بوابة الوفد:
2025-02-16@23:18:02 GMT

فلسطين قضية الفرص الضائعة

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

التفاوض فن، وأخذ الحق حرفة لا يتقنها الكثيرون، وتحتاج إلى قدرات خاصة مرتبطة بنوايا صادقة للحل والحصول على أكبر المكاسب بالضمانات الكافية، وقد لعب المفاوض المصرى دورا بارزا عقب اتفاقية كامب ديفيد، واستطاع بحرفية بالغة استرداد كافة الأراضى المصرية المحتلة من دون نقطة دماء. 

المفاوض الفلسطينى عنده مشكلة كبيرة أنه دائما يرفض الحلول والمقترحات، وينظر بعين الشك والريبة للوسطاء، ومن ناحية أخرى هناك جماعات مستفيدة من استمرار المعارك والحرب، وتجنى مكاسب من وراء ذلك بصورة أو بأخرى.

 

الرئيس السادات رحمة الله عليه طلب من الراحل ياسر عرفات الانضمام فى مفاوضات سلام مع إسرائيل فى القاهرة، إلا أن الثانى رفض، وبقى المقعد المخصص له شاغرا. 

الحقيقة أن الزمن وسوء التقدير هو العدو الأول للقضية الفلسطينية، فمنذ بداية الصراع فى العام 1947، وحتى اليوم مرورا بعام 1967 وغيرها من محطات التفاوض التى بلغت العشرات يتناقص سقف التفاوض، وما رفض فى الأمس لا يصبح متاحا اليوم، بل بات حلما نتمنى أن تدور عجلة الزمان للخلف لنصل إليه. 

مفاوضات السلام بين العرب وإسرائيل بعضها كلل بالنجاح كما حدث مع مصر والأردن، إلا أن المسار الفلسطينى الإسرائيلى دائما لا يحالفه الحظ. 

وقد طرحت عدة خطط للسلام بعد نكسة 1967، إلا أن مياه التفاوضات ظلت راكدة حتى نصر أكتوبر عام 1973، حيث تهيأت الأرض فى اتجاه السلام، خاصة بعد الزيارة التى قام بها الرئيس السادات إلى القدس عام 1977. 

استغل الرئيس الأمريكى جيمى كارتر تلك الأجواء، ودعا السادات وبيجن لمباحثات سلام فى كامب ديفيد التى انتهت بإبرام اتفاقيتين كانت الأولى منها فى إطار السلام فى الشرق الأوسط عبر وضع أسس السلام بتوسيع القرار 242 لإبرام معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل من ناحية ودعا إلى إبرام معاهدات أخرى بين إسرائيل وجيرانها. 

وراعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى مؤتمر مدريد 1991 بهدف تشجيع البلدان العربية على توقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل، وشارك الفلسطينيون فى المؤتمر من خلال وفد مشترك مع الأردن فى ظل رفض إسرائيل لمشاركة عرفات وآخرين فى المؤتمر، وأسفر عن معاهدة سلام بين الأردن وإسرائيل عام 1994، وتعثرت المباحثات مع سوريا ولبنان، وتعقدت عام 2006، بسبب الحرب مع حزب الله. 

وكانت مفاوضات أوسلو عام 1993 التى تمثلت أهميتها فى التوصل إلى اعتراف نهائى متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، ورفضت حماس الاتفاق، وشنت عمليات انتحارية ضد الإسرائيليين، وتواصلت المفاوضات فى كامب ديفيد 2000، ولكنها فشلت كسابقاتها مما أدى إلى استئناف الانتفاضة الفلسطينية. 

وفى العام 2002 طرحت المملكة العربية السعودية خطة للسلام فى القمة العربية التى عقدت فى بيروت وتنص على انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967 والسماح بإقامة دولة فلسطينية وإيجاد حل عادل للقضية اللاجئين فى مقابل اعتراف الدول العربية بحق إسرائيل فى الوجود، وأعادت طرح نفس المبادرة مرة أخرى فى قمة الرياض 2007. 

وأعدت اللجنة الرباعية التى ضمت الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة عام 2003، خارطة طريق على ثلاث مراحل لدعم حل الدولتين، أعقبها اتفاق جينيف 2003، وأنابوليس 2007، وصدر عن المؤتمر بيان مشترك، وحققت المفاوضات تقدما جيدا بخصوص قضايا الحدود، لكنها توقفت فجأة عندما بدأ الهجوم العسكرى الإسرائيلى على غزة 2008. 

وأطلق باراك أوباما فى عام 2010، مباحثات مباشرة بين محمود عباس ونتنياهو، لكن عمليات الاستيطان الإسرائيلى أدت إلى انهيار المفاوضات، واستمرت المفاوضات المتعثرة طوال سنوات عجاف تزيد الأمور تعقيدا، وتقلل من مكاسب الفلسطينيين فى حقوقهم المشروعة، حتى بدأت المحطة الأخيرة عقب عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى، لتبذل مصر وقطر جهودا كبيرة لوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن، ودخول المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار والانسحاب من غزة وتمكين النازحين من العودة، وما زالت المفاوضات مستمرة بين قبول ورفض متبادل من طرفى النزاع. 

باختصار.. فلسطين قضية الفرص الضائعة تاريخيا، حيث تتقلص الأرض، ويتراجع سقف المطالب، وما حدث على مدار أكثر من 7 عقود يتكرر اليوم، ونخشى من نفس السيناريوهات، فإذا استمرت الأمور على هذا المنوال فسنجد غضاضة يوم عندما تفجعنا الكارثة، ولا نجد وطنا لنتفاوض عليه. 

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار قدرات خاصة أكبر المكاسب الأراضي المصرية المفاوض المصري اتفاقية كامب ديفيد

إقرأ أيضاً:

صدمة أوروبية بعد إعلان ترامب محادثات سرية مع بوتين حول أوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في خطوة مفاجئة أثارت قلق العواصم الأوروبية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بدء محادثات مباشرة مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مستبعدًا دور الاتحاد الأوروبي من المفاوضات. 

هذا الإعلان، الذي جاء بعد مكالمة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دفع المسؤولين الأوروبيين إلى التساؤل عن مستقبل الأمن الإقليمي، وسط مخاوف من أن ينتهي بهم الأمر بتحمل تكاليف إعادة الإعمار وحفظ السلام دون أن يكون لهم رأي في الاتفاق.

غضب أوروبي واستبعاد غير مسبوق

أعرب مسؤولون في الاتحاد الأوروبي عن استيائهم من استبعادهم من المحادثات، مشيرين إلى أن "ترامب يرى في أوروبا مجرد مصدر أموال". 

وقال أحد كبار المسؤولين الأوروبيين: "لم نكن واضحين بشأن شكل مشاركتنا، والآن يبدو أن ترامب لا يرانا جزءًا من القرارات الجيوسياسية الكبرى."

زيلينسكي يرفض المفاوضات الثنائية

من جانبه، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أي محادثات تتم بدون مشاركة بلاده، مؤكدًا: "أي مفاوضات ثنائية حول أوكرانيا بدوننا لن نقبلها." 

لكنه تلقى اتصالًا من ترامب عقب محادثته مع بوتين، في محاولة على ما يبدو لطمأنته بشأن دوره في أي اتفاق مستقبلي.

روسيا ترى واشنطن الشريك الرئيسي

أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "الولايات المتحدة هي الشريك الرئيسي لموسكو في هذه المحادثات"، مشيرًا إلى أن أوكرانيا ستنضم إليها "بطريقة أو بأخرى". 

كما تم التلميح إلى أن الرياض قد تكون المكان المحتمل لعقد المفاوضات، فيما ناقش بوتين استضافة ترامب في موسكو خلال احتفالات يوم النصر في مايو.

قلق أوروبي من تنازلات ترامب لموسكو

أثار وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس قلقًا خاصًا بشأن ما اعتبره "تنازلات أمريكية مسبقة لبوتين"، بما في ذلك استبعاد عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) من المحادثات. 

وحذر من أن "التهديد الروسي لن ينتهي حتى بعد اتفاق السلام."

الإدارة الأمريكية تدافع عن استراتيجيتها

نفى وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث أن تكون المفاوضات بمثابة تنازل لموسكو، مؤكدًا أنها "اعتراف بواقع القوة على الأرض في أوكرانيا." 

كما أصر على أن "ترامب هو صانع الصفقات المثالي"، مشيرًا إلى أن أوكرانيا ستظل جزءًا من المحادثات، لكن مشاركة القادة الأوروبيين "ليست قراره."

مخاوف من عبء إعادة الإعمار

يرى دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي أن الموقف الأمريكي الحالي قد يضع على عاتقهم مسؤولية إعادة إعمار أوكرانيا وتمويل قوات حفظ السلام دون أن يكون لهم دور في صياغة الاتفاق نفسه.

وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين: "السيناريو الذي تقول فيه الولايات المتحدة: ‘نحن قمنا بوقف إطلاق النار، والباقي عليكم‘، لن يكون مقبولًا بالنسبة لنا."

توتر بين الاتحاد الأوروبي وإدارة ترامب

يواجه المسؤولون الأوروبيون صعوبة في الوصول إلى شخصيات رئيسية داخل إدارة ترامب لمناقشة خطط السلام، حيث تكافح بروكسل للعثور على قناة اتصال مباشرة مع البيت الأبيض. 

وقال مسؤول غربي مطلع: "الاتحاد الأوروبي لا يزال يبحث عن الشخص المناسب الذي يمكنه التحدث مباشرة مع ترامب."

مع استبعاد أوروبا من مفاوضات مستقبل أوكرانيا، تجد القارة نفسها أمام معضلة استراتيجية كبرى: هل تقبل تحمل أعباء إعادة الإعمار والدفاع عن أوكرانيا دون دور حقيقي في صناعة القرار؟ أم أنها ستتخذ موقفًا أكثر صرامة ضد سياسة ترامب الأحادية في الساحة الدولية؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة، لكن الواضح حتى الآن أن أوروبا في موقف دفاعي بينما ترسم واشنطن وموسكو مستقبل أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • تحالف منظمات حقوقية عربية وإفريقية يرفض التهجير القسري لشعب فلسطين
  • قادة يدعون أوروبا لزيادة دعم أوكرانيا قبل محادثات سلام
  • كاتب صحفي: مصر تعتبر فلسطين قضية العرب المركزية الأولى
  • قمة الشعوب العربية ترفض خطة ترامب.. فلسطين ستظل قضية العرب الأولى
  • صدمة أوروبية بعد إعلان ترامب محادثات سرية مع بوتين حول أوكرانيا
  • خطيب الجامع الأزهر: لا نقبل تقسيم قضية فلسطين والتفاوض على الأوطان
  • ماكرون يؤكد ضرورة تواجد الأوروبيين على طاولة المفاوضات حول السلام في أوكرانيا
  • خطيب الجامع الأزهر: لا نقبل تقسيم قضية فلسطين إلى قضايا متعددة
  • كاتب صحفي: مصر تدعم قضية فلسطين منذ اليوم الأول للحرب على غزة
  • السلام في أوكرانيا.. معركة على طاولة المفاوضات