الموت يتربص بالسودانيين والمقابر تتضاعف مساحاتها 3 مرات في دارفور
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
يحتفظ زعماء محليون بقوائم مكتوبة بخط اليد لأسماء الموتى في مخيم "كلمة" للنازحين في إقليم دارفور غرب السودان، ويقول أحد هؤلاء الزعماء إن القوائم تطول ولا يمر يوم دون أن تتضمن اسم طفل.
وخلال أسبوعين فقط في مايو/أيار، اشتملت القوائم على أسماء 28 طفلا، أما سبب الوفاة فهو سوء التغذية والمرض، وفقا للزعماء المحليين.
وسرعان ما توسعت المساحات المخصصة لدفن الموتى حول مخيم كلمة في الأشهر القليلة الماضية. وأظهر تحليل أجرته رويترز لصور الأقمار الصناعية أن مقبرة على الطرف الجنوبي لمخيم كلمة توسعت في النصف الأول من عام 2024 بمعدل أسرع 2.5 مرة مما كانت عليه في النصف الثاني من عام 2023.
وتتمدد مساحات المقابر بسرعة في أماكن أخرى في إقليم دارفور، الذي تعصف به الحرب المستمرة في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وفي مخيم زمزم المزدحم بالنازحين، حيث يعيش حاليا مئات الآلاف، توسعت المقبرة الواقعة على الطرف الجنوبي للمخيم في النصف الأول من عام 2024 بوتيرة أسرع نحو ثلاثة أمثال مقارنة بالنصف الثاني من العام الماضي.
14 مقبرة في 5 تجمعاتوإجمالا، حددت رويترز 14 مقبرة في خمسة تجمعات سكنية في أنحاء دارفور توسعت بسرعة في الأشهر الماضية. وزادت المدافن المحفورة حديثا في هذه المقابر بمعدل أسرع ثلاث مرات في النصف الأول من عام 2024 مقارنة بالنصف الثاني من العام الماضي.
وعلاوة على ذلك، جاءت هذه الزيادة إلى جانب توسعات كبيرة سابقة بالفعل حيث شهدت المنطقة أسابيع من العنف في الأشهر الستة الأخيرة من عام 2023 أسفرت عن مقتل كثيرين.
وقال تيمو جاسبيك، الذي أعد تقريرا صدر حديثا عن معهد كليجندال الهولندي للأبحاث يحذر من ارتفاع معدل الوفيات المرتبطة بالجوع في السودان، إن هذه المقابر "بمثابة إنذار مبكر" وإنه "كلما طال أمد الحرب، كلما تفاقمت المشكلة".
وراجعت رويترز مئات الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية لأماكن المدافن على مدى عدة سنوات لتحديد الارتفاع الكبير في معدل الوفيات بالتجمعات الخمس في دارفور. وربما يرجع أحد أسباب التوسع الأخير في منطقة المقابر الجديدة إلى ارتفاع معدل الوفيات نتيجة تدفق سكان المخيمات الفارين من العنف.
ومع ذلك، ربما تكون حسابات رويترز لمدى توسع المدافن أقل من الحقيقي لأنها لا تأخذ في الاعتبار على سبيل المثال القبور الجديدة التي تم حفرها بين المقابر الموجودة في أماكن عديدة أو وجود مدافن صغيرة لا يمكن تحديدها بسهولة في صور الأقمار الصناعية.
ولم تبحث رويترز الأمر إلا في التجمعات التي لم تشهد قتالا خلال الأشهر الستة الماضية لاستبعاد احتمال أن يكون سبب توسعة المقابر هذا العام هو زيادة عدد القتلى في الصراع.
انتشار الجوع والمرضوتكشف صور الأقمار الصناعية عن مدى انتشار الجوع والمرض بسرعة في السودان، وهو ما يتضح أيضا من خلال بيانات انعدام الأمن الغذائي والصور ومقاطع الفيديو للأطفال المصابين بالهزال والمقابلات مع عشرات الأشخاص من 20 تجمعا سكنيا في أنحاء دارفور.
وقد وصفت أمهات في هذه التجمعات كيف مات أطفالهن بسبب عدم القدرة على إطعامهم وتوفير الرعاية الصحية والدواء لهم.
وتحدث أكثر من 30 من زعماء القبائل والمسعفين ومسؤولي الصحة عن ارتفاع مثير للقلق في عدد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية والمرض. وشارك زعماء القبائل صورا ومقاطع فيديو تظهر عشرات القبور الجديدة في المدافن التي أجرت رويترز مسحا لها باستخدام صور الأقمار الصناعية.
وذكرت رويترز هذا الشهر أن نحو 765 ألف سوداني قد يواجهون نقصا كارثيا في الغذاء بحلول سبتمبر/أيلول، وفقا لتوقعات أولية لمبادرة رائدة في رصد المجاعات في العالم.
وتشير التوقعات إلى أن 9 ملايين شخص، أي ما يقرب من 20% من السكان، يعانون من حالة غذائية طارئة أو ما هو أسوأ من ذلك.
وأعد التحليل الجديد، مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، التي تتخذ من روما مقرا، وهي أداة تستخدمها وكالات الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة لتحديد ما إذا كان سيتم إعلان المجاعة رسميا.
وتعود تقديرات المبادرة إلى ديسمبر/كانون الأول، ولم تنشر بعد أحدث تقديراتها الأولية.
وفي مارس/آذار الماضي، قالت المبادرة إن التهديدات الأمنية وحواجز الطرق وانقطاع الاتصالات في السودان تعيق قدرتها على إجراء التقييمات.
وفي وقت سابق، قالت متحدثة باسم المبادرة إن التحليل بشأن السودان "مستمر" ولكن لم يتضح بعد متى سيتم الانتهاء منه.
إحصاء القبور
للحصول على صورة محدثة لحالة الطوارئ الغذائية في السودان، استخدمت رويترز تقنيات مشابهة لتلك التي تستخدمها جهات رصد الجوع والأوضاع الصحية في مناطق الصراع والكوارث التي يتعذر الوصول إليها.
وحدد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في كتيب إرشادي عام 2021 الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحديد مستوى الوفيات في "المناطق التي يكون وصول المساعدات الإنسانية إليها محدودا أو منعدما"، وتضمنت "مقابلات مع مصادر رئيسية للمعلومات وإحصاء القبور".
وأزمة الجوع في السودان من صنع الإنسان، حيث تلعب الصراعات العسكرية دورا في خلقها وتفاقمها، وقد أدى القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الذي اندلع في أبريل/نيسان من العام الماضي إلى نزوح أكثر من 9 ملايين شخص، أي ما يقرب من خمس السكان، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق كثيرة في البلاد.
وأفادت رويترز في أبريل/نيسان بأن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها نهبت مخازن المساعدات وسرقت المحاصيل والمعدات الزراعية من المزارعين مما أجبرهم على ترك أراضيهم.
وتشير التقديرات إلى أن إنتاج الحبوب في دارفور وكردفان، وهي منطقة أخرى تضررت بشدة من الحرب، سيقل بنسبة تصل إلى 80% عن المتوسط في عام 2023، وفقا لتقرير أصدرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في مارس آذار.
وذكرت رويترز في أبريل/نيسان أن السكان أصبحوا غير قادرين على العثور على الطعام أو تحمل تكلفته حتى لو كان متاحا، لأن الأسعار ارتفعت بشكل كبير فاضطروا إلى التخلي عن وجبات وتناول أوراق الشجر وحتى التراب.
ولم ترد الحكومة بقيادة الجيش أو قوات الدعم السريع على أسئلة عن هذا التقرير. وقالت الحكومة إنها ملتزمة بتسهيل إيصال المساعدات وتتهم قوات الدعم السريع بنهب المساعدات وعرقلتها، ولكن قوات الدعم السريع تنفي ذلك، وتقول إنها ستحاسب أي أطراف مارقة في صفوفها واتهمت الجيش بعرقلة تسليم المساعدات.
تدمير منظومة الرعاية الصحيةودمرت الحرب أيضا منظومة الرعاية الصحية التي كانت تعاني بالفعل من ضغوط قبل تفجر القتال.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن حوالي ثلثي السودانيين لا يحصلون على الرعاية الصحية ولا تعمل ما بين 70 و80% من المرافق الصحية في البلاد منذ من فبراير/شباط.
وذكر أطباء وزعماء محليون في دارفور تم الاتصال بهم هاتفيا أن الآباء يلجؤون إلى الأساليب التقليدية في محاولة يائسة لمساعدة أطفالهم المرضى.
ويقول خبراء الأمن الغذائي والتغذية إن في أزمة مثل تلك التي يشهدها السودان، حيث انهارت المنظومتان الغذائية والطبية، يتلازم سوء التغذية والمرض.
وقالت ليزبيث ألبريخت المتخصصة في انعدام الأمن الغذائي والصحة في منطقة القرن الأفريقي الكبرى بمنظمة الصحة العالمية إن التهديد يتمثل في "مزيج قاتل" من سوء التغذية والحصبة والملاريا والكوليرا وغيرها من الأمراض.
"سنموت من الجوع"
وقال موظف إغاثة محلي لرويترز إنه في بلدة نيرتتي بوسط دارفور لم تصل الإمدادات ونهبت قوات الدعم السريع المحاصيل. وأضاف أن الأطفال يموتون بسبب نقص الغذاء، ويلجأ الناس إلى تناول أوراق الشجر وينبشون أعشاش النمل لعلهم يجدون فتات الخبز وغيرها من بقايا الطعام.
وذكر أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها تسطو على التجار، مما جعل الطرق غير آمنة. وأضاف أنه لا يوجد من يحمي وكالات الإغاثة الدولية إذا رغبت في العودة إلى المنطقة. وأشارت بيانات صادرة عن المنظمة الدولية للهجرة إلى أن عدد سكان نيرتتي تضاعف بسبب تدفق ما يربو على 33 ألف شخص فرارا من العنف.
وأظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية في شهري مارس/آذار، ويونيو/حزيران صفوفا من المدافن الجديدة على الطرف الجنوبي من بلدة نيرتتي.
وفي الفترة بين 21 نوفمبر/تشرين الثاني إلى السادس من يونيو/حزيران، تمددت مساحة المدافن الجديدة بوتيرة أسرع بنسبة 13% مقارنة بالأشهر الأربعة السابقة.
وقال أحد الزعماء المحليين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن سكان المخيم يخافون مغادرته للبحث عن عمل لأنه لا يوجد من يحميهم من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها، وأضاف أن الرجال يخشون الاعتقال أو القتل بينما تخشى النساء التعرض للاغتصاب.
وقدم صورا لرجل قال إن مسلحين قتلوه بالرصاص على الطريق الرئيسي الذي يربط بين كلمة ونيالا عاصمة جنوب دارفور يوم 29 مايو/أيار عندما حاول مغادرة المخيم للبحث عن عمل.
وأضاف "نحن محاصرون هنا وسنموت من الجوع".
وتشهد بلدة كاس بولاية جنوب دارفور الوضع نفسه. وقال محمد علي عثمان مسؤول التغذية بوزارة الصحة هناك إن الناس في منطقة كاس، التي تضم البلدة والقرى المحيطة بها، يموتون جراء الأمراض وسوء التغذية. وأضاف أن نسبة ضئيلة فقط من المرضى يصلون إلى المستشفيات لأن الطرق غير آمنة وقرى بأكملها معزولة.
ويزداد عدد المدافن أيضا في كاس، فقد تمددت مقبرة واحدة على الحافة الجنوبية الشرقية للبلدة بمعدل أسرع بنسبة 49% في الفترة ما بين الرابع من يناير/كانون الثاني، والأول من يونيو/حزيران مقارنة بالنصف الثاني من العام الماضي.
وهناك دلائل الآن على أن المقابر تتوسع بشكل أسرع.
وفي الفترة بين 28 مارس/آذار، والثالث من مايو/أيار، توسع حجم مدفن كبير في مخيم زمزم بشمال دارفور بمعدل 50% أسرع مما كان عليه في الثلاثة أشهر ونصف شهر السابقة.
وفي أبريل/نيسان الماضي، قال زعيم محلي في المخيم إن الكثير من الناس يتناولون وجبة واحدة فقط يوميا، في حين أظهر مسح شامل أجرته منظمة أطباء بلا حدود في مارس/آذار، وأبريل/نيسان أن أكثر من 46 ألف طفل دون الخامسة أي نحو ثلث الأطفال في المخيم يعانون من سوء التغذية الحاد.
وفي مخيم الحميدية بوسط دارفور، تشهد المقابر نموا متسارعا في الأشهر القليلة الماضية. ورصدت صور التقطها أقمار صناعية العشرات من المدافن الجديدة في موقع واحد خلال الفترة بين 30 مارس/آذار، والرابع من يونيو/حزيران، كما كشفت أن وتيرة توسع المدافن كانت أعلى بنسبة 53% مما كانت عليه في الثلاثة أشهر الماضية.
وشارك سيف الدين عبد الله، أحد الزعماء المحليين في مخيم الحميدية، مقاطع فيديو للمدافن في المخيم. وعرض مقطعا يُظهر مجموعة من الأشخاص وهم يدفنون رجلا يبلغ من العمر 40 عاما قال عبد الله إنه كان يعاني من مرض السكري.
وأضاف أن المساعدات الإنسانية لا تصل إلى المخيم مشيرا إلى أنها بالغة الأهمية "لإنقاذ الأطفال الذين يموتون كل يوم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات صور الأقمار الصناعیة قوات الدعم السریع من العام الماضی النصف الثانی من الرعایة الصحیة فی أبریل نیسان سوء التغذیة فی السودان مارس آذار فی الأشهر فی دارفور وأضاف أن الأول من فی النصف فی مخیم من عام إلى أن
إقرأ أيضاً:
السودان يستدعي سفيره من كينيا احتجاجا على استضافتها اجتماعا للدعم السريع
استدعت الخارجية السودانية سفيرها لدى كينيا كمال جبارة للتشاور، احتجاجا على استضافة نيروبي اجتماعا ضم قوى سياسية وقيادات من قوات الدعم السريع بهدف تشكيل حكومة موازية، في حين أكدت كينيا أن هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها المجموعات في السودان إلى الدول المجاورة لإيجاد حلول لأزماتها.
وقال وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد علي الإعيسر إن "زمن التدخلات الخارجية في الشؤون السودانية انتهى".
وأضاف "نحن فقط كشعب من يحدد مصيره ويصنع قراراته بما يتماشى مع طموحات سودانية وطنية خالصة، بعيدا عن التدخلات الخارجية، ودون إملاءات فتح الأبواب مجددا لمن ساهموا في صناعة الظروف الصعبة التي مر بها بلدنا وشعبنا في الأعوام القليلة الماضية، والتي ما زلنا ندفع فاتورتها غاليا بالدماء والموت والتهجير القسري".
واستنكرت الحكومة السودانية الثلاثاء استضافة كينيا اجتماعا ضم قوى سياسية وقيادات من قوات الدعم السريع بهدف تشكيل حكومة موازية، واعتبرت ذلك "تشجيعا لتقسيم الدول الأفريقية وخروجا عن قواعد حسن الجوار".
وجاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية بعد ساعات من انعقاد الجلسة الافتتاحية لمؤتمر بعنوان "تحالف السودان التأسيسي" في العاصمة الكينية نيروبي.
إعلانوشارك في الاجتماع عدد من قادة الحركات المسلحة وقوى سياسية معارضة، بينهم رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة، وعبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع، ورئيس "الحركة الشعبية- شمال" عبد العزيز الحلو.
ويهدف المؤتمر إلى تشكيل حكومة موازية في السودان، وهو ما اعتبرته الحكومة السودانية مخالفا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأعربت الخارجية السودانية -في بيانها- عن أسفها على استضافة كينيا هذا الاجتماع، واصفة ذلك بأنه "تنكّر لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي".
وأضافت الوزارة أن الهدف المعلن من الاتفاق السياسي الذي تم توقيعه خلال الاجتماع هو "إقامة حكومة موازية في جزء من أراضي السودان"، مما يشجع على "تقسيم الدول الأفريقية وانتهاك سيادتها والتدخل في شؤونها الداخلية".
كما انتقدت الوزارة السماح لقيادات قوات الدعم السريع بممارسة النشاط السياسي والدعائي العلني في كينيا، في وقت تُتهم فيه هذه القوات بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" في السودان.
وذكر البيان أن قوات الدعم السريع ارتكبت "مجزرة بشعة" خلال الأيام الماضية في قرى مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان، راح ضحيتها 433 مدنيا.
وأشارت الخارجية السودانية إلى أن استضافة كينيا قوات الدعم السريع "تشجيع لاستمرار هذه الفظائع والمشاركة فيها". وشددت على أن "خطوة الحكومة الكينية لا تتعارض فقط مع قواعد حسن الجوار، بل تناقض أيضا التعهدات التي قدمتها كينيا على أعلى مستوى بعدم السماح بقيام أنشطة عدائية ضد السودان على أراضيها".
واعتبرت أن هذه الخطوة "إعلان عداء لكل الشعب السوداني"، داعية المجتمع الدولي إلى "إدانة هذا المسلك من الحكومة الكينية".
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه السودان حربا طاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
إعلانوفي سياق متصل، أشارت الخارجية السودانية إلى أن "هذه التظاهرة الدعائية (اجتماعات نيروبي) لن يكون لها أي أثر على أرض الواقع"، مؤكدة أن القوات المسلحة السودانية، بدعم من الشعب، تواصل تقدمها لتحرير الأراضي التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع.
الموقف الكينيفي المقابل، قالت الحكومة الكينية إن الأزمة في السودان تتطلب اهتماما إقليميا وعالميا عاجلا.
وأوضحت أنه بفضل دورها كمحرك للسلام في المنطقة وحول العالم، تظل كينيا في طليعة البحث عن حلول للأزمة الإنسانية في السودان، مشيرة إلى أنها "التزمت بتقديم مليوني دولار للمبادرات العالمية والإقليمية للمساهمة في تخفيف الوضع الإنساني الحرج في السودان".
وفي بيان وقّعه موساليا مودافادي، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، قالت كينيا إنها "أرست تاريخا من تسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة من الدول المجاورة والإقليمية، من خلال توفير منصات تفاوضية محايدة أسفرت عن اتفاقيات سلام تم توقيعها في كينيا".
كما أكدت "أن هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها المجموعات في السودان إلى الدول المجاورة لإيجاد حلول لأزماتها من خلال المساعي الحميدة".
وأشارت إلى أنه "في يناير/كانون الثاني 2024، اجتمعت الأطراف وأصحاب المصلحة في النزاع السوداني في إحدى الدول المجاورة لرسم مسار نحو حوار شامل وعودة إلى الحكم المدني".
وقالت إن "تقديم قوات الدعم السريع والمجموعات المدنية السودانية لخريطة طريق، إضافة إلى القيادة المقترحة في نيروبي، يتماشى مع دور كينيا في الوساطة من أجل السلام، الذي يلزمها بتوفير منصات غير منحازة للأطراف المتنازعة للوصول إلى حلول".
انقسامات سياسيةمن جهة أخرى، انقسمت القوى السياسية في السودان بين مؤيدين ومعارضين لتشكيل حكومة موازية. فبينما تدعم قوى سياسية قوات الدعم السريع، ترفض أخرى هذا التوجه بما في ذلك "تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية"، التي كانت تمثل أكبر تحالف مدني معارض بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.
إعلانوأعلنت التنسيقية، في فبراير/شباط الماضي، رفضها فكرة الحكومة الموازية، مما أدى إلى انقسامها إلى مجموعتين، إحداهما تدعم مؤتمر نيروبي.
وتزامنت اجتماعات المعارضة في كينيا مع تراجع سيطرة قوات الدعم السريع في عدة مناطق لصالح الجيش السوداني، خاصة في ولايات الوسط (الخرطوم والجزيرة) والجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان).
وفي ولاية الخرطوم، التي تضم 3 مدن رئيسية، تمكن الجيش من السيطرة على 90% من مدينة بحري شمالا، ومعظم أنحاء مدينة أم درمان غربا، و60% من مدينة الخرطوم، في حين لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على أحياء شرقي وجنوبي العاصمة.