«واشنطن بوست»: ماذا بعد انتهاء الحرب؟
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يقترب جيش الاحتلال الإسرائيلي من إنهاء العدوان على مدينة رفح الفلسطينية جنوب غزة التى تقول إنها المعقل الأخير لحركة حماس، مما يثير احتمال أن العمليات العسكرية الكبيرة التى استمرت لأشهر قد تفسح المجال قريبًا لمرحلة جديدة أقل حدة فى الصراع.
فى هذا السياق نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تقريرًا قالت فيه إن التحول عن الهجمات البرية والجوية واسعة النطاق التى سوت جزءًا كبيرًا من القطاع بالأرض وقتلت عشرات الآلاف من الشهداء، معظمهم من النساء والأطفال، سيمثل علامة بارزة فى الحرب.
ومن شأنه أن يوفر فترة راحة محتملة للمدنيين الذين أمضوا أشهرًا فى خط النار، ويسمح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية وربما يعيد الجهود الدبلوماسية المتوقفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس.
ولا تلوح فى الأفق نهاية كاملة للعدوان الإسرائيلي، فيما زعم جيش الاحتلال أنه دمر معظم كتائب حماس البالغ عددها ٢٤ كتيبة وألحق أضرارا بالغة بثلاث من الكتائب الأربع المتبقية فى رفح، لكن المقاتلين المنفردين والمجموعات الصغيرة ما زالوا يطلقون الصواريخ على إسرائيل ويستهدفون القوات، حتى فى مناطق قطاع غزة الخاضعة بالفعل لسيطرة إسرائيل إلى حد كبير.
فى غضون ذلك، أوضحت إسرائيل أنها تنوى الاحتفاظ ببعض القوات داخل غزة، أو على مسافة ضربات سريعة خارج القطاع فى إسرائيل، إلى أجل غير مسمى لإبقاء حماس تحت السيطرة.
ووفقًا للصحيفة الأمريكية، قال مسؤول عسكرى إسرائيلى كبير مطلع على العمليات البرية تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة المسائل الأمنية: «إن قتال العصابات لا ينتهى أبدًا وهدفنا الآن هو هزيمة لواء رفح».
ماذا بعد انتهاء الحرب؟
وتتوقع الصحيفة أن يكون ما سيأتى بعد ذلك عبارة عن حملة غارات مستهدفة ذات وتيرة أبطأ لمنع حماس من إعادة تجميع صفوفها، وأن تنفيذ هذه العمليات من قبل عدد أقل من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفقًا لـ "يوسى كوبرفاسر"، العميد المتقاعد والمدير العام السابق لوزارة الشئون الاستراتيجية.
وقال كوبرفاسر: «إنهم يقتربون أكثر فأكثر من إنهاء العمليات الكبرى، ثم ننتقل إلى المرحلة الثالثة.. كانت حالة رفح حرجة.. الأمور ستتغير لكنها ليست نهاية الحرب».
موقف واشنطن من عمليات رفح
واقتحم الجيش الإسرائيلى رفح فى ٦ مايو الماضي، متجاهلًا تحذيرات واشنطن وحلفاء آخرين من أن التوغل سيكون له عواقب مدمرة على أكثر من مليون شخص فروا إلى المنطقة بعد نزوحهم بسبب القتال السابق وتسبب العدوان فى أزمة إنسانية تتعرض إسرائيل لضغوط دولية للتخفيف منها.
وقالت واشنطن إنها لن تدعم أى عملية لا تراعى بشكل كاف سلامة المدنيين وفى ٨ مايو، هدد بايدن للمرة الأولى بوقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل إذا اقتحمت أحياء رفح الأكثر ازدحامًا.
ذاكرة «أهوال الحرب»
بالنسبة للكثير من الفلسطينيين، فإن الأسابيع الستة الماضية فى رفح أعادت إلى وطنهم أهوال الحرب الكاملة، فيما قالت وزارة الصحة فى غزة إن غارة إسرائيلية دمرت مخيما مؤقتا يوم ٢٦ مايو أدت إلى استشهاد ٤٥ شخصا على الأقل، ووصف شهود لصحيفة واشنطن بوست مشاهد عائلات تحترق داخل الخيام.
وقال عدلى أبو طه، ٣٣ عامًا، إن قذائف المدفعية سقطت بالقرب من منزله فى الساعات الأولى من الهجوم الإسرائيلى يوم ٦ مايو، مضيفًا أنه فر هو وأسرته بما يمكنهم حمله، على طول الطرق التى اكتظت فجأة بالنازحين الذين يتجولون بأحمال ثقيلة.
وفى النهاية، وجدت عائلة أبو طه مكانًا لها فى مخيم فى خان يونس القريبة، حيث علمت أن منزلها قد دُمر.
وقال فى مقابلة عبر الهاتف: «والدتى لا تتوقف عن البكاء، هذا المنزل يمثل حياتنا لقد كانت الشيء الوحيد الذى بقى لنا من رائحة أبي».
وأعلنت إسرائيل بشكل غير متوقع يوم الأحد أنها ستبدأ فترات توقف يومية فى القتال فى غزة للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم فى جنوب إسرائيل، على بعد حوالى خمسة أميال شرق وسط رفح، وقال مسؤولون عسكريون لوسائل الإعلام الإسرائيلية إنهم كانوا على بعد أسبوعين من الانتهاء.
وادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانييل هاجاري، يوم السبت، أن الجيش قريب جدًا من تفكيك كتائب رفح التابعة لحماس.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي رفح غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تتحدّث عن بادرة حسن نية إزاء لبنان.. ماذا يعني ذلك؟!
في الأيام الأخيرة، عادت احتمالات "التصعيد" في لبنان إلى الارتفاع، على وقع استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، والغارات شبه اليومية وغير المحصورة بمنطقة جنوب الليطاني، في سياق ما تسمّى بـ"حرية الحركة" التي احتفظ بها الجيش الإسرائيلي بعد الحرب الأخيرة، بموجب تفاهم "ضمني" قال إنّه أبرمه مع الولايات المتحدة الأميركية، حتى ولو نفى المعنيّون في لبنان أن يكون الاتفاق قد نصّ عليه بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتعزّزت هذه الاحتمالات أيضًا بعد المقابلة التلفزيونية الأخيرة للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم. فعلى رغم تمسّكه بسياسة "الصبر" في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية التي لا تتوقف، إلا أنّه ترك انطباعًا بأنّها مجرّد "تكتيك مؤقت"، لا يتناقض مع الثوابت، مع تأكيده أن العمل المقاوم لا يمكن أن ينعدم، بل ألمح إلى أنّ الهدف من هذه الاستراتيجية، إثبات عدم قدرة الدولة على تحرير الأرض بالدبلوماسية، ما يكرّس شرعية المقاومة بصورة أو بأخرى.
إلا أنّ هذه الانطباعات تغيّرت في الساعات الأخيرة، واستُبدِلت احتمالات "التصعيد" بـ"انفراجة" بدت مفاجئة، خصوصًا مع إعلان إسرائيل عمّا سُمّيت بـ"بادرة حسن نيّة" إزاء الرئيس اللبناني جوزاف عون، استهلّتها بالإفراج عن خمسة أسرى كان قد احتجزهم في الآونة الأخيرة، وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة، تمهيدًا لبدء مفاوضات لحل النزاعات المتعلقة بالحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، فما الذي يعنيه كلّ ذلك؟!
"ضغط أميركي" على الخط
كثيرة هي "الفرضيات" التي تُطرَح حول خلفيات "الانفراجة" التي طرأت على خطّ الملف اللبناني الإسرائيلي في الساعات الحقيقية، أو ما سمّاه المسؤولون الإسرائيليون بـ"بادرة حسن النيّة"، ولا سيما أنّ هذه البادرة جاءت متزامنة مع المزيد من الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، ما أوحى لكثيرين بـ"انفصام" في مكانٍ ما، إذ كيف يمكن لبادرة حسن نيّة أن تستقيم، إذا لم تترافق مع تهدئة حقيقية، أقلّه باحترام الاتفاق المُبرَم قبل أشهر.
لعلّ أكثر هذه الفرضيات ترجيحًا تبقى أن تكون الولايات المتحدة مارست "ضغوطًا جدّية" على إسرائيل، من أجل المضيّ قدمًا بالاتفاق، خصوصًا في ضوء الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس دونالد ترامب، لإنهاء كلّ أشكال الحروب في المنطقة، وفي العالم، من أجل التفرّغ لخططها، علمًا أنّ هذه الجهود لعبت دورًا مثلاً في تفادي عودة الاقتتال في غزة مثلاً، أقلّه حتى الآن، على الرغم من الانتكاسة التي تعرّض لها اتفاق الهدنة في أكثر من محطة.
ويقول العارفون إنّ "كلمة السرّ" في كلّ ذلك، تبقى في الحديث عن مفاوضات لترسيم الحدود البرية، وبالتالي لحلّ المسائل العالقة على هذا الصعيد، وهو ما قد يكون هدفًا حقيقيًا لإدارة ترامب في هذه المرحلة، من أجل تسطير إنجاز على هذا الخط، خصوصًا على مستوى حسم ما يُعرَف بالنقاط الـ13 العالقة على طول الخط الأزرق، والتي لطالما شكّلت مصدر توتر، منذ وُضع بعيد تحرير الأراضي المحتلة في جنوب لبنان عام 2000.
سيناريوهات "مفتوحة"
لكنّ العارفين يشدّدون على أنّ "الانفراجة" التي تحقّقت لا تعني أنّ الأمور قد انتهت عمليًا، وأنّ المسار الدبلوماسي قد حُسِم على حساب الخيارات العسكرية، علمًا أنّ تل أبيب وصفتها بـ"بادرة حسن النية" إزاء الرئيس اللبناني جوزاف عون، ولعلّ هذه الإشارة تحمل بين طيّاتها "رمزية" لا بدّ من قراءة أبعادها، خصوصًا في ظلّ الإيحاء الغربيّ خصوصًا بأنّ "العهد الجديد" يحمل ملامح "المواجهة" مع مشروع "حزب الله"، بصورة أو بأخرى.
ويلفت هؤلاء إلى أنّ السيناريوهات تبقى بالتالي "مفتوحة" على كلّ الاحتمالات، إذ إنّ إسرائيل تريد القول إنّها "تبادر" إزاء لبنان، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، سواء بالإفراج عن دفعة أولى وغير كاملة من الأسرى، أو بالانفتاح على مفاوضات ترسيم الحدود البرية مع الجانب اللبناني، ولكنّها تترك أوراقها بيدها، وعلى الطاولة، تمامًا كما تفعل في غزة مثلاً، حيث تلوّح بالعودة إلى الحرب، إذا ما شعرت بأيّ مماطلة أو تسويف في مسار المفاوضات.
ولعلّ "تعمّد" إسرائيل الموازاة بين "بادرة حسن النيّة" هذه، وعملياتها العسكرية التي كثّفتها في الساعات الماضية، حيث عمدت إلى مواصلة سياسة الاستهدافات والاغتيالات الموجّهة ضدّ "حزب الله"، وكأنّها تقول إنّ الذهاب إلى المفاوضات، لا يعني أنّها في وارد التخلّي عن "حرية الحركة" التي كرّستها لنفسها منذ انتهاء الحرب، أو كأنّها ربما تستعيد مرّة أخرى سردّية "التفاوض تحت النار"، ولو خارج إطار الحرب التقليدية.
هو "سباق متجدّد" بين خياري الديبلوماسية والعسكر على ما يقول كثيرون، فإذا كان "حزب الله" لوّح قبل يومين بالعودة إلى "العمل المقاوم" في اللحظة المناسبة وفق قول أمينه العام، وإن كانت مؤجَّلة إلى إشعار آخر، فإنّ إسرائيل تقول إنّها "منفتحة" على التفاوض مع الإدارة الرسمية الجديدة في لبنان، الخارجة من عباءة "حزب الله"، من أجل فتح صفحة جديدة تُحَل معها النقاط الإشكاليّة، صفحة يبدو أنّها ستحافظ على غموضها حتى إثبات العكس.. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة خطى "أبل" تتعثر في تحديثات "سيري" و"Apple Intelligence" Lebanon 24 خطى "أبل" تتعثر في تحديثات "سيري" و"Apple Intelligence"