استعراض قوة بين حزب الله والاحتلال.. خطاب عالي السقف لنصر الله يستبطن رسائل عسكرية وسياسية
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
إنذارات بالجملة تستحضر خطاب زعيم الحزب المسلح عشية حرب 2006 "مكاسرة الإرادات" تتأرجح بين الميدان المشتعل والجهود الدبلوماسية
على وقع هدير القصف الإسرائيلي المكثف للجنوب اللبناني، وجه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله رسائل في مختلف الاتجاهات تناولت الأمريكيين والإسرائيليين والأوروبيين والقبرصيين تحديدا ووصلت إلى العالم أجمع، وذلك في نبرة غير معهودة في خطاباته الست (الثمانية؟) السابقة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
اقرأ أيضاً : نصرالله: اقتحام الجليل احتمال وارد في إطار أي حرب يشنها الاحتلال على لبنان
بعد حوالي تسعة أشهر على اندلاع حرب غزة وانخراط لبنان في جبهة مساندة، أطل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على اللبنانيين في خطاب لافت في التوقيت وناري المضمون وصف بأنه الأكثر قوة ووضوحاً منذ الثامن من تشرين الأول.
أسهب نصر الله في كلمته في شرح طبيعة المواجهة الحائمة في الأفق، مهدداً إسرائيل مجددا ببنك أهداف يمكنه أن يزعزع الكيان برمته.
وهنا يقول مراقبون لرؤيا إن نصر الله رسم سيناريوهات حرب مقبلة، لا ينشدها الحزب، ولكن لا يخشاها، بحسب قيادييه، سواء في ما خص الأسلحة الجديدة التي يمكن أن تدخلها أو الإطار الجغرافي الذي يشمل البر والبحر والجو، بما في ذلك البحر المتوسط واحتمال اقتحام الجليل.
اقرأ أيضاً : الاحتلال يستهدف سيارة جنوب لبنان
حسم نصر الله الموقف ورد على كل المقترحات الدولية سيما الأمريكية بإعادة التأكيد على أن الحل يبدأ بعد وقف العدوان على غزة. وفي مفردات غير مكررة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وجّه نصرالله تهديداً صريحاً إلى دولة أجنبية هي قبرص محذراً حكومتها من مغبة منح العدو الإذن باستخدام أراضيها ومطاراتها للاعتداء على لبنان. موقف فتح الباب - بحسب مصادر دبلوماسية - أمام مستويات جديدة من القلق الأوروبي، قبل أن يأتي الرد من قبرص بأنها ليست متورطة في صراعات الحرب، وليست جزءا من المشكلة، بل جزءاً من الحل.
في المحصلة تعمد نصر الله إظهار قدرة حزب الله على الردع، وامتلاكه قدرات متقدمة جداً، وقادر على إلحاق أذى تدميري كبير بإسرائيل وبنيتها التحتية. ذلك ما أكد عليه عليه "فيديو الهدهد". لكن في المقابل، يقول مصدر عسكري لرؤيا إن نشر الفيديو له هدف آخر، وهو تأكيد الحزب على أنه لا يريد الحرب، ويعمد إلى تخويف الإسرائيليين بما لديه لتجنبها.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: حزب الله اللبناني حسن نصرالله الاحتلال الإسرائيلي لبنان
إقرأ أيضاً:
بري ينزع ذرائع إسرائيل وقالبياف متشدد في الحفاظ على حزب الله
كتب رضوان عقيل في" النهار": تقصّد الرئيس نبيه بري بعد الاتصال الذي تلقاه من نظيره الإيراني محمد قاليباف، أن يعكس وقوف طهران إلى جانب لبنان ومؤازرته في تنفيذ القرار 1701. وينبع مصدر هذا الكلام، رغم الأثقال الملقاة على عاتق رئيس المجلس، من أنه يريد تحييد طهران بعد الهجوم الذي تلقاه قاليباف إبان زيارته بيروت واتهامه بأن بلاده لا تريد تطبيق القرار الأممي وتصرّ على ربط لبنان بجبهة غزة.
وإذا كان "حزب الله" في مقدم المعنيين بتنفيذ هذا القرار وقبله إسرائيل بطبيعة الحال، فلم يصدر عن أي مسؤول في الحزب ولا أي من نوابه ما يشي بأنهم سيعمدون إلى تطبيق الـ1701. فهم يكتفون بترك مهمة المفاوضات لبري. وتتفهم جهات لا تلتقي مع الحزب أنه من غير المنطقي أن يقدم أي رسائل طمأنة إلى إسرائيل عن المرحلة المقبلة في الجنوب، سوى تركيزه على الميدان، فيما لا ينفك أكثر من مسؤول في تل أبيب يردّد أن الحرب على الحزب مستمرة، وهذا ما قاله وزير الدفاع يسرائيل كاتس العامل على فرض مفاوضات تحت النار على الحزب والدولة اللبنانية.
وبالعودة إلى قاليباف وتصريحاته، هو المعروف عنه تشدده في تحصين الحزب والذود عن مقاومته، تشير جهات على معرفة بدوائر القرار في طهران إلى أن أجوبة الحسم حيال الحزب ولبنان ليست عند قاليباف الذي يتولى إدارة البرلمان، وأن المعنيين في هذه الدائرة الضيقة لا يخرجون في ساعة الحسم عما تقرره قيادة الحزب، مع الاعتراف بأن وضعه ازداد إرباكا بعد اغتيال السيد حسن نصرالله، وهذا ما توقف عنده النائب السابق وليد جنبلاط في حديثه إلى "النهار" حيث لم يعد يرى مُحاورا لدى الحزب، ولم ينقصه إلا القول إن القرار النهائي لدى هذا المكون أصبح عند الإيرانيين.
والحال أن ثمة خطين يسيّران الماكينة السياسية في طهران في المفاصل الكبرى: سياسي وعسكري. وليس من مصلحة هذه الحلقة القبول بإعلان الحزب اليوم أن طهران تؤيد الـ1701 وتتبنى مندرجاته لأنها ترتب على الحزب في حال تطبيقه جملة من الإجراءات في جنوب الليطاني والبلدات الحدودية.
وفي وقت لم يعلن أي مسؤول إسرائيلي، بدءا من رأس الهرم السياسي بنيامين نتنياهو الموافقة على الـ1701، يسجل المسؤولون في طهران الأدوار التي يؤديها بري والمهمات التي يتولاها على مستوى موقعه الرسمي أولا، وانشغاله بجملة من القضايا التي تخص الحزب، إضافة إلى أعباء النازحين.
ويدرك رئيس المجلس الصعوبات التي تواجه لبنان وتنتظره في ميدان المفاوضات غير المباشرة مع الإسرائيليين، ولذلك سارع إلى الإعلان أن إيران تقف مع لبنان في سعيها إلى تطبيق الـ1701، مع التحسب لمقولة إن الشياطين تكمن في تفاصيل المفاوضات.
من هنا يرفض بري ومن يدور في فلك الحزب تقديم أي تنازلات، فيما تواصل إسرائيل مجازرها في أكثر من منطقة. ولذلك لن يتأخر الحزب والجهات التي تلتقي معه على نزع الذرائع من أيدي الإسرائيليين قدر الإمكان. ولا يمنع هذا الأمر بري من الإعلان عن تعهد لبنان التزام الـ1701.