تاريخ الجينز.. من عمال المناجم إلى عالم الموضة
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
في عالم الموضة المتغير، يبقى الجينز قطعة ثابتة في خزانة الملابس حول العالم، سواء كان سروالا، أو سترة، أو حقيبة يد، ما السر وراء استمرار الجينز لأكثر من قرن ونصف القرن في وجه تقلبات الموضة؟
تاريخ الجينزعقب اكتشاف الذهب في كاليفورنيا عام 1848، تدفق مئات الآلاف من الباحثين عن الثروة. عمل بعضهم في المناجم للبحث عن الذهب، بينما وجد آخرون طرقا بديلة لكسب المال من خلال بيع الإمدادات للعمال، من بين هؤلاء كان المهاجر البافاري ليفي شتراوس، الذي وصل إلى سان فرانسيسكو عام 1853.
يُعتقد أن اسم القماش "دنيم" يعود إلى مدينة نيم الفرنسية، حيث صُنع لأول مرة محاكاة لقماش سراويل البحارة من مدينة جنوة الإيطالية، التي يعتقد أنها مصدر تسمية "جينز".
لاحظ كل من شتراوس والخياط جاكوب ديفيس حاجة عمال المناجم لسراويل متينة تتحمل مشاق العمل، فقام ديفيس بابتكار إضافة المسامير المعدنية إلى السراويل المصنوعة من قماش الدنيم لزيادة متانتها، وهي الفكرة التي حصل على براءة اختراعها عام 1873. وسرعان ما تشارك الرجلان وأطلقا علامتهما التجارية لصناعة وتصميم السراويل التي عُرفت لاحقا باسم "الجينز".
أصبحت سراويل الجينز ملابس العمل المفضلة للعمال والمزارعين ورعاة البقر في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأميركية. وبحلول ثلاثينيات القرن العشرين، أصبحت العطلات في مزارع الغرب الأميركي شائعة، وكان الجينز الخيار الأمثل لهذه العطلات، حيث سمح لجميع أفراد الأسرة بالاستمتاع بمختلف الأنشطة كركوب الخيل وغيرها دون قلق.
خلال الحرب العالمية الثانية، ارتدى الجنود الأميركيون الجينز في أوروبا واليابان كرمز للوطن، وأصبح ممثلا لطريقة الحياة الأميركية التي بدت للأوروبيين حينها أكثر سعادة. وهو ما أدى إلى اكتساح الجينز خطوط الموضة بين الشباب، وكان ظهوره في السينما، حيث ارتداه نجوم مثل مارلون براندو وجيمس دين في أدوارهم السينمائية في خمسينيات القرن الماضي، مما جعل الجينز يرتبط بالنزعة للتمرد وإثبات الذات.
في الستينيات، أصبح الجينز رمزا لإرساء الديمقراطية، حين ارتداه الطلاب البرجوازيون تعبيرا عن دعمهم لحقوق العمال، وشكّل نوعا من المساواة بين الطبقات المختلفة نظرا لكون سعره في متناول الجميع.
هكذا تمكّن الجينز من إثبات مكانته في عالم الموضة عقدا بعد عقد، حتى ثمانينيات القرن الماضي عندما دخل إلى علامات الأزياء الشهيرة، وتنوعت تصميماته وأشكاله لتناسب جميع الأذواق، ولا يزال حتى اليوم عنصرا أساسيا في عالم الموضة.
لماذا لا تنتهي موضة الجينز؟في عام 2022، بلغت القيمة السوقية العالمية لصناعة الجينز 64.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 95.2 مليار دولار بحلول عام 2030.
والسؤال الذي يثير الاهتمام: لماذا لا تنتهي موضة الجينز؟ على مدى أكثر من قرن ونصف القرن منذ ظهوره، شهدت صناعة الملابس عديدا من الصيحات العابرة، لكن الجينز استمر في البقاء. فكيف حافظ على شعبيته هذه السنوات؟ ولماذا يحظى بشعبية عالمية دائمة؟
الجينز لا يتسخ أبدافي تجربة غير تقليدية عام 2011، ارتدى جوش لو، طالب علم الأحياء الدقيقة في جامعة ألبرتا، سروال جينز لمدة 15 شهرا متواصلة دون غسله، ثم قاس محتواه البكتيري وكرر التجربة بعد غسله بعد أسبوعين، وتبين أن مستويات البكتيريا ظلت متقاربة. هذا يعني أنه يمكنك ارتداء سروال الجينز لفترات طويلة دون الحاجة إلى غسله، مما يجعله مثاليا للاستخدام في جميع الظروف دون قلق بشأن النظافة.
المتانة والاستمراريةإذا كان استخدام سراويل الجينز قد بدأ مع عمال المناجم، فذلك خير تأكيد على متانته وقوة تحمله، كما تسمح طبيعة النسيج نفسها بأن تخترق الصبغة الطبقة السطحية فقط، وهو ما يؤدي لأن يبهت لونه بمرور الوقت، مما يعكس نمط حياة من يرتديه، ما يعني أن سروالا جيدا من الجينز يمكن أن يدوم معك لعدة سنوات.
الجينز هو خيار مناسب لجميع الأوقات والأماكن:
ملائم لجميع الظروف الجوية: يوفر الجينز مستوى متوازنا من العزل الحراري، مما يجعله مناسبا للارتداء في كل من الصيف والشتاء.
متناسب مع كل المناسبات: يمكنك ارتداء الجينز في الصباح أو المساء، سواء كنت في نزهة مع الأصدقاء أو في العمل، بشرط اختيار القميص أو الحذاء المناسب.
مناسب للجميع: بغض النظر عن عمرك أو ذوقك، يمكنك العثور على جينز يناسبك، إذ تتنوع تصاميمه وألوانه بما يناسب الجميع.
إعادة تدوير الجينز: بفضل خصائص القماش، يمكن أن يدوم سروالك الجينز لفترة طويلة، ويمكنك إعادة تدويره بعدما تمل منه، بإضافة زخارف أو أقمشة جديدة أو استخدام مبيض الملابس لإضفاء مظهر فريد. ويمكن أيضا استخدام السراويل القديمة لصناعة حقائب أو وسائد.
لذلك، يمكن للجينز أن يكون جزءا أساسيا من خزانة ملابسك بغض النظر عن طريقة ارتدائه التي تختارها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات عالم الموضة
إقرأ أيضاً:
ترامب يستخدم قانونا من القرن الـ18 لترحيل أفراد عصابة فنزويلية
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن أفراد عصابة المخدرات الفنزويلية "ترين دي أراغوا" هم "أعداء أجانب"، مستندًا إلى قانون الأجانب والفتنة لعام 1798، الذي استخدم آخر مرة خلال الحرب العالمية الثانية. وبموجب هذا القانون، أمر ترامب بترحيل أكثر من 200 فرد من العصابة إلى السلفادور، في خطوة وصفها بأنها إجراء أمني ضروري لحماية الولايات المتحدة من الغزو الإجرامي المنظم.
ورغم بدء عمليات الترحيل، رفع مدافعون عن حقوق الإنسان القضية إلى القضاء، مما دفع القاضي جيس بوسبرغ إلى تعليق عمليات الترحيل لمدة 14 يومًا، حتى يتم النظر في شرعية المرسوم الرئاسي. وأثار الحكم غضب وزيرة العدل الأمريكية بام بوندي، التي رأت أنه ينتهك صلاحيات ترامب ويعرّض الأمن القومي للخطر.
ويواجه البيت الأبيض مهلة حتى يوم الإثنين للطعن في القرار، وإلا فسيتم عقد جلسة جديدة في 21 مارس لتحديد مستقبل المرسوم الرئاسي. وبموجب قرار ترامب، سيكون جميع أعضاء العصابة، الذين تجاوزوا سن 14 عامًا وليس لديهم إقامة دائمة في الولايات المتحدة، عرضة للاعتقال الفوري والترحيل.
وبالرغم من التعليق القضائي، تم ترحيل 238 عضوًا من العصابة إلى السلفادور، حيث تم إيداعهم في سجن شديد الحراسة، وفقًا لما أعلنه الرئيس السلفادوري نجيب أبو كيلة. وأوضح أبو كيلة عبر منصة "إكس" أن المرحّلين سيبقون قيد الاحتجاز لمدة سنة قابلة للتجديد. وكانت السلفادور قد أبدت استعدادها لاستقبال المرحّلين خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى البلاد في فبراير الماضي.
علاقة العصابة بمادورو وتصاعد التوتراتووفقًا للبيت الأبيض، فإن عصابة "ترين دي أراغوا" مرتبطة بشكل مباشر بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مما دفع إدارة ترامب إلى وصفها بأنها "جزء من دولة إجرامية هجينة" تشن "حربًا غير شرعية" على الولايات المتحدة. وجاء في بيان رسمي أن العصابة تدير عملياتها بتوجيه من حكومة مادورو، سواء بشكل سري أو علني، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة بين واشنطن وكاراكاس.
تأسست عصابة "ترين دي أراغوا" عام 2014 في سجن توكورون بولاية أراغوا الفنزويلية، ونمت لتصبح إحدى أخطر العصابات في أمريكا اللاتينية. وهي متورطة في القتل، والاختطاف، والاتجار بالمخدرات والبشر، والابتزاز، والدعارة، وفقًا لتقارير استخباراتية. وقد توسعت أنشطتها إلى الولايات المتحدة، وكولومبيا، وتشيلي، والبيرو، مما جعلها هدفًا رئيسيًا لجهود مكافحة الجريمة الدولية.