السودان.. مجموعة من "البجا" تقتحم مقر التلفزيون ببورتسودان بسبب "زي محلي لمذيعة" (فيديوهات)
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
اقتحمت مجموعة من "البجا" يوم الخميس، مقر التلفزيون في مدينة بورتسودان السودانية، احتجاجا على ما اعتبروه إهانة وجهها مدير هيئة التلفزيون لمذيعة بسبب ارتدائها زيا محليا.
"أم طبخت ترابا وفتيات انتحرن".. مسؤول أممي يكشف النقاب عن مآس في مناطق بالسودان
وأفاد موقع "سودان تربيون" بأن مجموعات تتبع لقومية "البجا" اقتحمت اليوم المقر المؤقت للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بمدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر شرقي السودان، احتجاجا على ما وصفوه بـ"تهديد" بطرد" مذيعة من عملها بسبب زيها المحلي أطلقه المدير العام إبراهيم البزعي.
جاء ذلك بعد أن كتبت المذيعة زينب إيرا على "فيسبوك" أن المدير العام للإذاعة والتلفزيون إبراهيم البزعي أظهر غضبه من ارتدائها الزي البجاوي في القناة، وهدد بطردها بسبب هويتها.
وأثارت هذه الواقعة غضبا كبيرا في أوساط "البجا" الذين تنتمي إليهم المذيعة، وطالبوا بإجراءات تصعيدية تنتهي بإقالة البزعي خلال 24 ساعة.
في حين أن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أكدت في بيان مساء الأربعاء، أن الواقعة حدثت قبل نحو أربعة أشهر، ولم تتضمن إساءة لأي مكون قبلي، بل بات من المستغرب إثارتها الآن.
وأضاف البيان أن المدير العام "أبدى ملاحظة حول التحية باللغة البجاوية في الأخبار ونصحها، وتقبلت ذلك".
ونفى بشكل قاطع ما نسب للمدير العام من حديث مسيء للمكون القبلي، مشددا على احترامه وتقديره لكافة المكونات القبلية في شرق السودان، كما دعا إلى عدم الالتفات لكل ما يصرف عن معركة الوطن ومعركة الكرامة- وفقا للبيان.
ويوم الخميس نظمت مجموعات شبابية موالية للمجلس الأعلى لنظارات "البجا" والعموديات المستقلة، وتحالف أحزاب وحركات شرق السودان موكبا غاضبا نحو مقر التلفزيون، ودخلت مجموعة من المحتجين الاستوديوهات الرئيسية وبعض المكاتب، مرددين هتافات "بجا دولة"، قبل أن يغادروا الموقع بعد وصول والي البحر الأحمر وتعهده بمعالجة الخلاف.
وفي تصريحات لـ"سودان تربيون"، أشار مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة عبد الله أوبشار أن والي البحر الأحمر المكلف الجنرال مصطفى محمد نور تعهد بالاستجابة لمطالبهم وحثهم على مغادرة التلفزيون، مضيفا أن والي البحر الأحمر طلب مهلة للتواصل مع وزير الثقافة والإعلام لمعالجة ما تعرضت له المذيعة زينب إيرا.
وفي هذه الأثناء تمسك رئيس تحالف أحزاب وحركات شرق السودان شيبة ضرار بضرورة إقالة المدير العام للإذاعة والتلفزيون إبراهيم البزعي من منصبه.
شوف يا سيدي
بقى الاولانية دي مذيعة في تلفزيون السودان
والتاني دا إبراهيم البزعي مدير التلفزيون انتقد ملابس المذيعة المعبرة عن أحد إثنيات السودان(البجا) ووصفها بالمبالغة
قوم شباب القبائل دول اقتحموا مقر التلفزيون في بورتسوان
فاصل من مشاهد الاقتحام????#ترحيل_جميع_اللاجئين_مطلب_شعبيpic.twitter.com/datibNKToM
شباب البجا يقتحمون مقر الإذاعة ببورسودان ???????????????????????????????? pic.twitter.com/ltSiZBVS1e
— مسجون ف غربه (@abwtmny297470) June 20, 2024المصدر: "سودان تربيون"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: تويتر غوغل Google فيسبوك facebook للإذاعة والتلفزیون مقر التلفزیون البحر الأحمر المدیر العام
إقرأ أيضاً:
آخر المعارك المصيرية
مطلع هذا العام 2025، سيتذكره التاريخ السوداني طويلاً، لأحداثٍ رمزية تمخضت عن هزيمة مليشيات “الدعم السريع” في عدة محاور على ميدان القتال ، هي هزيمة لـ ميليشيات وتنظيمات، ولمشروع إقليمي ضخم ذي امتدادات وعلاقات ومصالح دولية كبرى.
ويشهد مسرح الأحداث آثار هذه الهزيمة في الموقف الأمريكي المتمثل في العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة على رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش “البرهان”، وحملات التحريض العنصري التي نفذتها قيادات حلف “تقدم” ونتج عنها استهداف الجالية السودانية بدولة جنوب السودان .
منذ العام ٢٠١٩م، كان السودان دولة “مختطفة” أو “رهينة” ، وبكل الأحوال “شبه دولة” سياسياً، واقتصادياً وسيادياً، والآن يعيش حرباً طاحنةً، وتدخل فيها سياسياً وأمنياً غالب دول المنطقة، واختلفت قوة الأطراف داخلها بحسب المراحل الزمنية.
السودان اليوم ساحة صراع دولي واقليمي، هذه حقيقة اكتشفها السودانيين اثناء الحرب وربما قبل اندلاعها، ولكن ما يحتاجونه الآن هو مجاراة فرحتهم والأمل الكبير الذي سكنهم، بعد أن رأوا ما لم يتحقق في قرابة عامين، وتركهم نهباً للفراغ، يُنجز مضاعفاً في أسابيع ،بتحقيق انتصارات مفصلية على العدوان المليشي ، وبالتالي المضي قدماً في هزيمة مشروع دولي يستهدف سيادة البلاد .
الموقف الامريكي ضد رئيس مجلس السيادة ،هو (انتصار)، لأنه سيدفع الدولة لأن تبدأ طريقاً جاداً في العودة لنفسها ولشعبها، والتوقف عن مطاردة سراب الانخراط في الحلف الغربي.
العقوبات الأمريكية على رئيس مجلس السيادة والتي جاءت رغم مواقفه المهادنة للمشروع الغربي في السودان ، تعتبر نقطة حاسمة ستغلق الباب أمام انتظار رضا “الأمريكان” ورفع العقوبات التي فرضت ابان نظام “البشير” ، الشعب السوداني جدير بمستقبلٍ زاهٍ لا تتحكم فيه أي محاور إقليمية.
أدرك السودانيون مبكراً، وقرأوا جيداً من كتاب التجارب الإقليمية ، والانظمة الحاكمة التي رهنت قرارها الوطني لمصالح حلفاءها الدوليين،أن الأنظمة التابعة لا تستطيع أن تبني تنمية، ولا تستطيع أن تحارب وتنتصر، ولا تستطيع أن تُشيد أوطاناً.
الحاضنة السودانية أدت دورها بإتقان، و أنتجت مشهداً تاريخياً أبهر العالم، حين انخرطت في صفوف معركة الدفاع عن السيادة ، وما زالت تقاوم لتفتح الطريق الى سودان الغد ، وكان أفضل ما فيه جرأة مواجهة استقواء الداخل بالخارج في الصراع الداخلي المدمر للوطن والدولة والمجتمع.
وفي ذات الوقت، دولياً.. لا يمكن الاستغناء عن السودان ، فهو مفتاح أفريقيا منذ القدم، ، بالنسبة للاستراتيجيتين الغربية والشرقية ، فمسألة ركنه في درج النسيان كما يلوح الغرب غير حقيقي ، السودان منطقة جيوسياسية مهمة للجميع ، وبات لزاماً على القيادة الاتجاه نحو الحلف الذي يضمن مصالح بلادنا داخلياً وخارجياً.
يجب أن يدفع الموقف الأمريكي المفعم بالابتزاز ، قيادة الدولة إلى وضع يدها مع الشرقيين ، (تركيا وإيران وروسيا)، فقد كان السودان مزدهراً في حقبة سابقة ، استخرجت “الصين” البترول ، وبالتالي انتعشت البلاد اقتصادياً، وبلغ سعر الدولار جنيهين، أما (روسيا وإيران) فقد ساهمتا في تطوير الترسانة الحربية السودانية ، التي ظهرت في مصانع السلاح التي كانت تحقق اكتفاء ذاتي للجيش السوداني ، ودمرتها مليشيات التمرد أثناء الحرب .
آن الأوان لأن تتخلى القيادة السودانية عن مواقفها الضبابية وسياسة الامساك بالعصا من المنتصف ، وأن تخرج للعالم في موقف جريء يعبر عن دولة قوية ذات سيادة ، وليس نظام مفكك يلهث طالباً رضا المستعمر .
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتساب