علاقة عدد ساعات النوم بمرض السكري.. أطباء يوضحون
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
يؤكد الأطباء أن النوم لعدد ساعات كافية يعتبر أمراً ضرورياً للغاية للحفاظ على الصحة العامة والقدرة على إنجاز المهام اليومية.
فوائد النوم الكافيوفقاً لما ذكره تقرير موقع "Healthline"، يحتاج البالغون عادةً إلى 7-9 ساعات من النوم ليلاً للتقليل من خطر الإصابة بمرض السكري.
دراسة حديثة أجريت على 248 ألف شخص كشفت أن الذين ينامون 5 ساعات أو أقل كل ليلة كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع 2 بنسبة عالية مقارنةً بأولئك الذين ينامون 7-8 ساعات ليلاً، حتى لو كانوا يتبعون نظامًا غذائيًا صحيًا.
وأشارت الدراسة إلى أن عدة عوامل مثل العمل بنظام الشيفتات الليلية، اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية، والاختلالات الهرمونية بسبب قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. فترات النوم القصيرة ترتبط بالسمنة الحالية والمستقبلية والتي تعتبر عاملًا رئيسيًا للإصابة بمرض السكري.
قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى زيادة الشهية وانخفاض النشاط البدني، حيث يميل الأشخاص الذين ينامون لفترات قصيرة إلى تبني عادات غذائية غير صحية تشمل تخطي الوجبات وزيادة تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية على مدار اليوم.
كما أن قلة النوم تؤثر على الجهاز العصبي وتنشط إفراز الكورتيزول، مما يسبب مقاومة الأنسولين والسمنة الحشوية. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الحرمان من النوم إلى انخفاض حساسية الأنسولين، حيث يكافح الجسم لاستخدام الأنسولين بشكل فعال، مما يتسبب في ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، والتي يمكن أن تكون بداية لمرض السكري.
قلة النوم تؤثر أيضًا على مستويات هرمونات الجوع والشبع، حيث تؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الليبتين (المسؤول عن الشبع) وارتفاع مستويات هرمون الجريلين (المسؤول عن زيادة الشهية). هذا الخلل الهرموني يؤدي إلى زيادة الجوع واستهلاك كميات أكبر من الطعام، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالسمنة، والتي تعتبر عامل خطر رئيسي للإصابة بمرض السكري.
باختصار، تؤكد الدراسة على أهمية الحصول على قدر كافٍ من النوم ليس فقط لتحسين الصحة العامة، ولكن أيضًا للوقاية من أمراض خطيرة مثل السكري. النصائح الصحية المتعلقة بالنوم يجب أن تكون جزءاً من استراتيجيات الوقاية من مرض السكري، إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام. تعزيز الوعي حول تأثير قلة النوم على الصحة يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو تحسين نوعية الحياة والوقاية من الأمراض المزمنة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النوم السكري دراسة بمرض السکری قلة النوم یمکن أن
إقرأ أيضاً:
مرضى السكري والصيام
يُعدّ الصيام فـي شهر رمضان أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو واجب على كل مسلم بالغ وقادر. ومع ذلك، قد يمثل تحديًا لمرضى السكري نظرًا للتغيرات الكبيرة التي قد تطرأ على مستويات السكر فـي الدم أثناء ساعات الصيام. لذلك، من الضروري أن يلتزم مرضى السكري بتوجيهات طبية دقيقة لضمان صيام آمن دون التأثير سلبًا على صحتهم. فـي هذا المقال، سنستعرض أبرز الإرشادات الطبية التي تساعد مرضى السكري على الصيام بأمان خلال شهر رمضان.
مرض السكري، هو حالة صحية مزمنة تنتج عن ارتفاع مستويات السكر (الجلوكوز) فـي الدم بسبب خلل فـي إنتاج هرمون الأنسولين أو عدم استجابة الجسم له بشكل فعال.
ينقسم المرض إلى نوعين رئيسيين: النوع الأول، الذي يحدث عندما يتوقف البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بشكل كامل، والنوع الثاني، الذي يتميز بمقاومة الجسم للأنسولين أو إنتاجه بكميات غير كافـية. إذا لم يتم التحكم فـي مستويات السكر بشكل جيد، فقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل: أمراض القلب، الفشل الكلوي، وتلف الأعصاب.
يعتمد علاج السكري على نوعه، ويشمل تغييرات فـي نمط الحياة، واستخدام الأدوية، وفـي بعض الحالات، الحقن بالأنسولين. يُعد التحكم فـي مستويات السكر واتباع نظام غذائي متوازن من العوامل الأساسية للوقاية من المضاعفات والحفاظ على صحة جيدة.
يمكن أن يؤثر الصيام لفترات طويلة، خاصة فـي المناطق ذات الطقس الحار، على مرضى السكري من خلال تقلبات فـي مستويات السكر فـي الدم، مما قد يشكل خطرًا على صحتهم. من أبرز التحديات التي قد يواجهونها انخفاض السكر فـي الدم، خصوصًا لدى من يتناولون أدوية مخفضة للسكر أو يستخدمون الأنسولين. كما قد يؤدي الإفطار على وجبات كبيرة أو غير صحية إلى ارتفاع السكر فـي الدم. بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب نقص السوائل أثناء النهار فـي حدوث الجفاف، خاصة فـي الأيام الحارة، مما قد يؤثر على وظائف الكلى ويزيد من لزوجة الدم. كما يمكن أن تؤدي التغيرات فـي النظام الغذائي خلال شهر رمضان إلى ارتفاع مستويات الدهون والكوليسترول فـي الدم.
لضمان صيام آمن لمرضى السكري خلال شهر رمضان، يجب اتباع عدة نصائح طبية مهمة. أولًا، يُنصح باستشارة الطبيب قبل بدء الصيام لتقييم الحالة الصحية وتعديل جرعات الأدوية إذا لزم الأمر.
ثانيًا، يجب مراقبة مستوى السكر فـي الدم بانتظام خلال ساعات الصيام وبعد الإفطار، خاصة عند الشعور بأعراض مثل الدوخة أو التعرق الشديد أو التشوش الذهني، مع التركيز على فحص السكر فـي أوقات محددة مثل قبل السحور، منتصف النهار، قبل الإفطار، وبعد ساعتين من الإفطار.
ثالثًا، فـي حال انخفاض مستوى السكر إلى أقل من 3.9 مليمول/لتر أو ارتفاعه إلى أكثر من 16.7 مليمول/لتر، يجب الإفطار فورًا لتجنب المضاعفات الخطيرة، كما يجب الإفطار عند الشعور بأعراض خطيرة مثل الإغماء أو الدوخة الشديدة، أو عند ظهور علامات الجفاف الحاد مثل العطش المفرط أو جفاف الفم الشديد. رابعًا، يجب اختيار وجبة إفطار صحية ومتوازنة تحتوي على كربوهيدرات معقدة مثل الحبوب الكاملة والخضراوات، وبروتينات صحية مثل: الأسماك واللحوم البيضاء، ودهون صحية مثل: زيت الزيتون، مع تجنب السكريات البسيطة والأطعمة الدسمة.
خامسًا، يُنصح بتأخير وجبة السحور وتضمينها أطعمة غنية بالبروتين والألياف مثل: البيض والزبادي والشوفان؛ لأنها تساعد فـي الحفاظ على استقرار مستوى السكر لفترة أطول. سادسًا، يجب تجنب الإفراط فـي تناول التمر والاكتفاء بـ2-3 تمرات مع مصدر بروتيني مثل اللوز لتقليل تأثيره على سكر الدم.
سابعًا، يُنصح بشرب كميات كافـية من الماء (8-10 أكواب) بين الإفطار والسحور لتجنب الجفاف.
ثامنًا، يجب تجنب المشروبات المحلاة والاعتماد على الماء أو المشروبات العشبية غير المحلاة. تاسعًا، يمكن ممارسة التمارين الخفـيفة بعد الإفطار، مثل المشي لمدة 30 دقيقة، مع تجنب النشاط البدني المجهد أثناء الصيام. أخيرًا، يجب تعديل جرعات الأدوية أو الأنسولين تحت إشراف الطبيب لتجنب نوبات هبوط أو ارتفاع السكر.
يجب على مرضى السكري الاستعداد لمواجهة حالات الطوارئ مثل: انخفاض أو ارتفاع مستويات السكر فـي الدم.
يُوصى بحمل أقراص الجلوكوز أو أي مصدر سريع للسكر للتعامل مع انخفاض السكر عند الحاجة، بالإضافة إلى الاحتفاظ بجهاز قياس السكر لمراقبة مستوياته بانتظام. وفـي الختام، يمكن لمرضى السكري الصيام بأمان، لكنه يتطلب تخطيطًا دقيقًا واتباع توجيهات طبية محددة. من خلال استشارة الطبيب، مراقبة مستويات السكر بانتظام، والحرص على تناول وجبات متوازنة، يصبح الصيام ممكنًا دون مخاطر صحية. ومع ذلك، من الضروري أن يكون المريض مستعدًا للإفطار فورًا إذا ظهرت عليه أعراض انخفاض أو ارتفاع السكر فـي الدم. فمن المهم أن نتذكر أن الحفاظ على الصحة جزء من تعاليم الإسلام، وأن الإفطار عند الضرورة ليس تقصيرًا، بل هو احترام لنعمة الصحة التي منحها الله لنا.