الجزيرة:
2024-06-27@11:02:02 GMT

نيويورك تايمز: مذبحة أخرى تهدد دارفور

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

نيويورك تايمز: مذبحة أخرى تهدد دارفور

هناك "حرب أهلية" تمزق السودان أحد أكبر دول أفريقيا، قُتل فيها عشرات الآلاف وفرقت الملايين، مع مجاعة هائلة تلوح في الأفق، مما أدى لواحدة من كبرى الأزمات الإنسانية بالعالم.

قبل هذه المقدمة، وعلى خلفية تظهر مدينة الفاشر والنيران تشتعل فيها، كتبت صحيفة نيويورك تايمز: "هذه واحدة من كبرى المدن في دارفور، وهي المنطقة التي كانت مرادفة للإبادة الجماعية، وهي الآن على شفا كارثة أخرى، وباستخدام نفس تكتيكات الأرض المحروقة التي روعت العالم قبل عقدين من الزمن، أحرق المقاتلون آلاف المنازل وأجبروا عشرات الآلاف على الفرار".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال: خصوم أميركا يساعدون روسيا على إعادة بناء آلتها الحربيةlist 2 of 2رئيس الكونغو يجلب فرنسيين ورومانيين لمحاربة المتمردينend of list

وأوضحت الصحيفة -في تقرير مشترك بين 4 صحفيين- أن مدينة الفاشر، التي يسكنها 1.8 مليون نسمة أصبحت الآن في مركز الإنذار العالمي، إذ يحذر مسؤولون من أن سقوطها لن يكون بعده ما يمكن فعله لوقف المذبحة.

نفاد الطعام

ويحاصر المتمردون من قوات الدعم السريع -التي انضمت إليها مليشيات الجنجويد المتهمة بتطهير عرقي في دارفور في العقد الأول من القرن الحالي- مدينة الفاشر، مما أدى إلى إغلاق المستشفيات ونفاد الطعام.

ورغم أن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة طالب الأسبوع الماضي بوقف الحصار على المدينة، فإن صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو القادمة من الفاشر توضح أن الهجوم يتكثف.

وتظهر الأدلة أن آلاف المنازل قد دمرت بشكل منهجي، وأن عشرات الآلاف من الأشخاص اضطروا إلى الفرار، كما تظهر مقاطع الفيديو معاملة مهينة للأسرى، ووجود قائد كبير في قوات الدعم السريع ممن شملتهم العقوبات الأميركية لدوره في الفظائع ضد المدنيين.

على شفا المذبحة

ويقول الخبراء إن حصار الفاشر يحمل أصداء مقلقة لتكتيكات قوات الدعم السريع التي كانت هجماتها مصحوبة بمذابح عرقية في أماكن أخرى من دارفور، إذ وجد محققو الأمم المتحدة أنهم عندما استولوا -الخريف الماضي- على مدينة الجنينة قرب حدود السودان مع تشاد، قتل ما يصل إلى 15 ألف شخص في غضون أيام.

وكان معظم الضحايا في الجنينة ينحدرون من مجموعات عرقية أفريقية مستهدفة منذ فترة طويلة من قبل قوات الدعم السريع، التي تسير على خطا قوات الجنجويد.

وقالت الصحيفة إن سكان الفاشر يخشون الآن من تكرار ما حدث في الجنينة، وهو ما حذرت منه السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في أبريل/نيسان، عندما قالت إن الفاشر "على شفا مذبحة واسعة النطاق".

وليست الفاشر مجرد مدينة تحت الحصار، بل هي أيضا مركز لمساعدات الإغاثة في منطقة تندفع نحو المجاعة بسرعة، إذ تقول الأمم المتحدة إن 1.7 مليون شخص يعانون المجاعة في دارفور، كما أن آثار الحرب تمتد إلى جميع أنحاء المنطقة، التي تعادل مساحة إسبانيا.

ويقول عمال الإغاثة إن الغذاء والدواء ينفدان في شرق دارفور، وإن أسعار بعض المواد الغذائية تضاعفت وسط دارفور بعد عجز التجار عن العمل، ويتهم المسؤولون الأميركيون طرفي "الحرب الأهلية" باستخدام الجوع كسلاح.

قادة متهمون بجرائم

وحسب مقاطع الفيديو التي تحققت منها الصحيفة، انضم عديد من قادة الدعم السريع -الذين قادوا الحملات في أماكن أخرى من السودان- إلى القتال من أجل الفاشر، ومن بينهم علي يعقوب جبريل الذي فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات في مايو/أيار الماضي، لدوره في أعمال عنف تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين، وقد قتل بحسب الجيش السوداني.

غير أن بث حضور قيادات بارزة يدل على أهمية الفاشر بالنسبة لقوات الدعم السريع، وقال ماثيو جيليت -المحاضر البارز في جامعة إسيكس- إن ذلك يظهر أيضا مسؤوليتهم عن الفظائع.

وأوضح جيليت أن ظهور القادة على مقربة من الهجمات على المدنيين يحملهم المسؤولية، حتى ولو تم ارتكاب الهجمات من قبل مرؤوسيهم، مؤكدا أن "مقاطع الفيديو الواردة من الفاشر يمكن أن تصبح دليلا حاسما في المحاكمات المستقبلية على الجرائم المرتكبة في دارفور".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات قوات الدعم السریع فی دارفور

إقرأ أيضاً:

رايتس ووتش تطالب بنشر بعثة في السودان لحماية المدنيين

طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش من الأمم المتحدة "العمل مع الاتحاد الأفريقي بسرعة لنشر بعثة لحماية المدنيين في السودان".

وفي منشور على حسابها عبر منصة إكس عللت المنظمة الحقوقية دعوتها تلك إلى أن الأطراف المتحاربة "قتلت المئات وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قرار قضائي فرنسي مرتقب بشأن مذكرة توقيف لبشار الأسدlist 2 of 2محكمة مغربية تغرم مدرْسة فرنسية منعت تلميذة من دخولها بحجابend of list

وأشارت المنظمة بالذات إلى قتل مئات المدنيين بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور غربي السودان وفرار عشرات الآلاف.

وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت الأمم المتحدة أن حوالي 143 ألف شخص نزحوا من الفاشر، جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في بيان، إن "السودان لا يزال ينزلق نحو الفوضى، مع تفاقم الأزمة الإنسانية وأثر الصراع المروع على المدنيين في الفاشر وغيرها من بؤر الصراع الساخنة".

ومنذ العاشر من مايو/أيار الماضي، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور غربي البلاد.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.

مقالات مشابهة

  • بينهم طفلة.. مقتل أربعة نازحين بمركز إيواء في مدينة الفاشر
  • لوموند: الأرض المحروقة إستراتيجية الدعم السريع في السودان
  • رايتس ووتش تطالب بنشر بعثة في السودان لحماية المدنيين
  • مقاومة الفاشر: الدعم السريع قصف منشأة صحية جديدة بالمدينة
  • مقاومة الفاشر: الدعم السريع يقصف مرفق صحي بالمدينة 
  • قصف مركز غسل الكلى في الفاشر يغضب السودانيين واتهامات للدعم السريع
  • الجيش السوداني يتقدم بولاية الجزيرة والمعارك تدفع 143 ألف للنزوح من الفاشر
  • الجارديان: بريطانيا تمنع انتقاد الإمارات في تسليح مليشيا قوات الدعم السريع السودانية (ترجمة خاصة)
  • الأمم المتحدة: لا يزال السودان ينزلق «نحو الفوضى» 
  • الأمم المتحدة: 143 ألفا نزحوا من الفاشر بالسودان جراء القتال