الجديد برس:

توعدت حكومة صنعاء بالرد واتخاذ إجراءاتها الخاصة لإلغاء أي اتفاق يتم إبرامه بين المجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات لتسليم ميناء عدن، معتبرةً أن مثل هذا الاتفاق غير قانوني وسيمثل انتهاكاً لسيادة اليمن واقتصاد شعبه.

وفي منشور على منصة “إكس”، صرح نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، حسين العزي، بأن “الاتفاقيات التي تحاول شرعنة وتغطية احتلال الإمارات لميناء عدن هي بالنسبة لنا اتفاقات غير قانونية وغير معترف بها على الإطلاق، بل نعتبرها عملاً عدائياً وإساءة مباشرة لـ 40 مليون يمني”.

وأضاف العزي أن “حق صنعاء في الدفاع المشروع عن اقتصاد شعبها يتيح لها شطب هذه الاتفاقات المشبوهة بطريقتها الخاصة”.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تداولت فيه المعلومات عن نية المجلس الانتقالي الجنوبي إبرام اتفاق مع حليفته الإمارات لتسليمها ميناء عدن.

من جهة أخرى، وقعت قيادات في حكومة الشرعية بياناً وجهته إلى المجلس الرئاسي وحكومة أحمد بن مبارك، محذرة من المساس بميناء عدن.

وتسعى الإمارات، الحليف الرئيسي للمجلس الانتقالي الجنوبي، منذ بداية الحرب على اليمن إلى تعزيز نفوذها في جنوب البلاد، بما في ذلك السيطرة على الموانئ الاستراتيجية مثل ميناء عدن.

ويشار إلى أن ميناء عدن يعتبر من أهم الموانئ الاستراتيجية في المنطقة، وقد شهد توتراً متزايداً في السنوات الأخيرة بسبب الصراع على النفوذ بين مختلف الفصائل اليمنية الموالية للتحالف السعودي الإماراتي.

يُذكر أن وثيقة رسمية مؤرخة في 12 يونيو الجاري، كشفت عن مساعي إماراتية لاستعادة السيطرة على إدارة ميناء عدن الاستراتيجي جنوبي اليمن.

ووفقاً للوثيقة الموجهة لرئيس الحكومة الموالية للتحالف أحمد عوض بن مبارك، طالب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، المدعوم من الإمارات، شركة عدن لتطوير الموانئ بتوضيح الوضع القانوني والإداري والمالي للشركة.

وذكرت الوثيقة أن هناك لجنة وزارية مشكَّلة بقرار مجلس الوزراء للتفاوض مع مجموعة أبو ظبي وموسسة موانئ عدن للاستثمار المشترك، وهي على وشك إنجاز الاتفاقية النهائية.

وشدد الزبيدي على ضرورة تفعيل الاتفاقية الملغاة مع الإمارات قبل أكثر من 10 سنوات، والتي بموجبها ساهمت موانئ أبوظبي في تدمير ميناء عدن لصالح ميناء دبي وجبل علي.

وفي سياق تعليقه على الوثيقة، حذر البرلماني علي عشال من كارثة جديدة محتملة تلوح في الأفق، بسبب أوضاع الانقسام وحالة الفساد المسيطرة.

وذكر عشال في تغريدة على منصة “إكس” أن “بسبب صفقات الفساد، مر ميناء عدن بمحنتين: الأولى مع الشركة السنغافورية التي كلفت خزينة الدولة ما يقرب من 150 مليون دولار حتى ينتهي العقد الكارثي، والثانية مع شركة دبي حيث تم دفع مبلغ 23 مليون دولار لإنهاء العقد الذي وصفه بالمصيبة”.

فيما قال الصحفي رشيد الحداد: “وثيقة تكشف توجه الإمارات للعودة إلى موانئ عدن بصفقة جديدة للتحكم في موانئ عدن وتدميرها. الوثيقة تؤكد وجود مفاوضات منذ عام بين تلك الحكومة ومجموعة موانئ أبوظبي لإبرام اتفاق جديد يتيح للإمارات إماتة حركة ميناء الحاويات لصالح موانئ دبي وميناء جبل علي، يجب وقف هذا التحرك الخطير”.

ويأتي الإعلان عن هذه الاتفاقية، لأول مرة على الرغم من أن المفاوضات بشأنها بدأت العام الماضي، وفي مرحلة أصبحت فيها الإمارات تتمتع بحضور عسكري وسياسي واستثماري كبير في جنوب اليمن، من خلال سيطرتها العسكرية على معظم الموانئ في مناطق نفوذ الحكومة التابعة للتحالف، كميناءي بلحاف وقنا في شبوة، وميناءي المكلا والشحر في حضرموت، وميناء المخا في تعز، بالإضافة إلى سيطرتها من خلال اتفاقية على ميناء قشن في المهرة، والمخصص للنشاط التعديني، وفق ما تم الإعلان عنه، فيما الاتفاقية الموقعة تذهب به كميناء متعدد الأغراض؛ وها هي تحرص أن تسيطر على ميناء عدن من خلال اتفاقية تمنحها حضوراً قانونياً، سعياً لأهداف معروفة، وتأتي في سياق تمددها العسكري والاقتصادي؛ وهو ما سبق وكان لها في القرن الإفريقي.

كما تسيطر الإمارات على عددٍ من القواعد العسكرية الحكومية كقاعدة العند، وتبني عدد من القواعد العسكرية في جزيرتي سقطرى وميون وميناء المخا، علاوة على تدريب وتمويل ميليشيات تتولى حماية أهدافها وأجندتها هناك، ممثلة في قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي التي يرأسها عيدروس الزُبيدي، وقوات العمالقة التابعة لأبو زرعة المحرمي، وقوات النخبة الحضرمية، وقوات دفاع شبوة، وقوات المقاومة الوطنية التابعة لطارق صالح، والتي تكرس جميعها حضور الإمارات وتحرص من خلالها على إبقاء الصراع قائماً وعدم الاستقرار شائعاً لحماية أطماعها.

ووفق الوثيقة، فإن الاتفاقية، المزمع الإعلان عنها قريباً دون تمريرها على مجلس النواب، كما كان مع اتفاقية بيع قطاع الاتصالات في عدن لشركة “إن إكس” الإماراتية العام الماضي، ستتيح للإمارات العودة للاستحواذ على ميناء عدن بعد 12 عاماً من إلغاء اتفاقية تشغيله من قبل مجموعة موانئ دبي، وبالتالي، في حال تم تمكين “موانئ أبوظبي” من ميناء عدن، فسيمثل ذلك تعزيزاً إضافياً لحضور الإمارات الاقتصادي والسياسي في جنوب اليمن بلا شك كما سبقت الإشارة، بالإضافة إلى ما تحقق لها من هيمنة عسكرية.

كما يأتي تشغيل “موانئ أبوظبي” لميناء عدن تمكيناً جديداً للإمارات إقليمياً في ظل ما تحقق لها من حضور في القرن الإفريقي، علاوة على ما يشكله ميناء عدن من تهديد (بما يملكه من إمكانات وخصائص) على ميناءي جبل علي وراشد الاستراتيجيين في الإمارات.

ويُعد ميناء عدن أحد أكبر الموانئ الطبيعية في العالم، وقد تم تصنيفه في الخمسينيات من القرن الماضي كثاني أهم ميناء في العالم بعد ميناء نيويورك لتزويد السفن بالوقود. ويتميز ميناء عدن بموقعه الاستراتيجي على الخط الملاحي الدولي، حيث يربط بين الشرق والغرب، ويمكن للسفن الوصول إلى محطة إرشاد الميناء في غضون أربعة أميال بحرية فقط.

ويتمتع ميناء عدن بمزايا طبيعية تجعله محمياً من الأمواج والرياح الموسمية من جميع الاتجاهات، وذلك بفضل موقعه المحمي بين مرتفعات جبل شمسان وجبل المزلقم. ويغطي الميناء مساحة واسعة تبلغ 8 أميال بحرية من الشرق إلى الغرب، و5 أميال بحرية من الشمال إلى الجنوب.

وتعتبر الإمارات أن ميناء عدن يشكل تهديداً إستراتيجياً لميناء دبي، وبالتالي سعت منذ البداية إلى تعطيل ميناء عدن والسيطرة عليه عسكرياً وسياسياً بعد الحرب على اليمن من خلال تواجدها الميداني في عدن والمحافظات الجنوبية، بالاعتماد على أدواتها في الداخل.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الانتقالی الجنوبی موانئ أبوظبی میناء عدن على میناء من خلال

إقرأ أيضاً:

محمد علي الحوثي يوجه رسالة مثيرة للإمارات.. هل ستستجيب لنداء رد الجميل؟!

الجديد برس:

وجه محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، رسالة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة يدعوها فيها إلى لعب دور الوسيط لإنهاء القتال في السودان.

وفي تغريدة على حسابه على منصة “إكس”، قال الحوثي: “على الإمارات التوسط لإيقاف القتال وإعادة الأسرى في السودان”.

وأضاف الحوثي: “ما دامت الإمارات ذهبت للتوسط بين أوكرانيا وروسيا بناءً على طلب أمريكا أو إسرائيل، فمن الأجدر بها أن تحل مشاكل من استأجرتهم لقتل اليمنيين كجزء من رد الجميل، أو على الأقل، أن توقف دعمها لهم”.

وتأتي هذه الدعوة في ظل التوترات المستمرة بين الخرطوم وأبو ظبي، حيث أرسلت الإمارات منذ بداية الحرب مرتزقة من عدة جنسيات إلى السودان لمساندة قوات “الدعم السريع” في قتالها ضد الجيش السوداني.

وقبل أيام، كشفت وزارة الخارجية السودانية عن معلومات تفصيلية حول تورط مرتزقة يمنيين بدعم الجهود الإماراتية لمساندة قوات الدعم السريع التي تخوض حرباً ضد الحكومة السودانية منذ أبريل 2023.

وقدم السفير السوداني لدى مجلس الأمن الدولي، الحارث إدريس، في العاشر من الشهر الجاري، وثائق ومستندات تؤكد هذا التورط، والتي شملت صوراً ووثائق في 41 صفحة. واحتوت الوثائق على وصف تفصيلي لأنواع الأسلحة والمعدات المضبوطة، بما في ذلك نوعها وأرقامها التسلسلية.

كما شملت جوازات سفر لإماراتيين ويمنيين عثر عليها في مركبة إماراتية بين منطقتي “الجريف” و”أم دوم” في ولاية الخرطوم. ومن بين تلك الوثائق، جواز سفر لشاب يمني من أبناء محافظة الضالع، وجواز آخر لشاب ولد في إمارة دبي وينتمي أيضاً لمحافظة الضالع التي ينتمي إليها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي المدعوم من الإمارات.

وشهدت جلسة مجلس الأمن الأخيرة سجالاً بين مندوبي السودان والإمارات لدى الأمم المتحدة، حيث جدد السفير السوداني اتهامه للإمارات بدعم مليشيات الدعم السريع. وقال إن حكومة بلاده تملك أدلة على ذلك، داعياً مجلس الأمن إلى إدانة هذا التدخل الأجنبي في الشؤون السودانية.

من جانبه، نفى مندوب الإمارات لدى الأمم المتحدة، محمد أبو شهاب، هذه الاتهامات واصفاً إياها بالسخيفة. واتهم السفير السوداني بتمثيل أحد أطراف الصراع في السودان. كما أكد على دعم بلاده المستمر للعمليات الإنسانية في السودان، وحث جميع الأطراف على الانضمام إلى محادثات جدة لتحقيق السلام.

ورداً على ذلك، أكد مندوب السودان على أن الإمارات هي من تدعم الإرهاب العرقي في السودان، وأن لديهم أدلة وصوراً تم رفعها لمجلس الأمن. واتهم الإمارات بعرقلة الاجتماعات الهادفة إلى تحقيق السلام في السودان.

وتأتي هذه التطورات في ظل التوترات المتصاعدة بين السودان والإمارات، حيث تشكو الحكومة السودانية مراراً من الدعم الإماراتي الكبير لقوات الدعم السريع بقيادة حميد دقلو، التي تخوض حرباً مفتوحة مع قوات الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان منذ أكثر من عام.

وفي وقت سابق، اتهم عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، قوات الدعم السريع بالاستعانة بمرتزقة من جنسيات متعددة، بينهم يمنيون.

وقال البرهان، في حديث صحفي مصور، إن قوات الدعم السريع استعانت بمرتزقة من جنسيات متعددة من بينهم مرتزقة من اليمن، مضيفاً: “نحن نقاتل مرتزقة من تشاد ومن إفريقيا الوسطى وحتى من اليمن في ناس قاعدين يقاتلوا داخل الخرطوم”.

وفي حين لم يوضح البرهان إلى أي فصيل يمني ينتمي المقاتلون، فقد كانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق، قوات من المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً، بإرسال مسلحين لدعم قوات الدعم السريع في السودان.

مقالات مشابهة

  • حكومة اليمن تتهم الحوثي باحتجاز 4 طائرات.. الحجاج عالقون في جدّة
  • الأمين العام المنظمة البحرية الدولية لـ «الاتحاد»:دور ريادي للإمارات في مبادرات الشحن الأخضر
  • غرف دبي: الصين شريك تجاري استراتيجي للإمارات
  • محمد علي الحوثي يوجه رسالة مثيرة للإمارات.. هل ستستجيب لنداء رد الجميل؟!
  • موانئ وساني الصينية توقعان عقداً منفرداً لتصنيع وتوريد 80 شاحنة كهربائية
  • تداول 28 ألف طن بضائع بموانئ البحر الأحمر وتصدير 22 ألف طن فوسفات بسفاجا للهند
  • تداول 28 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • تصدير 22 ألف طن فوسفات من ميناء سفاجا للهند
  • حكومة اقليم كوردستان: عدم تنفيذ اتفاق سنجار يهدد السلم الدولي
  • الغارديان: بريطانيا حاولت قمع الانتقادات الموجهة للإمارات بشأن السودان