كندا "أ.ف.ب": نبّهت المسؤولة عن الأمن الإلكتروني في منصة حجوزات السفر الهولندية "بوكينغ" Booking في حديث أدلت به لوكالة فرانس برس على مشارف موسم العطلة الصيفية، إلى ضرورة توخّي الحذر من عمليات الاحتيال التي تُنفّذ بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي القوية.

ورأت مسؤولة الأمن المعلوماتي في "بوكينغ" مارني ويلكينغ أن الذكاء الاصطناعي التوليدي أدى إلى زيادة كبيرة في عمليات التصيد الاحتيالي (phishing)، وأن قطاع الفنادق والمطاعم، الذي بقي طويلاً في منأى عن هذه العمليات، أصبح هو الآخر هدفاً لها.

وأشارت ويلكينغ لوكالة فرانس برس على هامش مؤتمر "كوليجن" Collision للتكنولوجيا في مدينة تورونتو الكندية إلى أن "الهجمات، وخصوصاً هجمات التصيد الاحتيالي، زادت بنسبة تتراوح بين 500 في المئة و900 في المئة في العام ونصف العام الأخيرين، في كل القطاعات مجتمعة، في كل أنحاء العالم".

ويقوم "التصيد الاحتيالي" على سرقة هوية المستخدِم أو معلوماته السرية (رموز الوصول، والتفاصيل المصرفية، وما إلى ذلك) بواسطة الحيلة، عبر رابط موجود في رسالة إلكتروني يتلقاها.

وينتحل المحتالون صفة هيئات رسمية، كالمصارف أو منصات التوصيل أو السلطات الجمركية، ويحاكون نظام مصادقة.

ويتمثل هدفهم في إقناع الضحية بزيارة الموقع الاحتيالي - الذي يشبه الموقع الأصلي - فيقع في الشرك ويُدخِل معلوماته السرية.

ويمكن أن تكون مواقع السفر بمثابة منجم ذهب للمحتالين، إذ غالباً ما ينبغي على طالبي حجز تذاكر الرحلات أو الإقامات الفندقية تقديم تفاصيل بطاقاتهم الائتمانية أو تحميل نسخة عن وثيقة ثبوتية.

ومع أن التصيد الاحتيالي كان موجوداً أصلاً عبر البريد الإلكتروني، لاحظت الخبيرة أن "الزيادة بدأت تُسجّل بعد وقت قصير من إطلاق تشات جي بي تي" في نهاية عام 2022، وهو البرنامج الذي ينشئ محتوى بناءً على طلب بسيط باللغة اليومية.

ورأت ويلكينغ أن المتسللين "يستخدمون بلا شك الذكاء الاصطناعي لشنّ هجمات تحاكي رسائل البريد الإلكتروني بشكل أفضل بكثير من كل ما فعلوه من قبل".

وشرحت أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي باتت تتيح للمحتالين استخدام لغات متعددة، وفي كل لغة تحسين أسلوب النصوص وتطبيق القواعد النحوية على نحو أفضل من ذي قبل.

وأوضحت أن الموظف الفندقي، توخياً لخدمة النزيل المزعوم الذي أرسل له رسالة إلكترونية، "سيفتح على الأرجح الملف المرفق"، وهو في الواقع برنامج ضار الذي يستغل طبيعة هذا القطاع القائم على الخدمة.

المصادقة الثنائية

وما على المستخدمين، سواء أكانوا طالبي حجز أو مؤسسات مختصة بالسفر والضيافة، إلاّ أن يشتركوا في نظام المصادقة الثنائية عند تصفحهم الإنترنت.

ففي المصادقة الثنائية، لا يكفي إدخال اسم المستخدم وكلمة المرور، بل يُطلب من المستخدمين تأكيد هويتهم من خلال عامل إضافي، قد يكون رمزاً لمرة واحدة يتم إرساله إلى أجهزتهم المحمولة أو إنشاؤه بواسطة تطبيق مصادقة.

وشددت الخبيرة على أن هذه الخطوة الإضافية، رغم ما تتطلبه من جهد إضافي، تبقى "إلى حد بعيد أفضل طريقة لمحاربة التصيد الاحتيالي وسرقة بيانات التعريف".

ونصحت المستخدمين "عدم النقر على أي شيء يبدو مريباً"، ودَعَتهم إلى "الاتصال بالجهة المالكة والمضيفين وخدمة الزبائن".

وأفادت مارني ويلكينغ بأن ثمة تعاوناً وثيقاً قائماً بين موقع "بوكينغ" وغيره من الجهات البارزة في هذا القطاع.

وأضافت "لقد أنشأنا نماذج ذكاء اصطناعي للكشف عن عمليات الاحتيال هذه أو منع حصولها من البداية ثم حذفها قبل أي حجز.

ولاحظت مواقع حجوزات السفر زيادة في الجهات الحكومية (يُعتقد أنها روسيا والصين) المتهمة بتنفيذ أعمال ضارة عبر الإنترنت أو التجسس على الزبائن.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التصید الاحتیالی

إقرأ أيضاً:

النمو السريع في سوق الذكاء الاصطناعي يعقّد مهمة المستثمرين

يعقّد التقدّم المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي مهمة المستثمرين الذين يبحثون عن جانب جديد في نظام يشهد تطوّرا متواصلا.
يؤكد جاي داس، رئيس شركة الأسهم الخاصة "سافاير فانتشرز"، في مؤتمر أُقيم هذا الأسبوع في لاس فيغاس بالولايات المتحدة، أن الذكاء الاصطناعي "يُعدّ إحدى الفرص (الاستثمارية) التي لا نشهدها سوى مرة واحدة كل جيل".
ويوضح أنه، خلال السنوات الخمس الفائتة، تم استثمار مبالغ طائلة في ابتكار برامج ذكاء اصطناعي توليدي مثل "تشات جي بي تي"، وشراء الرقائق اللازمة لتصميمها.
تنتهي هذه المرحلة الأولى مع أعداد كبيرة من هذه النماذج القادرة على توليد محتوى حسب الطلب وباللغة اليومية، وغالبا ما تكون مجانية مع تكاليف ابتكار منخفضة.
وينبغي على رواد الأعمال ومحترفي تكنولوجيا المعلومات أن يتخيّلوا حاليا نظاما مبنيا على هذه الأسس، وهي التطبيقات وروبوتات الدردشة المتخصصة والبرامج المُساعِدَة.
تقول لورين كولودني، المشاركة في تأسيس شركة الأسهم الخاصة "أكرو كابيتال" إن "ثمة حاليا شركات ناشئة كثيرة" في سوق الذكاء الاصطناعي، مضيفة أنّ "الصعوبة تكمن في الاستشراف بشكل جيد".
وتضيف "أحد الأمور الأكثر تعقيدا عند الاستثمار مبكرا" في حياة شركة، "هو فهم من سينجح في الحصول على ميزة تنافسية في دورة الذكاء الاصطناعي هذه"، والتي تتغير معاييرها.
ويقول فين تشاو، رئيس قسم الأبحاث في شركة "ألفا إديسون" التي تدعم الشركات الناشئة "ما يهمّ هو جودة نموذج عملك، وليس التكنولوجيا التي تستخدمها".
وعلى المستثمرين بحسب توماش تونغوز، مؤسس شركة "ثيوري فنتشرز"، أن يكونوا على دراية بما هو أوسع من نطاق الشركة الناشئة.
ويقول هذا الموظف السابق في شركة "غوغل": "ندرس نظام القطاع المعني بأكمله، لا فقط النموذج الاقتصادي لهذه الشركة".
الحماية ضد المنافسة
بالنسبة إلى البعض، يشكل إبعاد المنافسين بصورة كافية تحديا عندما لا تكون المشهدية مستقرة بعد.
يقول جوش كونستين من شركة "سيغنال فاير" للخدمات الاستثمارية "لا يكفي أن تكون الأول، بل ينبغي أن تكون لديك البيانات الصحيحة والخبراء"، مضيفا "المهم حاليا هو البيانات".
ويشير إلى "إيفن آب"، وهي منصة دعم لمحامي المسؤولية المدنية، لتحسين إعداد طلبات التعويض الخاصة بعملائهم.
أنشأت الشركة، التي استثمرت فيها "سيغنال فاير"، قاعدة معلومات بشأن اتفاقيات ودية بين الضحايا وشركات التأمين، غالبا ما تكون سرية.
يقول جوش كونستين إنّ "ذلك يوفر صورة لكل محام، اعتمادا على الخصائص الطبية للملف واستنادا إلى البيانات التاريخية، عمّا يمكن للشخص المطالبة به".
ويتابع "لا تمتلك اوبن ايه آي ولا حتى أنثروبيك هذه البيانات"، مضيفا "مَن ينشئون قواعد بياناتهم الخاصة سيحققون أكبر قدر من النجاح".
بالإضافة إلى اللاعبين الصغار، لم تعد شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى تكتفي بتزويد رواد الأعمال والمطورين بالأدوات اللازمة للابتكار، ولكنها تريد راهنا تقديم منتجات متخصصة جاهزة للاستخدام.
في بداية فبراير الماضي، تسرّب عبر الانترنت عرض لبرنامج افتراضي جديد ابتكرته شركة "اوبن ايه آي".
يقول كونستين "إن ذلك يشبه إلى حدّ ما فيسبوك قبل عشر سنوات"، مضيفا "إذا اخترعت تطبيقا قريبا جدا من أعمالهم، فتكون قد خاطرت بأن يطلقوا شيئا مشابها ويسحقوك".
يرى جيمس كوريه، الشريك الإداري لشركة الأسهم الخاصة "ان اف اكس"، أنّ الحماية ضد المنافسة لا تتعلق بالبيانات.
ويقول "في 95% من الحالات، أستطيع توليدها بنفسي أو نسخها (...) من دون الحاجة إلى بياناتك".
ويقول فين تشاو "إذا لم تبتكروا شيئا يتمحور على الإنسان ويمكن أن يتناسب مع الروتين اليومي ليوم العمل، فلن ينجح الأمر".

أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي يعزز الاستدامة ويسرع مكافحة التغير المناخي «تيك توك» يفرض قيودًا جديدة على وقت استخدام الأطفال المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • الصدر يعلق على استخدام الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يفك لغزاً علمياً استعصى على العلماء لعقد كامل
  • مجلس الخدمة يعتزم إدخال الذكاء الاصطناعي في عمليات التوظيف
  • الصين تضع لوائح تنظم المحتوى المُنشَأ بالذكاء الاصطناعي
  • استشاري: الذكاء الاصطناعي يفرض تحديات على بعض الوظائف التقليدية
  • بين الابتكار والسيطرة.. هيمنة الذكاء الاصطناعي الصيني
  • أيام أقل لتدريب الموظفين الجدد بفضل الذكاء الاصطناعي
  • إيران.. إطلاق منصة وطنية لـ«الذكاء الاصطناعي»
  • النمو السريع في سوق الذكاء الاصطناعي يعقّد مهمة المستثمرين
  • الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر