سرايا - اقتحمت مجموعة غاضبة من قبائل البجا في شرق السودان بالسيوف والعصي مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون بمدينة بورتسودان الساحلية، وأوقفت البث المباشر، واتهموا مدير التلفزيون بأنه رفض ظهور إحدى المذيعات (من أبناء القبيلة) بالزي التقليدي لقبيلتها، وهددها بالطرد ما عدوه ازدراءً.

وتصدى المجلس الأعلى لنظارات وعموديات البجا (كيان أهلي) الذي يتزعمه محمد الأمين الشهير باسم (ترك) المقرب من قادة الجيش، في بيان غاضب للحادثة، وأمهل وزير الأعلام المكلف 24 ساعة لمغادرة مدير التلفزيون، إبراهيم البزعي موقعه.

ورأى المجلس أن مدير التلفزيون يدعو للتفرقة والشتات، ولا يمثل إلا نفسه.

وردد المحتجون من داخل استديوهات التلفزيون هتافات تمجد قبيلتهم وقالوا: "بجا حديد... بجا دولة"، وطالبوا بإقالة مدير الإذاعة والتلفزيون فوراً، وتعيين المذيعة بديلاً له.

لكن هيئة التلفزيون أوضحت في بيان لمديرها أنه أبدى ملاحظات على إلقاء المذيعة زينب آير، التحية باللغة «البجاوية»، ما فُسر بأنه رفض لهوية وثقافة مكون قبلي لهذه المذيعة.

ونفت ما نُسب لمديرها من حديث، مؤكدة أن الحديث دار قبل 4 أشهر، ولم ترد فيه أي إساءة لأي مكون قبلي.

وانتقلت الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون للبث من مدينة بورتسودان، بعد سيطرة الدعم السريع على المقر الرئيسي في مدينة أم درمان (إحدى مدن العاصمة الخرطوم)، وعلى الرغم من استعادة الجيش للمقر، فإنها ظلت تواصل العمل من المدينة.

وأكدت المذيعة زينب آير (الخميس) في تسجيل مصور تداولته منصات التواصل الاجتماعي، أن مدير هيئة التلفزيون هددها بالطرد على خلفية الزي الذي ترتديه .


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

استبيان تلفزيون السودان

الوسائط الحديثة تمنح إمكانيات رائعة لإنجاز مهام تساعد على دفع الأفكار وتشجيع الرأي المبني على المعلومات.. في الأيام الماضية استخدمت صفحتي في “فيسبوك” و “اكس” لاستبيان حول نفاذية تلفزيون السودان على فضاءات المتلقي السوداني، أي قدرته على الوصول إلى المستهدفين برسالته الاعلامية، قبل أن نغوص أكثر و نحاول جس نبض الرسالة الاعلامية للتلفزيون – ان وجدت- وتأثيرها على المتلقي..
النتيجة كانت متقاربة في المنصتين الأشهر في الوسائط الحديثة:

“فيسبوك” 81% قالوا أنهم لا يشاهدون تلفزيون السودان مطلقا، و 9% يشاهدونه نادرا، أي أن 90% تقريبا لا يشاهدون تلفزيون السودان. وفي منصة “اكس” الأرقام قريبة ربما بفارق طفيف.

هذه الأرقام لم تكن مفاجأة بالنسبة لي خاصة أني من المجموعة التي لا تشاهد تلفزيون السودان، والسبب بالطبع ضعف المادة الإعلامية التي يقدمها بمختلف ضروبها، الخبر والتحليل والرأي وحتى المنوعات.

هذا الاستنتاج العلمي لا يعني بحال من الأحوال تشكيل رآي عام ضد التلفزيون السوداني، بالعكس هي تشخيص يساعد في اصلاح حاله لو كانت هناك إرادة لتطويره.
بالضرورة المسؤولية في عاتق طرفين:

الأول: السلطة العليا التي في يدها الحل والعقد وتعين وتفصل وتأمر وتنهي بمحددات قد تؤدي لإضعاف أو تقوية الدور الذي يؤديه التلفزيون، وفي حالتنا هذه بالضرورة السلطات بمختلف مستوياتها أحد أهم كوابح الانطلاق والابداع و ترفيع دور التلفزيون.

السلطة، أية سلطة، لا تفضل سماع أو رؤية الآخرين يسمعون الصوت الحر الذي قد ينتقد أو حتى يهاجم الجهات الرسمية. بل أكثر من ذلك لا تحب مبدأ النصيحة مهما كانت ناعمة تتزين برقيق القول و التلميح لا التصريح.

الثاني: طباخو المادة الإعلامية من كوادر إعلامية في التلفزيون، بالضرورة هم يعلمون جيدا أن (لسانك حصانك، ان صنته صانك) فيلجمون ألسنتهم وعقولهم معها، ويحافظون على برامج ومواد تعجب “صاحب الزبدة” الذي ان طلب ان تكون مشوية فلا مانع.

الذين يديرون الاعلام وينتجون البرامج يدركون أن رضاء “الجماعة الفوق” هو غاية الرجاء حتى ولو كانت نتيجة الاستبيان 99.9% لا يشاهدون التلفزيون.أول خطوة في ادارة مؤسسة اعلامية أن تحدد بصورة صريحة ومباشرة من هو المتلقي؟ الذي تستهدفه برامجها وسياستها التحريرية، هل هو المسؤول ودوائره المحيطة به؟ هل هو المواطن؟ هل هو الأجنبي الذي يتيح له الفضاء المفتوح ان يتابع الاعلام السوداني؟ أم هل هو صانع القرار في الخارج الذي تؤثر عليه الرسائل الإعلامية السودانية؟
بالتأكيد الإجابة، كل هؤلاء بل أكثر..
التلفزيون يخاطب الجميع ويتطلب أن يدرك لغة الخطاب المناسب لكل هذه الجهات المستهدفة. وهذا يعني أن تكون الحاكمية فيه لسياسة إعلامية ناضجة لا تجامل أو تنافق أو تسترضي صاحب السلطة.

في حالة تلفزيون السودان هذه المطلوبات غائبة بل و مغيبة مع سبق الإصرار والترصد، لأسباب كثيرة على رأسها عقلية “الأفندية” التي تشوي الزبدة ان أمر بذلك صاحب السلطة.
ليس من الممكن لتلفزيون السودان أن يكون ذراعا نافذا قويا للدولة أو السلطة ، طالما أن عقيدته الاعلامية لا تنهض على سياسة اعلامية علمية لها أهداف واضحة ومقاييس تضمن ضبط السير في الاتجاه الصاعد لتحقيقها.

عثمان ميرغني
#حديث_المدينة 24 يونيو 2024

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة قناة السويس يُسلم شهادات اجتياز البرنامج المؤهل لشغل الوظائف القيادية
  • حمدان بن محمد يصدر قراراً بتعيين مدير تنفيذي في هيئة الطرق والمواصلات
  • قناة سودانية تعلن بثّ مباريات السوبر
  • حمدان بن محمد يصدر قرارا بتعيين مدير تنفيذي في هيئة الطرق والمواصلات
  • تصاعد التوتر في عمران: ثورة قبلية تلوح في الأفق بسبب احتجاز الحوثيين لشيخ قبلي
  • “هيئة الإذاعة والتلفزيون” تعلن بدء التسجيل في النسخة الثالثة من “شاعر الراية”
  • المذيعة السورية رولا إبراهيم تعود لشاشة «الجزيرة»
  • مذيعة شهيرة تعود إلى شاشة ‘‘الجزيرة’’ بعد سنوات من إحراق منزلها وإجبارها على الاستقالة
  • استبيان تلفزيون السودان
  • بسبب التلفزيون.. أربعينية تقتل شقيقتها خلال عطلة العيد في الأردن