لم يعد الملاذ الآمن: الأثرياء والمستثمرون يفرّون من الكيان الصهيوني المحتل
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
الثورة /وكالات
تتوالى الأنباء عن هروب رجال الأعمال والأثرياء، وخروج الاستثمارات من كيان الاحتلال الإسرائيلي على وقع تقديرات بغياب البيئة الاستثمارية الآمنة وفقدان الثقة بمستقبل الاحتلال بعد نحو 9 أشهر من معركة طوفان الأقصى والحرب الدامية على قطاع غزة.
وللمرة لأولى منذ عدة عقود، أظهر تقرير هجرة الثروات الخاصة لعام 2024م الصادر عن شركة أعداد «هنلي أند بارتنرز» أن المهاجرين الأثرياء المغادرين من إسرائيل أكثر من أولئك المصرين على البقاء.
ونقلت منصة غلوبس الإسرائيلية عن التقرير خروج إسرائيل من قائمة “هنلي أند بارتنرز” للدول العشرين المستقطبة للثروات الخاصة، وهو خروج كبير -وفقا لغلوبس- عن المركز الـ12 الذي حققته العام الماضي، عندما شهدت إسرائيل تدفقًا صافيًا لـ600 فرد ثري.
التقرير يسلط الضوء على تراجع كبير بالنسبة لإسرائيل التي سبق أن صنفت بين الوجهات العشرة الأولى لأصحاب الملايين المهاجرين لعدة عقود وفق ما ذكرته غلوبس.
وتعرف «هنلي أند بارتنرز» الشخص الثري بأنه شخص لديه أصول سائلة تزيد على مليون دولار.
يقول دان ماركوني، كبير مستشاري العملاء بفرع الشركة في إسرائيل، معلقاً على الوضع: «يؤكد هذا التحول الزلزالي مدى السرعة التي يمكن أن يؤدي بها أي صراع إلى تقويض جاذبية دولة ما في أعين أثرياء العالم والمتنقلين عالميًا.
ويتابع: «الحرب المستمرة لم تحطم صورة إسرائيل كملاذ آمن فحسب. لكنها تهدد أيضا بالطغيان على إنجازاتها الاقتصادية» وفق ما نقلته غلوبس».
تصريحات ماركوني تشير إلى الضرر الاقتصادي الذي أحدثته الحرب على غزة، خاصة في القطاعات التي تعتمد بشكل كبير على أموال المستثمرين، مثل الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
وتضيف غلوبس أن هروب المستثمرين الأثرياء لا يشكل مجرد ضربة لصورة الأمان، بل يمثل أيضاً انتكاسة اقتصادية كبيرة قد يكون من الصعب عكس اتجاهها.
ومنذ 7 أكتوبر 2023م، تشن إسرائيل حربًا مدمرة ودامية على قطاع غزة، فيما تواصل المقاومة بقيادة كتائب القسام مواجهة الاحتلال والتصدي له مع حالة تصعيد من عدة جبهات تبقي كل كيان الاحتلال في دائرة التهديد.
ويعد تقرير «هنلي أند بارتنرز» مؤشرًا رئيسيًا للصحة الاقتصادية العامة للدول. وكثيراً ما تشير هجرة الأفراد الأثرياء إلى اتجاهات اقتصادية أوسع وثقة المستثمرين. ويمكن أن يكون لحركة رأس المال هذه آثار كبيرة على المشهد الاقتصادي بالبلدان المضيفة، مما يؤثر على كل شيء بدءًا من أسواق العقارات وحتى النظم البيئية للشركات الناشئة.
ويعكس الانخفاض في تصنيف إسرائيل وتدفق الأفراد الأثرياء إلى الخارج مخاوف أوسع نطاقا بشأن الاستقرار والآفاق الاقتصادية وسط الحرب المستمرة، وفقا لغلوبس، وبينما يسعى المستثمرون إلى بيئات أكثر أماناً واستقراراً، فإن التحدي الذي يواجه إسرائيل -وفقا لغلوبس- سيتمثل في استعادة الثقة وإعادة بناء جاذبيتها أمام الأثرياء والمتنقلين على مستوى العالم.
وانخفضت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في إسرائيل إلى 1.1 مليار دولار في الربع الأول من 2024م بتراجع 55.8% مقارنة بالربع الأخير من 2023م، وفق بيانات المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي، ويعد أدنى مستوى مسجّل منذ الربع الأخير من 2021م.
وأشارت صحيفة «كالكاليست» الاقتصادية الإسرائيلية إلى أن أرقام الاستثمار الأجنبي في إسرائيل مثيرة للقلق، إذ تراجعت من متوسط ربع سنوي نسبته 4.8 مليارات دولار في السنوات الأربع الماضية.
وأرجعت الصحيفة هذا التراجع إلى العدوان الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة، ودعت إلى الأخذ في الاعتبار التبعات الاقتصادية والاستراتيجية عند اتخاذ قرارات استمرار الحرب.
وتضيف الصحيفة إن انخفاض الاستثمارات الأجنبية بنحو 56% لا يعكس الخوف من استمرار الحرب فقط، بل يشير -بشكل أساسي- إلى أن قيادة البلاد غير مهتمة بالاقتصاد.
وأوضحت الصحيفة أن تراجع الاستثمارات المباشرة مرتبطة بتراجع الاستثمارات في العالم، ومع ذلك تكشف أن معدل تراجع الاستثمارات في إسرائيل أعلى من العالم.
والاستثمارات الأجنبية المباشرة هي شراء العقارات من الأجانب، واستثمارات ذات طبيعة طويلة الأجل وهي في الأساس أصول حقيقية، على عكس الاستثمارات المالية العادية.
وتلعب الاستثمارات الأجنبية دورا حيويا في النمو الاقتصادي والتنمية، لأنها توفر رأس المال، والتكنولوجيات الجديدة، والخبرة الإدارية، علاوة على ذلك، في حالة إسرائيل، يأخذ هذا الرقم معنى مختلفا، إذ إن حوالي 80% من رأس المال الذي يدخل قطاع التكنولوجيا (المحرك الرئيسي للاقتصاد) يأتي من الخارج.
ونقلت الصحيفة الاقتصادية عن مدير قسم الأبحاث في بنك إسرائيل، عدي براندر، قوله: «القرارات التي تنتظرنا في مجال موازنة الدفاع لن تؤثر فقط على ميزانية 2025م، بل يمكن أن تؤثر على نمونا ومستوى معيشتنا لسنوات قادمة».
وقفزت استثمارات الإسرائيليين في الخارج بنحو 30% في الربع الأول من السنة الحالية حيث ارتفعت من 2.2 مليار دولار إلى 2.9 مليار دولار، مما يعني أن الإسرائيليين يهربون باستثماراتهم إلى الخارج.
وتظهر البيانات الإضافية التي قدمتها منظمة “التعاون الاقتصادي والتنمية” أن الوضع الهيكلي لإسرائيل فيما يتعلق بالاستثمارات الأجنبية ليس مشجعا عندما تفرض الدولة العديد من القيود التنظيمية عليها.
وتعليقا على ما سبق، يقول الخبير الاقتصادي نصر عبد الكريم في تصريح لـ المركز الفلسطيني للإعلام: إن آثار الحرب على غزة حتما هي مدمرة للاقتصاد الإسرائيلي.
وأوضح أنه كلما طال أمد الحرب في غزة، فإن الأضرار التي تطال الاقتصاد الإسرائيلي ستكون ممتدة وكارثية.
وتوقع عبد الكريم إن تنحدر إسرائيل في التصنيفات الائتمانية بسرعة كبيرة، مع ارتفاع في نسب الفقر والتضخم.
وأشار إلى أن رأس المال الأجنبي لا يمكن أن يستقر في بيئة الحروب، وإن هروبه من إسرائيل في ظل حرب غزة، والتصعيد الدائر في الشمال أمر متوقع.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الاستثمارات الأجنبیة فی إسرائیل رأس المال
إقرأ أيضاً:
مصر تخطط لجذب استثمارات بـ 7 مليارات دولار من الكويت خلال عامين
تستهدف الحكومة المصرية جذب استثمارات كويتية جديدة تصل إلى 7 مليارات دولار خلال العامين المقبلين، حيث أعلنت الحكومة المصرية عن خطط طموحة لجذب مزيد من الاستثمارات الكويتية في مختلف القطاعات الحيوية.
وتضاف الاستثمارات إلى المحفظة الكويتية الحالية التي تبلغ قيمتها 20 مليار دولار، والتي تم ضخها في مشروعات متعددة على مدار السنوات الماضية، بما في ذلك قطاعات متعددة مثل العقارات، السياحة، الصناعة والطاقة.
القطاعات المستهدفة
وكشف رئيس هيئة الاستثمار المصرية، حسام هيبة، في تصريحاته خلال منتدى الاستثمار المصري الكويتي الذي عقد في القاهرة، عن قائمة واسعة من الفرص الاستثمارية التي عرضتها الهيئة على الجانب الكويتي.
وتتنوع الفرص لتشمل مجالات عدة، من بينها صناعة السيارات، النسيج، الأجهزة المنزلية، الإلكترونيات، الدواء، المواد الغذائية، والطاقة المتجددة، كما تشمل الفرص المتاحة أيضًا تكنولوجيا المعلومات، مراكز البيانات، الذكاء الاصطناعي، والقطاع السياحي والصحي والزراعي.
ومن جانبه أكد وزير قطاع الأعمال العام، محمد شيمي، أن الوزارة طرحت على المستثمرين الكويتيين العديد من الفرص الاستثمارية في الصناعات الكيماوية والمعدنية، فضلاً عن مجالات الغزل والنسيج.
وأوضح أنه تم أيضا فتح باب التعاون في قطاع السياحة والفنادق، وهي من القطاعات الجاذبة للاستثمار الكويتي.
رئيس مجلس التعاون الكويتي المصري لـ CNBC عربية:
- 20 مليار دولار حجم الاستثمارات الكويتية في مصر
- القطاع الخاص الكويتي "متعطش" للاستثمار في مصر
- مصر دولة واعدة" رغم الأزمات التي تواجههاhttps://t.co/TKyzRTCloE pic.twitter.com/gzGAZtNinY — CNBC Arabia (@CNBCArabia) April 24, 2025
رغبة كويتية قوية
في ذات السياق، أكد رئيس الجانب الكويتي في مجلس التعاون المصري الكويتي، محمد جاسم الصقر، أن حجم الاستثمارات الكويتية في مصر، والتي تبلغ 20 مليار دولار، لا يزال أقل من المتوقع بالنظر إلى الفرص الواعدة التي توفرها السوق المصرية.
وأشار إلى أن الكويت تتطلع إلى زيادة هذه الاستثمارات، مشيرًا إلى أن القطاعات التي تثير اهتمام المستثمرين الكويتيين تشمل السياحة، العقارات، صناعة السيارات، والأدوية.
تضاف إلى هذه التصريحات كلمة رئيس مجلس إدارة شركة المركز المالي الكويتي، ضرار الغانم، الذي أكد أن الكويت تراقب السوق المصري باستمرار، وأنه مقتنع بأن فرص الاستثمار في مصر واعدة في جميع القطاعات، سواء في البنية التحتية أو القطاعات الصناعية أو السياحية.
انعقاد جلسة المباحثات الرسمية بين دولة الكويت وجمهورية مصر العربية الشقيقة بقصر بيان ظهر اليوم
- ترأس حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الجانب الكويتي فيما ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة الجانب المصري بحضور سمو ولي العهد… pic.twitter.com/LlTwgGDRad — كونا KUNA (@kuna_ar) April 15, 2025
زيادة الاستثمارات إلى 60 مليار دولار
أوضح حسام هيبة أن الاستثمارات الكويتية تلعب دورًا محوريًا في مساعدة مصر على تحقيق هدفها الطموح لجذب استثمارات تقدر بحوالي 60 مليار دولار حتى عام 2030.
وأكد أن المستثمرين الكويتيين يمتلكون خبرة طويلة في السوق المصري، إذ بدأوا استثماراتهم في مصر منذ عقود، ما يجعلهم على دراية كبيرة بالفرص المتاحة، خاصة في قطاعات مثل الفنادق والصحة.
وأشار هيبة إلى أن هناك فرصة كبيرة في قطاعي السياحة والصحة، نظرا للعوائد المرتفعة التي يحققها هذان القطاعان، حيث يحتاج القطاع الفندقي إلى 300 ألف غرفة جديدة خلال السنوات القليلة القادمة، بينما يتطلب قطاع الصحة 150 ألف سرير إضافي خلال نفس الفترة.
والجدير بالذكر أن الكويت تعد من أبرز اللاعبين الاقتصاديين في منطقة الشرق الأوسط، حيث تركز استثماراتها على قطاعات حيوية مثل الطاقة، البنية التحتية، التمويل، والعقارات.
وتتجاوز استثمارات الكويت في الإمارات 50 مليار دولار، وفي الأردن تفوق 20 مليار دولار، وتخطط الكويت أيضا لزيادة استثماراتها في مصر التي تعتبر واحدة من أهم الوجهات الاستثمارية في المنطقة.
وبحسب وكالة "بلومبرج" حققت الهيئة العامة للاستثمار في الكويت، التي تدير أكثر من 800 مليار دولار من الأموال، ارتفاعا في العوائد السنوية للصندوق السيادي الكويتي بأكثر من 10 بالمئة، وأسهم ارتفاع مؤشرات سوق الأسهم الأمريكية في تعزيز عائدات هيئة الاستثمار الكويتية، العام الماضي.
وشهدت استثمارات الكويت، خلال فترة الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، نموا بنسبة 2.6 بالمئة لتسجل 7.8 مليارات دينار، مقارنة بـ7.5 مليارات دينار، خلال الفترة المقارنة من 2023.
كما أظهرت البيانات إن دخل استثمارات الكويت بلغ 2.2 مليار دينار في الربع الأول من 2024، ليصعد إلى مستوى 2.74 مليار دينار في الربع الثاني من 2024، ثم إلى مستوى 2.8 مليار دينار في الربع الثالث من العام.
وأظهرت البيانات التي استندت إلى أرقام من بنك الكويت المركزي، أن دخل استثمارات الكويت هو الإيرادات التي تحققها الدولة من أصولها واستثماراتها الخارجية في مختلف المجالات.
وخلال زيارته للكويت بحث رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي مع المسؤولين الكويتيين سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، في خطوة تهدف إلى توسيع آفاق التعاون المشترك بينهما.
مشهد مهيب يجسّد عمق العلاقات الأخوية…
أمير الكويت مشعل الاحمد الجابر الصباح وولي عهده يشاركان في العرضة ترحيبًا بعزيز مصر، الرئيس عبدالفتاح السيسي.
الله يديم العلاقة والمحبة والترابط العربي .. pic.twitter.com/GdQhYjAWF9 — سيف الدرعي (@saif_aldareei) April 14, 2025
"الرخصة الذهبية" تشجيعا للاستثمار
في إطار سعي الحكومة المصرية لتسهيل الإجراءات وجذب الاستثمارات، قررت منح "الرخصة الذهبية" بشكل فوري لجميع المشروعات الكويتية الجديدة في مصر.
وتوفر الرخصة التي أطلقت العام الماضي للمستثمرين سهولة في الحصول على جميع التراخيص اللازمة لإقامة وتشغيل المشاريع، بما يشمل الموافقات على البناء وتخصيص الأراضي.
خلال استقباله وفدًا من أعضاء مجلس التعاون المصري الكويتي.. رئيس الوزراء يقول إنه يمكن منح الرخصة الذهبية للمشروعات الكويتية في مصر pic.twitter.com/o6LYi9C5yI — الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) April 23, 2025