غزة - صفا

كشف تحقيق أجرته وكالة أخبار عالمية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أباد من 60 عائلة فلسطينية ما لا يقل عن 25 فردًا، وفي بعض المرات 4 أجيال، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة لأكثر من 250 يومًا.

وأفادت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، بأنها التقت في تحقيقها الموسع مقيمًا فلسطينيًا في تركيا والذي قال إنه احتاج إلى أشهرٍ لجمع بيانات أفراد عائلته الذين ارتقوا خلال أشهر العدوان.

وأشار المقيم الفلسطيني يوسف سالم، إلى أن غارات جيش الاحتلال أبادت 173 من أفراد عائلته الممتدة منذ نهاية العام الماضي، لينضم 100 شهيدٍ آخر تقريبًا للقائمة التي أعدها بحلول ربيع العام الجاري.

وقال يوسف سالم "لقد تم القضاء على أعمامي تمامًا، أرباب الأسر وزوجاتهم وأولادهم وأحفادهم قتلوا جميعهم".

وكشف أنه في العقدين الأخيرين، استهدفت "إسرائيل" بغارات 10 من أفراد عائلته، وعلق بالقول "لا شيء مثل هذه الحروب".

سالم، من بين آخر الناجين من عائلته في غزة، وهي عشيرة قريبة جدًا لدرجة أنهم يعرفون بعضهم بعضا لارتباطهم بالدم وروابط الزواج عبر الأجيال.

وبحسب التحقيق، فقد شمل مراجعات سجلات الشهداء الصادرة عن وزارة الصحة بغزة حتى نهاية مارس من العام الجاري، إضافة إلى إشعارات الشهداء على الإنترنت وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي والناجين وشهود حالات الاعتداء.

وجاء في التحقيق أن نحو 1900 عائلة سجلت ارتقاء حالات عديدة من أفرادها، وعلى سبيل المثال؛ فإن عائلة المُغربي وحدها خسرت 70 شخصًا في غارة جوية نهاية العام الماضي، أما عائلة أبو النجا فخسرت 50 فردًا قبل ذلك بشهرين تقريبًا.

كما فقدت عشيرة دغمش الممتدة 44 من أفرادها في غارة للاحتلال على مسجد، وبحلول الربيع استهدف جيش الاحتلال أكثر من 80 فردًا من عائلة أبو القمصان.

من جانبه، قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، إنه "لا يمكننا مواكبة إجمالي عدد الشهداء"، منوهًا إلى أن العشرات من باحثيه في غزة توقفوا عن توثيق الوفيات العائلية في مارس بعد تحديد أكثر من 2500 حالة استشهاد.

وأضاف عبده أن الفلسطينيين سيتذكرون عائلات بأكملها اختفت من حياتهم "يبدو الأمر كأن قرية صغيرة قد أبيدت".

ويعتبر الحصول على صور ووثائق مفصَّلة للعائلات التي استُشهدت أمراً صعباً، إذ دُفنت عائلات بأكملها في مقابر جماعية، أو في باحات المستشفيات، أو تحت أنقاض المنازل التي استُشهدوا فيها.

وحددت أسوشييتد برس مواقع تعرضت لنحو 10 غارات، من بين الهجمات الأكثر دموية في الفترة من 7 أكتوبر إلى 24 ديسمبر الأول، ووجدت أنها أصابت المباني السكنية والملاجئ التي كانت تضم عائلات. 

ووفق ما جاء في تحقيق الوكالة، لم يكن هناك "بأي حال من الأحوال أي هدف عسكري واضح أو تحذير مباشر لمن هم بالداخل"، وأسفرت الغارات مجتمعة خلال هذه الفترة عن استشهاد أكثر من 500 شخص.

واستهداف العائلات عبر الأجيال هو جزء أساسي من قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد الاحتلال، والمعروضة الآن أمام محكمة العدل الدولية.

وبشكل منفصل، يسعى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار أوامر اعتقال بحق اثنين من القادة الإسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل العمد للمدنيين، وهما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويوآف غلانت وزير جيشه.

وأسقطت الطائرات الإسرائيلية في غضون خمسة أيام في بداية الحرب، 6000 قنبلة على غزة، بما في ذلك العديد من الصواريخ غير الموجهة.

وأدى القصف الإسرائيلي المستمر منذ ذلك الحين إلى استشهاد أكثر من 37 ألف فلسطيني بحلول أوائل يونيو، بما في ذلك الآلاف من النساء والأطفال.

وزعم مسؤول إسرائيلي كبير للصحفيين في ديسمبر، بأن الجيش يقدر أن مدنيين فلسطينيين اثنين، استشهدا مقابل كل عنصر نشط من المقاومة، وهي نسبة وصفها متحدث باسم الجيش بأنها "إيجابية للغاية" لكن خبراء قالوا إنها تظهر تساهل الاحتلال مع سقوط ضحايا من المدنيين.

وتزعم "إسرائيل" أن 15 ألف من نشطاء حماس استشهدوا بحلول الشهر الجاري، لكنها لم تقدم أي دليل على ذلك.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: جيش الاحتلال حرب غزة ابادة جماعية تحقيق غزة جیش الاحتلال أکثر من

إقرأ أيضاً:

مخيم جباليا هيروشيما غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي

يحاول الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من شهر تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، من خلال فرض حصار مشدد وتدمير واسع للمنازل والمباني، مانعا الدخول والخروج إلا عبر حواجز أقامها لتفتيش النازحين لغزة وإلى الجنوب.

ووثقت مقاطع فيديو وصور على مدار عام كامل من الحرب دمارا واسعا ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بالأحياء السكنية والمساجد والمدارس في غزة. وكان أحدث توثيق صورة جوية لمخيم جباليا، تظهر مسح المربعات السكنية وحجم الإبادة التي يتعرض لها المخيم.

View this post on Instagram

A post shared by وسيم خليف (@wsym._.2003)

لاقى هذا المشهد انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل مغردون فلسطينيون وعرب مع الصورة التي تظهر سحبا كثيفة من الدخان تغطي المنطقة بالكامل، وهذا يوحي بأن المنطقة قد تحولت إلى رماد.

وتعليقا على ذلك، كتب الداعية الفلسطيني جهاد حلس تدوينة على منصة "إكس": "هذه ليست القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع".

هذه ليست القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع !! pic.twitter.com/JwVTx52siA

— جهاد حلس، غزة (@Jhkhelles) November 6, 2024

كما علق أحد المدونين: "عملية نسف كارثية تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل محور جديد. الجيش يضع خططا عسكرية فوق الأحياء السكنية المكتظة، ومن يختار البقاء سينتهي به الحال تحت أنقاضها؛ هذه سياسة مسح إجرامية".

أما الصحفي الفلسطيني محمد حمدان، فكتب: "صعد الدخان حاملا رمادا من بشر وحجر وتبخرت ذكرياتنا وأحلامنا، لا شيء يبرر ذلك، لا شيء يشبه ذلك، لا شيء يعوض ذلك".

وكتب مغرد آخر بمشاعر مختلطة: "جزى الله الفلسطينيين عنا كل خير؛ فقد كان لأمتهم شهداء أحياء بعقيدتهم التي يجب أن تسود وتتجاوز الحدود".

عملية نسف كارثية ضخمة تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل المحور الجديد.
محور عسكري يُنشأ فوق المباني والعمارات في منطقة ذات كثافة معمارية هائلة.

من تبقى في منازله سينتهي به المطاف تحت الأنقاض؛ إنها عملية مسح إجرامية لأرض مكتظة بالسكان . https://t.co/BkAJSOV6L3 pic.twitter.com/xz4JNJ2cyB

— Tamer | تامر (@tamerqdh) November 6, 2024

كما تفاعل مغردون آخرون مع الصورة بقولهم: "منظر يندر مشاهدته إلا في الحروب العالمية؛ جباليا تُباد بدعم ومباركة من أنظمة عربية شقيقة. غزة تُمحى بالكامل وفق سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها جيش الاحتلال وسط حصار خانق على العائلات".

وشارك مراسل قناة الجزيرة، أنس الشريف، مقطع فيديو على حسابه بمنصة "إكس" يظهر فيه حجم المعاناة في شمال غزة، حيث يشهد قصفا ونسفا وإطلاق نار ونزوحا.

ويرى كثيرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغل انشغال العالم بالانتخابات الأميركية لتنفيذ أخطر مراحل إبادة شمال غزة، ودفع سكان الشمال للنزوح بهدف السيطرة على الأراضي بحجة "الأمن".

صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للمسح والإبادة

جباليا تباد .. كل غزة تباد و تدمر.. سياسة الارض المحروقة ????#جباليا_تُباد pic.twitter.com/r6s7VvtVMR

— ???????????????????? ???? (@amany__wishes) November 6, 2024

وأعرب بعض المغردين عن استغرابهم من تفجير الاحتلال لمخيم جباليا المكتظ بالسكان وسط صمت عالمي.

كما أشار بعض المغردين إلى أن الدول العربية ما زالت تعيش حالة غياب عن الوعي، وكأن الأمر يحدث على كوكب آخر، مع أنها قد تكون أول من سيدفع الثمن.

وقال المدون عفيف الروقي: "صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للإبادة؛ العائلات الآن بلا مأوى، كل غزة تُباد وتُدمر وفق سياسة الأرض المحروقة".

صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للمسح والإبادة

العائلات الان في الطرقات تجلس ولا تجد لها مكان لتنام به#جباليا_تُباد تباد .. كل غزة تباد و تدمر.. سياسة الارض المحروقة ????

#جباليا_تُباد #يحيى_السنوار #ترمب #أمريكا #أوباما #فلسطين pic.twitter.com/VmnXINgSqP

— عفيف الروقي (@AfifAlRoqi511) November 6, 2024

وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن التدمير الهائل للمنازل والمباني في شمال قطاع غزة واستعدادات الجيش للاحتفاظ بالأراضي من خلال تعبيد الطرق وإنشاء البنية التحتية، كلها إجراءات تشي بالاستعداد لضمها بحكم الأمر الواقع، وإقامة مستوطنات فيها على غرار تلك المقامة في الضفة الغربية.

وقد وضعت إسرائيل خطة الجنرالات في شمال غزة في سبتمبر/أيلول 2024، بهدف تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، وذلك بفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، لتجويع من تبقى من المدنيين، وكذلك المقاومين ووضعهم أمام خيارين إما الموت وإما الاستسلام.

وتشن إسرائيل بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلفت آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

مقالات مشابهة

  • سعد الشهري: عبدالإله العمري كان يرغب في الانتقال إلى جدة منذ عقد قرانه.. فيديو
  • مخيم جباليا “هيروشيما” غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • مخيم جباليا هيروشيما غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • تقرير: المتفجرات التي أسقطت على قطاع غزة أكثر مما ألقي خلال الحرب العالمية الثانية
  • الاحتلال يُلقي على غزة أكثر من 85 ألف طن من القنابل
  • اجتماع بمحافظة صنعاء يناقش الإشكاليات التي تواجه قطاع الأشغال
  • تقرير: جيش الاحتلال أسقط أكثر من 85 ألف طن قنابل منذ بدء عدوانه على غزة
  • أكثر من 85 ألف طن من القنابل أسقطتها إسرائيل على قطاع غزة
  • الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ويدمر البنية التحتية وممتلكات المواطنين
  • ترامب: الفوز في هذه الولاية يعني الفوز بالانتخابات بأكملها