بقلم : د. محمد حمود ..

ما تزال الأزمة والحرب الأهلية في السودان مستمرة منذ عدّة أشهر، إذ لا يوجد منظور واضح لحل هذه الأزمة. وتعتبر الحكومة الشرعية في السودان قوات الرد السريع عملاء ومرتزقة بالوكالة لدول أخرى تحاول تقسيم البلاد.
لا يخفى على أحد أن الخرطوم باتت ميدان معركة محترق، وفي هذا الصدد، وصف علي كرتي الأمين العام للحركة الإسلامية في السودان، مؤخراً التدخلات الأجنبية، خاصة الإماراتية، بأنها السبب في تفاقم الأزمة وإتساع دائرة الصراع.


وفقاً لـ كرتي، بعد سقوط عمر البشير، رأت أمريكا والغرب أن جسد السودان لا يزال يميل نحو روسيا والصين والإسلاميين، ولم يكن لدى البرهان أي رغبة في تغيير استراتيجية السودان وقمع الإسلاميين والقضاء عليهم، ولذلك توصلوا إلى أن البرهان لن يلبي جميع مطالبهم.
واستفزت أمريكا وإسرائيل حميدتي لتقديم مصالحهما الاقتصادية والسياسية مقابل دعمه للوصول إلى السلطة وتعزيز التغريب والعلمانية في السودان بدلا من الإسلام.
وفي منافسة مع المملكة العربية السعودية وبسبب ضغوط من إسرائيل، قدمت الإمارات التمويل والأسلحة للمعارضة والمتمردين.
وبحسب مصدر مطلع وأحد أقارب حميدتي، فإن سبب تدخل الإمارات ودعمها لقوات الرد السريع هو الوصول إلى ثروات السودان وموانئه وتحييد منافسي أمريكا.
وكشفت مصادر عسكرية في السودان أن الإمارات تقدم طائرات مسيرة لحميدتي وفي المقابل يقوم حميدتي بتهريب الذهب السوداني إلى الإمارات. كما كشفت وسائل الإعلام عن بعض الوثائق المتعلقة بتهريب الأسلحة الفردية والخفيفة وشبه الخفيفة.
والشهر الماضي، وبناء على طلب حكومة السودان الشرعية، عقد مجلس الأمن اجتماعا مغلقا، عرضت فيه وثائق الدعم العسكري الإماراتي لعناصر قوات الدعم السريع المسلحة والإرهابية، على أعضاء المجلس، مما تسبب في إشتعال رد فعل قوي وسلبي من قبلهم تجاه الإمارات.
في الواقع، من غير المستبعد أن تُعاقب الإمارات على تصرفاتها الطائشة بسبب دعمها المباشر للعناصر الإرهابية التي ارتكبت مؤخرا مجزرة راح ضحيتها 180 شخصا في قرية “ود النورة” وسط السودان. وفي الأسابيع السابقة، قام المتمردون أيضا بإضرام النار في قرية شرق النيل بمديرية أم كدادة بولاية شمال دارفور بالسودان، حيث احتراق عدد كبير من أهالي القرية بينهم نساء وأطفال وشيوخ.

د. محمد حمود

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی السودان

إقرأ أيضاً:

18 قتيلا في هجوم للدعم السريع في الفاشر غرب السودان

قُتل 18 شخصا في سوق بمدينة الفاشر في غرب السودان في هجوم لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش في العاصمة الخرطوم، وذلك رغم الدعوات المتكررة من الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.

وكانت الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام في السودان، وخصوصا الوضع في الفاشر، من المواضيع التي طُرحت خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الأسبوع الجاري.

واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

وقال مصدر في مستشفى الفاشر الجامعي لوكالة "فرانس برس" طالبا عدم الكشف عن هويته "استقبلنا الليلة الماضية 18 جثة".

واتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب من خلال استهداف المدنيين عمدا ومنع المساعدات الإنسانية.

وقصفت قوات الدعم السريع سوقا، مساء الخميس، في هذه المدينة الواقعة في منطقة دارفور الشاسعة، وفقا للجنة المقاومة المحلية.

وأفادت هذه المجموعة المؤيدة للديموقراطية التي تنظم المساعدة المتبادلة بين السكان، بسقوط عشرات الجرحى جراء هذا الهجوم.

وشنت قوات الدعم السريع التي تحاصر الفاشر منذ أشهر، هجوما نهاية الأسبوع الماضي، على المدينة التي تضم نحو مليوني نسمة.

ويعد المستشفى أحد آخر المستشفيات التي ما زالت تستقبل مرضى في المدينة المتضررة جراء القصف. ويقول العاملون في مجال الصحة وفي منظمات الإغاثة في الفاشر إن طرفي النزاع يهاجمان المستشفيات بشكل متكرر.

وأكدت لجنة المقاومة المحلية أن قوات الدعم السريع شنت، صباح الجمعة، "قصفا مدفعيا" على أحياء سكنية وعلى السوق.

ويأتي ذلك غداة تحذير مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكور تورك من "الخطر الكبير" لأعمال عنف بدوافع عرقية إذا سقطت هذه المدينة في أيدي قوات الدعم السريع التي تحاصرها.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، لقائد الجيش السوداني عن "قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان"، فيما ندد العاملون في المجال الإنساني بـ"الجحيم" الذي يعيشه المدنيون.

لليوم الثاني على التوالي، هزّت نيران المدفعية الخرطوم، حسبما أفاد شهود عيان وكالة فرانس برس، مشيرين إلى "سحابة دخان" فوق الأحياء التي يسيطر عليها الجيش.

وفي منطقة الجزيرة الزراعية في جنوب العاصمة، استهدفت قوات الدعم السريع مواقع الجيش بطائرات من دون طيار وبالمدفعية، ورد الجيش بقصف جوي، حسبما أفاد مصدر في قوات الدعم السريع وكالة فرانس برس مشترطا عدم الكشف عن هويته.

وأكد مصدر عسكري وقوع معارك في هذه المنطقة.

وبث محمد حمدان دقلو، مساء الخميس، مقطع فيديو توجه من خلاله إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد ساعات على اتهام قائد الجيش عبد الفتاح البرهان قوات الدعم السريع بعرقلة جهود السلام.

وأكد دقلو "انفتاحه على كل المبادرات" التي تهدف إلى استعادة الأمن.

وخلّفت الحرب في السودان عشرات الآلاف من القتلى، وشردت أكثر من 10 ملايين شخص، وتسببت وفقا للأمم المتحدة بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.

وتدين المنظمات الإنسانية بانتظام انعدام الأمن الذي يعيق وصول المساعدات الإنسانية، في حين يعاني أكثر من 25 مليون شخص من الجوع الحاد.

مقالات مشابهة

  • 18 قتيلا في هجوم للدعم السريع في الفاشر غرب السودان
  • ردا على البرهان.. حميدتي يبعث برسالة مسجلة للأمم المتحدة
  • حميدتي مستعد لوقف إطلاق النار.. والبرهان يشترط إنهاء احتلال الدعم السريع
  • تدعم الجيش أم الدعم السريع.. أين تصطف دول الجوار في حرب السودان؟ «2»
  • في رسالة مسجلة.. حميدتي يرد على كلمة البرهان أمام الأمم المتحدة
  • من على منبر الأمم المتحدة.. قائد الجيش السوداني يتهم دولا بدعم قوات حميدتي
  • خبير اقتصادي: الحكومة تسعى لزيادة حجم الصادرات إلى 140 مليار دولار
  • الـMiddle East Eye: إسرائيل تسعى لعزل غزة عن لبنان.. القول أسهل من الفعل
  • قطر تجدد التأكيد على ضرورة حل أزمة اليمن والحفاظ على وحدته
  • الصين تسعى مع سويسرا لدعم العولمة الاقتصادية