الجزيرة:
2025-01-23@18:23:11 GMT

نيويورك تايمز: مذبحة أخرى تهدد دارفور

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

نيويورك تايمز: مذبحة أخرى تهدد دارفور

هناك "حرب أهلية" تمزق السودان أحد أكبر دول أفريقيا، قُتل فيها عشرات الآلاف وفرقت الملايين، مع مجاعة هائلة تلوح في الأفق، مما أدى لواحدة من كبرى الأزمات الإنسانية بالعالم.

قبل هذه المقدمة، وعلى خلفية تظهر مدينة الفاشر والنيران تشتعل فيها، كتبت صحيفة نيويورك تايمز: "هذه واحدة من كبرى المدن في دارفور، وهي المنطقة التي كانت مرادفة للإبادة الجماعية، وهي الآن على شفا كارثة أخرى، وباستخدام نفس تكتيكات الأرض المحروقة التي روعت العالم قبل عقدين من الزمن، أحرق المقاتلون آلاف المنازل وأجبروا عشرات الآلاف على الفرار".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال: خصوم أميركا يساعدون روسيا على إعادة بناء آلتها الحربيةlist 2 of 2رئيس الكونغو يجلب فرنسيين ورومانيين لمحاربة المتمردينend of list

وأوضحت الصحيفة -في تقرير مشترك بين 4 صحفيين- أن مدينة الفاشر، التي يسكنها 1.8 مليون نسمة أصبحت الآن في مركز الإنذار العالمي، إذ يحذر مسؤولون من أن سقوطها لن يكون بعده ما يمكن فعله لوقف المذبحة.

نفاد الطعام

ويحاصر المتمردون من قوات الدعم السريع -التي انضمت إليها مليشيات الجنجويد المتهمة بتطهير عرقي في دارفور في العقد الأول من القرن الحالي- مدينة الفاشر، مما أدى إلى إغلاق المستشفيات ونفاد الطعام.

ورغم أن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة طالب الأسبوع الماضي بوقف الحصار على المدينة، فإن صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو القادمة من الفاشر توضح أن الهجوم يتكثف.

وتظهر الأدلة أن آلاف المنازل قد دمرت بشكل منهجي، وأن عشرات الآلاف من الأشخاص اضطروا إلى الفرار، كما تظهر مقاطع الفيديو معاملة مهينة للأسرى، ووجود قائد كبير في قوات الدعم السريع ممن شملتهم العقوبات الأميركية لدوره في الفظائع ضد المدنيين.

على شفا المذبحة

ويقول الخبراء إن حصار الفاشر يحمل أصداء مقلقة لتكتيكات قوات الدعم السريع التي كانت هجماتها مصحوبة بمذابح عرقية في أماكن أخرى من دارفور، إذ وجد محققو الأمم المتحدة أنهم عندما استولوا -الخريف الماضي- على مدينة الجنينة قرب حدود السودان مع تشاد، قتل ما يصل إلى 15 ألف شخص في غضون أيام.

وكان معظم الضحايا في الجنينة ينحدرون من مجموعات عرقية أفريقية مستهدفة منذ فترة طويلة من قبل قوات الدعم السريع، التي تسير على خطا قوات الجنجويد.

وقالت الصحيفة إن سكان الفاشر يخشون الآن من تكرار ما حدث في الجنينة، وهو ما حذرت منه السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في أبريل/نيسان، عندما قالت إن الفاشر "على شفا مذبحة واسعة النطاق".

وليست الفاشر مجرد مدينة تحت الحصار، بل هي أيضا مركز لمساعدات الإغاثة في منطقة تندفع نحو المجاعة بسرعة، إذ تقول الأمم المتحدة إن 1.7 مليون شخص يعانون المجاعة في دارفور، كما أن آثار الحرب تمتد إلى جميع أنحاء المنطقة، التي تعادل مساحة إسبانيا.

ويقول عمال الإغاثة إن الغذاء والدواء ينفدان في شرق دارفور، وإن أسعار بعض المواد الغذائية تضاعفت وسط دارفور بعد عجز التجار عن العمل، ويتهم المسؤولون الأميركيون طرفي "الحرب الأهلية" باستخدام الجوع كسلاح.

قادة متهمون بجرائم

وحسب مقاطع الفيديو التي تحققت منها الصحيفة، انضم عديد من قادة الدعم السريع -الذين قادوا الحملات في أماكن أخرى من السودان- إلى القتال من أجل الفاشر، ومن بينهم علي يعقوب جبريل الذي فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات في مايو/أيار الماضي، لدوره في أعمال عنف تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين، وقد قتل بحسب الجيش السوداني.

غير أن بث حضور قيادات بارزة يدل على أهمية الفاشر بالنسبة لقوات الدعم السريع، وقال ماثيو جيليت -المحاضر البارز في جامعة إسيكس- إن ذلك يظهر أيضا مسؤوليتهم عن الفظائع.

وأوضح جيليت أن ظهور القادة على مقربة من الهجمات على المدنيين يحملهم المسؤولية، حتى ولو تم ارتكاب الهجمات من قبل مرؤوسيهم، مؤكدا أن "مقاطع الفيديو الواردة من الفاشر يمكن أن تصبح دليلا حاسما في المحاكمات المستقبلية على الجرائم المرتكبة في دارفور".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات قوات الدعم السریع فی دارفور

إقرأ أيضاً:

السودان.. اشتداد المعارك وتبادل اتهامات حول تدمير مصفاة نفط

تصاعدت العمليات القتالية بين الجيش وقوات الدعم السريع بشكل لافت الخميس، في محاور العاصمة السودانية الخرطوم ومدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

تأتي هذه التطورات وسط اتهامات متبادلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول المسؤولية في تدمير مصفاة النفط الرئيسية في منطقة الجيلي شمال الخرطوم التي تعرضت لدمار شامل.

وبشكل مفاجئ شهدت مدينة مدني عاصمة ولاية الجزيرة التي استردها الجيش قبل نحو أسبوعين قصفا عنيفا شمل عدة مناطق في وسط وجنوب المدينة. 

وتزداد المخاوف من تفاقم المعاناة الإنسانية المسجلة منذ اندلاع الحرب في البلاد في منتصف أبريل 2023.

تدمير مصفاة النفط الرئيسية

ومع تصاعد حدة القصف الجوي والأرضي في العاصمة الخرطوم، غطت سحب من الدخان سماء المدينة وسط تقارير أشارت إلى دمار كامل لمصفاة النفط في الجيلي والتي تعتبر الأكبر في البلاد.

وفي حين اتهم الجيش في بيان قوات الدعم السريع التي تتحصن قوة كبيرة منها هناك منذ الأسابيع الأولى من اندلاع القتال بحرق المصفاة، قالت قوات الدعم السريع إن طيران الجيش وجه عدة ضربات جوية للمصفاة خلال الساعات الماضية.

وأشارت تقارير إلى تقدم الجيش في محوري الجزيرة والخرطوم، لكن قوات الدعم السريع أكدت صد عدد من الهجمات التي تعرضت لها قواتها في المحورين.

معارك متواصلة

وفي مدينة أم درمان، دوت أصوات عنيفة أدت إلى اهتزازات في المناطق السكنية في شمال غرب ووسط المدينة التي ظلت معظمها تشهد منذ اكثر من 10 أيام انقطاع في خدمات الكهرباء والمياه، وسط تردي في أوضاع السكان ونقص حاد في الخدمات الطبية.

وبعد تحشيد اعتبر الأكبر منذ بدء القتال في المدينة قبل أكثر من 21 شهرا، شهدت الفاشر قتالا عنيفا بالتزامن مع موجة فرار كبيرة من المدينة وخروج العاملين في عدد من المنظمات الإنسانية هناك.

وكانت قوات الدعم السريع قد أمهلت في بيان صدر مساء الاثنين، الجيش والمجموعات المتحالفة معه 48 ساعة للخروج من المدينة.

وتعتبر الفاشر إحدى أهم المدن الاستراتيجية في السودان وهي الوحيدة في إقليم دارفور التي لا يزال للجيش وجود فيها، بعد سيطرت قوات الدعم السريع على اكثر من 90 في المئة من مناطق الاقليم.

ووفقا لشهود عيان، فإن من تبقى من السكان يشكل أقل من 30 في المئة من سكان المدينة التي كان يعيش فيها قبل اندلاع القتال ربع سكان إقليم دارفور البالغ عددهم نحو 6 مليون نسمة والذي يشكل 20 في المئة من مساحة السودان ويضم نحو 14 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة.

وتشكل الفاشر عمقا إستراتيجيا لأقاليم دارفور المتاخم لولايتي الشمالية وكردفان، كما تربط السودان بشريط دولي حدودي ملتهب يمتد من تشاد غربا وليبيا شمالا ودولة جنوب السودان وأفريقيا الوسطى جنوبا.

مقالات مشابهة

  • السودان.. اشتداد المعارك وتبادل اتهامات حول تدمير مصفاة نفط
  • نيويورك تايمز: لهذا يعتبر ترامب الرئيس الراحل ويليام ماكينلي ملهِما له
  • الأمم المتحدة تحذّر من “هجوم وشيك” لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في دارفور
  • بعد انقضاء المهلة.. الأمم المتحدة تحذر من هجوم وشيك للدعم السريع على الفاشر
  • السودان: الدعم السريع توسع هجماتها على مناطق بشمال دارفور
  • الجيش السوداني: قواتنا تسيطر على الفاشر وشائعات الدعم السريع «محاولة يائسة» لرفع معنوياتهم 
  • 16 قتيلا في قصف للدعم السريع على مخيم يعاني المجاعة في دارفور  
  • سقوط عشرات الضحايا المدنيين في قصف مدفعي على الفاشر
  • القوة المشتركة تكشف تفاصيل عملية تدمير ضخمة لعتاد وعناصر الدعم السريع
  • الدعم السريع تمهل الجيش السوداني 48 ساعة