تبشرنا نسائم عودة حجاج بيت الله الحرام بخير وبركة، حاملين معهم عبق الإيمان ونور الروحانيات التى عاشوها فى رحلة إيمانية استثنائية. ودعوا المشاعر المقدسة فى مكة المكرمة والمدينة المنورة، حاملين معهم ذكريات لا تنسى ودعوات مستجابة فى قلوبهم.
نبارك للحجاج عودتهم السالمة، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منهم حجهم وعمرتهم، وأن يغفر لهم ذنوبهم ويرحمهم.
تشعل عودة الحجاج إلى بلادهم شعلة الفرح والسعادة فى قلوب أهاليهم وأصدقائهم، الذين ينتظرونهم بفارغ الصبرِ لاستقبالهم بالتهانى والدعوات. تعانق الأجواء عبق الإيمان والروحانيات مع كل خطوة يخطوها الحاج العائد، مذكرا الجميع بقيمة هذه الفريضة العظيمة وما تحمله من معان سامية.
أما ما بعد الحج، المحافظة على الروحانيات ونشر الوعى مع عودة الحجاج إلى بلادهم، يجب عليهم الحرص على المحافظة على الروحانيات التى عاشوها خلال رحلة الحج، وأن يسعوا لتطبيقها فى حياتهم اليومية، والمحافظة على الطاعات التى أدوها خلال الحج، مثل الصلاة والصيام وقراءة القرآن الكريم، وكذلك يمكنهم أن يلعبوا دورا هاما فى نشر الوعى الإسلامى بين الناس، من خلال مشاركة تجاربهم فى رحلة الحج، والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف، وأن يكونوا قدوة حسنة للآخرين.
عاش الحجاج خلال رحلة الحج تجربة روحية فريدة من نوعها، حيث شعروا بقربهم من اللهِ تعالى أكثر من أيّ وقت مضى، وغمرتهم مشاعر السكينة والطمأنينة خلال أداء مناسك الحج، وذلك بسبب شعورهم بقربهم من اللهِ تعالى، وحرصهم على التوبة والاستغفار من ذنوبهم خلال رحلة الحج، وذلك فى أجواء إيمانية محفزة، وتضرعهم إلى الله تعالى بالدعاء بأن يمن عليهم بحسن العيش والكرامة، وأن يرزقهم الجنة.
نبارك للحجاج مرة أخرى عودتهم السالمة، ونسأل الله تعالى أن يثيبهم خير الجزاء على ما بذلوه من جهد فى سبيل أداء هذه الفريضة العظيمة، وأن يرزق كل مشتاق حج بيته الحرام وزيارة المسجد النبوى الشريف والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمد على محمد حج مبرور وذنب مغفور تصحيح مسار حجاج بيت الله الحرام رحلة الحج
إقرأ أيضاً:
ما الفرق بين المعجزة والكرامة؟ الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول ، ما الفرق بين المعجزة والكرامة، وهل يوجد دليل على صحة كرامات الأولياء؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال، إنه قد تقرر في أصول الدين أن "ما جاز معجزةً لنبيٍّ جاز كرامةً لوليٍّ"، وأن الفرق بين المعجزة والكرامة هو أن المعجزة مقرونة بدعوى النبوة، أما الكرامة فدالّةٌ على صدق النبي الذي حصلت الكرامة بسبب الإيمان به، وتلك الكرامات الثابتة للصالحين لا يوجد أي دليل على انتهائها بانتهاء حياة الولي في الحياة الدنيا، بل وجد الدليل على عكس ذلك.
فيما ثبت من الآثار المتكاثرة المتواترة في حصول الكرامات للصالحين بعد الوفاة؛ من تكلُّمٍ بعد الموت، وحفظٍ لجسد الميت، وقراءةٍ للقرآن، واستجابة الدعاء عند قبره، ودلالةٍ على الخير في المنام، وإخبارٍ بالمغيَّبات، وذلك كله حاصل بإذن الله تعالى من غير قدرة ذاتية للولي عليها، لا فرق في ذلك بين الحي والميت.
وأوضحت دار الإفتاء، أن الإيمان بكرامات الأولياء مما أجمع عليه أهل السنة والجماعة مخالفين بذلك أهل البدع والأهواء، واعتبره علماء العقيدة أصلًا من أصول الاعتقاد، وإنكارها قد يخرج المسلم من دينه؛ إذا كان ذلك من جهة الشك في قدرة الله تعالى، كما أن إثباتها للأولياء بعد انتقالهم يقره صريح المعقول، وصحيح المنقول، والموت يطرأ على الجسد لا الروح، فلا يجوز إنكار كرامات أولياء الله الصالحين لا في حياتهم، ولا بعد انتقالهم.
ويقول الإمام العلامة المحقق السعد التفتازاني في "شرح المقاصد" (2/ 386): [وبالجملة ظهور كرامات الأولياء يكاد يلحق بظهور معجزات الأنبياء، وإنكارها ليس بعجيب من أهل البدع والأهواء؛ إذ لم يشاهدوا ذلك من أنفسهم قط، ولم يسمعوا به من رؤسائهم الذين يزعمون أنهم على شيء مع اجتهادهم في أمور العبادات واجتناب السيئات، فوقعوا في أولياء الله تعالى أصحاب الكرامات يمزقون أديمهم ويمضغون لحومهم؛ لا يسمونهم إلا باسم الجهلة المتصوفة، ولا يعدونهم إلا في عداد آحاد المبتدعة، قاعدين تحت المثل السائر: "أوسعتُهم سبًّا وأودَوْا بالإبل"، ولم يعرفوا أن مبنى هذا الأمر على صفاء العقيدة ونقاء السريرة، واقتفاء الطريقة واصطفاء الحقيقة] اهـ.