهتمام شفتك متابع
تجني ثمرات المطابع
بيني ما بينك مسافة
يعني إيه معنى الثقافه.؟!
**
مُنسجِم رِقَّه ولطافه.. وزهرتك ممنوع قِطافا
والعقول حولك مَطافا
مرة ضاحك ومرة غاضب..ومرة بى إيجاز تخاطب
ومرة لى أفكارنا شاطب
نحنا بيك هايمين شغافا...وإنت صار همّك ثقافه..؟!
**
محتضِن سِفرك تطالِع
وسافره من وجهك مَطالع
بين ما بينك مسافه
إيه يعني يا سيدي الثقافه..؟!
** ** **
وكُلْ كتاب في مكانو.. يترقّب وقوفك
يعني لو سمحت ظروفك...
بس..علشان يشوفك
يبقى بَدل مرايتك... ويسعد بى قرايتك...
وبي لمسات أناملك...ونعومة كفوفك
يا سمح الخصائل.. ومجدول الخصايل
أدبك بحرو زاخر.. وقُطرَك بيك يفاخر
شكلك ليهو طابع ..من صميم سودانو نابع
بينك ما بينك مسافه
إيه يكون شكل الثقافه؟!
ويا سيدي إيه يعني المسافه..؟!!
**
هل هي (دار الثقافة) بالخرطوم..؟! التي نشأت تحت رعاية (دوغلاس نيوبولد) السكرتير الإداري في الإدارة البريطانية أيام الحكم الثنائي، وتم فيها خلال الأربعينيات والخمسينيات قبيل الاستقلال تقديم محاضرات فكرية وثقافية وعلمية وسياسية واجتماعية ذات قيمة عالية تكشف عن المناخ الثقافي السائد حينئذٍ..!
نلك المحاضرات التي حرّرها فيما بعد (السير دونالد هولي) واختار وجمع بعضها الراحل الجليل "محمود صالح عثمان صالح" ونشرها من مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي تحت عنوان (أفكار وآراء من السودان).
استهل هذه المحاضرات دوغلاس نيوبولد السكرتير الإداري في الإدارة البريطانية نشأة دار الثقافة بمحاضرة عن (البعد الإنساني للثقافة) ثم توالت المحاضرات؛ وقّدم (إدوارد عطية) الذي عمل أستاذاً في كلية غردون ثم ضابطاً بالمخابرات عدة محاضرات منها "الاتحاد السوفيتي والغزو الألماني 1941" و"الديمقراطية في أمريكا الرأسمالية وروسيا الاشتراكية" و "قصة برلين والقدس"؛ واشتملت محاضرات الدار على موضوعات متنوّعة منها: أهداف التعليم- موارد الغابات في السودان- النجوم والمجرّات- العلاقات المصرية السودانية- السياسة الاقتصادية الاستعمارية في أفريقيا- عمر الخيام ورباعياته- أدب السودان- الري في الماضي والحاضر..إلخ وشارك في تقديم بعض هذه المحاضرات سودانيون وشوام وبريطانيون وكان من بين هؤلاء محمد أحمد المحجوب وعبد الحميد السيد و جي بي سيجال وألبرت حوراني وآخرين..!
**
بالرغم من عدم الانتظام في إنتاج عبدالمعين (بسبب الشلهتة السودانية المعهودة) استمر إبداعه طويلاً وعميقاً وفي صور شتى؛ وامتدت آثاره وتأثيراته على دنيا الغناء والموسيقى بصورة مباشرة وغير مباشرة..!
أغاني ذات طابع خاص تراثية وثورية وشعبية دارجية وفصيحة وموسيقي بايقاعات عجيبة غير مسبوقة وأناشيد وطقاطيق ومووايل وأدوار:
وأغنية (تمر النخيل استوى) من تسجيلات الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عام 1949 ولها مقدمة موسيقية..والجديد في هذه الأغنية أن (كورَس نسائي مصري) كلن يرافق عبدالمعين في الأداء :
تمر النخيل استوى..
تمر النخيل استوى
حنّ ليهو الطير...
ومرّ بيهو الهوا
قال ليهو صباح الخير
ميل يا نخيل.... وانشد يا نيل
تمر النخيل استوى
كده كده كده. يلا نجمع سوا
أنا وانت..والطير والهوا
شكلك بديع وجميل....يا سمرا يا سمرا
يا اللي رواك النيل...يا سمرا يا سمرا
نحتار في أوصافك..وجناك بنريدو
لما العنب شافك...غارت عناقيدو
يا منوّر العرجون
فيك العسل مشنون..
في كل تمره كؤوس.. بالشهد مليانه
تسكر عيون الناس..الطاله فرحانه
يلا يلا نجمع سوا....تمر النخيل استوى
كده كده كده نجمع سوا
يا هدية الحبان يا سمرا يا سمرا
يادوب أوانك آن
سر لذتك معقود...حيرّني تحليلو
ومنظرك موعود ..بالطير يغنيلو
ميل يا نخيل..شكلك جميل ..وانشد يا نيل
تمر النخيل استوا
كده كده كده نجمع سوا
**
أما أغنية (في حدايق المقرن) فهي عن أيام التعايش السلمي الذي يجمع بين طوائف السودانيين وبنات الأقباط وحتى بنات الأرمن واليونان :
في حدائق المقرن...يوم الأحد بالليل
شفتَ الشموس طالعه
وشفتَ الوجن والعه
وشفتَ الغصون مايسين
والدنيا في تحسين
ياخوانا في المقرن
وينو وينو دا المقرن
الله على المقرن
**
وفي كل جاليه تشوف
أدب الجمال مكشوف
أحرار من السودان..
وكواكب اليونان..
وحواري نهر النيل..!
في حدائق المقرن ..يوم الأحد بالليل
باخوانا في المقرن
ياجماالو دا المقرن
يلا يلا لي المقرن..الله على المقرن
يا حلاتو دا المقرن
يوم الأحد بالليل
هلا هالله ع المقرن..!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com