الجديد برس| تقرير*:

مجدّدًا تحاول الإمارات العودة إلى التحكّم بمصير موانئ عدن المنافسة لموانئ دبي وميناء جبل علي، عبر الأطراف الموالية لها في اليمن، ولا سيما «المجلس الانتقالي الجنوبي» برئاسة عيدروس الزبيدي.

وهذه المحاولة تُعدّ الأولى منذ إلغاء اتّفاقية الشراكة الموقّعة بين «موانئ دبي» و«مؤسّسة عدن لتطوير الموانئ» أواخر أيلول 2012، بضغط شعبي يمني، إلا أنها تتّسم بالخطورة؛ كون «مجموعة موانئ أبو ظبي» التي تفاوض على الصفقة، دخلت عبر الزبيدي، بصفته نائب رئيس «المجلس الرئاسي» أَيْـضاً، وصاحب اليد الطولى في عدن.

وحصلت «الأخبار» على نسخة من وثيقة موجّهة من الزبيدي إلى رئيس الحكومة التابعة للتحالف السعوديّ – الإماراتي، أحمد بن مبارك، طالبه فيها بتسهيل إجراءات تسليم ميناء عدن للإمارات، داعياً إياه إلى سرعة التفاوض مع المجموعة المشار إليها و«مؤسّسة عدن لتطوير الموانئ».

وأكّـد ما جاء في الوثيقة أن الحكومة السابقة برئاسة معين عبد الملك، والتي أقيلت مطلع العام الجاري، قطعت شوطاً في التفاوض مع الجانب الإماراتي، وشكّلت لجنة وزارية خَاصَّة بذلك، وكادت أن تبرم الصفقة مطلع العام الجاري. وأثارت المعلومات عن تجدّد تلك المفاوضات موجة سخط شعبيّة يمنية ضد الإمارات، وذكّرت بممارسات «موانئ دبي» التي استغلّت اتّفاقية سابقة أبرمتها مع الحكومة اليمنية عام 2005، لتدمير موانئ عدن بشكل ممنهج؛ ما أَدَّى إلى تراجع نشاطها إلى أدنى المستويات. واعتبر المعترضون أن الإمارات تستقوي بـ«الانتقالي» لاستكمال مهمة التدمير.

من جهته، كشف مصدر دبلوماسي يمني مطّلع، لـ«الأخبار»، أن استدعاء الإمارات ابن مبارك إلى أبو ظبي، الشهر الماضي، كان على ذمة صفقة الشراكة المزمعة تلك، مُشيراً إلى أن ابن مبارك الذي ظهر في العاصمة الإماراتية في حفل افتتاح أحد الفنادق التابعة لمستثمر يمني، أراد التمويه بشأن الأجندات الخفية للزيارة.

ولفت إلى أن وزير النقل في حكومة عدن، القيادي في «الانتقالي»، عبد السلام حميد، هو من يرأس لجنة التفاوض مع «مجموعة موانئ أبو ظبي»، مؤكّـداً أن التوقيع على الاتّفاقية الغامضة صار تحصيلَ حاصل، إذَا لم يتم وقف الصفقة من قبل بعض الموالين للسعوديّة في الحكومة و«المجلس الرئاسي».

وأوضحت مصادر حكومية مطّلعة، بدورها، لـ«الأخبار»، أن محاولات «الانتقالي» السيطرة على «مؤسّسة عدن لتطوير الموانئ» قبل شهر، تندرج في إطار التهيئة للصفقة.

وفي تعليقه على ذلك، اتهم رئيس المكتب السياسي لـ«المجلس الأعلى للحراك الجنوبي»، عبد الولي الصبيحي، في تصريح إلى «الأخبار»، الإمارات باستغلال الانقسام السياسي والعسكري والاقتصادي الذي يعيشه اليمن لتحقيق المزيد من المكاسب، أكان عبر الميليشيات الموالية لها التي تسيطر على ميناء بلحاف الذي يُعد أهم ميناء يمني مخصّص لتصدير وتسييل الغاز المسال، أَو ميناء الضبة النفطي على سواحل المكلا في محافظة حضرموت، أَو موانئ المخا وسقطرى والمهرة، بعد سيطرة الإمارات عبر «الانتقالي» على ميناء قشن الواقع على البحر العربي على سواحل محافظة المهرة شرقي البلاد العام الماضي، بصفقة أبرمتها مع حكومة عدن لاستثمار الميناء لمدة أكثر من 25 عاماً.

وحمّل الصبيحي، «المجلس الرئاسي» والحكومة التابعة له، كامل المسؤولية في حال إبرام أي صفقة شراكة مع مجموعة أبو ظبي.

التوقيع على الاتّفاقية تحصيل حاصل، إذَا لم يتم وقفها من قبل الموالين للسعوديّة في الحكومة و«الرئاسي»

وتعود ممانعة اليمنيين عودة الإمارات لإدارة موانئ عدن، إلى ممارسات تخريبية قامت بها «شركة موانئ دبي» التي أدارت موانئ عدن خلال سبع سنوات؛ إذ تخلّت الإمارات عن تطوير تلك الموانئ خلال فترة اتّفاقية الشراكة بين عامي 2005 و2012، وتنصّلت من كُـلّ التزاماتها والتي قُدّرت بنحو 850 مليون دولار.

ووفقاً للاتّفاقية، تبدأ المرحلة الأولى من التطوير بكلفة 200 مليون دولار فورًا، وتتلخّص في توسعة مساحة خزن الحاويات في المحطة الحالية، وشراء وتركيب رافعات جسرية ومعدات متحَرّكة لمناولة الحاويات، بالإضافة إلى توريد وتركيب منظومة إلكترونية للمحطة، ورصف ساحة الحاويات بحيث يتم رفع الطاقة الاستيعابية من 50 ألف حاوية إلى 900 ألف حاوية في العام أولاً، وتصميم وإنشاء رصيف بطول 400 متر وبعمق لا يقل عن 17 متراً لاستيعاب سفن الحاويات العملاقة، وتركيب رافعات جسرية ورافعات متحَرّكة وقاطرات وكل ما يلزم من آليات ومعدات لمناولة الحاويات، تمهيداً لرفع الطاقة الاستيعابية للمحطة حتى 1.8 مليون حاوية في العام.

كما التزمت «موانئ دبي» بتنفيذ مرحلة التطوير الثانية بقيمة 650 مليون دولار، على أن تبدأ فور وصول الطاقة الاستيعابية للمحطة إلى 70 %، وفيها يتم إنشاء رصيف بطول 900 متر بحيث يكون لدى المحطة خمسة أرصفة إضافية بعمق 18 متراً، وكذا تركيب كُـلّ الرافعات والمعدّات لتشغيل الرصيف؛ مِن أجلِ رفع الطاقة الاستيعابية إلى ما بين 3.5 ملايين و5.5 ملايين حاوية في العام.

أيضاً، وعدت الشركة بزيادة مراحل التوسعة بحسب زيادة الحركة، إلا أنها دمّـرت كُـلّ معدّات الميناء السابقة، ودفعت بعدد من خطوط الملاحة العالمية نحو التوقّف، وطردت عمال الموانئ، ورفضت صرف أية مرتبات لهم.

وبعد سبع سنوات، تمّ التفاوض في إسطنبول على إنهاء الشراكة، وذلك تحت ضغط انتفاضة 2011، والتي كان تحرير موانئ عدن أحد مطالبها، لتُعوَّض «موانئ دبي» بـ23 مليون دولار، ويُعلَن فض الشراكة.

* الأخبار البيروتية

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الطاقة الاستیعابیة ملیون دولار موانئ عدن موانئ دبی أبو ظبی

إقرأ أيضاً:

الاستحواذ على الكرة في «يورو 2024» لا يضمن التفوّق!

 
عمرو عبيد (القاهرة)

أخبار ذات صلة يلماز: تركيا أوفت بالوعد في «يورو 2024» مارتينيز: الخسارة أمام جورجيا خير إعداد للبرتغال بطولة أمم أوروبا «يورو 2024» تابع التغطية كاملة


انتهت مباريات الدور الأول في «يورو 2024»، وتعددت الإحصائيات والمفارقات الرقمية خلالها، لكن بعضها يدعو إلى التوقف والدراسة، قبل انطلاق المراحل الإقصائية الحاسمة، إذ تبدو الأمور منطقية عند الحديث عن قائمة المنتخبات الأكثر استحواذاً على الكرة، خلال مرحلة المجموعات، وهو المنتخب الألماني الذي تصدر المجموعة الأولى، بمتوسط نسبة امتلاك للكرة بلغت 64.3%، بالتساوي مع البرتغال صاحب المركز الأول في المجموعة السادسة، لكن «الماكينات» لم تعرف الهزيمة حتى الآن، بينما خسر «البحارة» مباراة واحدة، في حين أن إسبانيا «ملوك التمرير والاستحواذ» يأتي في المرتبة السابعة عبر تلك القائمة، بمتوسط 54% فقط، لكنه كان الوحيد الذي أنهى دور المجموعات بـ«العلامة الكاملة»، بعد حصده 9 نقاط عبر 3 انتصارات في مجموعة «نارية».
والمثير أن إنجلترا وبلجيكا احتلا المركزين الثالث والرابع في قائمة «الأكثر استحواذاً»، بنسبتي 59.7% و55.7% على الترتيب، لكن الحصاد كان «هزيلاً» لكليهما، حيث سجّل «الأسود الثلاثة» هدفين فقط وفاز بمباراة وحيدة وتعادل مرتين ووصفته صحافته المحلية بـ«المُمل»، أما «الشياطين الحُمر» فقد خطف بطاقة التأهل الثانية في المجموعة الخامسة بـ«صعوبة»، بعدما فاز في مباراة، وخسر أخرى، وتعادل في الثالثة، واكتفى بهز الشباك مرتين أيضاً هو الآخر.
أما منتخبا كرواتيا وفرنسا، اللذان أتيا في المركزين الخامس والسادس، بنسبتي 55.3% و54.3%، فقد ظهرا بصورة «ضعيفة» أيضاً، حيث أقصى «الكروات» مُبكراً من الدور الأول باحتلال المقعد الثالث في المجموعة الثانية، ولم يتمكن «رفاق مودريتش» من تحقيق أي انتصار، حيث جمعوا نقطتين من تعادلين سبقهما الخسارة الافتتاحية «الثقيلة» أمام «الماتادور»، في حين أن «الديوك» خيّب التوقعات في المجموعة الرابعة بعد تأهله «ثانياً»، مُسجلاً هدفين فقط في 3 مباريات، بفوز وحيد عبر «هدف ذاتي» وتعادلين أحدهما سلبي، والآخر عبر هدف من ركلة جزاء.
ولم يختلف الوضع كثيراً مع هولندا وإيطاليا، الثامن والتاسع في تلك القائمة، بنسبتي 53% و52.7%، حيث تأهل «البرتقالي» ثالثاً في المجموعة الرابعة بفوز وتعادل وخسارة، ورغم تسجيله 4 أهداف إلا أن شباكه اهتزت كذلك بمثلها، في إشارة إلى سوء استخدام «تكتيك الاستحواذ»، وهو ما تكرر مع «الأزوري» في المجموعة الثانية، بنفس رصيد النقاط ونتائج المباريات، مقابل تسجيله 3 أهداف واستقباله مثلها أيضاً، لكن الحظ سانده في تلك المجموعة ليُنهيها «وصيفاً»!
وبالنظر إلى القائمة من زاوية أخرى، فإن منتخب سلوفينيا الذي احتل المركز الأخير بأقل نسبة استحواذ، بلغت 36.7%، نجح في التأهل إلى دور الـ16 مقارنة بكثير من المنتخبات المغادرة من «أصحاب الكرة»، بل إن المنتخب الروماني الذي اكتفى بنسبة 41.3% أنهى الدور الأول متصدراً للمجموعة الخامسة على حساب بلجيكا، أما منتخب جورجيا أحد مفاجآت مرحلة المجموعات، فقد امتلك الكرة بمتوسط 41.7% لكنه اقتنص بطاقة التأهل أيضاً وحصد 4 نقاط وسجّل 4 أهداف، متفوقاً على كثير من «الكبار».
 

مقالات مشابهة

  • فعاليات إماراتية تراثية مميزة خلال موسم طانطان الثقافي بالمغرب
  • الاستحواذ على الكرة في «يورو 2024» لا يضمن التفوّق!
  • الإمارات.. 782 مليون و578 ألف درهم إجمالي المعاشات التقاعدية لشهر يونيو
  • 1.5 مليار دولار سندات سيادية إماراتية مقومة بالدولار لأجل 10 أعوام تستحق في يوليو 2034
  • بوساطة إماراتية.. نجاح تبادل 180 أسيراً بين روسيا وأوكرانيا
  • وساطة إماراتية بين روسيا وأوكرانيا تنجح في تبادل 180 أسيرا
  • وساطة إماراتية بين روسيا وأوكرانيا تنجح في تبادل 180 أسيراً
  • مردة: نحتاج إلى دعم كل شركاء مفوضية الانتخابات لإنجاح الانتخابات البلدية
  • صندوق الاستثمارات العامة يقترب من الاستحواذ موناكو الفرنسي
  • ساوث تشاينا مورننغ سبورت: مساعي حثيثة من الصين للعودة إلى ليبيا بعد 13 عامًا