نواصل حكايات مستشفى الهرم وما يحدث داخلها من أحداث نحسبها كوارث طبية ينبغى أن لا تمر مر الكرام ولابد أن يحاسب مرتكبيها حتى لا تتكرر مرة أخرى.
أصابتنى وعكة صحية مفاجئة نتيجة إهمال وعدم متابعة متعمدة لإصابة قديمة - للأسف نصحنى أحد الأطباء بتجاهلها - ومضيت فى هذه الحالة حتى استفحل المرض دون أن أدرى والغريب أننى اكتشفت الحالة بالصدفة البحتة أثناء وجودى فى أحد المستشفيات للكشف على صدرى فلم أجد طبيب الأمراض الصدرية فقلت فى نفسى لا أضيع المشوار و استشير طبيب المسالك البولية وبمجرد أن رأنى حتى شخص الحالة -لأنها ظاهرة وواضحة- ونصحنى بالبدء فورا فى إجراءات مواجهة المرض وتركيب قسطرة بولية كإجراء أولى ولأن المستشفى بعيدا جدا عن منزلى وكذلك خوفى من هذا الإجراء قررت الذهاب إلى مستشفى الهرم حاملا مجموعة التحاليل التى تؤكد ما قاله الطبيب
وذهبت إلى استقبال مستشفى الهرم لأن الوقت كان متأخرا وطلبت نائب المسالك وأخبرته أننى أحتاج لتركيب قسطرة وشرحت له الحالة على حسب ما قاله لى الطبيب و أطلعته على التحاليل التى تؤكد تشخيص الطبيب فرفض رفضا تاما مؤكدا أن الحالة لا تستدعى وأن مخاطرها كثيرة وضررها أكبر نفعها ونصحنى بزيارة أستاذه بعد ٤ أيام فى ميعاد عيادته الخارجية.
ذهبت فى الميعاد فبمجرد أن رأنى النائب بادرنى بالقول: أين أنت لقد وبخنى أستاذى على عدم تركيب القسطرة وجريت لألحق بك.
ولأن الموقف لا يحتمل النقاش قررت عدم الرد عليه وذهبت فورا لشراء القسطرة وتم تركيبها فى ثوانى ونصحنى النائب بانتظار العرض على الأستاذ فانتظرت عدة ساعات وقوفا أمام باب العيادة لمقابلة الأستاذ بعد فراغه من إجراء العمليات وجاء الطبيب واطلع على التحاليل والأشعة وقرر ضرورة إجراء جراحة عاجلة لإصلاح ما أفسده الإهمال وطلب مجموعة أخرى من الأشعة التحاليل ومتابعة النائب لتحديد موعد الجراحة.
بالفعل بدأت الإجراءات المطلوبة ثم اصطدمت بأننى اتبع التأمين الصحى ولابد من موافقته على إجراء الجراحة فى مستشفى الهرم وفعلت المستحيل للحصول على الموافقة وتحقق لى ذلك
اتصل بى النائب ليخبرنى بموعد الجراحة وانهاء بعض الإجراءات الروتينية وقبل الجراحة بيوم قالى لى النائب: أنت عارف نظامنا إيه؟ قلت لا، فأخبرنى بضرورة دفع ثمن إيجار منظار لأن المستشفى لا تمتلك هذا الجهاز، فقلت متعجبا: إيجار؟ قال: نعم، فأخبرته أننى أتبع التأمين الصحى وهو متكفل بجميع المصروفات، فقال: المنظار خارج التغطية، فرضخت لما قال، وسألته عن التكلفة فأخبرنى بأن ذلك يتم مع مندوب شركة المعدات الطبية قبل إجراء الجراحة مباشرة فوافقت مرغما لأنى أنهيت جميع الإجراءات اللازمة وآخرها التبرع بالدم الذى فوجئت به فى اللحظة الأخيرة وعبثا حاولت الاستعاضة عنه بأى طريقة عن طريق دفع مبلغ مالى يساوى قيمته لعدم وجود متبرع فى هذه اللحظة واضطررت للدفع بابنى للقيام بهذه المهمة -والذى يعانى ضعف عام- حتى أن الممرضة رفقت بحالته الصحية وأخذت منه كيس دم واحد بدلا من كيسين وأوصت بعدم التبرع إطلاقا بالدم لمدة عام كامل.
أخيرا دخلت حجرة العمليات بعد وقوفى على بابها أكثر من ربع ساعة وظننت أن الأمر قد أنتهى ولكن هيهات انتظرت فى الصالة الفسيحة المؤدية للحجرة أكثر من نصف ساعة أخرى مرت على كأنها دهر ولا أعرف ما الداعى لهذا كله فلماذا لا يدخل المريض غرفة العمليات مباشرة تفاديا للقلق والرهبة أو الرعب إن شئت الدقة؟.
وبدأت مرحلة التحضير للجراحة بالتخدير وفور صعودى سرير العمليات فوجئت بمندوب شركة المعدات الطبية داخل غرفة العمليات بل وفوق رأسى يحدثنى عن إيجار المنظار ودار بيننا حديث طويل يتعلق بطريقة الدفع ومن سيقوم بها وإن كان معى أحدا بالخارج كل ذلك داخل غرفة العمليات المعقمة!
فماذا حدث بعد ذلك هذا ما سنعرفه فى المقال القادم.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلاح صيام ندى مستشفى الهرم الأمراض الصدرية مستشفى الهرم
إقرأ أيضاً:
اكتشاف طبي مذهل.. لقاح يحارب سرطان عنق الرحم ويغني عن الجراحة
في خطوة طبية كبيرة، كشفت دراسة حديثة عن دور واعد ومهم للقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) في الوقاية من تطور سرطان عنق الرحم لدى النساء، بل وفي علاجه أيضًا، تُظهر النتائج الأولية لهذه الدراسة أن هذا اللقاح قد يساهم بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بهذا المرض، خاصة بين النساء اللاتي لديهن خلايا سرطانية عالية الخطورة، أي التي يحتمل أن تتطور إلى سرطان عنق الرحم بشكل كبير.
لقاح يحارب سرطان عنق الرحم ويغني عن الجراحةفي تجربة سريرية شملت مجموعة من النساء اللاتي يعانين من خلايا سرطانية شديدة الخطورة في عنق الرحم، أجرى فريق من العلماء في هولندا دراسة أظهرت نتائجها أن أكثر من نصف المشاركات في التجربة قد تخلصن تمامًا من هذه الخلايا السرطانية بعد تلقيهن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري. وبعد فترة متابعة استمرت قرابة عامين، لم يتم تسجيل أي حالات تكرار أو عودة لتلك الخلايا السرطانية لدى النساء المشاركات في الدراسة، وفقًا لما ذكر موقع «روسيا اليوم».
وشرح الفريق العلمي القائم على الدراسة أن هناك ثلاثة أنواع رئيسية من التغيرات الخلوية في عنق الرحم التي تعتبر مراحل ما قبل السرطان الكامل، وذلك على النحو التالي:
- CIN1 (خلل التنسج العنقي من الدرجة الأولى): يعتبر تغيرًا خفيفًا في خلايا عنق الرحم.
- CIN2 (خلل التنسج العنقي من الدرجة الثانية): يعتبر تغيرًا متوسطًا في خلايا عنق الرحم.
- CIN3 (خلل التنسج العنقي من الدرجة الثالثة): يعتبر تغيرًا شديدًا في خلايا عنق الرحم.
كما أكد الفريق العلمي أن جميع هذه الأنواع الثلاثة تمثل خلايا غير طبيعية في عنق الرحم، وإذا لم يتم علاجها، فإنها قد تتطور مع مرور الوقت لتصبح سرطانًا كاملًا في عنق الرحم.
لقاح فيروس الورم الحليمي البشريوخلال المرحلة الثانية من التجربة السريرية، تلقت 18 مريضة مصابة بـ CIN3 (وهي المرحلة الشديدة من تغيرات الخلايا قبل السرطانية) حوالي ثلاث جرعات من لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، مع فاصل زمني قدره ثلاثة أسابيع بين كل جرعة وأخرى، وخضعت جميع المشاركات في هذه المرحلة لاختبارات منتظمة لمراقبة استجابتهن للقاح.
بعد مرور 19 أسبوعًا من بدء التجربة، أظهرت النتائج أن 9 مريضات من أصل 18 شهدن اختفاءً تامًا أو تراجعًا ملحوظًا في الخلايا السرطانية في عنق الرحم، مما يشير إلى استجابتهن الإيجابية للقاح، وبالنسبة لبقية النساء المشاركات في هذه المرحلة، فقد تلقين العلاج الجراحي التقليدي المعتاد، وخلال فترة المتابعة اللاحقة لجميع المشاركات، لم يتم تسجيل أي حالات تكرار أو عودة للمرض لدى أي منهن.
نتائج مشجعة ومبشرة بالخيروعلى الرغم من أن العلماء القائمين على الدراسة أقروا بوجود بعض القيود في هذه التجربة، مثل حجم العينة الصغير نسبيًا ومدة المتابعة القصيرة نسبيًا أيضًا، إفإن النتائج التي تم الحصول عليها كانت مشجعة للغاية وتُبشر بالخير.
في الوقت الحالي، الإجراء العلاجي المعتاد الذي يعرض على النساء اللاتي لديهن خلايا سرطانية في عنق الرحم هو إجراء جراحي يسمى «الاستئصال الحلقي»، وهذه العملية الجراحية تهدف إلى إزالة الخلايا غير الطبيعية من عنق الرحم، ومع ذلك، تحمل هذه الجراحة بعض المخاطر المحتملة، مثل خطر النزيف والعدوى، بالإضافة إلى مضاعفات أخرى محتملة قد تحدث في أثناء الحمل في المستقبل، مثل الولادة المبكرة، وهو ما يظهر الأهمية الكبيرة للنتائج التي توصلت إليها الدراسة الحديثة.
من أكثر اللقاحات العلاجية فعاليةوصرحت الدكتورة رفيكا ييجيت، طبيبة أمراض النساء والأورام في المركز الطبي الجامعي في غرونينجن بهولندا، والتي قادت هذه التجربة السريرية، أن اللقاح المستخدم في الدراسة، والذي أُطلق عليه اسم «Vvax001» يعتبر «من أكثر اللقاحات العلاجية فعالية» المتاحة حاليًا ضد سرطان عنق الرحم.
كما أوضحت «ييجيت» أن نتائج هذه التجربة قد تعني أن «نصف المرضى على الأقل» من النساء اللاتي يعانين من خلايا سرطانية عالية الخطورة في عنق الرحم قد يتمكن من تجنب الخضوع للجراحة التقليدية وما يترتب عليها من آثار جانبية محتملة.
الفحص الدوري المنتظم لعنق الرحموأشارت الطبيبة أيضًا إلى أنه على الرغم من التقدم الكبير والمبهر الذي يحققه لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في مجال الوقاية من سرطان عنق الرحم، فإن الفحص الدوري المنتظم لعنق الرحم يظل أمرًا بالغ الأهمية؛ إذ أن اللقاح لا يوفر حماية بنسبة 100% ضد جميع أنواع فيروس الورم الحليمي البشري المسببة لهذا المرض.