نيويورك تايمز: مذبحة أخرى تهدد دارفور
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
هناك "حرب أهلية" تمزق السودان أحد أكبر دول أفريقيا، قُتل فيها عشرات الآلاف وفرقت الملايين، مع مجاعة هائلة تلوح في الأفق، مما أدى لواحدة من كبرى الأزمات الإنسانية بالعالم.
قبل هذه المقدمة، وعلى خلفية تظهر مدينة الفاشر والنيران تشتعل فيها، كتبت صحيفة نيويورك تايمز: "هذه واحدة من كبرى المدن في دارفور، وهي المنطقة التي كانت مرادفة للإبادة الجماعية، وهي الآن على شفا كارثة أخرى، وباستخدام نفس تكتيكات الأرض المحروقة التي روعت العالم قبل عقدين من الزمن، أحرق المقاتلون آلاف المنازل وأجبروا عشرات الآلاف على الفرار".
وأوضحت الصحيفة -في تقرير مشترك بين 4 صحفيين- أن مدينة الفاشر، التي يسكنها 1.8 مليون نسمة أصبحت الآن في مركز الإنذار العالمي، إذ يحذر مسؤولون من أن سقوطها لن يكون بعده ما يمكن فعله لوقف المذبحة.
نفاد الطعامويحاصر المتمردون من قوات الدعم السريع -التي انضمت إليها مليشيات الجنجويد المتهمة بتطهير عرقي في دارفور في العقد الأول من القرن الحالي- مدينة الفاشر، مما أدى إلى إغلاق المستشفيات ونفاد الطعام.
ورغم أن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة طالب الأسبوع الماضي بوقف الحصار على المدينة، فإن صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو القادمة من الفاشر توضح أن الهجوم يتكثف.
وتظهر الأدلة أن آلاف المنازل قد دمرت بشكل منهجي، وأن عشرات الآلاف من الأشخاص اضطروا إلى الفرار، كما تظهر مقاطع الفيديو معاملة مهينة للأسرى، ووجود قائد كبير في قوات الدعم السريع ممن شملتهم العقوبات الأميركية لدوره في الفظائع ضد المدنيين.
على شفا المذبحة
ويقول الخبراء إن حصار الفاشر يحمل أصداء مقلقة لتكتيكات قوات الدعم السريع التي كانت هجماتها مصحوبة بمذابح عرقية في أماكن أخرى من دارفور، إذ وجد محققو الأمم المتحدة أنهم عندما استولوا -الخريف الماضي- على مدينة الجنينة قرب حدود السودان مع تشاد، قتل ما يصل إلى 15 ألف شخص في غضون أيام.
وكان معظم الضحايا في الجنينة ينحدرون من مجموعات عرقية أفريقية مستهدفة منذ فترة طويلة من قبل قوات الدعم السريع، التي تسير على خطا قوات الجنجويد.
وقالت الصحيفة إن سكان الفاشر يخشون الآن من تكرار ما حدث في الجنينة، وهو ما حذرت منه السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في أبريل/نيسان، عندما قالت إن الفاشر "على شفا مذبحة واسعة النطاق".
وليست الفاشر مجرد مدينة تحت الحصار، بل هي أيضا مركز لمساعدات الإغاثة في منطقة تندفع نحو المجاعة بسرعة، إذ تقول الأمم المتحدة إن 1.7 مليون شخص يعانون المجاعة في دارفور، كما أن آثار الحرب تمتد إلى جميع أنحاء المنطقة، التي تعادل مساحة إسبانيا.
ويقول عمال الإغاثة إن الغذاء والدواء ينفدان في شرق دارفور، وإن أسعار بعض المواد الغذائية تضاعفت وسط دارفور بعد عجز التجار عن العمل، ويتهم المسؤولون الأميركيون طرفي "الحرب الأهلية" باستخدام الجوع كسلاح.
قادة متهمون بجرائموحسب مقاطع الفيديو التي تحققت منها الصحيفة، انضم عديد من قادة الدعم السريع -الذين قادوا الحملات في أماكن أخرى من السودان- إلى القتال من أجل الفاشر، ومن بينهم علي يعقوب جبريل الذي فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات في مايو/أيار الماضي، لدوره في أعمال عنف تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين، وقد قتل بحسب الجيش السوداني.
غير أن بث حضور قيادات بارزة يدل على أهمية الفاشر بالنسبة لقوات الدعم السريع، وقال ماثيو جيليت -المحاضر البارز في جامعة إسيكس- إن ذلك يظهر أيضا مسؤوليتهم عن الفظائع.
وأوضح جيليت أن ظهور القادة على مقربة من الهجمات على المدنيين يحملهم المسؤولية، حتى ولو تم ارتكاب الهجمات من قبل مرؤوسيهم، مؤكدا أن "مقاطع الفيديو الواردة من الفاشر يمكن أن تصبح دليلا حاسما في المحاكمات المستقبلية على الجرائم المرتكبة في دارفور".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات قوات الدعم السریع فی دارفور
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: ثمة شخص واحد يحتاجه ترامب في إدارته
قال مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز إن على الرئيس المنتخب دونالد ترامب تعيين أفراد يدعمون سياساته المتعلقة بالتعريفات الجمركية بالكامل للوفاء بوعده بإعطاء الأولوية للعمال الأميركيين والتصنيع المحلي، ويعتقد الكاتب أن روبرت لايتهايزر، الممثل التجاري السابق لترامب، هو الخيار الأمثل لهذه المهمة.
ويرشح مؤسس مجلة كومباكت ماثيو شميتز -في مقاله- لايتهايزر لأن بعض أعضاء حكومة ترامب معروفون بدعمهم تخفيض الرسوم الجمركية، فعلى سبيل المثال أشاد الملياردير إيلون ماسك بتخفيض الأرجنتين للتعريفات الجمركية في عهد الرئيس خافيير ميلي من أجل تعزيز التجارة الحرة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مسيرات تركية وطائرات روسية.. الحرب الجوية تجتاح الساحلlist 2 of 2هآرتس: وفاة طبيب غزة الشبح تفضح نفاق إسرائيل وضميرها المعوجend of list تاريخ حافلوأشار الكاتب إلى أن لايتهايزر كان له دور رئيسي بالحرب التجارية مع الصين خلال فترة رئاسة ترامب الأخيرة عندما تحدّت الإدارة عقودا من سياسات التجارة الحرة ووضعت رسوما جمركية كبيرة على السلع الصينية.
ومن ثم فإن لايتهايزر مؤهل، وفق الكاتب، لدعم الإجراءات التي اقترحها ترامب، والتي تعدّ تحولا كبيرا في السياسة التجارية الأميركية، إذ يريد الرئيس المنتخب فرض تعريفات جمركية بنسبة 60% على البضائع الصينية وتعريفات شاملة بنسبة 20% على الواردات الأخرى، وتهدف هذه السياسات إلى زيادة الإيرادات وفصل الاقتصاد الأميركي عن الصين وإنعاش الصناعة الأميركية.
ويحذر الاقتصاديون من أن هذه التعريفات قد ترفع الأسعار وتضرّ بالوظائف، إلا أن لايتهايزر انتقد المؤيدين للتجارة الحرة قائلا إن انتقاداتهم غير دقيقة، حسب المقال.
وأشار في مقابلة إلى تحذيره في عام 1997 من أن دخول الصين إلى منظمة التجارة العالمية بهدف تعزيز التجارة الحرة سيضر بالصناعة الأميركية، وهو تنبؤ أكدته خسارة 985 ألف وظيفة أميركية من عام 1999 إلى 2011 بسبب "صدمة الصين".
الخيار الأمثلوما يجعل لايتهايزر خيارا ممتازا، وفق الكاتب، هو أنه جمهوري بنى علاقات مع الحزب الديمقراطي، بما في ذلك مع أحد رموز الحقوق المدنية جون لويس وقادة العمال مثل ريتشارد ترومكا، وهو ما سيسهل حشد الدعم لقرارات ترامب التجارية.
ووفقا للكاتب، يدعو لايتهايزر إلى "اقتصاديات الصالح العام" التي تعطي الأولوية لتوفير وظائف جيدة للأميركيين وبناء عائلات قوية ومجتمعات صحية، ويجمع هذا النهج بين التعريفات الجمركية والدعوة إلى خفض الضرائب.
ويميز ذلك لايتهايزر عن كل من المحافظين والليبراليين التقدميين في مجال التجارة الحرة، ويجعله خيارا جذابا لدى الناخبين الذين صوّتوا لترامب لظنهم أنه سيدعم حقوق العمال.
ويؤكد الكاتب دعم الشعب لنهج لايتهايزر، مستشهدًا باستطلاع للرأي أجري في سبتمبر/أيلول أظهر أن 56% من الناخبين سيؤيدون مرشحا يدعو إلى فرض تعريفات جمركية بنسبة 60% على الواردات الصينية و10% على السلع الأخرى.