دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى تمديد الخدمة العسكرية، في حين تظاهر اليوم الخميس مئات اليهود المتدينين (الحريديم) احتجاجا على محاولات تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن غالانت دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر رسالة رسمية لبحث تمديد الخدمة النظامية للجيش إلى 3 سنوات بشكل عاجل.

ووفقا لما أوردته القناة الـ12، فإنه بعد أكثر من 4 أشهر من التأخير طالب غالانت نتنياهو بالتعجيل الفوري بقانون تمديد الخدمة، إذ إن "الواقع الأمني الجديد يتطلب استجابة عملياتية كبيرة من أجل استمرار المجهود الحربي".

مظاهرات للحريديم ضد تجنيدهم

وفي السياق، تظاهر اليوم الخميس مئات اليهود المتدينين، وأغلقوا شارعا رئيسيا في منطقة تل أبيب الكبرى، احتجاجا على محاولات تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي، وفق إعلام إسرائيلي.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت (خاصة) إن مئات من المتدينين اليهود (الحريديم) من منظمة فصيل القدس، أغلقوا شارع رقم 4 عند تقاطع منطقة جفعات شموئيل بالقرب من مدينة بني براك، احتجاجا على محاولات تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي.

وفصيل القدس هو منظمة إسرائيلية سياسية حريدية مناهضة لمحاولات تجنيد المتدينين اليهود في الجيش، ويعتبر أحد أكثر التيارات تطرفا في الوسط الحريدي، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية.

مئات من الحريديم تظاهروا في تل أبيب رفضا للخدمة العسكرية (الأناضول) مطالبات بالتجنيد

وكان رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي قال في مؤتمر صحفي يوم الأحد إن تجنيد اليهود المتدينين الحريديم في الجيش، أصبح ضرورة ملحّة، ولهذا السبب "نشجع ذلك بقوة، ونريد أن نفعل ذلك بشكل صحيح".

وقال إن كل كتيبة يهودية متدينة ينشئها الجيش الإسرائيلي ستوفر تجنيد الآلاف من جنود الاحتياط.

كما طالبت أحزاب معارضة وحتى شخصيات من حزب الليكود المشارك في الائتلاف الحاكم بتجنيد اليهود المتدينين.

والأسبوع الماضي، صوّت الكنيست خلال جلسة عامة، لمصلحة إحياء مشروع قانون للتجنيد تم طرحه خلال فترة البرلمان السابق، ويمنح اليهود المتدينين (الحريديم) استثناءات تخص الخدمة العسكرية.

ويتضمن المشروع خفض سن الإعفاء من التجنيد للحريديم إلى 21 عاما (حاليا 26 عاما).

وفي الوقت الحالي، يتمكن الحريديم عند بلوغ 18 عاما (سن الالتحاق بالخدمة العسكرية في إسرائيل) من تجنب التجنيد في الجيش عبر الحصول على تأجيلات متكررة لمدة عام واحد بحجة الدراسة بالمدارس الدينية، إلى حين وصولهم إلى سن الإعفاء من التجنيد (26 عاما حاليا).

ومن المقرر بعد بحث التشريع في لجنة الخارجية والأمن بالكنيست طرحه بالقراءتين الثانية والثالثة الضرورتين ليصبح قانونا نافذا.

وتتزامن الضغوط لتجنيد الحريديم مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي بدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وخلفت حتى الآن أكثر من 123 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وقرابة 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأشخاص.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی الجیش الإسرائیلی الیهود المتدینین الخدمة العسکریة

إقرأ أيضاً:

قانون تجنيد “اليهود المتدينين”.. هل يعمّق الأزمة الداخلية للاحتلال؟

 

الثورة / وكالات

أعاد قرار المحكمة العليا للاحتلال، أزمة تجنيد “الحريديم” إلى الواجهة، حيث أصدرت المحكمة قراراً يوجب التجنيد الإجباري للحريديم “اليهود المتدينين” داخل كيان الاحتلال، مع تجميد الدعم المالي للمدارس والمعاهد الخاصة بهم.
وتشكّل مسألة تجنيد “الحريديم” في جيش الاحتلال إحدى المسائل التي تغذي الصراع بين هذه المجموعة ومجموعة الأغلبية اليهودية غير المتدينة، وكذلك في الصراع بينها وبين الصهيونية الدينية التي يتجند شبانها في صفوف جيش الاحتلال.
وكانت في الماضي عدة محاولات تشريعية وتسويات سياسية عديدة للوصول إلى صيغة للتعامل مع هذه المسألة، غير أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحاجة جيش الاحتلال المُلحة إلى المزيد من الجنود في الميدان قد أعاد طرح قضية تجنيد “المتدينين” إلى الواجهة.
وكانت محكمة الاحتلال العليا قد قضت بتجميد ميزانية مدارس “اليهود الحريديم” في 28 آذار المنصرم؛ بسبب رفض طلابها الالتحاق في جيش الاحتلال، تبع هذا القرار مناقشاتٍ داخلية أخرى تتعلق بقضية تجنيدهم داخل صفوف جيش الاحتلال دون الخروج بقرارٍ رسمي.
ويُشكل اليهود “الحريديم” نسبة 13% من مجتمع الاحتلال البالغ عدده 10 ملايين نسمة، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 19% بحلول عام 2035، بسبب ارتفاع معدلات المواليد لديهم، ويرفض مُنتسبي هذه الطائفة الالتحاق في الخدمة العسكرية الإلزامية في جيش الاحتلال، والانخراط في صفوفه؛ لاعتقادهم أن ذلك يخالف فطرتهم وعقيدتهم الدينية المتشددة.
في الأثناء، يقول المحلل السياسي د.عمر جعارة، إن فئة المتدينين من “الحريديم” يرفضون قرارات التجنيد منذ تأسيس كيان الاحتلال، وهذا مرتبط بقناعاتهم العقائدية التي تنص على أن لا دولة ولا جيش دون قدوم المسيح المخلص، فيما يقوم نتنياهو اليوم بعملية تضليل المجتمع الاحتلال بمثل هذا القرار وغيره من قرارات تمديد فترة التجنيد.
منذ عام 2017 فشلت حكومات الاحتلال المتعاقبة في التوصل إلى قانون شامل وموحد بشأن تجنيد “الحريديم”، بعد أن ألغت المحكمة العليا قانوناً تم تشريعه عام 2015 قضى بإعفائهم من الخدمة العسكرية، معتبرة أن الإعفاء يمس بـ”مبدأ المساواة”. وفقاً لحديث جعارة لـ “شبكة قدس”
ويعتمد ائتلاف بنيامين نتنياهو في بقائه على اليمين المتطرف الذي يعتقد بعدم وجوب تجنيد الحريديم، وأن ذلك ما سيحافظ على ناخبيه.
وبحسب قراءات المختص في الشأن الإسرائيلي ياسر مناع للإعلام العبري حول القرار فيقول ” الإعلام الإسرائيلي منحاز بشكل أو بآخر. فالمواقع والصحفيون المحسوبون على المتدينين المتشددين يرفضون التجنيد لأسباب دينية وخوفًا من التأثيرات العلمانية على الشباب الحريدي.
في المقابل، يرى الإعلاميون والصحفيون الليبراليون واليمينيون أن التجنيد ضروري لتقاسم عبء الدولة، خاصة أن الحريديم يشكلون 40% من المستوطنين في الضفة الغربية، والتجنيد يوفر الغطاء الأمني للاستيطان. هذا يعكس الانقسام في الإعلام، وهو انعكاس للانقسام المجتمعي حول هذه القضية، ويبرز كيفية استغلال الأحزاب لهذه القضية الجدلية في الحملات الانتخابية لجذب المزيد من أصوات الناخبين.”
ويضيف مناع لـ “شبكة قدس” إذا تم تشريع القانون الذي ينص على تجنيد 3000 طالب من “الحريديم” مع زيادة طفيفة سنويًا واستئناف تمويل المدارس الدينية، فمن الممكن أن يمر القرار، وبالتالي سينجح نتنياهو في تجاوز هذه الأزمة وأما إذا لم يمرّ القانون بهذه الصيغة، ستكون هناك أزمة حقيقية لنتنياهو.
تدرك المحكمة العليا للاحتلال حساسية هذه القضية منذ تأسيس دولة الاحتلال، ولا تزال اتفاقية الوضع القائم بين الحريديم وبن غوريون.

مقالات مشابهة

  • قانون تجنيد “اليهود المتدينين”.. هل يعمّق الأزمة الداخلية للاحتلال؟
  • وزير إسرائيلي يؤكد: إسرائيل إلى التقسيم
  • المحكمة العليا الأسرائيلية تأمر الجيش بتجنيد اليهود المتشددين الحريديم في ضربة لحكومة نتنياهو
  • وزير إسرائيلي: فرض التجنيد على اليهود الحريديم سيؤدي إلى تقسيم إسرائيل
  • هل يهدد قرار المحكمة العليا بتجنيد الحريديم ائتلاف حكومة نتنياهو؟
  • العليا الاسرائيلية تلزم الحكومة بتجنيد "الحريديم"
  • المحكمة العليا للكيان الصهويني تقر تجنيد اليهود الحريديم
  • المحكمة العليا الإسرائيلية تقر تجنيد الحريديم
  • في ضربة لنتنياهو وائتلافه.. المحكمة العليا الإسرائيلية تأمر الحكومة بتجنيد اليهود الحريديم
  • المحكمة العليا الإسرائيلية تقضي بوجوب تجنيد طلاب المدارس الدينية اليهودية في الجيش