زاهي حواس: دخول الافروسنتريك المتحف جريمة وليس لهم علاقة بالحضارة المصرية
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
وصف الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق دخول الافروسنتريك المتحف المصري بالتحرير جريمة وتعدي أخلاقي علي الحضارة المصرية، وأنهم اختاروا متحف التحرير بوصفه أهم متحف في العالم ويضم أهم آثار الحضارة المصرية ليدعوا أنهم هم أصحاب هذه الحضارة ومحاولتهم الشرح باللغة الإنجليزية حتي لايكشفهم أحد .
وأضاف حواس أن وزير الآثار أحمد عيسي، مهتم جدا بفضح وكشف كذب وزيف ادعاء هذه الفئة الضالة، ولذلك قمنا بإصدار بيان بكل اللغات لكشف زيفهم، والدليل أنهم ليس لهم أي علاقة بما يدعون أنهم بناة الحضارة المصرية لعدة أسباب أولها أنهم حكموا مصر في العصر المتأخر وهذا يعني أنهم ليس لهم علاقة بالحضارة المصرية.
ثانيا أنهم عندما خرجوا من مصر لم يقوموا ببناء أي حضارة وليس لهم تاريخ، ثالثا أن كل الصور الموجودة على المعابد في الحضارة المصرية للملوك من العصر المتأخر للدولة الحديثة بعيدة الشبه تماما عن ملامح الأفارقة، وأن الملك يقوم بضرب الأعداء السود وهم من إفريقيا مما يؤكد أنهم معتدون .
وأشار إلى كل ما يقولونه ويثيرونه من وقت لآخر ليس إلا فقعات في الهواء؛ لأن التاريخ والحضارة المصرية واضحة ومؤكدة أن بناتها وأصلها أجدادنا المصريون، وهذا عيب واضح وادعاء كذب الافروسنتريك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحضارة المصرية اللغة الإنجليزية زاهي حواس الدكتور زاهي حواس التاريخ أحمد عيسى وزير الآثار المتحف المصري الملك المتحف المصري بالتحرير الحضارة المصریة
إقرأ أيضاً:
د.نجلاء شمس تكتب: بسواعدهم تُبنى الحضارات
تخيل معي، لو استيقظنا يومًا فلم نجد عمالًا!
لن نجد مدارس تُبنى، ولا مستشفيات تُجهز، ولا مصانع تدور، ولا جسور تمتد، ولا حقول تُثمر، ولا مدن تنهض ، ستتحول الحياة إلى ركام، وستغدو الطرقات مهجورة، والمزارع جرداء، والمرافق بلا حياة، وستكون الحضارة مجرد حبرٍ على ورق، لا يسنده ساعدٌ، ولا يرفعه جهدٌ هكذا، ببساطة، تنهار الحياة عندما يغيب عنها عرقُ العامل ،والعمل في جوهره رسالة سامية، اختص الله بها الإنسان، فقال تعالى:
{هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61]، أي طلب منكم أن تعمروها بالعمل والبناء والإنتاج ،فالعمل ليس مجرد وسيلة للرزق، بل هو عبادة وشكر لله على نعمة الحياة والوجود،
وقد كانت سيرة الأنبياء عليهم السلام خير شاهد على شرف العمل؛ فقد عمل نبي الله داود عليه السلام حدادًا يصنع الدروع، قال تعالى:
{وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ} [الأنبياء: 80].
وكان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يرعى الغنم في صغره، ويشارك في التجارة، ويساهم بنفسه في البناء، وقد رفع مع أصحابه أحجار بناء المسجد النبوي بيديه الشريفتين، وحين نتصفح صفحات التاريخ، نرى أن وراء كل حضارة عظيمة أيادي عمال مخلصة صنعت المجد بصبرٍ وإتقان ،ففي مصر القديمة، لم تكن الأهرامات مجرد أحجار ضخمة رُصت فوق بعضها، بل كانت ثمرة سواعد آلاف العمال المصريين الذين حملوا الحجارة على ظهورهم، ورصفوا بها مداميك الخلود التي ما تزال تقاوم عوادي الزمن، شاهدة على أن البناء الأعظم لا تصنعه الحجارة بل تصنعه الأيدي المؤمنة بالعمل، وفي بغداد العباسية، كانت قصور الخلافة وأسواقها المزدحمة تشيَّد بحرفية أيدٍ عاملة تفننت في نقش الجمال على جدران الزمن ،وفي الأندلس، حيث ازدهرت الحضارة الإسلامية، كان العمال المهرة يبنون القصور والمدارس والمساجد بروحٍ فنية أذهلت العالم، وكما كان العمال أساس حضارات الأمس، فإنهم اليوم يشيدون صروح العلم الحديثة، والمصانع العملاقة، والجسور المعلقة، والمدن الذكية؛ فلا يُكتب اسمهم على الواجهات، لكن آثار أيديهم باقية تروي قصة المجد لكل من يفهم أن الحضارة تبنى بالعرق قبل أن تدون في الكتب
لقد أدرك الإسلام مكانة العامل فرفع قدره وأعلى منزلته؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده" [رواه البخاري].
أيها العامل: لست ترسًا خفيًا في آلة كبرى، بل أنت نبضها الحقيقي، وقلبها النابض بالحياة،
أنت الذي تبني المدارس لتُعلّم الأجيال، وتُعمر المستشفيات لتداوي المرضى، وتُشيّد الجسور لتربط بين المدن، وتزرع الحقول لتُطعم الأمم ،
كل قطرة عرق تذرفها على أديم الأرض، تُنبت مجدًا، وتُزهِر حضارةً، وتُخلّد اسم الإنسان،
وفي يوم العمال، نقف لك إجلالًا واحترامًا، اعترافًا بأنك أنت العمود الفقري الذي يشد أوتاد الحياة إلى الأرض؛ فتنهض عليها الحضارة سامقة، لا تهزها العواصف.