أعلن الجيش الإسرائيلي -اليوم الخميس- اغتيال قيادي ميداني من حزب الله بغارة جوية في بلدة دير كيفا بقضاء صور جنوبي لبنان، مما يرفع حصيلة قتلى الحزب منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 347 عنصرا.

يأتي ذلك في وقت قالت فيه القناة الـ12 الإسرائيلية إنه تم رصد إطلاق 25 صاروخا من لبنان على منطقة الجليل الغربي شمالي إسرائيل.

كما أعلن حزب الله قصف ثكنة زرعيت الإسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا ردا على عملية الاغتيال.

ونعى الحزب -في بيان له- "عباس إبراهيم حمزة حمادة (فضل إبراهيم) مواليد عام 1985، من بلدة الشهابية جنوب لبنان، الذي ارتقى شهيدا على طريق القدس"، وهو تعبير يستخدمه الحزب للإشارة إلى قتلاه في المعارك الدائرة مع الجيش الإسرائيلي.

قائد عمليات

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي -في بيان ثان- "هاجمت طائرة لسلاح الجو في دير كيفا فضل إبراهيم، قائد عمليات منطقة جُويّا في حزب الله، وقضت عليه".

وأضاف "في إطار وظيفته كان (إبراهيم) مسؤولا عن تخطيط وتنفيذ اعتداءات على الأراضي الإسرائيلية، وبالتزامن مع ذلك عمل في قيادة قوات مشاة في منطقة جُويّا".

وتحدث الجيش الإسرائيلي عن أن إبراهيم حاول خلال الأشهر الأخيرة تحسين القتال البري لحزب الله في منطقة جنوب لبنان.

كما أشار إلى أن "طائرات حربية في منطقة ريحان أغارت على منصة صواريخ أرض-جو تابعة لقوة الدفاع الجوي في حزب الله، التي كانت تشكل تهديدا على قطع جوية تعمل في الأجواء اللبنانية".

رد حزب الله

وردا على عملية الاغتيال، قصف حزب الله ثكنة زرعيت الإسرائيلية في شمال إسرائيل بعشرات صواريخ الكاتيوشا.

كما قالت مراسلة الجزيرة إنه تم رصد إطلاق صواريخ باتجاه موقع السماقة الإسرائيلي في تلال كفرشوبا المحتلة جنوبي لبنان.

وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية في وقت سابق أن أكثر من 10 صواريخ أطلقت من لبنان على شمالي إسرائيل، تزامنا مع انطلاق صفارات الإنذار في عدد من المستوطنات.

وقالت القناة إنه تم "رصد إطلاق أكثر من 10 صواريخ من لبنان على بلدتي شوميرا وزرعيت في شمالي إسرائيل".

وأوضحت أن صاروخا أصاب منزلا في بلدة زرعيت في الجليل الغربي، وأن صفارات الإنذار انطلقت في عدد من البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية، بينها زرعيت وشوميرا وعرب العرامشة.

قصف على الحدود

يشار إلى أن فصائل فلسطينية ولبنانية في لبنان، أبرزها حزب الله، تتبادل منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي قصفا يوميا مع الجيش الإسرائيلي على الحدود أسفر عن مئات الضحايا بين قتيل وجريح، معظمهم بالجانب اللبناني.

وتؤكد الفصائل أن عملياتها تندرج في إطار التضامن مع قطاع غزة الذي يتعرض منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة خلفت قرابة 123 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط مجاعة ودمار هائل في المساكن والبنى التحتية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی حزب الله من لبنان

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تخشى سيناريو حزب الله 2006

تساءلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، ما إذا كان حزب الله سيعيد تنظيم نفسه كما حدث في عام 2006 بعد حرب لبنان الثانية، على خلفية وقف إطلاق النار أم لا.

ونقلت الصحيفة عن البرفيسور الإسرائيلي أماتسيا برعام، الخبير في دراسات الشرق الأوسط، الصورة المعقدة للواقع على الحدود الشمالية لإسرائيل، قائلاً إن التنظيم قد يفسر الصمت على أنه فرصة له لحرب أخرى.

وقال برعام في حديثه مع "معاريف" إن وقف إطلاق النار اختبار استراتيجي حساس يجب على إسرائيل إجراؤه بحذر، ولكن أيضاً بتصميم، مشيراً إلى أن تراجع حزب الله أيديولوجياً عندما أعلن الأمين العام لحزب الله  نعيم قاسم عن فصل الجبهتين بين الشمال والجنوب، خلافاً لتصريحات الأمين العام السابق حسن نصر الله الأولية، التي تقول إنه طالما أن هناك حرباً في غزة، فإن الشمال أيضاً سيتم تدميره، ووصف برعام ذلك بأنه نوع من الاستسلام التكتيكي من جانب حزب الله.
وقال برعام إن وقف إطلاق النار يرافقه إشراف أمريكي، وفي كل انتهاك من حزب الله، يتم رفع تقارير إلى الأمريكيين، الذين بدورهم يمارسون الضغط على الجيش اللبناني لتطبيق الاتفاقات والعمل على تحييد التهديد، ولكنه أكد أنه في الحالات التي لا يعمل فيها الجيش اللبناني، يجب على إسرائيل أن تتدخل بشكل مباشر لمنع حزب الله من تسليح وترسيخ نفسه من جديد.

 

إسرائيل تواصل خرق الهدنة في جنوب لبنانhttps://t.co/iZXqtv4iOM

— 24.ae (@20fourMedia) January 15, 2025

 

 


اختبار 27 يناير

وأشار إلى أن الاختبار التالي سيتم في 27 يناير (كانون الثاني)، وهو التاريخ الذي يفترض أن تنسحب فيه إسرائيل من جنوب لبنان بحسب الاتفاقات الحالية، وإذا أكد الأمريكيون أن التفاهمات باقية في المنطقة التي يتعين على إسرائيل أن تنسحب منها، فإن الانسحاب سيكون ممكناً، ولكن إذا تبين أن حزب الله يستغل الوقت لبناء مواقع جديدة، وتهريب الأسلحة وإعادة بناء نفسه، فإن إسرائيل قد تبقى في مكانها وتخرب هذه المحاولات، حتى على حساب تجدد الصراع.


سيناريو حرب لبنان الثانية

وبحسب برعام، فإن السلام النسبي الذي قد ينشأ على الحدود الشمالية يحمل خطراً معروفاً، فقد يفسره حزب الله على أنه فرصة للتنظيم لحرب أخرى، تماماً كما حدث بعد حرب لبنان الثانية، عندما حدد قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الشروط، ويضيف: "وهكذا، وبعد ستة أشهر فقط، عادوا إلى المنطقة، وبدأوا في تسليح أنفسهم، وإعادة بناء تشكيلاتهم الدفاعية والهجومية، بينما تجنبت إسرائيل أي رد فعل في ظل هذه الظروف".

 

 


مبدأ الصمت مقابل الصمت

وأشار إلى الافتراض بأن "الصمت في مقابل الصمت" كان خطأً فادحاً، لأن الصمت خدمهم لحفر الأنفاق وجمع الأسلحة، وهو ما أوصلنا في النهاية إلى أحداث مثل 7 أكتوبر (تشرين الأول) في الجنوب"، ولذلك، يرى برعام أن السياسة الحالية يجب أن تتغير، بدلاً من انتظار الانتهاكات بشكل سلبي، وعلى إسرائيل أن ترد بإطلاق النار على كل إشارة لبناء مواقع أو تهريب أسلحة أو أي استعداد للحرب.


سكان الجنوب اللبناني

وأوضح برعام أن هناك مشكلة أخرى تتعلق بما سيحدث داخل المناطق الجنوبية من لبنان وكيفية تعامل إسرائيل مع سكان القرى الحدودية، حيث إن بعض أعضاء حزب الله  هم من سكان القرى نفسها، وعندما تعود الحياة إلى طبيعتها قد يعودون إلى منازلهم مع عائلاتهم، وإذا عادوا مسلحين أو بدأوا في بناء التحصينات، فسيكون ذلك انتهاكاً واضحاً للاتفاق يتطلب رداً فورياً، وإذا عادوا إلى منازلهم بدون أسلحة، وإلى الحياة المدنية الكاملة، فلن تتمكن إسرائيل من فعل أي شيء، حتى لو كان هؤلاء أشخاصاً مرتبطين بالتنظيم.
وأكد برعام على أهمية التدخل الأمريكي بما يجري، مشيراً إلى أن إسرائيل تحظى بدعم أمريكي للرد عسكرياً على أي انتهاك، ولكن السؤال هو ما إذا كان حزب الله سيستمر في التمسك بالهدوء من منطلق رغبته في إعادة تأهيل نفسه، أو ما إذا كان سيشعر أن المساس بشرفه يبرر رداً قد يشعل الحرب برمتها من جديد في المنطقة.


مصلحة مزدوجة

وأشار إلى أن لحزب الله مصلحة مزدوجة،  لناحية الهدوء الذي سيسمح له بإعادة تنظيم صفوفه، كما الحفاظ على روايته كمدافع عن لبنان، وإذا لم تنسحب إسرائيل من مناطق القرى الواقعة أمام المطلة، كما وعدت، فقد يشعر التنظيم بأنه مضطر للرد من أجل الحفاظ على صورته، ومع ذلك، يقدر برعام، بأنه إذا رد حزب الله بإطلاق النار، فإن إسرائيل لن تتردد في استخدام قوتها في مراكز مهمة مثل بيروت.

 

سموتريتش: نواجه لحظة حاسمة ومصيريةhttps://t.co/FX1BFEamrA

— 24.ae (@20fourMedia) January 15, 2025

 


نقطة اختبار للمنطقة

وأوضح برعام أن وقف إطلاق النار اختبار معقد قد يصبح نقطة اختبار للمنطقة بأكملها، وإذا تصرفت إسرائيل بدافع اليقظة وحافظت على سياسة التعطيل الحازم لكل انتهاك، فيمكنها الحفاظ على الردع وتجنب حرب شاملة، ومن ناحية أخرى، إذا سمحت لحزب الله بتنظيم نفسه دون انقطاع، فقد يؤدي ذلك إلى دورة أخرى من العنف ستندلع بمجرد أن يشعر التنظيم بأنه جاهز، مؤكداً: "لا يجب الرد على الأمر بالصمت، كل استعداد للحرب يجب أن يقابل بالنار، وهذا مبدأ لا يجب التخلي عنه في مواجهة حزب الله".

مقالات مشابهة

  • السنيورة: مفهوم ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة قد انتهى
  • ماكرون: سنناضل من أجل انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ تفجيرات في جنوبي لبنان
  • الاستخبارات التركية تغتال قيادياً بحزب بجاك الكوردي الإيراني بعملية في السليمانية
  • مصدر فلسطيني لهيئة البث الإسرائيلية: انفراجة في المحادثات تحققت ومن المنتظر الإعلان عن الاتفاق غدا
  • إسرائيل تخشى سيناريو حزب الله 2006
  • رغم الاتفاق.. قوة إسرائيلية تتقدم من بلدة يارون اللبنانية
  • الجيش الإسرائيلي يفجر منازل ويجرف طرقات جنوب لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يواصل خروقاته ويفجر منازل بجنوب لبنان
  • فاينانشال تايمز:صواريخ اليمن اخترقت الدفاعات الإسرائيلية