بوابة الوفد:
2024-11-23@15:18:02 GMT

ما لا عين رأت

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

هنالك اختلاف كلى وجزئى بين نظرة الديانة اليهودية والاسلام لقضايا عقدية جوهرية مثل البعث والنشور والحساب وبالتالى مبدأ ثم كيفية ثواب المومنين الصالحين وعقاب العصاة المذنبين وهناك طوائف يهودية شهيرة مثل فرقة الصادوقين تنكر اليوم الأخر من الأساس ولا تؤمن بقيامة الأموات، وتعتقد أن عقاب العصاة وإثابة المتقين هى فكرة رمزيّة قد يحصلان فى حياتهم الدنيوية فقط وذهبت طائفة الفريسيين أن الصالحين من الأموات سينشرون فى هذه الأرض ليشتركوا فى ملك المسيح الذى يأتى آخر الزمان، ويوكّد هذا المنحى الغريب نصوص التوراة التى لم تشر من قريب أو بعيد إلى مسألة الجنة على سبيل المثال إلا أن هناك إشارات على استحياء فى التلمود مثل مساحة الجنة والتى ورد فيها «مساحة مصر أربعمائة ميلا طولاً وعرضاً، وأرض الموريين تكبر مصر ستين مرة، والمعمورة تكبر أرض الموريين ستين مرة، والجنة تكبر المعمورة ستين مرة».

وعن نعيم الجنة جاء «الجنة ليست مثل هذه الأرض، لأنه لا أكل فيها ولا شرب ولا زواج ولا تناسل ولا تجارة ولا حقد ولا ضغينة ولا حسد بين النفوس، بل الصالح سوف يجلس وعلى رأسه تاج ويستمتع برونق السكينة»وورد ايضا أن الجنة مأوى الأرواح الزكية لا يدخلها إلا اليهود، والجحيم مأوى الكفار، ولا نصيب لهم فيه سوى البكاء لما فيه من الظلام والعفونة والطين، وأن الجحيم أوسع من النعيم ستين مرة!!

أعتقد أن منذ أغواء موسى السامرى لهم بعبادة العجل من دون الله وطبيعية الشخصية اليهودية مادية عملية لا تركن كثيرا إلى الأمور الميتافيزيقية ولا تثق فى الوعود الغيبية وترى أن الجنة الحقيقية هى الحياة الدنيا التى يجب أن يستمتعوا بكل تفاصيلها ولحظاتها لذا يود احدهم أن يعمر الف سنة ولأنها شخصية أنانية لا تعترف بفضائل التضحية من أجل الوطن أو الدين أو حتى الحرية وهى الأمور التى يتسلح بها الجنود فى ميدان المعركة وتشجعهم على الإقدام والجسارة لطالما كان الجندى الإسرائيلى يختبئ داخل الدبابة المحصنة ولم يعتد على ملاقاة خصومه وجها لوجه وهو ما حدث فى أتون الحرب البرية التى طالت أكثر مما ينبغى لذا فضحت تلك الملحمة الاغريقية نقاط ضعف هذا الجندى المرعوب من احتمالية الموت وهو يقاتل أشباحا تخرج من تحت الانفاق تبحث عن الشهادة والفوز بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

وحصيلة المعارك اليومية من القتلى أو المصابين بعاهات مستديمة هائلة ومرعبة.

بالتأكيد هذا المصير المأساوى جعل الآلاف من الجنود مصابين بأمراض نفسية اقلها صدمة ما بعد الحرب وقد قالت صحيفة إسرائيل هيوم بأن منظومة الصحة النفسية انهارت بسبب الارتفاع الكبير لعدد الأعراض النفسية الخطيرة لدى الجنود وعائلاتهم وأفادت التقديرات الأولية بأن ما بين 20% إلى 30% سيعيشون مع هذه الصدمة النفسية مدى الحياة، وأنهم لن ينجحوا فى التخلص من أعراضها، يبدو أن سبب.

ý تفشى ظاهرة الخوف والهلع المستمر هو أن إسرائيل ليست دولة طبيعية وإنما «جيتو كبير» يعيش منذ طوفان الأقصى تجربة مؤلمة غير مسبوقة يكتنفها الحزن والحداد الجماعى وعدم الشعور بالأمان ويرزح تحت وطأة هاجس أن تهديداً غامضاً سيحدث بطريقة ما 

ýلاسيما مع استمرار دوى صافرات الإنذار وسقوط صواريخ المقاومة فى قلب المستوطنات والمدن الكبرى. 

إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ما لا عين رأت الديانة اليهودية

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: زيادة استهلاك الإسرائيليين للأدوية النفسية

 أفاد إعلام إسرائيلي، بأن بيانات وزارة الصحة تشير إلى تدهور خطير في الحالة النفسية للإسرائيليين، وذلك حسبما جاء في نبأ عاجل لـ «القاهرة الإخبارية».

 

وأشارت بيانات وزارة الصحة إلى زيادة استهلاك الإسرائيليين للأدوية النفسية خلال الربع الثالث من 2024.

مقالات مشابهة

  • إسعاد يونس تنعي وفاة والدة مي عز الدين: ربنا يسعد روحها في الجنة
  • طفل يشنق نفسه هربًا من الضغوط النفسية وسط اليمن
  • عاجل.. وفاة المطرب والملحن محمد رحيم
  • هبة مجدي ناعيا والدة مي عز الدين: في الجنة و نعيمها
  • صحف عبرية: قلق متزايد بشأن حالات انتحار الجنود الإسرائيليين وتأثيرات الحرب النفسية
  • حتى لا تكبر هذه الأزمات
  • دعاء للميت يوم الجمعة .. يفرح به المتوفى ويجعل قبره من رياض الجنة
  • عروس الجنة.. ضحية ميكروباص المنوفية الغارق طالبة بالفرقة الرابعة بكلية التمريض ..صور
  • إعلام عبري: زيادة استهلاك الإسرائيليين للأدوية النفسية
  • مفتاح الجنة: عبادة بسيطة تقربك من رسول الله صلى الله عليه وسلم