الجزيرة:
2025-02-16@13:02:52 GMT

تاريخ الجينز.. من عمال المناجم إلى عالم الموضة

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

تاريخ الجينز.. من عمال المناجم إلى عالم الموضة

في عالم الموضة المتغير، يبقى الجينز قطعة ثابتة في خزانة الملابس حول العالم، سواء كان سروالا، أو سترة، أو حقيبة يد، ما السر وراء استمرار الجينز لأكثر من قرن ونصف القرن في وجه تقلبات الموضة؟

تاريخ الجينز

عقب اكتشاف الذهب في كاليفورنيا عام 1848، تدفق مئات الآلاف من الباحثين عن الثروة. عمل بعضهم في المناجم للبحث عن الذهب، بينما وجد آخرون طرقا بديلة لكسب المال من خلال بيع الإمدادات للعمال، من بين هؤلاء كان المهاجر البافاري ليفي شتراوس، الذي وصل إلى سان فرانسيسكو عام 1853.

جلب شتراوس معه قماش "الدنيم" الذي كان يُستخدم لصناعة الخيام نظرا لمتانته.

يُعتقد أن اسم القماش "دنيم" يعود إلى مدينة نيم الفرنسية، حيث صُنع لأول مرة محاكاة لقماش سراويل البحارة من مدينة جنوة الإيطالية، التي يعتقد أنها مصدر تسمية "جينز".

الجينز كان رمزا لطريقة الحياة الأميركية (شترستوك)

لاحظ كل من شتراوس والخياط جاكوب ديفيس حاجة عمال المناجم لسراويل متينة تتحمل مشاق العمل، فقام ديفيس بابتكار إضافة المسامير المعدنية إلى السراويل المصنوعة من قماش الدنيم لزيادة متانتها، وهي الفكرة التي حصل على براءة اختراعها عام 1873. وسرعان ما تشارك الرجلان وأطلقا علامتهما التجارية لصناعة وتصميم السراويل التي عُرفت لاحقا باسم "الجينز".

أصبحت سراويل الجينز ملابس العمل المفضلة للعمال والمزارعين ورعاة البقر في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأميركية. وبحلول ثلاثينيات القرن العشرين، أصبحت العطلات في مزارع الغرب الأميركي شائعة، وكان الجينز الخيار الأمثل لهذه العطلات، حيث سمح لجميع أفراد الأسرة بالاستمتاع بمختلف الأنشطة كركوب الخيل وغيرها دون قلق.

خلال الحرب العالمية الثانية، ارتدى الجنود الأميركيون الجينز في أوروبا واليابان كرمز للوطن، وأصبح ممثلا لطريقة الحياة الأميركية التي بدت للأوروبيين حينها أكثر سعادة. وهو ما أدى إلى اكتساح الجينز خطوط الموضة بين الشباب، وكان ظهوره في السينما، حيث ارتداه نجوم مثل مارلون براندو وجيمس دين في أدوارهم السينمائية في خمسينيات القرن الماضي، مما جعل الجينز يرتبط بالنزعة للتمرد وإثبات الذات.

في الستينيات، أصبح الجينز رمزا لإرساء الديمقراطية، حين ارتداه الطلاب البرجوازيون تعبيرا عن دعمهم لحقوق العمال (شترستوك)

في الستينيات، أصبح الجينز رمزا لإرساء الديمقراطية، حين ارتداه الطلاب البرجوازيون تعبيرا عن دعمهم لحقوق العمال، وشكّل نوعا من المساواة بين الطبقات المختلفة نظرا لكون سعره في متناول الجميع.

هكذا تمكّن الجينز من إثبات مكانته في عالم الموضة عقدا بعد عقد، حتى ثمانينيات القرن الماضي عندما دخل إلى علامات الأزياء الشهيرة، وتنوعت تصميماته وأشكاله لتناسب جميع الأذواق، ولا يزال حتى اليوم عنصرا أساسيا في عالم الموضة.

لماذا لا تنتهي موضة الجينز؟

في عام 2022، بلغت القيمة السوقية العالمية لصناعة الجينز 64.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 95.2 مليار دولار بحلول عام 2030.

والسؤال الذي يثير الاهتمام: لماذا لا تنتهي موضة الجينز؟ على مدى أكثر من قرن ونصف القرن منذ ظهوره، شهدت صناعة الملابس عديدا من الصيحات العابرة، لكن الجينز استمر في البقاء. فكيف حافظ على شعبيته هذه السنوات؟ ولماذا يحظى بشعبية عالمية دائمة؟

الجينز لا يتسخ أبدا

في تجربة غير تقليدية عام 2011، ارتدى جوش لو، طالب علم الأحياء الدقيقة في جامعة ألبرتا، سروال جينز لمدة 15 شهرا متواصلة دون غسله، ثم قاس محتواه البكتيري وكرر التجربة بعد غسله بعد أسبوعين، وتبين أن مستويات البكتيريا ظلت متقاربة. هذا يعني أنه يمكنك ارتداء سروال الجينز لفترات طويلة دون الحاجة إلى غسله، مما يجعله مثاليا للاستخدام في جميع الظروف دون قلق بشأن النظافة.

المتانة والاستمرارية

إذا كان استخدام سراويل الجينز قد بدأ مع عمال المناجم، فذلك خير تأكيد على متانته وقوة تحمله، كما تسمح طبيعة النسيج نفسها بأن تخترق الصبغة الطبقة السطحية فقط، وهو ما يؤدي لأن يبهت لونه بمرور الوقت، مما يعكس نمط حياة من يرتديه، ما يعني أن سروالا جيدا من الجينز يمكن أن يدوم معك لعدة سنوات.

بغض النظر عن العمر أو الذوق، يمكنك العثور على جينز يناسبك، إذ تتنوع تصاميمه وألوانه بما يناسب الجميع (شترستوك) مناسب لمختلف أوقات العام

الجينز هو خيار مناسب لجميع الأوقات والأماكن:

ملائم لجميع الظروف الجوية: يوفر الجينز مستوى متوازنا من العزل الحراري، مما يجعله مناسبا للارتداء في كل من الصيف والشتاء.

متناسب مع كل المناسبات: يمكنك ارتداء الجينز في الصباح أو المساء، سواء كنت في نزهة مع الأصدقاء أو في العمل، بشرط اختيار القميص أو الحذاء المناسب.

مناسب للجميع: بغض النظر عن عمرك أو ذوقك، يمكنك العثور على جينز يناسبك، إذ تتنوع تصاميمه وألوانه بما يناسب الجميع.

إعادة تدوير الجينز: بفضل خصائص القماش، يمكن أن يدوم سروالك الجينز لفترة طويلة، ويمكنك إعادة تدويره بعدما تمل منه، بإضافة زخارف أو أقمشة جديدة أو استخدام مبيض الملابس لإضفاء مظهر فريد. ويمكن أيضا استخدام السراويل القديمة لصناعة حقائب أو وسائد.

لذلك، يمكن للجينز أن يكون جزءا أساسيا من خزانة ملابسك بغض النظر عن طريقة ارتدائه التي تختارها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات عالم الموضة

إقرأ أيضاً:

هآرتس: ترامب ونتنياهو خططا لجريمة القرن

انتقدت عضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) عايدة توما سليمان بأشد اللهجات خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاستيلاء على غزة، واصفة إياها بأنها "جريمة القرن".

وأكدت -في مقالها الذي نشرته صحيفة هآرتس- أن هدف حرب إسرائيل "التدميرية" (بجعل القطاع غير صالح للسكن وطرد أهله لمكان آخر) كان واضحا منذ البداية لو أصغى العالم السمع لأقوال المسؤولين الإسرائيليين.

رعب إمبريالي

ووصفت الكاتبة مؤتمر ترامب الصحفي مع نتنياهو بأنه "عرض رعب إمبريالي" خصوصا وقد أدلى الرئيس الجمهوري بنيته الاستيلاء على القطاع، وقلقه المزعوم على صحة الفلسطينيين نظرا للأنقاض والألغام، وهو "واقف بجانب المسؤول عن الدمار كله".

وحذرت، توما سليمان -التي تمثل حزب "حداش-تعال" اليساري- من كون مدبر الخطة رئيس أعظم قوة في العالم، مؤكدة أن ذلك حكم علني بالإعدام على القانون الدولي.

ونبهت الكاتبة أن الاستيلاء على غزة خطوة "فوضوية وعشوائية وعنجهية" و"ستشعل نار الحرب في الدول العربية".

وأضافت أن ترامب تحدث عن طرد الفلسطينيين من أرضهم وكأنه رأسمالي يفكر في تطوير بعض العقارات، واعتبرها "موقع هدم" وجعل نتنياهو المقاول المسؤول عن "جريمة الحرب" المخطط لها.

إعلان قوى الشر

وقالت الكاتبة إن خطة ترامب أيقظت أسوأ "قوى الشر" في الشرق الأوسط: وزير الأمن الإسرائيلي السابق إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وقوّت "أوهامهما بالتطهير العرقي والاستيطان وبناء إسرائيل الكبرى".

كما لفتت إلى أن ترامب أنقذ مسيرة نتنياهو السياسية، وسيعمل الأخير الآن على جريمة القرن بكل ثقة، وعلى إكمال تدمير القطاع وضم الضفة الغربية أيضا، وكل ذلك والمعارضة الإسرائيلية تتفرج بصمت.

غير أن الكاتبة ترى أن جريمة القرن لن تحدث، إذ أن الفلسطينيين لن يوافقوا على مغادرة أرضهم، ولن ترضى أي دولة عربية بقبول مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين والتسبب في نكبة أخرى.

وأكدت أنها ومناصري السلام من العرب واليهود لن يسكتوا عن "جريمة الحرب ولن يكون هناك استسلام ولا صمت، وسنقف في وجه الكاهانية والإمبريالية، وسنعارض جريمة القرن وكل جرائم الاحتلال والفصل العنصري التي ترتكب يوميا، ونؤكد أن لا حل إلا حل واحد هو دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • هآرتس: ترامب ونتنياهو خططا لجريمة القرن
  • تقييم اولي لصناعة النفط والغاز في سوريه ــ الاحتياطيات النفطية وطاقة انتاج النفط والغاز
  • قمة “IAAPA” الشرق الأوسط 2025 في الرياض.. منصة عالمية لصناعة الترفيه
  • إندونيسيا تعاقب صيادين بالسجن 12 عامًا لمقتل عشرات من وحيد القرن الجاوي النادر
  • ألهم العالم.. قصة القديس فالنتين في عيد الحب
  • مقتل تسعة عمال في انفجار بباكستان
  • الإذاعة المصرية منارة الإعلام التي رسمت تاريخ الأمة.. تفاصيل
  • رئيس اتحاد السيارات والدراجات النارية: فورمولا إي فرصة لصناعة جيل سعودي في مجالاتٍ متعددة
  • مقال بغارديان: كيف نفهم قرارات ترامب بخصوص الهجرة؟
  • إنشاء هيئة لتنمية الثروة المعدنية واستغلال خامات المناجم.. قانون جديد