تشكل تصريحات بشأن الحرب في غزة من الجيش الإسرائيلي تحديا جديدا أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، والتي تشير إلى أن "تدمير حماس" قد لا يكون هدفا قابلا للتطبيق.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، قال للتلفزيون الإسرائيلي، الأربعاء، إن "فكرة أننا نستطيع تدمير حماس، أو جعلها تختفي فكرة مضللة للجمهور".

ويشير تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن هذا قد يعني ظهور "الخلافات بين نتانياهو والقيادة العسكرية في إسرائيل إلى العلن"، حيث تؤكد التصريحات أن "هدف نتانياهو المتمثل في تدمير حماس في غزة غير قابل للتحقيق".

ووصف التقرير تصريحات الجيش الإسرائيلي بأنها "توبيخ مباشر نادر" لهدف نتانياهو، الذي يشدد على تحقيق ما يسميه بـ"الانتصار الكامل" من خلال ثنائية: القضاء على حماس، وإعادة جميع الرهائن الإسرائيليين.

ولم تنجح الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر والتي أشعلها الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، في إطاحة حركة حماس، لكنها تسببت بدمار واسع النطاق.

الجيش الإسرائيلي لم يستطيع القضاء على حماس رغم أشهر من الحرب. أرشيفية

ويكرر نتانياهو في تصريحاته إنه "لن يقبل إنهاء الحرب من دون القضاء على حماس كقوة عسكرية تدير القطاع".

وقال هاغاري للقناة 13 الإسرائيلية: "حماس فكرة، ولا يمكننا القضاء على فكرة".

مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، لم يلتزم الصمت تجاه تصريحات هاغاري، وردّ بأن "المجلس الوزاري المصغّر برئاسة، رئيس الوزراء نتانياهو حدد تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس كأحد أهداف الحرب. والجيش الإسرائيلي ملتزم بالطبع بذلك".

هذه التصريحات المتبادلة تعتبر "مثالا" على أشهر من التوترات بين نتانياهو والقيادة العسكرية في إسرائيل، الذين يقولون إن "حماس لا يمكن هزيمتها، إلا إذا استبدلتها إسرائيل بسلطة حاكمة أخرى في غزة" بحسب التقرير.

وقال هاغاري الأربعاء: "ما يمكننا فعله هو تنمية شيء مختلف. شيء يحل محله"، مشيرا إلى أن "السياسيين" عليهم أن يقرروا "من يجب أن يحل مكان حماس".

"تفكيك نصف كتائب حماس برفح".. هل اقتربت حرب غزة من النهاية؟ جاء إعلان الجيش الإسرائيلي عن "تفكيك نصف قوات حماس في رفح"، ليثير التساؤلات حول مدى اقتراب إسرائيل من تحقيق هدفها المعلن بـ"تدمير الحركة"، واحتمالية نهاية الحرب في قطاع غزة.

وأضاف "القول إننا 'سنجعل حماس تختفي' هو بمثابة ذر للرماد في أعين الناس. إذا لم نجد بديلا منها، فحماس ستبقى".

وخلال أكثر من ثمانية أشهر من الحرب، رغم ما تحققه إسرائيل على الأرض بغزو مساحات واسعة من القطاع، إلا أن حماس أيضا "تعيد تشكيل نفسها في المناطق عندما تنسحب القوات الإسرائيلية منها".

ومنذ بداية الحرب يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتانياهو "سلسلة من المقترحات الخاصة بالبدائل المحتملة لحماس في غزة"، بما في ذلك "الخطة الأميركية لضم السلطة الفلسطينية والدعوات العربية لتشكيل حكومة وحدة فلسطينية تضم حماس".

وفي بيان منفصل نشره على قناته في تيليغرام، أوضح الجيش أن هاغاري كان يتحدث عن حماس "كفكرة... وكانت تصريحاته واضحة وصريحة".

وأضاف "أي أقوال أخرى هي إخراج البيان عن سياقه".

وبحسب الصحيفة، يتساءل محللون عسكريون ومسؤولون إسرائيليون سابقون عما "إذا كان يمكن تشكل حكومة جديدة في غزة أمرا ممكنا على الإطلاق، خاصة وأن حماس تمكنت من النجاة من الهجوم العسكري الإسرائيلي".

يسرائيل زيف، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد، قال لصحيفة وول ستريت جورنال إن "التوترات بين الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية ونتانياهو بلغت مستوى قياسيا".

الجيش الإسرائيلي يشكك في قدرته تحقيق أهداف الحرب

وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي والقيادة الأمنية يشعران باستنفاد الغرض من الحرب، إذ وصلنا إلى أقصى ذروة تكتيكية يمكن تحقيقها.. وبالنسبة لرفح كان بإمكانهم القول 'أنهوا المهمة. حسنا. لقد انتهى الأمر الآن'".

وهذه ليست المرة الأولى التي تطفو فيها التوترات بين نتانياهو والمؤسسة العسكرية، ففي مايو الماضي، دعا وزير الدفاع، يوآف غالانت، إلى اتخاذ قرار بشأن من يجب أن يحل مكان حماس في غزة، وقال حينها: "إن عدم التوصل إلى قرار لم يترك لإسرائيل سوى خيارين: حكم حماس أو سيطرة عسكرية إسرائيلية كاملة على القطاع".

ويأتي هذا الخلاف بين نتانياهو والقيادة العسكرية في الوقت الذي يتعرض فيه لضغوط من واشنطن لقبول اقتراح "وقف إطلاق النار"، الذي يرى فيه الرئيس الأميركي، جو بايدن، بارقة أمل لـ"إنهاء الحرب".

وأخيرا فجّر نتانياهو خلافا جديدا مع الإدارة الأميركية، متهما واشنطن بحجب أسلحة وذخائر عن إسرائيل، فيما نفى البيت الأبيض هذه المزاعم، مشيرا إلى وقف شحنة واحدة من الذخائر فقط.

وعبّر البيت الأبيض عن "خيبة أمله الشديدة" من الانتقادات التي وجهها نتانياهو للولايات المتحدة، الخميس، وسط توترات بين الحليفين تجاه حرب إسرائيل في قطاع غزة.

البيت الأبيض: تصريحات نتانياهو مخيبة للآمال ولم نتوقعها قال مستشار اتصالات مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، الخميس، إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، "كانت مخيبة للآمال ولم نكن نتوقعها"، مؤكدا عدم علم البيت الأبيض أن نتانياهو سينشر مقطعا مصورا عن شحنات الأسلحة الأميركية لإسرائيل.

وعلّقت الولايات المتحدة، في مايو، شحنة قنابل لإسرائيل تزن 2000 رطل و500 رطل بسبب القلق بشأن التأثير الذي يمكن أن تحدثه في مناطق مكتظة بالسكان، لكن لا يزال من المقرر أن تحصل إسرائيل على أسلحة أميركية بمليارات الدولارات.

وفي أبريل، حذر بايدن إسرائيل من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن تزويدها بالأسلحة إذا نفذت قواتها عملية كبيرة في رفح، المدينة الواقعة في جنوب غزة والتي تعد الملاذ الأخير للعديد من النازحين بسبب الحرب.

وأسفر هجوم حماس الذي كان وراء اندلاع الحرب عن مقتل 1194 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أعدته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

جندي يحمل العلم الإسرائيلي أثناء ركوبه على دبابة وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة

وخطف في الهجوم 251 شخصا ما زال 116 منهم محتجزين في غزة، ويقول الجيش إن 41 منهم لقوا حتفهم.

ردا على الهجوم، شن الجيش الإسرائيلي حملة قصف وغارات مدمرة وهجمات برية خلفت حتى الآن 37396 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في حكومة حماس.

وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن الوزير، أنتوني بلينكن، سيبحث العمل الجاري على اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن رهائن، وذلك خلال اجتماع مع مسؤولين إسرائيليين، الخميس، بحسب وكالة رويترز.

وأضاف ميلر لصحفيين أن بلينكن سيبحث أيضا الوضع على امتداد الحدود الإسرائيلية مع لبنان في الاجتماع مع رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية، وتساحي هنغبي، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: رئیس الوزراء الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی بین نتانیاهو البیت الأبیض فی قطاع غزة تدمیر حماس القضاء على حماس فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تبحث إمكانية توزيع مساعدات غزة عبر شركة أمن أمريكية

قالت صحيفة يسرائيل هيوم ، مساء الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 ، إن وزير الأمن يسرائيل كاتس ، اجتمع بكبار قادة الجيش "لبحث إمكانية استخدام شركة أمن أمريكية لتوزيع المساعدات الإنسانية بقطاع غزة .

وذكرت الصحيفة أن الاجتماع عقد مساء أمس الاثنين ودار حول "تغيير طريقة توزيع المساعدات الإنسانية حتى لا تنتهي في أيدي حماس "، وفق قولها.

وطُرح خلال الاجتماع "إمكانية دخول شركة أمن أمريكية خاصة إلى أحياء معينة في غزة وتحمل مسؤولية الجانب المدني وتوزيع المساعدات الإنسانية، على أن يمنحهم الجيش الإسرائيلي الغطاء الأمني فقط".

إقرأ/ي أيضا: إسرائيل : لن نسمح بإدخال الغذاء الى غـزة عبر القطاع الخاص

وشارك في المناقشة قائد شعبة العمليات بالجيش الإسرائيلي عوديد باسيوك، ورئيس شعبة الإستراتيجية أليعازر توليدانو، ومسؤولون آخرون عسكريون، وفق ذات المصدر.


 

واستعرض كبار قادة الجيش "المزايا والعيوب للخطة أمام الوزير وأعربوا عن عدد من المخاوف بشأنها"، وفق الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن توليدانو "قلقه من تورط إسرائيل مجددا في مجزرة "صابرا وشاتيلا" أخرى.

وبعبارة أخرى "أعرب عن قلقه من أنه إذا قامت الشركة الخاصة التي ستعمل في أحياء غزة بإيذاء سكان غزة عندما يكون الجيش الإسرائيلي في القطاع بالقرب من هناك، فإن العالم سيحمل مسؤولية الحادث إلى الجيش الإسرائيلي"، وفق ذات المصدر.

وبحسب الصحيفة فإن كاتس رفض "هذه الادعاءات، وقال إنه من المستحيل مقارنة شركة أمريكية بالفصائل التي ارتكب المجزرة في صبرا وشاتيلا، ولا مكان للمقارنة بين الحالتين".

كما أعرب توليدانو، ومسؤولون آخرون بالجيش في المناقشة، بينهم رئيس قسم القانون الدولي في مكتب المدعي العام العسكري عن تخوفه من معضلة أخرى فيما يتعلق بإدخال شركة الأمن الأمريكية الخاصة للتعامل مع المساعدات الإنسانية، وفق ذات المصدر.

وقالت الصحيفة: "هناك صعوبة قانونية أخرى تنشأ عن الخطة وهي أنه إذا قامت إسرائيل بتمويل الشركة الأمريكية التي ستتحمل المسؤولية المدنية في أحياء غزة، فإنها ستعتبر الذراع الطويلة لإسرائيل ويمكن أخذ ذلك في الاعتبار من حيث القانون الدولي".

وأضافت أن "الحل الذي تدرسه إسرائيل الآن للتحايل على الصعوبات بشأن الشركة الأمنية الأمريكية هو محاولة جلب تمويل أجنبي لها من دول أجنبية أو منظمات مساعدات دولية".

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • رئيس الاستخبارات الإسرائيلي السابق: إسرائيل قررت البقاء في غزة لسنوات
  • العراق بحرب خفية مع إسرائيل والضربة الصهيونية قريبة!.. ماذا بعد شكوى تل أبيب ضد بغداد؟
  • العراق بحرب خفية مع إسرائيل والضربة الصهيونية قريبة!.. ماذا بعد شكوى تل أبيب ضد بغداد؟ - عاجل
  • عاجل | الجيش الإسرائيلي: مقتل جندي وإصابة ضابط في المعارك الدائرة شمالي قطاع غزة
  • إسرائيل تبحث إمكانية توزيع مساعدات غزة عبر شركة أمن أمريكية
  • الجيش الإسرائيلي يقتحم جنين وسط تدمير كبير للبنية التحتية
  • جزء فقط.. نتانياهو يعلن ماذا فعلت الضربة الإسرائيلية في إيران
  • ماذا تبقى في جعبة الجيش السوداني والحركة الإسلامية من خيارات لتفادي خسارة الحرب؟
  • تسريب خطير يكشف عن خطة نتنياهو و ماسك بعد زعمه تدمير حماس .. فيديو
  • تسريب خطير يكشف عن خطة نتنياهو و ماسك بعد تدمير حماس .. فيديو