بوابة الوفد:
2025-03-16@15:00:56 GMT

فلسطين قضية الفرص الضائعة

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

التفاوض فن، وأخذ الحق حرفة لا يتقنها الكثيرون، وتحتاج إلى قدرات خاصة مرتبطة بنوايا صادقة للحل والحصول على أكبر المكاسب بالضمانات الكافية، وقد لعب المفاوض المصرى دورا بارزا عقب اتفاقية كامب ديفيد، واستطاع بحرفية بالغة استرداد كافة الأراضى المصرية المحتلة من دون نقطة دماء. 

المفاوض الفلسطينى عنده مشكلة كبيرة أنه دائما يرفض الحلول والمقترحات، وينظر بعين الشك والريبة للوسطاء، ومن ناحية أخرى هناك جماعات مستفيدة من استمرار المعارك والحرب، وتجنى مكاسب من وراء ذلك بصورة أو بأخرى.

 

الرئيس السادات رحمة الله عليه طلب من الراحل ياسر عرفات الانضمام فى مفاوضات سلام مع إسرائيل فى القاهرة، إلا أن الثانى رفض، وبقى المقعد المخصص له شاغرا. 

الحقيقة أن الزمن وسوء التقدير هو العدو الأول للقضية الفلسطينية، فمنذ بداية الصراع فى العام 1947، وحتى اليوم مرورا بعام 1967 وغيرها من محطات التفاوض التى بلغت العشرات يتناقص سقف التفاوض، وما رفض فى الأمس لا يصبح متاحا اليوم، بل بات حلما نتمنى أن تدور عجلة الزمان للخلف لنصل إليه. 

مفاوضات السلام بين العرب وإسرائيل بعضها كلل بالنجاح كما حدث مع مصر والأردن، إلا أن المسار الفلسطينى الإسرائيلى دائما لا يحالفه الحظ. 

وقد طرحت عدة خطط للسلام بعد نكسة 1967، إلا أن مياه التفاوضات ظلت راكدة حتى نصر أكتوبر عام 1973، حيث تهيأت الأرض فى اتجاه السلام، خاصة بعد الزيارة التى قام بها الرئيس السادات إلى القدس عام 1977. 

استغل الرئيس الأمريكى جيمى كارتر تلك الأجواء، ودعا السادات وبيجن لمباحثات سلام فى كامب ديفيد التى انتهت بإبرام اتفاقيتين كانت الأولى منها فى إطار السلام فى الشرق الأوسط عبر وضع أسس السلام بتوسيع القرار 242 لإبرام معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل من ناحية ودعا إلى إبرام معاهدات أخرى بين إسرائيل وجيرانها. 

وراعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى مؤتمر مدريد 1991 بهدف تشجيع البلدان العربية على توقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل، وشارك الفلسطينيون فى المؤتمر من خلال وفد مشترك مع الأردن فى ظل رفض إسرائيل لمشاركة عرفات وآخرين فى المؤتمر، وأسفر عن معاهدة سلام بين الأردن وإسرائيل عام 1994، وتعثرت المباحثات مع سوريا ولبنان، وتعقدت عام 2006، بسبب الحرب مع حزب الله. 

وكانت مفاوضات أوسلو عام 1993 التى تمثلت أهميتها فى التوصل إلى اعتراف نهائى متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، ورفضت حماس الاتفاق، وشنت عمليات انتحارية ضد الإسرائيليين، وتواصلت المفاوضات فى كامب ديفيد 2000، ولكنها فشلت كسابقاتها مما أدى إلى استئناف الانتفاضة الفلسطينية. 

وفى العام 2002 طرحت المملكة العربية السعودية خطة للسلام فى القمة العربية التى عقدت فى بيروت وتنص على انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967 والسماح بإقامة دولة فلسطينية وإيجاد حل عادل للقضية اللاجئين فى مقابل اعتراف الدول العربية بحق إسرائيل فى الوجود، وأعادت طرح نفس المبادرة مرة أخرى فى قمة الرياض 2007. 

وأعدت اللجنة الرباعية التى ضمت الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة عام 2003، خارطة طريق على ثلاث مراحل لدعم حل الدولتين، أعقبها اتفاق جينيف 2003، وأنابوليس 2007، وصدر عن المؤتمر بيان مشترك، وحققت المفاوضات تقدما جيدا بخصوص قضايا الحدود، لكنها توقفت فجأة عندما بدأ الهجوم العسكرى الإسرائيلى على غزة 2008. 

وأطلق باراك أوباما فى عام 2010، مباحثات مباشرة بين محمود عباس ونتنياهو، لكن عمليات الاستيطان الإسرائيلى أدت إلى انهيار المفاوضات، واستمرت المفاوضات المتعثرة طوال سنوات عجاف تزيد الأمور تعقيدا، وتقلل من مكاسب الفلسطينيين فى حقوقهم المشروعة، حتى بدأت المحطة الأخيرة عقب عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى، لتبذل مصر وقطر جهودا كبيرة لوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن، ودخول المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار والانسحاب من غزة وتمكين النازحين من العودة، وما زالت المفاوضات مستمرة بين قبول ورفض متبادل من طرفى النزاع. 

باختصار.. فلسطين قضية الفرص الضائعة تاريخيا، حيث تتقلص الأرض، ويتراجع سقف المطالب، وما حدث على مدار أكثر من 7 عقود يتكرر اليوم، ونخشى من نفس السيناريوهات، فإذا استمرت الأمور على هذا المنوال فسنجد غضاضة يوم عندما تفجعنا الكارثة، ولا نجد وطنا لنتفاوض عليه. 

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار قدرات خاصة أكبر المكاسب الأراضي المصرية المفاوض المصري اتفاقية كامب ديفيد

إقرأ أيضاً:

أرمينيا وأذربيجان تتوصلان إلى “اتفاق سلام”

أعلنت أذربيجان وأرمينيا الخميس، التوصل إلى “اتفاق سلام” إثر مفاوضات كان الغرض منها تسوية النزاع القائم بينهما منذ عقود.
وقال وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بايراموف في تصريحات للصحفيين إن “مسار المفاوضات حول نصّ اتفاق السلام مع أرمينيا قد أنجز”.
وأصدرت الخارجية الأرمينية بعد ذلك بيانا جاء فيه أن “اتفاق السلام جاهز للتوقيع. جمهورية أرمينيا مستعدة لبدء مشاورات مع جمهورية أذربيجان بشأن موعد ومكان التوقيع”.
وفي دليل على التوترات التي ما زالت تشوب العلاقة القائمة بين البلدين الواقعين في منطقة القوقاز، انتقدت أرمينيا في بيانها أذربيجان لإدلائها بإعلان “أحادي”، في حين كانت يريفان ترغب في أن يكون “مشتركا”.
وخاضت باكو ويريفان حربين للسيطرة على منطقة قره باغ الأذربيجانية وتقطنها غالبية من الأرمن، مرة أولى عقب سقوط الاتحاد السوفياتي كان النصر فيها من نصيب أرمينيا ومرة أخرى في 2020 انتصرت فيها أذربيجان، قبل أن تستولي باكو على الجيب بكامله في هجوم استمر 24 ساعة في سبتمبر 2023.
ومنذ الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي في 1991، تواجه البلدان في معارك حدودية عدة. وسعت كل من روسيا ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى التوسّط بين الدولتين لفضّ النزاعات.
وامتدت المفاوضات الثنائية على مدى الأعوام الماضية، وهي شهدت تقدما تارة وتوترا تارة أخرى.
وفي يناير، أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان عن تقدم ملحوظ، مع الإشارة إلى أن بندين اثنين من الاتفاق ما زالا عالقين.
وأعلن وزير الخارجية الأذربيجانية أن “أرمينيا قبلت مقترحات أذربيجان بشأن البندين من معاهدة السلام”.
وتنتظر باكو من جارتها بفضل تحالفها مع تركيا، من أرمينيا أن تعدّل دستورها في ما يخصّ إعلان الاستقلال وما ورد فيه بشأن قره باغ.

مقالات مشابهة

  • ليس من شأنها..ماكرون: قرار نشر قوات حفظ سلام بيد أوكرانيا لا روسيا
  • ماكرون: ليس من حق روسيا اتخاذ قرار بشأن قوات حفظ سلام بأوكرانيا
  • الجامعة العربية ترحب بالاتفاق بين أرمينيا وأذرربيجان
  • الجامعة العربية ترحب بالاتفاق الأرميني الأذري
  • الجامعة العربية ترحب بالاتفاق الارميني الاذري
  • الولايات المتحدة تشيد بإنهاء المفاوضات بشأن اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان
  • معهد فلسطين للأمن القومي: الخطة المصرية لإعمار غزة واقعية وتخدم الأولويات العربية
  • اتفاقية سلام جوبا: التمادي في بذل العهود المستحيلة (4)
  • بعد صراع 40 عاماً.. أرمينيا وأذربيجان تعلنان التوصل لاتفاق سلام
  • أرمينيا وأذربيجان تتوصلان إلى “اتفاق سلام”