الرأي اليوم

صلاح جلال

حرب السودان والمجتمع الدولي وبخلاء الجاحظ

(1)

???? لقد أظهرت حرب السودان خلال الخمسة عشر شهر المنصرمة كل ثقوب النظام الدولى الجديد وكيفية إدارته للمسرح العالمى بالمقطوعيةPits & Pieces وسياسة النفير بين التكتلات الدولية المتصارعة على النفوذ حول العالم خاصة فى مجلس الأمن الدولى حيث تتجمع  سُحب الحرب الباردة  كما كانت فى الماضى القريب فصار مجلس الأمن الدولى الراعى للسلم والأمن الدوليين نادى للكلام دون إنتاج والتحركات الدولية والإقليمية كبخلاء الجاحظ يضعون عظمهم ولحمهم فى طنجرةٍ (حلة ) واحدة شكلاً وكل واحد يربط قطعته بخيط ويمسك بطرفها خارج الطنجرة يتشاركون المرق ولكن لايتقاسمون اللحم والعظم مما يُطيل معاناة الضحايا فى الإنتظار ويمنح العابثين المستهترين بالأرواح والمصالح مزيد من الفرص دون مواجهة ضغوط حقيقية للتفاوض بحسن نيه لإنهاء المعاناة وهم يخرِجون طرف ألسنتهم إستهزاءاً بالعقوبات الشكلية والبيانات الفاضية وخمج التى لاتوصل لقمة لجائع وجرعة دواء لمريض.

(2)

???? منذ إندلاع الحرب فى السودان  15 أبريل 2023 ظهرت مبادرة منبر جدة تحت رعاية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية *كإطار جاد وفاعل أعطى الأمل للضحايا بقرب الحلول التفاوضية* لوقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات وفتح الممرات الآمنة للمعونات الإنسانية والإنتهاء لعملية سياسية شاملة تستعيد المسار الديمقراطى وتجدد أهداف ومبادئي ثورة ديسمبر المجيدة مازال منبر جدة يراوح مكانه لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى ، لحق به تدخل الإتحاد الأفريقى بمبادرة وعِدة إجتماعات ضاجه للتنسيق الإقليمى والدولى وتفويض اللجنة الرباعية  لمنظمة الإيجاد بوضع إطار تنفيذى لعملية سياسية تحت رعايتة ودعوة قيادات طرفى الحرب للاجتماع المباشر بين الفريقين (البرهان وحميدتى) وإنتهت قراراته لتكوين لجنة عليا من رؤساء أفارقة ووزراء خارجية سابقين لمتابعة ملف إنهاء الحرب فى السودان مازالت مسافرة بين الدول ، ثم جاء منبر دول جوار السودان الذى عقد ثلاثة إجتماعات إحداها على مستوى الرؤساء،  لم تنقطع طوال هذه المدة إجتماعات مجلس الأمن الدولى حول الحالة فى السودان بلا ثمرة.

(3)

???? جاء أخيراً الاسبوع الماضي إجتماع الجامعة العربية الشامل الشامل لكل أصحاب المبادرات بحضور كل المنظمات الإقليمية والدولية بغرض تنسيق الملعب والضغط الدولى لوقف الحرب وفى إطاره وجهت جمهورية مصر العربية الدعوة لكل القوى المدنية السودانية *عدا المؤتمر الوطنى* للإجتماع فى القاهر لوضع إطار للعملية السياسية قبل أن  يجف مداد بيان  جامعة الدول العربية الذى يهدف لتنسيق الدور الإقليمى والدولى خرج علينا الإتحاد الافريقى بتوزيع رقاع الدعوة لكافة القوى المدنية السودانية لإجتماع عاجل منتصف شهر يوليو لتوحيد الموقف السياسى المدنى متجاوزاً دعوة القاهرة لإجتماع مشابه فى الغرض والتوقيت والأهداف وإنتهت صيحة جامعة الدول العربية لتنسيق المبادرات كأنها لم تكن فى مشهد عبثى متكرر  ، لكى تنجح أى مبادرة فى كسر حاجز الجمود لابد لها  من تأثير على طرفى الحرب أو ما يعرف فى الدبلوماسية بالـ

lev·er·ag·ing. to use a quality  force or advantage to obtain a desired effect or result

يتحقق ذلك بإستخدام الجذرة والعصا فمن الواضح أن كل المبادرات المطروحة تفتقر للتنسيق اللازم والعصا الضرورية لإجبار أطراف النزاع على قبول مبدأ الحلول المتفاوض عليها ، مبادرات لأطراف مثل [القوات المسلحة + الدعم السريع] قوى متحاربه فاقدة للحساسية السياسية والإلتزام الأخلاقى فى الإحساس بمعاناة المدنيين *لكى تنجح هذه المبادرات لابد لها من  أسنان* تلزمهم بالحضور الجبرى لطاولة المفاوضات هذا هو جوهر خلل المبادرات المطروحة لحل قضية الحرب فى السودان.

(4)

????الخطوة اللازمة فى الإتجاه الصحيح ذاتياً هى حشد الجبهة المدنية الداخلية كما فعل مؤتمر (تقدم) الذى وضع الأساس لرفض الحرب من خلال جبهة مدنية عريضة تنزع المشروعية عن خطاب الكراهية والقتال  وتطالب بوقفهم فورا من خلال العرائض والوقفات الإحتجاجية فى الداخل فى مناطق سيطرة الطرفين وفى الخارج تفعيل الجاليات فى كل أنحاء العالم  –  *كيف لنا أن نحقق تنسيق الدور الإقليمى والدولى وتفعيله وتوحيد أهدافه فى ظل عالم منقسم لدوافع مختلفه*؟؟ *التضامن الدولى ضرورة لاغنى عنها لكل الشعوب المناضلة* يجب  تحديد أهداف واضحة للمبادرات الإقليمية والدولية وحصرها فى وقف القتال والوصول لوقف طويل المدى لإطلاق النار ومن ثم وقف العدائيات الدائم والترتيبات الأمنية والخطوة الثانية التى تساعد فى توحيد المجتمع الدولى الحالة الإنسانية الحرِجة وخطر المجاعة والتوجه الفاعل لحماية المدنيين والتدخل الدولى لإعتبارات إنسانية وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والسوابق الدولية فى هذا السياق ، *إذا لم تنجح هذه الأهداف الواضحة فى توحيد مجلس الأمن الدولى لتفعيل ميثاق الأمم المتحدة جماعيا* *لحماية المدنيين لم يتبقى خيار غير تحالف الراغبين الدولى*  لضمان سلامة المدنيين فى السودان الذى يمكن تحقيقة بإرادة دولية جزئية بقيادة أوربية وأمريكية وأفريقية وعربية وبعض الدول الآسيوية لفرض حظر سلاح شامل لطرفى الحرب من الجو والبحر وحظر طيران وفرض ممرات آمنة لتوصيل كل الإحتياجات الإنسانية وتشكيل قوة سلام دولية أو أفريقية على الأرض لفرض وقف شامل لإطلاق النار فى كل أنحاء البلاد، يتم حشد دبلوماسي واضح من كل الفاعلين الدوليين المهتمين والمتضامنين مع الشعب السودانى فى محنته الراهنة كخيار ثانى معلن كعصا *إذا رفضة أطراف الحرب الجلوس للتفاوض بحسن نية* وقبول الحلول السلمية ومعالجة القضية الإنسانية الملحة التى وصلت مراحل الخطر وفق كل المؤشرات الدولية كأسوأ حالة إنسانية كارثية محتملة فى عالم اليوم.

(5) ???????? ختامة

هذه هى خريطة الطريق الجادة التى تفعل المبادرات المطروحة لوقف الحرب من خلال التصعيد الشعبى والتضامن الدولي مستخدمين جزرة دبلوماسية نشطة لوقف الحرب وعصا دولية قاصدة لإستخدام فعلى للقوة الجبرية، *إنى خيرتُك فأختارى بين الجزرة والعصا* ولا يترك حبل المهلة على الجرار لمن لايرعوى ولا يهتم لمعاناة المواطنين.

إذا كانَت الطّباع طباع سوءٍ فلا أدبٌ يفيد ولا أديبُ

#لاللحرب

#لازم_تقيف

19/ 6/ 2024

الوسومالأمم المتحدة الجبهة المدنية الرأي اليوم السودان المجتمع الدولي حرب 15 ابريل 2023م صلاح جلال مؤتمر تقدم

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجبهة المدنية الرأي اليوم السودان المجتمع الدولي حرب 15 ابريل 2023م صلاح جلال مؤتمر تقدم مجلس الأمن الدولى فى السودان

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تعلن عن إطلاق المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام

أعلنت جامعة الدول العربية، السبت، عن إطلاق مؤتمر دولي لمواجهة ظاهرة الزيادة المقلقة في خطاب الكراهية والتمييز ضد المسلمين في تموز/ يوليو القادم.

يأتي الإعلان بالتزامن مع "اليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام" الذي يوافق الـ15 من آذار/ مارس من كل عام.

وقالت الجامعة إن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ستنظم "المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام" تحت شعار "الإسلاموفوبيا: المفهوم والممارسة في ظل الأوضاع العالمية الحالية".


يأتي هذا المؤتمر، بحسب بيان للجامعة على موقعها الإلكتروني، في إطار مواجهة ظاهرة الزيادة المقلقة في خطاب الكراهية والتمييز ضد أتباع الدين الإسلامي، والتي تفاقمت بشكل كبير نتيجة للأزمات العالمية والنزاعات التي تعمق الانقسامات الثقافية والدينية بين شعوب العالم.

ويسعى المؤتمر، وفق منظميه، إلى تسليط الضوء على هذه الظاهرة وسبل مواجهتها وتعزيز قيم العيش المشترك والاحترام المتبادل بين أتباع الأديان.

وقالت الجامعة في بيانها إن "مكافحة كراهية الإسلام يتطلب استراتيجيات شاملة تعزز قيم التسامح والتنوع الثقافي والديني، بما في ذلك التوعية التعليمية والإعلامية بأهمية الحوار وعدم التمييز، ودعم المبادرات التي تعزز الحوار بين الأديان وتقوية الروابط بين المجتمعات المختلفة، والعمل نحو بناء مجتمع شامل وعادل، يحتفي بالتنوع الديني والثقافي كقوة دافعة نحو التقدم وليس عائقًا للنمو من أجل بناء عالم يسوده السلام والتفاهم".

بمناسبة #اليوم_العالمي_لمكافحة_كراهية_الإسلام، الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تعلن عن إطلاق "المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام".https://t.co/s9IZwsMptv pic.twitter.com/Gy8SXCxWRD

— جامعة الدول العربية (@arableague_gs) March 15, 2025
من جهتها أعربت السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، عن التزام جامعة الدول العربية "ببذل كل الجهود من أجل مكافحة جميع أشكال الكراهية والتمييز".

وشددت أن الدين الإسلامي يدعو إلى السلام والعدل والتسامح، وأكدت على أهمية التعاون الدولي لتصحيح الصور النمطية التي لا تزال تحيط بالدين الإسلامي.

وأكدت أبو غزالة أن التعليم والتوعية هما ركيزتان أساسيتان في التصدي للصور النمطية السلبية التي تُروج ضد الإسلام والمسلمين، مما يتطلب جهودًا مشتركة لنشر قيم السلام والانفتاح.

وتدعو جامعة الدول العربية جميع الأطراف الدولية إلى توحيد الجهود للتصدي لكافة أفعال الكراهية الدينية والتعدي على المعتقدات، وأي عمل من شأنه تشويه صورة الأديان والتمييز ضد الأشخاص على أساس دينهم أو معتقدهم ومكافحة كل أشكال التمييز وخطابات الكراهية.



كما تدعو لضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى تشجيع الحوار العالمي حول تعزيز ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات، واحترام التنوع الديني لبناء جسور التفاهم والتعايش السلمي، والعمل معًا للخروج من دوامات الكراهية والصراع نحو عالم يحتفي بالتنوع والاحترام المتبادل.

يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اتخذت قرار في 17 آذار/ مارس 2022 باعتماد اليوم الخامس عشر من آذار/ مارس من كل يوما يوما عالميا لمكافحة كراهية الإسلام.

مقالات مشابهة

  • دعوات إسرائيلية داخلية لوقف العدوان على غزة رغم مطالبة نتنياهو بالتصعيد
  • شراكة بين "صُحار الدولي" و"التأمين العربية فالكون" لإطلاق خطط حصرية لحماية الأسرة
  • الجامعة العربية تعلن عن إطلاق المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام
  • الخارجية: مصر تتابع باهتمام المشاورات الدولية لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • فتوح يدعو المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه
  • ما شروط بوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا؟
  • هيئة الآثار تدعو الانتربول الدولي لوقف بيع قطع أثرية يمنية معروضة في مزاد “liveauctioneers”
  • صنعاء تدعو الانتربول الدولي لوقف بيع أثار يمنية في مزاد liveauctioneers
  • ما أبرز ما جاء في جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن السودان؟
  • مندوب السودان في الأمم المتحدة لنظيره الإماراتي: ألا تخجل؟ (شاهد)