ماذا تضمّ ترسانة حزب الله من أسلحة؟
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
بيروت "أ.ف.ب": يؤكد حزب الله اللبناني على وقع تهديدات اسرائيل بشنّ هجوم واسع النطاق ضدّه في لبنان، أنه لم يستخدم بعد سوى جزء بسيط من ترسانته الهائلة للأسلحة منذ بداية الحرب في غزة قبل ثمانية أشهر.
ويكرّر حزب الله الذي يتلقى دعماً بالمال والسلاح من إيران، أن جبهة القتال مع اسرائيل في جنوب لبنان التي فتحها في 8 أكتوبر، هي في إطار الدعم والإسناد لحليفته حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في حربها ضد إسرائيل في غزة.
لكن منسوب التوتّر ارتفع في اليومين الأخيرين وسط تبادل تصريحات تلوّح بحرب "شاملة" تجنّبها الطرفان، حزب الله واسرائيل، حتى الآن.
وحذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأربعاء من أن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ مقاتليه في حال اندلاع حرب.
وقال "يعرف العدو جيداً أننا حضرنا أنفسنا لأسوأ الأيام (...) وهو يعرف أنه لن يكون هناك مكان في الكيان بمنأى عن صواريخنا"، مضيفاً "عليه أن ينتظرنا براً وجواً وبحراً".
ولكن.. ما هي القدرات الحقيقية لحزب الله؟ وما هي الأسلحة الجديدة التي بحوزته للاستخدام في أي حرب قد تقع مع اسرائيل؟
منذ الحرب الأخيرة التي خاضها ضد إسرائيل في العام 2006، قام الحزب وهو التشكيل اللبناني الوحيد الذي احتفظ بأسلحته بعد انتهاء الحرب الأهلية في عام 1990، بتطوير قدراته العسكرية بشكل كبير.
وشدد نصرالله الأربعاء على أن حزبه قاتل "بجزء" من سلاحه حتى اللحظة، مؤكداً "حصلنا على أسلحة جديدة"، من دون أن يكشف نوعها.
وتابع "طورنا بعض أسلحتنا من خلال تجربة الميدان واستخدمنا أسلحة لم نستخدمها سابقاً، وبالتدريج، ومن الطبيعي أن نحتفظ بأسلحة أخرى للقادم من الأيام للدفاع عن بلدنا وشعبنا وسيادة لبنان".
وتقول دينا عرقجي، الباحثة في مركز "كونترول ريسكس" لوكالة فرانس برس "من المحتمل أن حزب الله لم يستخدم بعد أسلحته الأكثر تطورا".
وتوضح أنه كان لدى الحزب في العام 2006 قرابة "15 ألف صاروخ"، وهو عدد "تضاعف نحو عشر مرات" اليوم حسب التقديرات.
ويشرح المحلّل العسكري العميد المتقاعد خليل حلو لفرانس برس أن الحزب يمتلك أيضاً صواريخ بالستية إيرانية من طراز فاتح 110 بمدى يصل إلى 300 كيلومتر وتوجيه دقيق، وصواريخ زلزال 2 التي لم يستخدمها بعد.
وفي الأسابيع الأخيرة، استخدم حزب الله بكثافة الطائرات المسيرة في هجماته على مواقع عسكرية إسرائيلية قريبة من الحدود في أكثر الأحيان.
لكنه أطلق أيضاً طائرات مسيرة هجومية على قاعدة عسكرية قرب طبريا، على عمق نحو 30 كيلومتراً داخل إسرائيل.
وتشرح عرقجي أن "الطائرات المسيرة المفخخة توفّر ميزة تكتيكية بفضل مستواها العالي من الاستقلالية ويمكن إطلاقها من أي مكان، بالإضافة إلى ذلك، فهي قليلة التكلفة".
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن العدد الكبير من الطائرات المسيرة الذي بحوزة الحزب يعود إلى أن جزءاً منها مصنوع محلياً.
يمتلك حزب الله أيضاً طائرات شاهد 136 وغيرها من الطائرات بدون طيار المصنعة في إيران والموجهة بنظامي التوجيه الكهروضوئي ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وفقاً لحلو.
وفي خطابه الأربعاء، قال الأمين العام لحزب الله إن إسرائيل تعرف أن ما ينتظرها "أيضا في البحر الأبيض المتوسط كبير جداً".
وتابع نصرالله أنه عندما يفتح "العدو" حرباً مع لبنان فإنّ "كل سواحله وكل شواطئه وكل موانئه وكل بواخره وكل سفنه" ستكون مهدّدة، وهو "يعرف أنه ليس قادراً أن يدافع عن كيانه أمام معركة بهذا الحجم".
ويقول حلو إن حزب الله يمتلك صواريخ ياخونت الروسية أرض-بحر بمدى يصل إلى 300 كيلومتر وصواريخ سيلك وورم الصينية الصنع.
ويشرح أن هذه "صواريخ دقيقة وسريعة جدا يمكن أن يستخدمها ضد أهداف بحرية".
ويضيف أنه في حال الحرب الشاملة "ربما يستهدف الحزب أهدافا استراتيجية مثل ميناء حيفا ومنصات الغاز والنفط".
ومطلع يونيو، أعلن حزب الله لأول مرة أنه استخدم صواريخ دفاع جوي ضد طائرات مقاتلة إسرائيلية.
وبحسب حلو، "فقد حلّق الطيران" الاسرائيلي "على علو منخفض بالأسابيع الماضية ليتمكن من كشف الصواريخ المضادة للطائرات".
لكن وفقاً له، فإن التفوق الجوي الإسرائيلي ليس موضع شكّ حتى الآن.
ومنذ فبراير، أعلن حزب الله أنه أسقط طائرات بدون طيار إسرائيلية من نوع هيرميس 450 900 باستخدام صواريخ أرض-جو. وقد ردت إسرائيل بقصف مواقع له في شرق لبنان.
وأكد زعيم حزب الله جهوزية حزبه "على مستوى القدرة البشرية"، إذ "لدى المقاومة ما يزيد عن حاجتها وتقتضيه الجبهة حتى في أسوأ ظروف المواجهة".
وأوضح "قبل اعوام تحدثنا عن مئة ألف مقاتل... اليوم تجاوزنا (العدد ) بكثير"، مضيفاً "هناك تحفز كبير على مستوى لبنان وقوة بشرية للمقاومة لم يسبق لها مثيل".
يشرح حلو أنه "يمكن للحزب ان يكون لديه القدرة على حشد أكثر من 100 ألف رجل، مع الاحتياط، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن يكونوا جاهزين ومدربين للقتال".
وقال نصرالله أيضاً الأربعاء إن الحزب تلقى العديد من العروض بإرسال مقاتلين "من الأصدقاء (...) في سوريا في العراق في اليمن حتى في ايران وفي أماكن أخرى" مما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي ينتمي إليه الحزب أيضاً. لكن الحزب أكّد أن لديه عدداً كافياً من المقاتلين وليس بحاجة إلى المزيد، وفق نصرالله.
ويشير خبراء إلى أن الحزب قام بحفر أنفاق وخنادق في جنوب لبنان وكذلك في سهل البقاع شرقاً على الحدود مع سوريا.
ويوضح حلو أن "حزب الله جهز نفسه لحرب استنزاف على نهج حماس، ويكون المسؤولون تحت الأرض حيث لا يستطيع الطيران أن يطالهم".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: لحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير مستودعات أسلحة جنوب لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي أن “قوات لواء الكوماندو تواصل العمل في جنوب لبنان، حيث تم تدمير مستودعات أسلحة والعثور على صواريخ مضادة للدروع وقذائف هاون وسترات مجهزة بعتاد عسكري”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: “تواصل قوات لواء الكوماندو العمل في جنوب لبنان تحت قيادة الفرقة 91 داخل منطقة معقدة استخدمت لإطلاق الصواريخ والقذائف نحو الأراضي الإسرائيلية في الشمال”.
وأضاف: “من خلال استخدام الوسائل الخاصة واستخدام النيران جوا وبرا تقضي القوات على مسلحين وتتقدم داخل المنطقة للعثور على منصات صاروخية وبنى تحت أرضية ووسائل قتالية”.
وأوضح: “لقد كشفت قوات اللواء 7 مدرعات فتحة نفق استخدمت كمستودع أسلحة احتوى على الكثير من الصناديق المحملة بعبوات ناسفة وذخيرة وقنابل يدوية وتم تدميرها. كما تم العثور على مركبة تحمل آلية إطلاق متعددة القذائف كانت موجهة نحو بلدات الشمال”.
كما أصدر الجيش الإسرائيلي اليوم السبت، إنذارات جديدة للسكان تمهيدا لقصف الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان هو الثالث من نوعه اليوم بما يتعلق بالضاحية: “إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدا في مناطق حارة حريك والغبيري. أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب. من أجل سلامتكم عليكم اخلاء المباني فورا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر”.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن اليوم أن طائرات سلاح الجو الحربية استكملت شن سلسلة جديدة من الغارات على منطقة الضاحية الجنوبية حيث استهدفت مستودع أسلحة ومقر قيادة وبنى لحزب الله.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيانه أن “جميع الأهداف التي تم ضربها وضعت من قبل حزب الله في قلب المناطق السكنية بشكل متعمد مما يشكل دليلا آخر على استخدام سكان لبنان دروعا بشرية”.