الثورة نت:
2025-01-24@18:29:29 GMT

الحكمة في التعامل مع المرحلة

تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT

نحن اليوم في مفترق طرق علينا أن ندرك أبعادها والأهم من إدراك الأبعاد فهم حساسية الوضع والتصرف تجاه هذه الحساسية بصبر وحكمة، والمطلوب من بعض الذين ينشطون في التواصل الاجتماعي من الذين يتقلدون مناصب مهمة في الصف الأول، أن يعوا حساسية المرحلة وأن لا يأخذهم الزهو إلى مربعات يسعى العدو للوصول إليها منذ عشر سنوات من العدوان، فالركون إلى دعة الهدوء ليس من الحكمة.

اليمن يمر بمرحلة هي من أخطر المراحل في تاريخه القديم والحديث، فالدولة مهددة بالتشظي والانقسام, ويقظة الهويات المحلية والوطنية والقومية التاريخية بدأت تبرز على سطح المشهد السياسي والثقافي، وبدأت بعض الجماعات تعيد ترتيب نفسها خوف عوامل الفناء ومفردات القوة والاستهداف أن تصيبها، وفي مقابل ذلك لا نجد نشاطا حكوميا يعمل على ترميم المتصدع في الوجدان الجمعي، فالأداء الحكومي في التفاعلات اليومية، وفي النشاط العام كاد أن يكون عدما وباعثا على العدم، وعلى الشعور به، والممارسات الخاطئة للكثير من الوزراء تبعث كوامن الغضب الشعبي وتعزز من الشعور بفقدان القيمة، ويبدو أن الأداء الإعلامي وغياب النشاط الثقافي قد ساهم في حالة النكوص بالقدر الأوفر، إذ ظل دورهما مفقودا – ودورهما من أساسيات الحالة السياسية في كل مؤسسات الحكم في العالم – ولذلك نرى العالم من حولنا يولي الشريحة الإعلامية والثقافية الاهتمام الأكبر, فهو يقترب منها ويبدد السُحب التي تحجب الرؤية عنها، ويحاورها أملا في تصحيح التصورات المسبقة لكل طرف عن الآخر، ويعمل جاهدا على توفير متطلبات الاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي حتى ينعكس ذلك الاستقرار على الحالة الأمنية والاجتماعية والسياسية، وبالتالي على التنمية الوطنية المستدامة، وفي المقابل فإن التقليل من شأن وقيمة الشريحة الثقافية والإعلامية ومحاولة إقصائها من تفاصيل المشهد لن يكون بالضرورة إجراء واعيا، فالتبعيد لقادة الرأي وصناعه ضرر نتائجه كارثية على الوطن، وعلى أمنه واستقراره – وحديثي هنا عن المثقف وفق مفهومه الشامل بما في ذلك المثقف الديني – فالتعدد في الرؤية والمنطلقات أصبح واقعا لا يمكن القفز على حقائقه الموضوعية، والتعامل مع مثل ذلك التعدد لن يتحقق إلا بالاعتراف بوجوده، وبالتوافق على قيم ومبادئ الالتقاء، ومن خلال ترشيد الخطاب وتشذيبه من نوازعه الذاتية، فالآخر المختلف معك موجود، ووجوده يضاهي وجودك، وموقفه من القضايا العامة يجب أن يحترم ويتم تقبله، مثلما تريد منه أن يحترم موقفك ويتقبله، وعند هذه النقطة المحورية تبرز المهارات السياسية التي تستخدم الممكنات الذهنية والثقافية والسياسية في تحقيق المكاسب السياسية لهذه الجماعة أو الحزب، فالعداوات لن تخلق إلا عداوات مثلها والدم لا يجر وراءه إلا دما مثله، والاشتغال على قيم السلام الاجتماعي والتماسك الوطني يتطلب مهارات ذهنية وثقافية وقواعد منطق سليم.
لذلك فالفرق التي تشتغل على حالات الانقسام الاجتماعي، وتحاول تعميق ثقافة الثأر والعداوات على أسس مذهبية وطائفية تشكل خطرا على مستقبل اليمن، ويصبح تدخل الدولة بكل إمكانياتها المادية والمعنوية في هذه الحالة ضرورة ملحة على أسس التعدد وقبول الآخر والتعايش والسلام وتهذيب الخطاب، كما أن المؤسسة الإعلامية الرسمية والمؤسسة الثقافية بالتوازي مطالبتان بالقيام بدورهما من حيث إشباع حاجات الفرد وتكثيف تجاربه، فالوعاء الذي يشكو الفراغ هو يشتهي الامتلاء وحين يملأ بقيم الخير والحب والسلام والحق تكون ثمرته اليمن السعيد الذي يستعيد بُعده الحضاري ومجده التاريخي، وحين نتركه لفراغه فرغبة الامتلاء تجعله يبحث عن كينونته، ونحن نشهد أنه لا يجدها إلا في العبوات المتفجرة والأحزمة الناسفة، لذلك فالتركيز على بناء الإنسان بناء سليما يجب أن يكون من أولويات المرحلة، وتفعيل دور الأدوات في البناء الإنساني يجب أن يأخذ حظه من الاهتمام والتركيز والعناية، وإذا كنا نردد في خطاباتنا أن الإنسان هو هدف التنمية ومحورها فمثل ذلك التوجه يقتضي التركيز وبشكل محوري على أساسيات البناء وأدواته وتحسين جودة الأداء وإطلاق العنان لخاصيتي الإبداع والابتكار.
ما يجب أن ندركه في هذا المخاض العسير – الذي تمر به اليمن – أن الذات تشعر بفراغ وبفقدان حلقات مهمة في سلسلة التراكم التاريخي والامتداد الحضاري وترميم المتصدع، وإعادة الحلقات المفقودة إلى سياقها الحقيقي يتطلب جهدا مضاعفا فالذات التي تشعر بالفراغ الحضاري والفراغ التاريخي لا يمكنها التفاعل مع اللحظة الحضارية الجديدة لأنها تشعر بفقدان القيمة وتشعر بالاغتراب الحضاري والاغتراب التاريخي وبالتالي الاغتراب عن اللحظة الجديدة.
ومن هنا يمكننا القول باطمئنان لا نبالغ فيه، أن الاهتمام بالإنسان وصناعته وإعداده لمتطلبات المرحلة الحضارية الجديدة هو الرهان الأمثل الذي من خلاله نتجاوز عثراتنا التاريخية وعثراتنا الحضارية مع التأكيد على خياري التعدد والحوار فهما الوسيلة التدافعية التي من خلالها نضمن الاستقرار والسيادة على كامل التراب الوطني دون قدرة العدو على النفاذ من الفراغات التي نفذ منها في زمن عدوانه.
نحن مطالبون اليوم بقراءة الواقع قراءة فاحصة وواعية لكل الأبعاد وببصيرة الحكماء لا بوعي الانفعال، وخلفنا الكثير من التجارب إن أردنا صلاحاً.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: یجب أن

إقرأ أيضاً:

وزير الإسكان: إجراء القرعة العاشرة على الأراضي التي تم توفيق أوضاعها بمنطقة الأمل بالعبور الجديدة



أعلن المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أنه تم إجراء القرعة العلنية العاشرة لتسكين وتسليم إخطارات تخصيص الأراضي للمواطنين الذين قاموا بسداد المقدمات المطلوبة للأراضي التي تم توفيق أوضاعهم بها حتى يوم الخميس 21 نوفمبر 2024 في نطاق منطقة الأمل "سابقًا" بمدينة العبور الجديدة.

ولفت وزير الإسكان إلى أن هذا الإجراء يُسهم في دفع عجلة التنمية العمرانية وفقًا لرؤية الدولة الهادفة إلى تنظيم الملكيات وتحقيق التنمية المستدامة في المناطق العمرانية المضافة لعددٍ من المدن الجديدة، حيث تم إجراء القرعة العاشرة بمنطقة الأمل بمدينة العبور الجديدة ضمن شرائح المساحات التي تشمل (209م² - 276م² - 350م² - 400م² - 450م² - 500م²)، وذلك بهدف تعزيز حقوق المواطنين وتحقيق الاستقرار العقاري.

وقد حضر مراسم إجراء القرعة، كل من المحاسب/إيهاب المراكبي، مساعد نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لقطاع الشئون العقارية والتجارية، والمستشار/محمد طلعت الصيفي، ممثل مجلس الدولة، والمحاسب/ محمد خيري معروف معاون نائب رئيس الهيئة لقطاع الشئون العقارية والتجارية، والدكتور مهندس أحمد إسماعيل، رئيس جهاز تنمية مدينة العبور الجديدة، وعدد من مسئولي الهيئة والجهاز.

وأشار الدكتور مهندس أحمد إسماعيل، إلى أن ذلك يأتي في إطار تكثيف الجهود وتسريع إجراءات تقنين الأراضي بمدينة العبور الجديدة لحماية حقوق المواطنين وضمان الاستقرار العقاري في المدينة.
وأكد الدكتور مهندس أحمد إسماعيل جبر، أن جهاز المدينة يعمل على تبسيط وتسريع الإجراءات الإدارية لملف التقنين مما يتيح الاستفادة من الممتلكات بشكل قانوني وآمن وزيادة فرص الاستثمار العقاري، مؤكدًا أن القرعة حققت نجاحًا كبيرًا بفضل تعاون المواطنين مع الجهاز، وهذا النجاح يؤكد أهمية الشراكة المجتمعية في تحقيق التنمية.


واختتمت فعاليات القرعة بتسليم 701 إخطار تخصيص للمواطنين الفائزين، بجانب التأكيد على مواصلة الجهود لتحقيق الاستقرار العقاري وتسهيل إجراءات تقنين الأراضي بما يضمن حقوق المواطنين ويعزز مناخ الاستثمار والتنمية.
من جانبهم أعرب المواطنون عن رضاهم عن عملية القرعة مشيدين بالتنظيم الجيد والشفافية وسهولة الإجراءات التي تم بها استلام إخطارات التخصيص في أجواء تملؤها السعادة.

مقالات مشابهة

  • من هي الدول التي أصدرت حتى الآن قرارات عقابية بحق الحوثيين في اليمن؟
  • وزير الإسكان: إجراء القرعة العاشرة على الأراضي التي تم توفيق أوضاعها بمنطقة الأمل بالعبور الجديدة
  • انتهاء المرحلة الثانية.. البورصة المصرية تستحدث نظام رقمي جديد لـ شهادات الإيداع الدولية(GDRs)
  • إجراء القرعة العاشرة على الأراضي التي تم توفيق أوضاعها بمنطقة الأمل بالعبور الجديدة
  • حرائق في الحدود السعودية مع اليمن.. ما الذي جرى ..! (فيديو) 
  • وزير الإسكان: إجراء القرعة التاسعة على الأراضي التي تم توفيق أوضاعها بمنطقة القادسية بالعبور الجديدة
  • إجراء القرعة التاسعة على الأراضي التي تم توفيق أوضاعها بمنطقة القادسية بالعبور الجديدة
  • مشايخ اليمن يهنئون الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة بالنصر التاريخي على كيان الاحتلال الصهيوني
  • مشايخ اليمن يباركون للشعب الفلسطيني ومقاومته الانتصار التاريخي على العدو
  • مشايخ اليمن يباركون الانتصار التاريخي في فلسطين