ينتظر آلاف الطلاب في جنوب لبنان، والذين سيخضعون للامتحانات الرسمية ما ستؤول إليه الحرب في الجنوب، بعدما حسمت وزارة التربية والتعليم العالي قرارها بإجراء الامتحانات دون تأجيل أو تعديل بسبب العدوان الإسرائيلي، بعد سجال طويل حول ضرورة أخذ واقع هؤلاء الطلاب بعين الاعتبار واعتماد امتحانات استثنائية لهم.

ومن المقرر أن تنطلق هذه الامتحانات في مختلف محافظات لبنان بعد أيام قليلة، وهي امتحانات موحدة لكافة الطلاب، بمن فيهم الذين نزحوا من المناطق الحدودية التي كانت أكثر عرضة للاعتداءات الإسرائيلية.

  وتصف حوراء مياسي التي تعيش حاليا مع 4 عائلات في منزل واحد في بلدة كفر صير قضاء النبطية الحال بقولها: "نحن مدمرون ومعنوياتنا في الحضيض" بهذه الكلمات وصفت طالبة الثانوية العامة حوراء مياسي استعداداتها للامتحانات الرسمية الأسبوع المقبل. وتعيش حوراء حاليا مع 4 عائلات في منزل واحد في بلدة كفر صير قضاء النبطية جنوب لبنان، وذلك بعد أن نزحت من بلدة ميس الجبل.

وتحدثت الطالبة عن معاناتها قائلة "لم نتعلم في أي يوم دراسي بشكل حضوري هذا العام، وبعد شهرين من بدء العام الدراسي، بدأنا متابعة الدراسة عبر الإنترنت، ونتلقى تسجيلات صوتية على الهاتف ونحاول الدراسة من خلالها فقط".

وأعربت حوراء عن قلقها الشديد حيال الامتحانات المقبلة قائلة "تبقى لنا أسبوع فقط ونحن غير مستعدين ونفسيتنا متعبة للغاية، فقدنا ثلاثة من أساتذتنا وتلميذا في مدرستنا نتيجة القصف الإسرائيلي، كيف يمكننا التقدم للامتحانات بهذا الوضع؟".

من جهة أخرى، بقيت الطالبة في قريتها بنت جبيل التي تبعد حوالي كيلومتر واحد عن الشريط الحدودي ولم تنزح، وتواجه تحديات يومية صعبة: انقطاع الكهرباء والإنترنت وهما أبرز المشكلات التي تعيق قدرتها على الدراسة بشكل منتظم، مما يضيف عبئا إضافيا على استعداداتها للامتحانات الرسمية.

لا يختلف الحال كثيرا في مراكز الإيواء، حيث لم يتوقع الطالب محمد طباجة أن تطول مدة نزوحه، حيث نزح من منزله في بلدة العديسة دون كتب أو مستلزمات الدراسة الأساسية، ويقول: "بدأت بالدراسة منذ أسبوع فقط، بمساعدة صديق لي من منطقة دير الزهراني، والذي يأتي إلى مركز الإيواء ويحضر كتبه ليساعدني".

ويضيف "الامتحانات ستبدأ بعد أقل من أسبوع، وأنا لست مستعدا، كيف يمكنني الاستعداد في أسبوعين لتقديم منهج لعام دراسي كامل، ودون حضور دروس بشكل منتظم؟.. نحن تحت ضغط كبير وحالة نفسية صعبة جدا، فمن الصعب التركيز في ظل كل ما يحدث".

في المقابل، أكد وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي أن الامتحانات الرسمية ستجرى في مواعيدها المحددة، مع مراعاة الظروف السائدة في البلاد، خصوصا في المناطق الحدودية.

وأعلن الحلبي في وقت سابق أن الامتحانات الموحدة للشهادة الثانوية ستشمل جميع طلاب لبنان، مؤكدا عدم فصل الجنوب عن باقي المناطق وعدم التسبب بالتمييز.

في الإطار نفسه، أكد رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي حيدر إسماعيل أن أكثر من 80% من الطلاب حصلوا على المعلومات من خلال الحضور الشخصي في المدارس الثانوية التي التحقوا بها أو عبر التعلم عن بعد.

وأضاف أنه تم التواصل مع وزير التربية لمناقشة مستجدات طلاب الجنوب والأساتذة، حيث تم التأكيد على الحرص الشديد على إجراء الشهادة الرسمية بأمان والحفاظ على مستواها، وتم وضع خطة طوارئ محكمة لضمان سير الامتحانات بأمان. (الجزيرة نت)

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الخارجية: المأساة التي يعيشها لبنان نتيجة العجز المخزي لمجلس الأمن- صور

كتب- محمد فتحي:

شارك الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، في جلسة مجلس الأمن الطارئة، بشأن التطورات في لبنان.

وأكد الوزير عبد العاطي، أن ما يحدث الآن في لبنان هو عدوان مكتمل الأركان، وانتهاك صارخ لسيادة دولة هي عضو مؤسس لمنظمة الأمم المتحدة، أزهق أرواح المئات وتسبب في آلاف الجرحى، وفرض نزوحا قسريا لعشرات الآلاف من المواطنين اللبنانيين في إهدار كامل لميثاق الأمم المتحدة وبالمخالفة لأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.

وأضاف أن المأساة التي يعيشها لبنان الآن هي نتيجة للعجز المخزي لمجلس الأمن عن الاضطلاع بمسئوليته لوقف الحرب الدائرة منذ عام كامل في غزة، مذكرًا بأن مصر حذرت مرارًا من أن استمرار الحرب في غزة ينذر باتساعها إلى ساحات إقليمية أخرى، وبتهديد السلم والأمن الدوليين في كامل منطقة الشرق الأوسط.

وشدد الوزير على ضرورة التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١، بشكل شامل وغير انتقائي وبدون تمييز بين الأطراف المخاطبة بالقرار، وأن يتم الوقف الفوري وغير المشروط للانتهاكات المستمرة لسيادة الأراضي والأجواء اللبنانية.

وأكد أن عودة الاستقرار الكامل لمنطقة الشرق الأوسط مرهون أساسا بالتطبيق الكامل والفوري لقرار مجلس الامن رقم ٢٧٣٥، ووقف الحرب في غزة واراقة الدماء المستمرة لعام، للخروج من دائرة الهدن المؤقتة التي لا تلبس أن تنهار، فإما الوقف الشامل لكل أشكال القتال في كل الساحات أو المزيد من الانهيارات وتوسع مضطرد للصراع في منطقة لم تعد تحتمل المزيد من الدمار.

وأكد ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسئولياته وأن يضع حدا للكارثة غير المبررة وغير المقبولة التي يعيشها لبنان.

مقالات مشابهة

  • أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى
  • أزمة كليات الطب والصيدلة..بلاغ هام لوزارة التعليم العالي
  • انطلاق السنة الجامعية الجديدة بكليات الطلب وإجراءات لاستعادة السير العادي للدراسة والإمتحانات
  • طلاب الجامعات الخاصة واللبنانية.. مثقلون بالانهيار وهذه معاناتهم
  • كيفية الاستعلام عن نتيجة تنسيق طلاب الشهادات المعادلة العربية والأجنبية
  • الخارجية: المأساة التي يعيشها لبنان نتيجة العجز المخزي لمجلس الأمن- صور
  • وزير التربية: تطبيق الامتحانات المؤتمتة في مادتين أو أكثر خلال الفصل الدراسي الأول لطلاب الشهادة الثانوية
  • الغارات مُتواصلة في جنوب لبنان... إليكم البلدات التي قصفها العدوّ
  • مفوضية اللاجئين: الحرب دمرت مناطق عدة في لبنان ولا يمكن قبول الخسائر التي لحقت بالمدنيين
  • رئيس الوزراء يزور مدرسة السلام الرسمية المتميزة للغات