أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، أنه لا صحة لما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، حول وجود أعمال سحرية يتم دسها فى جبل عرفات من قبل بعض الحجيج، لافتا إلى أن هذا الأمر ينشره البعض بصورة ممنهجة من قبل كتائب إلكترونية تشوه على المسلمين عباداتهم.

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عددا من الفيديوهات أثناء تنظيف جبل عرفات بعد انتهاء مناسك الحج هذا العام 1445، والتي أظهرت، حسب قولهم، العثور على أعمال سحر في جبل عرفات، في مفاجأة صادمة تتنافى تماما مع الحج وقدسيته، حيث ظهرت لقطات لعدد من اللفائف التي تم العثور عليها مدفونة بين محتويات تتعلق بأشخاص مجهولين.

حقيقة وجود أعمال سحر على جبل عرفات

وأكد العالم الأزهري، أنه تواصل مع كثيرين فى المملكة العربية السعودية للوقوف على حقيقة الأمر، لكن الجميع أكدوا أنه لا وجود لهذه المزاعم، مؤكدين أن المشاعر المقدسة يتم فتحها أيام الحج، وجميع المخلفات التى تخرج من المشعر المقدس كلها لبقايا طعام أو زجاجات مياه أو عصائر.

وشدد على جموع المسلمين ضرورة توخى الحذر فى نشر هذه الشائعات عن الأماكن المقدسة، فهى أماكن طاهرة، وبعيدة عن الضلال، وعليهم الانشغال بالذكر والعبادة، مستشهدا بقول الله سبحانه وتعالى: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ".

اقرأ أيضاًوصلت جبل عرفات مشي.. من هي الحاجة المصرية التي أشعلت السوشيال ميديا بقوة عزيمتها؟

كل ما تريد معرفته عن جبل عرفات.. أين يقع ولماذا سمي بهذا الاسم؟

وقفة عرفات.. ضيوف الرحمن يؤدون غدا ركن الحج الأعظم

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأماكن المقدسة الدكتور أسامة قابيل المملكة العربية السعودية جبل عرفات جموع المسلمين مواقع التواصل الاجتماعي جبل عرفات

إقرأ أيضاً:

الإسلام السياسي واختطاف الفضاء العام للمسلمين

خالد فضل

(1)

لا مندوحة من التذكير ابتداءً أنّ وصف فئة أو جماعة من معتنقي الدين الإسلامي لأنفسهم بأي صفة تشير في جوهرها إلى تخصيصهم بصفة الإسلام، يؤكد من الوهلة الأولى أنّ بقية المسلمين الذين هم خارج أو ضد أفكار وممارسات هذه الفئة هم في وعي هذه الفئات (خارجون عن الإسلام) أو جاهليون أو عصاة أو علمانيين، هذه الوصفة السحرية هي التي يتمكن أفراد في هذه التنظيمات الإسلامية من السيطرة على أتباعهم أولا، وعلى الفضاء العام لبقية المسلمين لاحقا، انظر إلى هذا التخصيص بالإسلام إلى تنظيمات كثيرة من عناوينها، جماعة الإخوان المسلمون، الحركة الإسلامية، حركة الشباب الإسلامي، حركة المقاومة الإسلامية، جماعة أنصار السنة المحمدية، تنظيم الدولة الإسلامية، الميثاق الإسلامي، الجماعة الإسلامية، الجبهة الإسلامية، وصولا إلى حزب الله، أنصار الله..إلخ ألا يثير مثل هذا التخصيص سؤالا عفويا في خاطر المسلم/ة العادي عن كنه نفسه/ها، وإن كان إسلامه صحيحا أم أنّه فعلا (ضال) وعليه البحث عن الهداية في هذه الجماعات ذات التخصص الرفيع إسلاميا، وهنا تأتي اللحظة المناسبة لاصطياد فريسة جديدة أو ما يُسمى تجنيدا في صفوف هذه الحركة أو تلك.

بالطبع لا يبذل الضحية الجديد جهدا إضافيا لينظر إن كان قد وقع على العنوان الصحيح من جملة عناوين أم دخل إلى الإسلام كيفما اتفق. ويكفيه لبث الطمأنينة في نفسه والركون إلى الرضا المعنوي أن تشير أدبيات تنظيمه الجديد إلى أي مظهر؛ مما تراه ويراه هو مخالفا للإسلام، فيركن إليه كوجاء يحجبه من مغبة التفكير فينساق كخرفان تركيا إلى مجاراة الخروف البطل الذي قفز من قمة صخرة عالية، فاندق عنقه وتبعه القطيع، وكانت من أكبر عمليات الانتحار الجماعي الحيواني حسبما تداولته الوسائط قبل فترة، يكفيه في مصر مثلا أن يشار إلى الاستعراضات الفنية والرقص في شارع الهرم أو شاليهات البحر الأحمر، فيرتعد فرقا، ويتحسس إسلامه السابق وإسلام أسرته الراهن وهي بعد لم تنتظم مثله في هذا السيرك الإسلامي، فيلصق بالأقربين صفات الكفر والجاهلية والفسق والفجور والعصيان، ثم وقاموس الذم والغضب لا يهدأ فيتمدد إلى أجهزة الإعلام، ومؤسسات الدولة بشرطتها وقضاتها ووزرائها ورئيسها الذين يصبحون فضاءً حياً للجهاد باسم الإسلام، ويحدث ما حدث مما يوصف بالإرهاب.

وفي بلد كالسودان حيث ساد ويسود الإسلام بنسخته الصوفية المتهادنة نوعاً ما مع غيرها، كان ذلك الإسلام محل نقد شديد من جماعة الإخوان المسلمين لأول ظهورها في أربعينات القرن المنصرم، بل حتى الستينات منه؛ باعتبار أن تلك النسخة إنما هي الجاهلية نفسها بطقوس تقربها وتوسلها لله بالفقرا الصالحين والتبرك بزيارة القبور التي هي أصنام، وهي الأمور التي ما تزال جماعة أنصار السنة المحمدية تتحدث عنها في معرض عدائها للمسلمين أتباع الطرق الصوفية، لقد تخلت جماعة الإخوان المسلمين عن نعتها للطرق الصوفية بالجاهلية ومفارقة الإسلام عندما رأت الاستثمار في قواعد ومشايخ تلك الطرق وجذبها إلى صفوفها _على وثنيتها_ بغرض تضخيم نفوذها وسيطرتها على الفضاء العام للمسلمين في السودان كما حدث في حقبة الثمانينات والتسعينات وما يزال.

(2)

اعتمدت هذه التنظيمات الإسلامية فيما يبدو على فرضيتين اثنتين لبسط سيطرتها على فضاء المسلمين وإرهابهم، الأولى الدعاية المكثفة، والثانية جهل هذه الجماعات وغالبية المسلمين بالإسلام نفسه؛ جوهره كمعتقد روحي وعقلاني يرقي الإنسان إلى مصاف الكمال البشري. أمّا في مضمار الفرضية الأولى، فبعد تخصيص نفسها بصفة الإسلام، تبدي جهدا كبيرا في مجال الطقوس التعبدية وإظهار الورع والظهور بمظهر الإتباع لتوجيهات القرآن والسنة النبوية حذوك النعل، من إطالة اللحى، وإبراز علامة الصلاة على الجباه، والإكثار من استخدام الآيات والأحاديث لتنضيد الخطاب الدعائي مع الإصرار على أداء بعض الطقوس والنوافل مثل صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، والالتحاق والسيطرة على جمعية القرآن الكريم في المدارس والمعاهد التعليمية، وفي مساجد الأحياء والقرى، مع إعطاء دروس في فقه القرون السابقة وتذويق الكلام بشارات الجسد، أو البكاء في بعض الأحيان، ومع تطور وسائل الدعاية _علما بأنهم لم ينتجوا أي وسيلة منها إنما أنتجتها في الغالب مجتمعات كافرة فاجرة ملحدة وعلمانية _ كما يقول خطابهم الدعائي، واكبوا تطور وسائل الدعاية والإعلام بما يكفي، فأنشأوا المحطات الفضائية والمنصات الإلكترونية على شبكة الإنترنت وغيرها من وسائط الإعلام. كما وفي سبيل الدعاية تم تكوين المليشيات الجهادية وتحت شعار (وأعدوا) نشأت فرق القتل والاغتيالات والعنف البدني مثلما حدث في السودان؛ مما أطلق عليه لفظ (الرباطة) وسوح الجامعات تمتلك خبرة طويلة مع هذه العصابات الإجرامية تحت راية الدعاية الإسلامية، من أيام رقصة العجكو في الستينات إلى كتائب البراء في الوقت الراهن .

ومع تكثيف الدعاية وما تثيره من غبار كثيف يقود إلى إظلام شبه تام للعقول، تمرر الجماعات الإسلامية مخططاتها التي تكمن في حقيقتها في الاستيلاء على السلطة وبسط النفوذ ووضع اليد على مظان الثروات والموارد التي يفترض أنها ملك للمجتمعات المعنية؛ بيد أنّ هذه المجتمعات صنّفت باكرا بالجاهلية والعلمانية والكفر والفسوق والعصيان، فليس لها من ثرواتها نصيب غير الفتات الذي يدخل في مجال الصدقات تقربا لله رب العالمين!!

أمّا الفرضية الثانية، وهي استغلال جهل المسلمين في غالبيتهم العظمى بالإسلام، وهو جهل يشترك فيه معظم قيادات وأعضاء هذه التنظيمات نفسها، بمعنى آخر وكما في القول السائد (أعمى يقود عميان وسط أحراش والكل حفيان _وبدون أي تنمّر بذوي الإعاقة البصرية أو انتقاص من سلامة بصيرتهم؛  وشخصيا حالة بصري ليست عال العال حماكم الله وعافاكم _ إن حالة الجهل تتبدى في أدنى درجات التأمل أو التفكير، خذ مثلا حاضرا، فقد أعدّ الأستاذان الجامعيان المسلمان في جامعة جورج واشنطن الأمريكية (حسين اسكاري وعبدالرحمن زادة)؛ دراسة عبارة عن معايير لقياس مدى انتساب البلدين للإسلام، وتم تطبيقها على جميع دول العالم بحسب توفر البيانات عن هذه الدول، جرى أول تطبيق في العام 2012 ثم توالى تحديث البيانات وبالتالي نتائج وترتيب الدول سنويا: سآخذ هنا نتائج الترتيب لسنتين مختلفتين، وتقوم الدراسة أصلا على 113 مؤشرا جميعها مستنبطة من القرآن والسنة النبوية باعتبارهما مصدرا الإسلام الأصليين، تم اختبار هذه المؤشرات في مجالات (الاقتصاد، حكم القانون، حقوق الإنسان، العلاقات الدولية). في العام 2015، كانت هولندا في المركز الأول، وإسرائيل في المركز 27 ، بينما أول الدول (التي يفترض أنها بلد مسلمون) جاءت قطر في المركز 39؛ أي بفارق 12 مركزا عن (دولة العدو ) !! أما سودان الشريعة، وقبل (القحاتة) الملاعين فقد حصد مركزا مرموقا يحسده عليه أهل الشرك والكفر والفسوق والعصيان، لقد جاء في المركز الرابع، ما شاء لله متوهطا في المركز(150) من (153) لقد سبق الكونغو وتشاد واليمن!!  ألا يعد ذلك جهلا مبينا بالإسلام حققته جماعات التجهيل تلك، فمن هو عدو المسلمين غير جهلهم بإسلامهم ذاك الجهل الذي تقودهم إليه تلك التنظيمات بجهالة جهلاء .. في العام 2022م حازت الدنمارك على المركز الأول، إسرائيل رقم 45، ثم قطر حافظت على أوليتها، لكن بتدحرج للمركز 56 من أصل 149 دولة طبق عليها المعيار، والسودان حقق كذلك تقدما معتبرا بالمركز 147 متقدما على أفغانستان وسوريا هذه المرة (والله أكبر).

هذه الدراسة والمعايير والتقارير السنوية مبذولة على شبكة الإنترنيت فقط في قوقل اكتب بالعربي (دراسة معايير إسلامية الدول) يمكن إعطاء بعض المفاتيح مثل حسين اسكاري. ما السبب في عدم تطبيق المسلمين لقيم ومعايير الإسلام في حياتهم؟ لماذا تطبق مجتمعات غالبيتها غير مسلمة أساسا جوهر وقيم الإسلام، ولا توجد بها لافتات دعائية إسلامية، هل العلة في مبادئ الإسلام أم في جهل المسلمين بمبادئ وقيم ما يعتنقون، إذا كانت الأولى فكيف يتبع إنسان راشد قيم معطوبة، وإذا كانت الثانية فالعيب ليس في أن يكون الفرد جاهلا هذا يمكن إزالته بالعلم والفكر والمعرفة بالاستنارة، العيب في المكابرة وادعاء المعرفة كما تفعل التنظيمات الجاهلة وكما يفعل رجرجة من الجهلاء التابعين، دون تدبّر لورود آيات قرآنية كثيرة تحذّر في جوهرها من داء (الأكثرية)، دون تمعّن في مدلول القول المأثور (طوبى للغرباء)، بل دون العمل بتوجيهات القرآن الواضحة بشأن (النفس اللوامة.

إنّ الحاجة إلى عمليات إصلاح ديني شامل تبدو أكثر إلحاحا، لقد قضى المسلمون قرونا طويلة في واد غير ذي زرع، والينابيع الصافية الرقراقة تجري من تحت أرجلهم وهم لا يبصرون، ينهل من فراتها من البشر من أنيرت أمامهم الدروب بفضل المفكرين والفلاسفة والمبدعين والمصلحين فيما المفكر في أوساطهم مدان بالتجديف! والمستنير وسط ظلماتهم منبوذ، والبشرية في سعيها نحو التقدم والتطور قد تعطف على المتخلفين، لكنها أبدا لن تقف تنتظرهم في نص الطريق.

الوسومخالد فضل

مقالات مشابهة

  • القره داغي: إنقاذ أهل غزة فرض على المسلمين.. يجب أن يهبوا هبة واحدة
  • حقيقة تصوير عمر كمال لأغنية جديدة داخل قصر البارون
  • الإسلام السياسي واختطاف الفضاء العام للمسلمين
  • هل يحق للزوجة طلب الطلاق حال إصابة زوجها بمرض اضطراب ثنائي القطب؟.. أزهري يجيب
  • حكماء المسلمين يُدين بشدة الهجمات الإرهابية في داغستان
  • “حكماء المسلمين” يُدين بشدة الهجمات الإرهابية في داغستان
  • موسم الهروب من الشمال.. المسلمون المتعلمون يفرِّون من فرنسا
  • جنوا أموالا طائلة.. وفيات الحجاج تسلط الأضواء على عالم العصابات في صناعة الحج
  • حكم أداء العمرة عقب الانتهاء من أعمال الحج
  • الأوقاف تعلن توزيع 5000 زي أزهري يوليو القادم