العقوبات… أداة السياسة الغربية المعطوبة
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
على الورق، يتم سحق إيران وروسيا تحت جبل من العقوبات التي تنمو يوميا. في الواقع، تدور الدول المارقة حول جهود تنفيذ العقوبات، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان القادة الغربيون جادين في تنفيذ سياساتهم الخاصة.
إن اللجوء غير المحسوب إلى العقوبات باعتبارها الأداة السياسية الوحيدة ذات المغزى التي يستخدمها الغرب في عصر حيث تُعرّض تأثيرها للخطر بشكل قاتل هو عرض محبط للوعكة الحالية التي تعاني منها القيادة الدولية.
على الرغم من ادعاء إدارة بايدن أن “العقوبات الصارمة” أدت إلى توقف قطاع الطاقة في طهران، قدرت وزارة الطاقة الأمريكية أن مبيعات النفط الإيراني بين عامي 2020 و 2022 ارتفعت من 17 مليار دولار إلى 54 مليار دولار.
وأظهر تحقيق أجرته صحيفة فاينانشال تايمز في فبراير/ شباط كيف استخدمت شركة بتروكيماويات إيرانية مملوكة للدولة مقرها في قلب لندن اثنين من أكبر البنوك البريطانية في مخطط واسع للتهرب من العقوبات. كما كشفت صحيفة نيويورك تايمز كيف نجح أسطول من الناقلات، يعمل على مرأى من الجميع، في الحصول على غطاء تأميني من شركة أمريكية أثناء إدارة عملية كبيرة لتهريب جزء كبير من النفط الإيراني إلى الخارج. هذه جزء من “أسطول أشباح” يضم حوالي 400 ناقلة نفط مملوكة لأجانب تنقل الهيدروكربونات الإيرانية بشكل غير قانوني.
طوال الفترة 2022-2023، تباطأت الولايات المتحدة في تطبيق العقوبات حيث سعت دون جدوى إلى إغراء طهران بالعودة إلى اتفاق نووي. وكدليل على حسن النية، أفرجت الولايات المتحدة بسذاجة عن 6 مليارات دولار من أموال النفط الإيرانية المجمدة لتسهيل عودة خمسة رهائن أمريكيين. وتخشى الإدارة من أن يؤدي اتخاذ إجراءات صارمة ضد المبيعات غير المشروعة إلى الصين إلى ارتفاع أسعار النفط، في وقت كانت تحاول فيه خفض التضخم وتكاليف المعيشة قبل الانتخابات الرئاسية.
وعلى الرغم من العقوبات التي تفرضها وزارة الخزانة الأمريكية، ترسل إيران مئات الملايين من الدولارات كل عام إلى وكلاء إقليميين، وتزود روسيا بطائرات شاهد 136 بدون طيار. كما فشلت العقوبات فشلا ذريعا في إبطاء التقدم الإيراني العنيد نحو تطوير أسلحة نووية. في الأيام الأخيرة كانت هناك ردود فعل غربية غاضبة على قيام إيران بتركيب سلسلة جديدة من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في مواقعها النووية: ومن المتوقع أن يتبع ذلك إعلانات إلزامية عن عقوبات جديدة.
روسيا اليوم هي الدولة الأكثر خضوعا للعقوبات على وجه الأرض، ولكن من المتوقع أن ينمو اقتصادها في عام 2024 بشكل أسرع من معظم الدول الغربية. تتدفق أشباه الموصلات والتكنولوجيا المتقدمة والسلع الفاخرة من الشركات الغربية إلى روسيا عبر وسطاء في آسيا الوسطى وتركيا والإمارات. زادت صادرات السيارات الألمانية إلى قيرغيزستان الفقيرة بأكثر من 5000 في المائة منذ بداية الصراع الأوكراني. وفقا لتقرير المعهد الملكي للخدمات المتحدة، تم اكتشاف أكثر من 450 مكونا أجنبي الصنع في الذخائر الروسية المستخدمة في أوكرانيا.
بعد اندلاع حرب أوكرانيا، أثرت العقوبات المفروضة على الصادرات الروسية على المستهلكين الغربيين من خلال رفع أسعار النفط والغاز وزيادة التضخم، في حين ضحكت موسكو على طول الطريق إلى البنك لأنها استفادت من ارتفاع أسعار النفط الذي باعته للمشترين الآخرين. وفي حين أصبحت روسيا أكبر مورد للنفط للصين، ارتفعت الصادرات الصينية إلى روسيا بما في ذلك التكنولوجيا العسكرية ذات الاستخدام المزدوج. وفي غضون عام واحد، تضخمت مبيعات السيارات الصينية إلى روسيا من 6 مليارات دولار إلى 23 مليار دولار.
ومع ذلك، لا يمكن لواشنطن أن تحاضر الصين حول تسليح آلة الحرب الروسية المليئة بالدماء في حين أنها لا تزال أكبر مورد للأسلحة لدولة متهمة بالإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية (إسرائيل). إن استخدام أميركا للعقوبات ضد حفنة من المستوطنين الإسرائيليين هو مثال آخر فظ يكاد يكون هزليا للأداة الخاطئة للمشكلة الخطأ.
وفي غياب الإنفاذ القوي والشامل، فإن العقوبات ليست سوى حزم من الورق في أرشيف وزارة الخزانة الأمريكية.
بارية علم الدين
ومع خضوع الصين وروسيا وإيران للعقوبات المشتركة، أصبحت هذه الدول أقرب إلى بعضها البعض، وأنشأت شبكات من الشركات والمؤسسات المالية دون أي تعرض للأسواق الغربية، وتجنبت التجارة بالدولار. وتقدمت إيران والصين مؤخرا بسلسلة من الصفقات لتفعيل اتفاقية التعاون الاقتصادي لعام 2021.
لذا، فكما أنتج الإفراط في استخدام المضادات الحيوية بشكل عشوائي أجيالا جديدة من البكتيريا الفائقة التي تتمتع بمناعة ضد أقوى الأسلحة الطبية العلمية، فإن الاعتماد المفرط على العقوبات غير المطبقة أدى إلى ولادة كتلة من الدول التي تضم نسبة كبيرة من سكان العالم، كتلة صلبة تتمتع إلى حد كبير بالحصانة من العقوبات. وقد سعت هذه الدول بشكل متناسب إلى اجتذاب أجزاء كبيرة من العالم النامي تحت ذيول معطفها. ونظرا لتفاقم التوترات بين الولايات المتحدة والصين، فمن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه الاستقطابي.
في السنوات ال 20 الماضية كان هناك تراجع عن الأدوات الدبلوماسية البديلة التي كان يمكن أن تسمح للدول الغربية بممارسة نفوذها في الخارج بشكل أكثر استراتيجية. على سبيل المثال، انخفضت المساعدات الإنمائية لأفقر دول العالم في حين زاد عدد الدول الفاشلة وتضاعف عدد النازحين على مستوى العالم ثلاث مرات ليصل إلى 120 مليون شخص منذ عام 2012.
ففي حين كانت الولايات المتحدة تدعم حليفتها إسرائيل بحماس، كانت مليارات الدولارات المخصصة لأوكرانيا محتجزة بشكل غير مبرر من قِبَل الكونجرس المختل وظيفيا والمصاب بالجمود، الأمر الذي مكن القوات الروسية المبتهجة من تحقيق مكاسب إقليمية غير مسبوقة. إن وزارة الخارجية الأميركية لا تمتلك القدرة العقلية الكافية للنظر في التهديد النووي الإيراني، والصراع في السودان، والعاصفة النارية التي تصاحب الأزمات العالمية الأخرى المتزامنة. إن عجز القوات الأمريكية والبريطانية عن منع الميليشيات الحوثية من تهديد أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم هو مثال ممتاز على هذا التعس والعجز على مستوى الكوكب.
ففي حين تعاونت الدول الغربية في الماضي لمواجهة التحديات العالمية بحزم، تركز نسبة كبيرة من جهود وأموال السياسة الخارجية اليوم على الهدف الاختزالي المتمثل في الدفاع عن الحدود الوطنية. إن الفشل في الدفاع عن آليات القانون الدولي والتمسك بها وحل الصراعات قد أرسلنا إلى ساحة عالمية خارجة عن القانون.
وفي غياب الإنفاذ القوي الشامل، فإن العقوبات ليست سوى حزم من الورق في أرشيف وزارة الخزانة الأميركية: ففي بيئة دولية متدهورة، أصبحت ذريعة للامتناع عن اتخاذ إجراءات حقيقية.
بالنسبة للديمقراطيات الغربية، بخطابها حول تكريس العدالة الدولية وحقوق الإنسان ووقف العدوان في الخارج، فقد حان الوقت لممارسة ما يعظون به بشكل مسؤول وإضافة حلول جديدة عملية إلى صندوق أدواتهم الدبلوماسية.
نشرت أولاً في صحيفة “عرب نيوز” ترجمة وتحرير “يمن مونيتور” بارية علم الدين صحفية ومذيعة حائزة على جوائز في الشرق الأوسط والمملكة المتحدة. وهي محررة في نقابة الخدمات الإعلامية وأجرت مقابلات مع العديد من رؤساء الدول.يمن مونيتور20 يونيو، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام "طيران اليمنية" تطالب الحوثيين بإطلاق أموال الشركة التي يحتجزونها مقالات ذات صلة “طيران اليمنية” تطالب الحوثيين بإطلاق أموال الشركة التي يحتجزونها 20 يونيو، 2024 زعيم الحوثيين يقول إن هناك سفينة ثانية على وشك الغرق في خليج عدن 20 يونيو، 2024 غزة.. المقاومة تدمر دبابات للاحتلال وتجهز على جنود من مسافة صفر 20 يونيو، 2024 عائلة يمني هولندي معتقل في السعودية قلقة على مصيره 20 يونيو، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقف ما بعد الحوبان 18 يونيو، 2024 الأخبار الرئيسية “طيران اليمنية” تطالب الحوثيين بإطلاق أموال الشركة التي يحتجزونها 20 يونيو، 2024 زعيم الحوثيين يقول إن هناك سفينة ثانية على وشك الغرق في خليج عدن 20 يونيو، 2024 بريطانيا تعلن فقدان طاقم سفينة أغرقها الحوثيون مؤخراً في البحر الأحمر 20 يونيو، 2024 أجواء شديدة الحرارة…الأرصاد ينصح المواطنين بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس 20 يونيو، 2024 مريض يمني يخضع لعملية روبوتية منقذة للحياة في مستشفى هندي 20 يونيو، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لكم ما بعد الحوبان 18 يونيو، 2024 عن تباينات مهمة بين بكين وموسكو في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 15 يونيو، 2024 خلاصة لكل حاج.. ما يهم كل حاج في أيّام الحج الستة 14 يونيو، 2024 الحج الى حيث تأسس الوحود 14 يونيو، 2024 اجتماع الدوحة.. صفحة مشرقة في مسيرة العلاقات اليمنية الخليجية 12 يونيو، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 23 ℃ 23º - 23º 46% 2.37 كيلومتر/ساعة 23℃ الخميس 28℃ الجمعة 30℃ السبت 30℃ الأحد 27℃ الأثنين تصفح إيضاً العقوبات… أداة السياسة الغربية المعطوبة 20 يونيو، 2024 “طيران اليمنية” تطالب الحوثيين بإطلاق أموال الشركة التي يحتجزونها 20 يونيو، 2024 الأقسام أخبار محلية 26٬868 غير مصنف 24٬159 الأخبار الرئيسية 13٬681 اخترنا لكم 6٬783 عربي ودولي 6٬548 رياضة 2٬220 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬148 كتابات خاصة 2٬035 منوعات 1٬926 مجتمع 1٬798 تراجم وتحليلات 1٬639 تقارير 1٬547 صحافة 1٬467 آراء ومواقف 1٬458 ميديا 1٬336 حقوق وحريات 1٬275 فكر وثقافة 865 تفاعل 787 فنون 465 الأرصاد 242 أخبار محلية 144 بورتريه 63 كاريكاتير 30 صورة وخبر 27 اخترنا لكم 13 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين 11 يونيو، 2024 اعترافات واتهامات شبكة التجسس الأمريكية التي أعلنها الحوثيون.. ما لم يتمكن المتهمون من قوله؟ 10 يونيو، 2024 هجمات الحوثيين والسلام في اليمن تهيمنان على نتائج اجتماع مجلس التعاون الخليجي أخر التعليقات SGالمذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...
سامي عليليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...
سامي عليالشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...
Abodموقف الحوثيون موقف كل اليمنيين وكل من يشكك في مصداقية هذا ال...
yahya SareeaWhat’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الولایات المتحدة طیران الیمنیة من العقوبات فی الیمن کبیرة من یقول إن أکثر من فی حین
إقرأ أيضاً:
مسؤل صيني : مصر من أوائل الدول التي دعمت مبادرة الحزام والطريق
قال تشو شياو تشوانغ الوزير المستشار بسفارة الصين لدى مصر، إن هذا العام يتزامن مع الذكرى السنوية العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر و"عام الشراكة الصينية المصرية". لافتا إلى أنه في ظل التوجيه الاستراتيجي للرئيس شي جين بينغ والرئيس السيسي، مرت العلاقات بين البلدين قدما نحو "العقد الذهبي" للعصر الجديد.
قنصل الصين: العلاقات بين القاهرة وبكين تاريخية وشاملةوزير الطيران يبحث مع وفد صيني إمكانية التعاون في تطوير البنية التحتية للمطاراتجاء ذلك خلال ندوة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر .. فرص جديد مع بريكس، و الذكري السنوية الستون لإصدار الطبعة العربية لمجلة الصين اليوم.
وأوضح المسؤول الصيني أن مصر من أوائل الدول التي دعمت مبادرة الحزام والطريق، والصين ومصر شريكان طبيعيان في البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق. وتحت الرعاية الشخصية لرئيسي الدولتين، تم دمج مبادرة "الحزام والطريق" بشكل عميق مع "رؤية 2030" في مصر، وقد شاركت الشركات الصينية بنشاط في بناء الجمهورية المصرية الجديدة وأكملت العديد من مشاريع التعاون الكبرى .
وأوضح المسؤل الصيني أنه خلال زيارة الرئيس السيسي للصين في مايو من هذا العام، أصدر الرئيس شي جين بينغ بيانا مشتركا معه، اتفقا فيه على رفع مستوى العلاقات الثنائية نحو هدف بناء مجتمع مصير مشترك في العصر الجديد. لافتا إلى أنه خلال الحوار الاستراتيجي الذي اختتم مؤخرا بين وزيري خارجية الصين ومصر، أكد الجانبان مرة أخرى على ضرورة تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسي البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية نحو الهدف الأسمى المتمثل في بناء مجتمع صيني-مصري بمستقبل مشترك للعصر الجديد.
وأشار الوزير المستشار بسفارة الصين لدى مصر إن "الصين اليوم"، كرسول مهم لنشر الثقافة الصينية في الشرق الأوسط، ونافذة مهمة لمساعدة العالم العربي على فهم الصين.
وأكد المسؤل الصيني إن الانعقاد الناجح للجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني قد وضع ترتيبات منهجية لمواصلة تعميق الإصلاحات بشكل شامل وتعزيز التحديث على النمط الصيني، وهو ما بعث برسالة إلى المجتمع الدولي، بما في ذلك مصر، مفادها أن " الصين لن تتزعزع ارفعوا عاليا راية الإصلاح والانفتاح وسنواصل التقدم إلى مستوى أعلى، وهي الإشارة الأكثر وضوحا وموثوقية للانفتاح الأفقي على العالم الخارجي".
ولفت إلي أن الصين ومصر دولتان تتمتعان بحضارات قديمة، وقد أصبحت الصداقة التقليدية أقوى بمرور الوقت. كما لقيت الثقافة المصرية القديمة ترحيبًا ومحبة من قبل غالبية الناس في الصين. وأصبحت عمليات تبادل الأفراد بين البلدين متكررة بشكل متزايد، حيث يصل عدد الرحلات الجوية المباشرة حاليا إلى 32 رحلة أسبوعيا، ومن المتوقع أن يصل عدد السائحين الصينيين الذين يزورون مصر هذا العام إلى 300 ألف. ومن المتوقع أن تعمل "الصين اليوم" على تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين ومصر بقوة، ونشر الدلالة الروحية للثقافة التقليدية الممتازة للصين ودلالة العصر الجديد، ومساعدة المزيد من المصريين على فهم الصين ومحبتها.
من جانبه قال دو تشان يوان رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي، إن مرور ستين عاما على تأسيس الطبعة العربية لمجلة الصين اليوم وعشرين عاما على تأسيس فرع الشرق الأوسط يمثل تاريخا مشرقا وبداية جديدة.
وأشار يوان إلي ضرورة تعزيز ابتكار أساليب جديدة باستخدام الوسائط الرقمية والوسائط المتعددة لتعزيز التعاون مع مصر والدول العربية، واستكشاف المزيد من قصص النجاح في العلاقات الصينية- المصرية والصينية- العربية.
وأكد رئيس المجموعة الصينية للإعلام الدولي علي تعزيز التبادلات والتعاون في كافة المجالات بين الصين ومصر وبين الصين والدول العربية.
فيما قال الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق إن مجلة الصين اليوم تعتبر منصة مهمة للتعارف والتقارب بين شعوب حضارتين من اهم الحضارات الإنسانية "الحضارة الصينية والحضارة العربية"، لافتا إلي أن هذا التقارب والتعارف يمثل المدخل الرئيسي والمتين لعلاقات قوية ومستدامة.
فيما قالت الدكتورة خديجة عرفة، الباحثة فى العلاقات الدولية إنه تقدم مجلة الصين اليوم فهما ثقافيا أكبر للحضارة والثقافة الصينية كما أنه تقوم بدور مهم في تذليل الحواجز الجغرافية والتغلب على التحديات المرتبطة باللغة، بشكل أسهم في مد جسور التواصل عبر الحدود الجغرافية.
وقال حسين إسماعيل نائب رئيس تحرير الطبعة العربية لمجلة الصين اليوم، إن الطبعة العربية للمجلة تقوم بنشر مقالات لقادة الصين والدول العربية، حيث أنه في عدد يناير 2016 تم نشر كلمة للرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمناسبة الاحتفال بمرور ستين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر، فضلا عن كلمات ومقالات للعديد والعديد من الوزراء وكبار المسؤولين الصينيين والعرب.