«تقدم» تهاجم تصريحات مندوب السودان في مجلس الأمن
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
«تقدم» قالت إن تصريحات السفير الحارث إدريس تعبر عن موقف أحد طرفي النزاع وهو القوات المسلحة، وأنه لا توجد سلطة شرعية في السودان.
الخرطوم: التغيير
وصفت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، بيان السفير الحارث إدريس باسم حكومة السودان في جلسة مجلس الأمن، الثلاثاء الماضي، بأنه خرج عن كل الأعراف الدبلوماسية، واستعرض مواقف تؤثر سلباً على مصالح الشعب السوداني.
وشهدت جلسة مجلس الأمن التي انعقدت صباح الثلاثاء، سجالاً بين مندوبي السودان والإمارات، حيث جدد الحارث إدريس اتهامه لدولة الإمارات بدعم “مليشيات الدعم السريع”، ورد مندوب الإمارات محمد أبو شهاب بوصفه للاتهامات بأنها “سخيفة”.
تأثير سلبيوقالت تنسيقية “تقدم” في بيان صحفي، اليوم الخميس، إن السفير الحارث إدريس قدم خلال الجلسة بياناً باسم حكومة السودان “مستعرضًا فيه مواقف تؤثر سلباً على مصالح الشعب السوداني”.
وأضافت: “نرفض بشدة كافة أشكال التدخل الخارجي الذي يؤجج الحرب من خلال دعم أحد أطرافها وفي ذات الوقت نشيد ونرحب بكل جهود الأشقاء والأصدقاء في تقديم العون والمساعدة لشعبنا”.
وتابع البيان بأن تصريحات السفير الحارث إدريس تعبر عن موقف أحد طرفي النزاع، وهو القوات المسلحة، ونوه إلى أنه لا توجد سلطة شرعية في السودان منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021م.
ووصف تصريحات السفير بأنها خرجت عن كل الأعراف الدبلوماسية واتسمت بالهتافات، وعدم احترام التقاليد التي تحكم التعامل بين الدول خاصة في المنظمات والمحافل الدولية.
وقال: “إن هذه التصريحات تكرس لسياسة النظام البائد التي عزلت السودان وحمّلت شعبه أعباءً كبيرة”.
وأضاف: “لقد نجحت ثورة ديسمبر في إنهاء هذه العزلة بإعادة دمج السودان في الأسرة الدولية، لكن انقلاب 25 أكتوبر وحرب 15 أبريل أعادتا البلاد إلى ذات العزلة التي شهدناها خلال حكم الإنقاذ”.
استخفاف بالمعاناةوانتقدت التنسيقية تصريحات السفير التي قللت من حجم الكارثة الإنسانية، وقالت إنها تعبر عن استخفاف كبير بمعاناة أهل السودان جراء هذه الحرب.
وأضافت: “الحرب التي يعبر السفير عن أحد أطرافها تسببت في قتل وتشريد وإفقار، فضلاً عن تجويع الشعب الذي يعاني وفقًا لتقارير دولية موثقة من أكبر كارثة جوع في العالم”.
وأكدت “تقدم” أن إنهاء الحرب هو مسؤولية الأطراف السودانية بالأساس، ويتطلب إرادة حقيقية لتغليب مصلحة الوطن وشعبه، والتخلي عن الاعتقاد بإمكانية الحل العسكري.
ودعت للعودة إلى طاولات التفاوض والتوصل إلى وقف عاجل للعدائيات، مما يقود إلى حل سياسي شامل يرسخ سلاماً مستداماً في ظل سودان موحد، مدني، وديمقراطي.
الوسومالإمارات الحارث إدريس الدعم السريع السودان القوات المسلحة النظام البائد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية- تقدم ثورة ديسمبر عهد الإنقاذ مجلس الأمن الدوليالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإمارات الحارث إدريس الدعم السريع السودان القوات المسلحة النظام البائد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم ثورة ديسمبر مجلس الأمن الدولي تصریحات السفیر مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
ما يبكي السفير والطفل الغرير
خالد فضل
(1)
ما دام العبد يظن أنّ في الناس من هو أشرّ منه فهو متكبّر .
ابو يزيد البسطامي
ومن قبل خنقت العبرات دبلوماسي سوداني في إحدى الهيئات الإقليمية الإفريقية , وهو يقول لبعض الصحفيين السودانيين إنّ بلادنا لاتستحق ما يجري لها . وما حدث هو أنّ ممثلا للسودان كان يفترض أن يحظى بوظيفة رفيعة في تلك الهيئة الحكومية لكنه خسر الرهان بسبب وضع بلاده الحرج والمحرج للجيران , كان ذلك أيام حكم الإسلاميين بطموحاتهم ومناوراتهم الإقليمية البائرة والتي انتهت بعزلة للبلاد كالبعير الأجرب من القطيع .
بالأمس شاهدت مقطع فيديو قصير لجزء من حوار مع سفير اسمه نورالدائم , يبدو أنّه ممثل لقائد الجيش في قطر , سالت دموعه وتحشرجت العبرة في حلقه وهو يندب حظ بلادنا العاثر , ويعدد _كما هي عادة النساء في حالة وفاة عزيز_ السودان الذي وقف مع الدول العربية في الكويت ؛استدرك بالقول (أيام عبدالكريم قاسم) فأيام صدّام شينة ومنكورة , في بيروت , في مصر أيام حرب 1967م, وفي الدفاع عن حرائر ليبيا , في السعودية استجابة لنداء خادم الحرمين , ثم في آخر تعديده ووسط الدموع ألحق عبارة وفي الدول الإفريقية ولم تسعفه الذاكرة ليذكر نموذجا ! كان سعادة السفير متحسرا على موقف العرب مما يجري فيه , وجامله المذيع بعبارات حميمة مثلما تتم تهدئة المنتحب في لحظة موت حبيب , وذكّره بالموقف القطري النبيل مع شعب السودان في محنته .
(2)
لعل السفير عندما استرجع مواقف السودان أو جيش السودان بالأحرى في كل ما أورد من وقائع , لم يربط بين الظرف الذي أدى فيه جيشنا دورا في بلاد العرب , إن كان ضمن قوات حفظ السلام أو إجلاء قادة فتح من الأردن عقب أحداث ما عرف بأيلول الاسود , أو على سبيل الإرتزاق , وفي حماية أرض الحرمين ما تزال كتائب الجنود السودانيين من الجيش والدعم السريع تؤدي في مهامها النبيلة ويتقاضى أفرادها رواتبهم بالعملات الحرّة ! وفي كل خير . لأنّ ما يبكي حقا هو الإنحدار الذي بلغه وضع السودان وما غلّف مواقفه من هوان على عهد تسلّط جماعة الإخوان وما يزال (جار إعادة الإتصال) . هذا هو ما يبكي الطفل الغرير يا سعادة السفير .
(3)
الجيش الذي يحمي حرائر ليبيا من بطش كتائب سيف الإسلام القذافي وهي تطاردهم (زنقة زنقة) ويفتح الحدود والمطارات لنقل السلاح القادم من دوحة العرب إلى جماعات المعارضة الإخوانية الليبية ؛ وبذلك قال أول رئيس وزراء بعد سقوط نظام القذافي في حوار الذاكرة السياسية على قناة العربية قبل بضع سنوات وهو يحدد أدوار كل من شارك في إسقاط القذافي في العام 2011م بمن فيهم حلف النيتو ! هل هو نفسه الجيش الذي عجز عن حماية حرائر السودان عندما كانت كتائب الإخوان تطاردهن أمام الساحات المفتوحة في وسط الخرطوم وأمام بوابات قيادته العامة , في فجر 3يونيو2019م قبل يوم من عيد الفطر المبارك , وغنى مغني الشباب مسجلا الجريمة ( مديتلو تمرة وزهرتين أداني 100طلقة ليه) أ هو نفسه الجيش الذي حرس سلام بيروت وصبايا حارة الحمراء ولكن قائده يقول في حوار مع جريدة الشرق الأوسط السعودية (إنّ من يقتل المتظاهرين السلميين في شوارع الخرطوم بمن فيهم ست النفور, هم طرف ثالث , لا يعرفه لأنّ الجميع غير متعاون مع لجان التحقيق ) وهو نفسه يقود حرب الكرامة اليوم ضد خدنه وعارف سرّه , فما الذي لا يبكي الطفل الغرير !
(4)
نعم سعادة السفير يتحسّر على ما مضى من ذكريات , وفن الغناء في وسط وشمال السودان يفيض بالبكاء على الذكريات (صادقة وجميلة) لكن لم يتوقف أحد ليتأمل حال 0الضل الوقف ما زاد ؛ وحسنا ترنّم وردي بحداء الدوش الملهم وهو يسأل المستقبل اللسه سنينو بعاد ! المستقبل الذي رسمت ملامحه تضحيات الشباب وشموخ النساء وهم/ن يلوحون/ن بالهتاف حرية سلام وعدالة مدنية خيار الشعب . هنا نقطة فش العبرة من حلق السفير ومن قبله ذاك الدبلوماسي القدير في الإيغاد , هنا تهدئة القلب الملتاع على فراق الأحبة من بلاد العرب وشعوب إفريقيا . هنا يا سعادة السفير مربط الفرس ؛ كما تقول العرب (ناكرة الجميل ) بحسب دموع العبرة في عينييك , هل أنت ممثل شعب السودان الذي نصفه جائع ونازح ولاجئ وخائف و17مليون طفل خارج فصول المدارس وأرقام القتلى والموتى لا يعرفهم سوى أهلهم الذين ما عادت العبرات تسد حلوقهم بسبب تراكمها طبقا فوق طبق , أم أنت مبعوث الجنرال الذي يبشّر بالموت لمائة عام قل لنا نعرف سر العبرات !!
الوسومخالد فضل