رسالة مهمة حول المشروع القومى للتعليم
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
من الرسائل المهمة التى تلقيتها مؤخراً بشأن المشروع القومى للتعليم الذى أثرت فكرته على مدار الأيام الماضية، رسالة مهمة من الأستاذ أحمد السروى المهتم والمهموم بقضية تطوير التعليم وفيما يلى نص الرسالة:
أخى الحبيب الدكتور وجدى زين الدين:
بعد التحية
تابعت كل ما تفضلتم وكتبتموه بخصوص قضية إصلاح التعليم. توجهكم واضح ونيتكم خالصة للإصلاح الفعلى حيث أن إصلاح التعليم هو نواة الإصلاح لكافة ما يراد له إصلاح فى هذا الوطن من اقتصاد وسياسة واجتماع وغيره من مناحى الحياة وبهذا الشأن أضم صوتى وصوتك إلى جميع الأصوات المحبة للوطن والراغبة فى نهضته من كبوته وتبوأه المكانة التى يستحقها بين الأمم.
أولاً، مشروع الإصلاح هذا لكى يتم بالشكل المنشود يحتاج إلى ميزانية ضخمة لا يمتلك توفيرها وتدبيرها سوى رئيس الجمهورية. إنها عندما تكون رغبة الرئيس وبتوجيهاته؛ سيتسابق الجميع على تحقيقها. وإن حدث وتم تحقيق هذا الحلم سيمثل درة تاج الانجازات التى تحققت فى عهد الرئيس وسيسجله التاريخ على أنه أهم إنجازات المرحلة.
ولكى يتحقق هذا لابد أولاً وهذا الأهم سد العجز الكبير فى عدد المعلمين بالطريقة الصحيحة التى تضمن سير العملية التعليمية سيرها الطبيعى. ورصد ميزانية ضخمة للتربية والتعليم والبحث العلمى حتى ولو على حساب المشاريع القومية الكبرى، حيث إنه الاستثمار الحقيقى المضمون العائد على المدى الطويل. وتحسين أوضاع المعلمين المادية والأدبية والاجتماعية ووضعها فى المكانة التى تليق بالمعلم حتى ولو أبى بعضهم. وعودة اليوم الدراسى الكامل وإلزام المعلم والطالب بالالتزام به.
فى حال تنفيذ البند السابق لابد من تجريم فعلى للدروس الخصوصية حيث إنه لم يعد لها حاجة بعد توفر التدريس الفعلى والكامل بالمدارس ذات اليوم الدراسى الكامل.
قبل كل ما تقدم، لابد من توفير العدد الكافى من المدارس كاملة التأثيث كالتى تعلمنا فيها من معامل للعلوم وغرفة للرسم وأخرى للموسيقى وملاعب تُمارس فيها كافة أشكال الرياضة وعودة الأنشطة الثقافية إلى المدرسة والجامعة، حيث إنها ماكينة تفريخ الكوادر البشرية المطلوبة لتسيير البلاد.
أحمد السروى
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاوى الرسائل المهمة إصلاح التعليم
إقرأ أيضاً:
من محل إصلاح أحذية إلى الرصيف.. عم محمود رحلة إصرار لا تتوقف |شاهد
في أحد شوارع القاهرة، وتحديدًا في شارع المبتديان، يجلس "عم محمود" على الرصيف، بجواره صندوق تلميع الأحذية، وعيناه تحملان نظرة رضا وإصرار نادرين في هذا الزمن.
بعد 43 عامًا من العمل داخل محل لإصلاح الأحذية، اضطر لمغادرته بسبب ارتفاع الإيجارات، لكنه لم يستسلم، وواصل عمله على الرصيف المقابل، متمسكًا بمصدر رزقه الحلال.
رحلة كفاح بدأت منذ الصغريعود أصل عم محمود إلى محافظة أسيوط، لكنه انتقل للعيش في القاهرة منذ عقود، حيث استقر في حي السيدة زينب. بدأ عمله في إصلاح الأحذية منذ صغره، واكتسب خبرة كبيرة جعلته وجهًا مألوفًا لزبائن المنطقة.
ومع تغير الظروف الاقتصادية وارتفاع تكلفة الإيجار، وجد نفسه مضطرًا لمغادرة المحل، لكنه لم يتوقف عن العمل.
العمل على الرصيف بدلًا من البطالةرفض عم محمود الاستسلام للظروف أو انتظار المساعدة، فقرر أن يأخذ صندوقه الصغير، ويجلس على الرصيف المقابل لمواصلة عمله.
يبدأ يومه في العاشرة صباحًا ويواصل العمل حتى الرابعة عصرًا، قبل أن يعود إلى منزله في حلوان، حيث ينتظر استلام وحدته السكنية في مشروع "روضة السيدة".
إصرار وقناعة رغم قلة الدخللدى عم محمود ثلاثة أبناء، جميعهم أنهوا تعليمهم وتزوجوا، لكنه لا يعتمد عليهم في مصاريفه، بل يفضل أن يعتمد على نفسه. رغم أن دخله اليومي لا يتجاوز 80 إلى 100 جنيه، إلا أنه قانع وسعيد برزقه، مؤمنًا بأن البركة في القليل.
الرزق بيد الله.. والرضا مفتاح السعادةخلال لقائه في برنامج "ساعة الفطار" الذي يقدمه الإعلامي هاني النحاس على قناة صدى البلد، سئل عم محمود عما إذا كان يشعر بالحزن بعد مغادرته المحل الذي عمل به لعقود، فأجاب بثقة: "الزعل مش هيجيب حاجة.. الرزق بيد الله، وأنا راضي بحالي وسيبتها على الله."
مساعدة الآخرين رغم ضيق الحالبأخلاقه الرفيعة، لا يرفض عم محمود تلميع أحذية من لا يملكون المبلغ كاملاً، فهو يراعي ظروف الناس كما راعت الظروف حاله، بابتسامة هادئة، يقول: "لو حد قال لي ما معاييش غير 5 جنيه، همسحهاله.. المهم إنه يكون رايح شغله بشياكة."
قصة عم محمود ليست مجرد حكاية رجل يعمل على الرصيف، بل هي درس في الإصرار والرضا، ورسالة أمل بأن العمل والاعتماد على النفس هما السبيل للحياة الكريمة، مهما كانت الظروف.