بوابة الوفد:
2024-06-27@09:35:38 GMT

فلسطين قضية الفرص الضائعة

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

التفاوض فن، وأخذ الحق حرفة لا يتقنها الكثيرون، وتحتاج إلى قدرات خاصة مرتبطة بنوايا صادقة للحل والحصول على أكبر المكاسب بالضمانات الكافية، وقد لعب المفاوض المصرى دورا بارزا عقب اتفاقية كامب ديفيد، واستطاع بحرفية بالغة استرداد كافة الأراضى المصرية المحتلة من دون نقطة دماء. 

المفاوض الفلسطينى عنده مشكلة كبيرة أنه دائما يرفض الحلول والمقترحات، وينظر بعين الشك والريبة للوسطاء، ومن ناحية أخرى هناك جماعات مستفيدة من استمرار المعارك والحرب، وتجنى مكاسب من وراء ذلك بصورة أو بأخرى.

 

الرئيس السادات رحمة الله عليه طلب من الراحل ياسر عرفات الانضمام فى مفاوضات سلام مع إسرائيل فى القاهرة، إلا أن الثانى رفض، وبقى المقعد المخصص له شاغرا. 

الحقيقة أن الزمن وسوء التقدير هو العدو الأول للقضية الفلسطينية، فمنذ بداية الصراع فى العام 1947، وحتى اليوم مرورا بعام 1967 وغيرها من محطات التفاوض التى بلغت العشرات يتناقص سقف التفاوض، وما رفض فى الأمس لا يصبح متاحا اليوم، بل بات حلما نتمنى أن تدور عجلة الزمان للخلف لنصل إليه. 

مفاوضات السلام بين العرب وإسرائيل بعضها كلل بالنجاح كما حدث مع مصر والأردن، إلا أن المسار الفلسطينى الإسرائيلى دائما لا يحالفه الحظ. 

وقد طرحت عدة خطط للسلام بعد نكسة 1967، إلا أن مياه التفاوضات ظلت راكدة حتى نصر أكتوبر عام 1973، حيث تهيأت الأرض فى اتجاه السلام، خاصة بعد الزيارة التى قام بها الرئيس السادات إلى القدس عام 1977. 

استغل الرئيس الأمريكى جيمى كارتر تلك الأجواء، ودعا السادات وبيجن لمباحثات سلام فى كامب ديفيد التى انتهت بإبرام اتفاقيتين كانت الأولى منها فى إطار السلام فى الشرق الأوسط عبر وضع أسس السلام بتوسيع القرار 242 لإبرام معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل من ناحية ودعا إلى إبرام معاهدات أخرى بين إسرائيل وجيرانها. 

وراعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى مؤتمر مدريد 1991 بهدف تشجيع البلدان العربية على توقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل، وشارك الفلسطينيون فى المؤتمر من خلال وفد مشترك مع الأردن فى ظل رفض إسرائيل لمشاركة عرفات وآخرين فى المؤتمر، وأسفر عن معاهدة سلام بين الأردن وإسرائيل عام 1994، وتعثرت المباحثات مع سوريا ولبنان، وتعقدت عام 2006، بسبب الحرب مع حزب الله. 

وكانت مفاوضات أوسلو عام 1993 التى تمثلت أهميتها فى التوصل إلى اعتراف نهائى متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، ورفضت حماس الاتفاق، وشنت عمليات انتحارية ضد الإسرائيليين، وتواصلت المفاوضات فى كامب ديفيد 2000، ولكنها فشلت كسابقاتها مما أدى إلى استئناف الانتفاضة الفلسطينية. 

وفى العام 2002 طرحت المملكة العربية السعودية خطة للسلام فى القمة العربية التى عقدت فى بيروت وتنص على انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967 والسماح بإقامة دولة فلسطينية وإيجاد حل عادل للقضية اللاجئين فى مقابل اعتراف الدول العربية بحق إسرائيل فى الوجود، وأعادت طرح نفس المبادرة مرة أخرى فى قمة الرياض 2007. 

وأعدت اللجنة الرباعية التى ضمت الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة عام 2003، خارطة طريق على ثلاث مراحل لدعم حل الدولتين، أعقبها اتفاق جينيف 2003، وأنابوليس 2007، وصدر عن المؤتمر بيان مشترك، وحققت المفاوضات تقدما جيدا بخصوص قضايا الحدود، لكنها توقفت فجأة عندما بدأ الهجوم العسكرى الإسرائيلى على غزة 2008. 

وأطلق باراك أوباما فى عام 2010، مباحثات مباشرة بين محمود عباس ونتنياهو، لكن عمليات الاستيطان الإسرائيلى أدت إلى انهيار المفاوضات، واستمرت المفاوضات المتعثرة طوال سنوات عجاف تزيد الأمور تعقيدا، وتقلل من مكاسب الفلسطينيين فى حقوقهم المشروعة، حتى بدأت المحطة الأخيرة عقب عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى، لتبذل مصر وقطر جهودا كبيرة لوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن، ودخول المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار والانسحاب من غزة وتمكين النازحين من العودة، وما زالت المفاوضات مستمرة بين قبول ورفض متبادل من طرفى النزاع. 

باختصار.. فلسطين قضية الفرص الضائعة تاريخيا، حيث تتقلص الأرض، ويتراجع سقف المطالب، وما حدث على مدار أكثر من 7 عقود يتكرر اليوم، ونخشى من نفس السيناريوهات، فإذا استمرت الأمور على هذا المنوال فسنجد غضاضة يوم عندما تفجعنا الكارثة، ولا نجد وطنا لنتفاوض عليه. 

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار قدرات خاصة أكبر المكاسب الأراضي المصرية المفاوض المصري اتفاقية كامب ديفيد

إقرأ أيضاً:

حل امتحان اللغة العربية الورقة الثانية توجيهي 2024 في فلسطين

حل امتحان اللغة العربية الورقة الثانية توجيهي 2024 في فلسطين - حيث تقّدم آلاف من طلبة الثانوية العامة في الضفة الغربية، و القدس ، اليوم الثلاثاء 25 يونيو 2024، لاجتياز امتحان اللغة العربية الورقة الثانية.

وحالت الحرب الإسرائيلية الطاحنة على قطاع غزة والمستمرة منذ تاريخ 07 أكتوبر 2023، من أن يتقدم طلبة قطاع غزة، لامتحانات الثانوية العامة في فلسطين، ما أدى إلى ضياع عام دراسي كامل لطلبة التوجيهي ، وطلبة المدارس كافة، والجامعات.

ويعتبر حل امتحان اللغة العربية الورقة الثانية توجيهي 2024 في فلسطين الامتحان الثالث في كل الفروع حيث توجه 50 ألف طالب وطالب إلى قاعات الامتحان لتقديمه.

حل امتحان اللغة العربية الورقة الثانية توجيهي 2024 في فلسطين

وتنشر لكم وكالة "سوا" إجابات امتحان اللغة العربية توجيهي 2024 في فلسطين ليتمكن الطلبة من مراجعة اجاباتهم بعد العودة من الاختبار إضافة إلى الاجابة النموذجية لامتحان اللغة العربية توجيهي 2024 في فلسطين (سيتم نشر الإجابات بعد قليل)

وفيما يلي أوراق أسئلة إمتحان اللغة العربية الورقة الثانية:

وانطلقت، صباح أول أمس السبت، أولى امتحانات الثانوية العامة " التوجيهي " في محافظات الضفة الغربية، والمدارس الفلسطينية بالخارج، حيث توجه 50 ألف طالب وطالب إلى قاعات الامتحان، باستثناء طلبة قطاع غزة ، والبالغ عددهم 39 ألف، بسبب عدوان الاحتلال المتواصل منذ السابع من شترين الأول/أكتوبر الماضي.

ويبلغ عدد طلبة المدارس الخمس خارج الوطن (تركيا، وقطر، ورومانيا، وبلغاريا، وروسيا)، 216 طالبًا، موزعين على 506 قاعات، إضافة لطلبة قطاع غزة الذين غادروا القطاع الى خارج الوطن، ويتوزعون على 29 دولة، وجلهم في جمهورية مصر العربية، والبالغ عددهم 1090.

وتبدأ جلسة الامتحان في تمام الساعة التاسعة صباحا، حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس، وتتضمن الفروع "الأدبي، العلمي، الشرعي، الريادة والأعمال، الزراعي، الصناعي، الفندقي، والاقتصاد المنزلي"، والبالغ عددهم 50097، فيما يبلغ العدد الكلي للعاملين نحو 20 ألفًا، موزّعين ما بين مراقب، ومصحّح، وإداري، وفنّي، وعامل، في الامتحان.

 

 

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعرقل الجهود المصرية والقطرية لوقف الحرب
  • أمن إسرائيل الصهيونية.. اللغز والمدلول
  • أردوغان يستذكر سلطانين عثمانيين بالدفاع عن فلسطين ويوجه دعوة لدول الشرق الأوسط
  • وفد من حزب العدل يزور السفارة الإسبانية بالقاهرة
  • مندوب فلسطين لدى مجلس الأمن: إسرائيل تٌدمر حل الدولتين وكل فرصة لتحقيق السلام
  • عودة مفاوضات السلام بعد تفعيل الوساطة العمانية ووفد سعودي يصل صنعاء.. تفاصيل مهمة
  • مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة بشأن فلسطين
  • حل امتحان اللغة العربية الورقة الثانية توجيهي 2024 في فلسطين
  • حمادة: ننتظر نتائج المفاوضات الضيقة لمنع المواجهة الشاملة مع إسرائيل
  • رهين الفرص الضائعة