معارك ضارية بالخرطوم والفاشر ودعوات عربية لوقف الحرب في السودان
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
السودان – تجددت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع جنوب العاصمة الخرطوم والفاشر عاصمة إقليم دارفور (غرب)، في حين دعت دول عربية الطرفين لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عام والعودة إلى طاولة الحوار.
وأكدت مصادر محلية سماع قصف متقطع من أسلحة ثقيلة في محيط سلاح المدرعات جنوبي العاصمة الخرطوم.
وقال الجيش السوداني إن قوات العمل الخاص بمنطقة الشجرة العسكرية كبدت ما سماه مليشيا الدعم السريع خسائر كبيرة في الأرواح جنوبي الخرطوم.
ونشر الجيش صورا قال إنها لقوات العمل الخاص وهي تستعرض مركبة مقاتلة بكامل تسليحها، من ضمن كميات من العتاد استولت عليها من قوات الدعم السريع.
وفي أم درمان، قال ناشطون إن “متطوعا في مستشفى النَو لقي مصرعه جراء قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على ضاحية الثورة.
وأشارت تنسيقية لجان المقاومة في محلية كرري شمالي أم درمان أن أحياء المحلية تتعرض لقصف مدفعي عنيف من قبل قوات الدعم السريع.
بدورها، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن صور أقمار صناعية وتحليل مقاطع فيديو تكشف تصاعد حدة الهجوم في الفاشر.
ونقلت الصحيفة عن مختبر ييل للأبحاث الإنسانية قوله إن أكثر من 40 قرية قرب الفاشر أحرقت منذ أبريل/نيسان وبعضها دمر عمدا، كما تم تدمير أكثر من 20 ألف مبنى منذ سيطرة قوات الدعم السريع على الأحياء الشرقية لمدينة الفاشر.
في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع في بيان على منصة إكس ما سمته مليشيا البرهان الإرهابية وكتائب الحركة الإسلامية المتطرفة بتصفية 50 مواطنا على أساس عنصري في القرية 32 في محافظة أم القرى بولاية الجزيرة وسط السودان.
وشجب البيان ما سماه الجريمة العنصرية التي تم ارتكابها على أساس عرقي حيث ينحدر معظم الضحايا من مناطق بعينها في السودان.
وذكرت قوات الدعم السريع أن ما حدث يكشف بجلاء مخطط إشعال الفتنة ودفع البلاد للحرب الأهلية، طبقا لتعبير البيان. هذا ولم يصدر أي تعليق من الجيش على الاتهام حتى الآن.
سياسيا، دعت دول عربية، الأربعاء، إلى وقف الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المستمرة منذ أكثر من عام، مطالبة بالعودة إلى الحوار.
جاء ذلك في كلمة للسعودية، وأخرى باسم دول مجلس التعاون الخليجي خلال حوار تفاعلي عقده مجلس حقوق الإنسان حول الأوضاع في السودان.
وفي كلمة السعودية، عبر مندوبها الدائم في الأمم المتحدة عبد المحسن خثيلة عن “قلق المملكة حيال استمرار العمليات العسكرية في السودان، والمعاناة الناجمة عنها”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس”، الأربعاء.
وجدد خثيلة الدعوة إلى “ضرورة العودة للحوار تمهيدا للتوصل إلي حل سياسي يجنب الأشقاء ويلات الحروب”.
وفي سياق متصل، حثت دول مجلس التعاون الخليجي خلال الحوار التفاعلي، الأطراف في السودان على “ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف”.
وأكدت جوهرة السويدي، نائب المندوب الدائم لقطر في جنيف، نيابة عن دول مجلس التعاون الخليجي الذي ترأسه حاليا الدوحة، على أهمية الانخراط الجاد والفعال من قوات الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع مع مبادرات تسوية الأزمة، وفق بيان للخارجية القطرية، صدر مساء الثلاثاء.
من جهته، ناشد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس طرفي الصراع بضرورة وقف إطلاق النار في السودان.
ودعا غيبريسوس لاتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء الكارثة الإنسانية التي تتكشف في السودان.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل ونحو 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.
المصدر : الجزيرة + وكالاتالمصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی فی السودان أکثر من
إقرأ أيضاً:
"رايتس ووتش" تتّهم قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال عنف جنسي في السودان
الخرطوم - اتّهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق في جنوب البلاد التي تشهد حربا دامية منذ أكثر من عام ونصف العام.
وأكّدت المنظمة في تقرير نشرته الاثنين 16ديسمبر2024، أن عشرات النساء والفتيات، تراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، تعرّضن للعنف الجنسي، بما في ذلك اغتصاب جماعي واستعباد جنسي في ولاية جنوب كردفان السودانية.
وتخضع ولاية جنوب كردفان بجزء كبير منها لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، وهي مجموعة مسلحة عناصرها إلى حد كبير من الإثنية النوبية وغير ضالعة مباشرة في النزاع الحالي.
منذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص وتسبّبت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.
وتواجه قوات الدعم السريع أيضا الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال للسيطرة على المنطقة.
وبحسب "هيومن رايتس ووتش"، تعرّضت الكثير من الضحايا للاغتصاب الجماعي في منازلهن أو منازل جيرانهن وغالبا أمام عائلاتهن، بينما اختطفت بعضهن واستُعبدن.
وروت امرأة نوبية عمرها 35 عاما أن ستة مقاتلين من قوات الدعم السريع "يرتدون زيا باللون الكاكي اقتحموا مسكن" عائلتها، "وقال أحد الرجال: يا نوبية، اليوم يومك". ثم اغتصبها الرجال جماعيا. وأضافت "حاول زوجي وابني الدفاع عني، فأطلق أحد مقاتلي الدعم السريع النار عليهما وقتلهما. ثم استمروا في اغتصابي، الستة جميعهم" بحسب التقرير.
وقالت امرأة ثانية عمرها 18 عاما إن "مقاتلي قوات الدعم السريع أخذوها في شباط/فبراير مع 17 امرأة وفتاة أخريات من فايو إلى قاعدة عسكرية، حيث احتُجزن مع مجموعة من 33 امرأة وفتاة كن هناك أصلا".
وتابع التقرير "تحت السيطرة الكاملة لخاطفيهن من قوات الدعم السريع، احتُجزت النساء والفتيات في ظروف استعباد، وفي بعض الأحيان رُبطن بالسلاسل"، وأضاف "كل يوم لثلاثة أشهر، اغتصب المقاتلون النساء والفتيات وضربوهن، ومن بينهن الضحية البالغة من العمر 18 عاما، وهي جرائم تشكل أيضا استعبادا جنسيا".
وروى التقرير كذلك قصة هبة (22 عاما) التي فرت من منزلها في كادقلي التي اجتاحها القتال أيضا أواخر العام 2023. وبينما كانت عائلتها تمر عبر ضواحي بلدة قريبة، "اقترب منهم أفراد قوات الدعم السريع بزيهم الرسمي وأجبروهم على الركوع على الأرض، ثم أمروا الأسرة باتباعهم. رفضت عائلة هبة، فبدأ المقاتلون إطلاق النار، فقتلوا والدها ووالدتها وزوجها".
وروت هبة "بعد ذلك قالوا +إلى أين أنت ذاهبة؟ سنستخدمك ثم نتخلص منك+ (...) اغتصبني الخمسة جميعهم، واحدا تلو الآخر. كان أطفالي بجواري مباشرة، يشاهدون ويبكون. قالوا لأطفالي أن يصمتوا ثم اغتصبوا أختي أيضا".
- "انتهاك للقانون الانساني" -
واعتبرت المنظمة أن هذه الحالات من العنف الجنسي هي "انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، أو قوانين الحرب، وجريمة حرب" داعية "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك بشكل عاجل لمساعدة الضحايا، وحماية النساء والفتيات الأخريات، وضمان العدالة في هذه الجرائم الشنيعة".
ولفتت إلى أن "أعمال العنف الجنسي هذه (...) تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات دولية جادة لحماية المدنيين وتحقيق العدالة".
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر حذّر الشهر الماضي خلال زيارة للسودان من وباء عنف جنسي تتعرض له النساء في البلد الغارق في الحرب، محذّرا من أن نطاق هذه الاعتداءات الجنسية "غير مقبول".
وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر قالت الأمم المتحدة في تقرير إنّ جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة".
وأوضحت المنظمة الأممية أنّها أجرت تحقيقا أكّد أنّ معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع.
وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان محمد شاندي عثمان في بيان "لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان. إن وضع المدنييّن الأكثر حاجة، ولا سيما النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد ويتطلّب معالجة عاجلة".
وقال عثمان الذي يرأس هذه البعثة التي أُسِّست أواخر العام الماضي من جانب مجلس حقوق الإنسان لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في البلاد منذ بدء الصراع في نيسان/أبريل 2023، "لا يوجد مكان آمن في السودان الآن".
Your browser does not support the video tag.