يقول موقع "ذي أفريكا ريبورت" إن رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفي مواجهة عدم كفاية جيشه، يستعين بخليط من الشركات العسكرية الخاصة والقوات الإقليمية لمحاربة المتمردين في شرق البلاد.

وذكر الموقع الذي تديره مجلة "ذي أفريكا ريبورت" الفصلية التي تصدر باللغة الإنجليزية من باريس، في تقرير كتبه مراسله رومان غرا المسؤول عن تغطية جمهورية الكنغو الديمقراطية ومنطقة البحيرات، أن الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي اضطر إلى الاستعانة بقوات غير حكومية (ليست تابعة لحكومته ولا للحكومات الأجنبية) لمواجهة حركة "إم 23" المتمردة والتي تدعمها رواندا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"غرفة أخبار ثالثة".. هدف مثير لمدير واشنطن بوست الجديدlist 2 of 2توماس فريدمان يحذر من زوال إسرائيلend of list

وأوضح التقرير أنه في الوقت الذي يواجه فيه الجيش الكونغولي وحلفاؤه تقدما لا هوادة فيه من متمردي حركة "إم 23" في مقاطعة شمال كيفو، أصبحت مدينة ساكي الإستراتيجية التي يبلغ عدد سكانها 20 ألف نسمة، والتي كانت ذات يوم المعقل الأخير لمواجهة حركة التمرد، شبه مهجورة.

يتصدع تدريجيا

وأضاف أن مدينة ساكي، وقفت لمدة 3 أشهر، كخط الدفاع الأخير قبل مدينة غوما عاصمة شمال كيفو التي تبعد عنها 25 كيلومترا فقط. كما أنها (أي ساكي) حصن يبدو أنه يتصدع تدريجيا كل يوم، حيث يتراجع الجيش الكونغولي وحلفاؤه نحو غوما، التي يقطنها ما يقارب من مليوني شخص.

ومنذ عودة ظهورهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، اتخذ متمردو حركة "إم 23" مواقع في أوائل فبراير/شباط الماضي في تلال ماسيسي الخضراء المحيطة بمدينة ساكي، وتركوها تحت رحمة القناصة وتبادل إطلاق النار.

منع سقوط غوما

وقال التقرير إنه ومنذ سقوط أول مفترق طرق إستراتيجي لصالح حركة "إم 23" في يونيو/حزيران 2022، أصبح الرئيس تشيسيكيدي يعتمد تدريجيا على مجموعة من العملاء الخارجيين لدعم جيشه وحماية مدينة غوما الرمزية للغاية.

ومن بين العملاء الخارجيين شركة "أغميرا آر دي سي"، وهي شركة مقرها بلغاريا تعاقدت معها الحكومة الكنغولية منتصف 2022.

ويرأس هذه الشركة رجل أعمال فرنسي يُدعى أوليفييه بازين، وهو ليس غريبا على الشبكات الفرنسية الأفريقية والقارة الأفريقية، حيث تحول إلى بيع المعدات العسكرية.

وفي سبتمبر/أيلول 2022 كان لدى الشركة في قاعدة غوما حوالي 30 جنديا بالخدمة سابقا في الجيش الفرنسي، وجميعهم ينحدرون من جنوب غرب فرنسا.

وأورد التقرير أن وصول هذه القوات وضع الدبلوماسيين التابعين لبعثة الأمم المتحدة (بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية) وأجهزة المخابرات في المنطقة في حالة تأهب، لرؤيتهم هؤلاء "الرجال البيض" ينزلون لمساعدة الجيش الكونغولي.

انتقادات رواندية وفرنسية

وانتقدت رواندا في عدة مناسبات وجودهم في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. كما أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الموضوع خلال محادثات مع تشيسكيدي في مارس 2023، لكن الرئيس الكونغولي دافع عن اختياره.

يرفض القائد العسكري لقوات شركة "أغميرا" إطلاق صفة "مرتزق" عليه، مفضلا صفة "مدرب"، قائلا "ضعوا أي أشخاص في مكاننا وسترون كيف تخرج الأمور عن السيطرة"، وهو مقتنع بأنه يعمل من أجل "قضية نبيلة" ويهاجم بشكل خاص الدولة الفرنسية التي يتهمها بالخضوع لرواندا.

ومنذ وصولهم، وسع هؤلاء "المدربون" صلاحياتهم باستمرار.

مضاعفة القوات والمهام

وبفضل قدراتها الاستخباراتية والمدربين وطياري المسيرات، الذين يراقبون مواقع متمردي "إم 23" يوميا، ضاعفت "أغيميرا" قوتها ومهامها. وفي الأراضي القاحلة المتاخمة لمعسكر (بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية) على مشارف ساكي، قامت الشركة ببناء مجمع خاص بها، مع ثكنات تتناقض بشكل صارخ مع تلك المصنوعة من الصفيح التي تضم الجيش الكونغولي على الأراضي المجاورة.

ويتواصل قادة "أغيميرا" بشكل متكرر مع قيادة الجيش الكنغولي ويتحدثون بانتظام مع وزير الدفاع، ولديهم قناة اتصال مفتوحة مع المستشار الخاص للرئيس، والذي يراقب القضايا اللوجيستية.

وذكر التقرير أنه بينما كانت رئاسة تشيسكيدي تعتمد في البداية على المعدات التركية، ضغطت "أغميرا" من أجل أن تختار كينشاسا مسيرات قتالية من "الشركة الصينية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء".

تم نشر المسيرات الثلاث الأولى، التي تم شراؤها مقابل 50 مليون دولار، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وكان الهدف منها تمكين كينشاسا من قلب ميزان القوى مع حركة "إم 23". ومع ذلك، لم تعد أي من هذه الطائرات تعمل.

الشركة الغامضة

وإلى جانب "أغيميرا"، هناك الشركة الغامضة التي تُسمى "حماية الكونغو"، والتي نشرت ألف مدرب عسكري من رومانيا بقيادة ضابط سابق فيما يُسمى "الفيلق الأجنبي الفرنسي".

وعند وصول قوات "حماية الكونغو" بالتدريج إلى الكونغو اعتبارا من ديسمبر/كانون الأول 2022، لعبت دورا حاسما في صد متمردي حركة "إم 23" خلال هجومها الأول على ساكي في مارس/آذار 2023.

وعلى الرغم من أنهم لا يزالون نشطين في الميدان، فإن عدد قوات "حماية الكونغو"، التي فقدت رجلين في اشتباكات ساكي، انخفض في الأسابيع الأخيرة من ألف إلى حوالي 600 جندي.

القوات الأممية والإقليمية

ونسب التقرير إلى دبلوماسي ببعثة الأمم المتحدة إلى صعوبة تعامل البعثة مع جنود هذه الشركات العسكرية الخاصة، أكثر مما تستطيع مع القوات الأجنبية، وهذا الوضع يطرح مشاكل لتنسيق المجهود الحربي في شرق الكونغو.

وتعتمد الكونغو الديمقراطية على مجموعة غير مسبوقة من القوى التي تتباين مصالحها وقيودها أحيانا. فهناك القوات الأجنبية التي تضم قوات هندية، وبورندية (2000 جندي) وقوات من المجموعة الإنمائية للجنوب الأفريقي "سادك" (تضم قوات من جنوب أفريقيا وتنزانيا ومالاوي وبورندي) وتتمركز حاليا في غوما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات جمهوریة الکونغو الدیمقراطیة الجیش الکونغولی الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

محاولة إنقلاب فاشلة في «بوليفيا» و اعتقال قائد الجيش

 

اعتقلت السلطات في بوليفيا الجنرال خوان خوسيه زونيغا، بعد ظهر الأربعاء، بعد ساعات من اقتحام قواته القصر الرئاسي وسط محاولة انقلاب عسكري. حيث حاولت وحدة من القوات المسلحة في بوليفيا السيطرة على الساحة المركزية بالعاصمة اليوم الأربعاء، واقتحمت عربة مدرعة مدخل القصر الرئاسي تبعها جنود، ما أثار مخاوف من وقوع انقلاب عسكري. وندد الرئيس البوليفي لويس آرس “بالتعبئة غير القانونية” لبعض وحدات الجيش في لاباز، واتهم الزعيم السابق إيفو موراليس جنرالاً كبيراً بالتخطيط لانقلاب.

التغيير ــ وكالات

وقال شاهد من وكالة “رويترز” إن مركبات مدرعة وعسكريين بوليفيين بدأوا الانسحاب من محيط القصر الرئاسي، بعد أن عين الرئيس لويس آرس قادة عسكريين آخرين، وسط ما وصفه قادة بالمنطقة بأنه محاولة انقلاب. وأمرت القيادة العسكرية الجديدة بعودة القوات بقيادة الجنرال خوان خوسيه زونيغا أدراجها، في حين دانت المحكمة العليا ما اعتبرته هجوماً على الاستقرار الديمقراطي في البلاد.

قائد الجيش يقول إن تحركه يهدف لـ”لإعادة هيكلة الديمقراطية”

وأعلن قائد الجيش البوليفي الجنرال خوان خوسيه زونيغا الذي اتّهمه الرئيس لويس آرسي بتنفيذ محاولة انقلابية، أنّ الهدف من تحرّكه هو “إعادة هيكلة الديمقراطية” في البلاد. وقال الجنرال زونيغا وقد أحاط به عسكريون وثماني دبّابات إنّ “القوات المسلّحة تحاول إعادة هيكلة الديمقراطية، لجعلها ديمقراطية حقيقية. ليس ديمقراطية بعض الأسياد الذين يديرون البلاد منذ 30 أو 40 عاماً”.

وأدلى زونيغا بهذه التصريحات للصحافيين في الساحة قبل الهجوم على القصر الوطني. وقال وهو يرتدي الزي العسكري الكامل ويحيط به جنود: “أوقفوا التدمير، توقفوا عن إفقار بلدنا، توقفوا عن إذلال جيشنا”، مشدداً على أن الإجراء المُتَّخَذ يحظى بدعم الجمهور.
وقال موراليس، الذي انفصل علناً عن آرس، رغم أنهما ينتميان إلى الحركة الاشتراكية نفسها، إن أنصاره سيحتشدون دعماً للديمقراطية. واتهم زونيغا بالسعي للقيام بانقلاب، وأعلن توقفاً عاماً عن العمل، بما في ذلك الدعوة إلى إغلاق الطرق. وأضاف موراليس: “لن نسمح للقوات المسلحة بانتهاك الديمقراطية وترهيب الناس”.
إسبانيا تدعو إلى “احترام” الديمقراطية في بوليفيا

من جهته، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى “احترام” الديمقراطية وحكم القانون في بوليفيا، بعد أن حاول جنود اقتحام القصر الرئاسي في العاصمة لاباز. وكتب سانشيز على منصّة إكس “تدين إسبانيا بشدة التحركات العسكرية في بوليفيا. نرسل دعمنا وتضامننا إلى الحكومة البوليفية وشعبها وندعو إلى احترام الديمقراطية وحكم القانون”.

واشنطن تدعو إلى “الهدوء وضبط النفس”

ودعت الولايات المتحدة، مساء الأربعاء، إلى “الهدوء وضبط النفس” في بوليفيا، وقال متحدث البيت الأبيض، في تصريحات صحفية، إن الولايات المتحدة “تراقب عن كثب الوضع في بوليفيا”. وأوضح أن واشنطن تدعو أيضاً إلى “الهدوء وضبط النفس”.

الاتحاد الأوروبي يدين محاولة تعطيل النظام الدستوري

ودان الاتحاد الأوروبي محاولة تعطيل النظام الدستوري في بوليفيا والإطاحة بالحكومة المنتخبة ديمقراطياً. جاء ذلك في منشور على منصة “إكس”، الأربعاء، لجوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، حول التعبئة غير المنتظمة لبعض الوحدات العسكرية في بوليفيا. وقال بوريل إن “الاتحاد الأوروبي يدين أي محاولة لتعطيل النظام الدستوري في بوليفيا والإطاحة بالحكومة المنتخبة ديمقراطياً”.

وكالات ــ (رويترز، الأناضول، فرانس برس)

الوسومالجنرال خوان خوسيه بوليفيا فاشلة محاولة إنقلاب

مقالات مشابهة

  • رئيس الكونغو يضع إكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول في موسكو (فيديو)
  • رئيس الكونغو يبحث مع “لوك أويل” الروسية مشاركتها في المشاريع النفطية في بلاده
  • إيران تستنكر محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في بوليفيا
  • حسن إسماعيل: إلى المتمردين وأحذيتهم (ماركة ق ح ت) !!!
  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة تتابع عن كثب الوضع في بوليفيا وتدعو للهدوء
  • رئيس الكونغو يبحث مع "لوك أويل" الروسية مشاركتها في المشاريع النفطية في بلاده
  • محاولة إنقلاب فاشلة في «بوليفيا» و اعتقال قائد الجيش
  • قضية التحول الديمقراطي في السودان «1-4»
  • مرصد الأزهر: استهداف القادة داعش يربك صفوفهم
  • مرصد الأزهر: تصاعد وتيرة الإرهاب في الكونغو إرهاب وحشي يستهدف المدنيين العزّل