30 يونيو ثورة إنقاذ مصر من المجهول
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
تحتفل مصر خلال أيام بالذكرى الحادية عشر لثورة 30 يونيو المجيدة، تلك الثورة التى خاضها الشعب المصرى لإنقاذ وطنه من مصير مجهول كان ينتظرها فى ظل حكم جماعة الإخوان الإرهابية، حيث انحازت لها القوات المسلحة المصرية، وستظل هذه الثورة من العلامات المضيئة فى تاريخ مصر، فقد نجحت فى استعادة الهوية المصرية بعد محاولات مستميتة من جانب الجماعة الإرهابية لانتزاع مصر من هويتها الثقافية.
ولا يخفى على أحد حجم التضحيات التى قدمها رجال القوات المسلحة والشرطة فى مواجهة عمليات الفوضى التى سعت الجماعة الإرهابية إلى اختلاقها لمعاقبة الشعب المصرى على تصديه لمخطط الأخونة الذى سعت الجماعة لتنفيذه بكل السبل، ولكن جاءت ثورة 30 يونيو لتنهى هذه المخططات، وتنجح فى إزاحة الإخوان عن الحكم، لتبدأ مصر عهد جديد من الإنجازات والنجاحات فى كل قطاع، بعد أن نجحت فى حربها على الإرهاب، وإطلاق قطاع البناء والتعمير ليجوب مصر شرقا وغربا شمالا وجنوبا دون توقف.
إن الدولة المصرية على مدار 11 عام راهنت على وحدة وتلاحم الشعب المصرى فى مواجهة الأزمات والتحديات فكان دائما الرهان الفائز، فبدعم الشعب تمكنت الدولة من إعادة بناء مؤسساتها الوطنية، واستعادة الثقة فيها بعد محاولات إضعافها المستمرة من جانب جماعات وقوى الشر، كما بدأت الدولة فى حصد الانجازات بداية من شق قناة السويس الجديدة وتبنى مشروع اجتماعى للقضاء على العشوائيات، وتوفير سكن كريم لكل مواطن، فضلا عن تطوير المستشفيات والمدارس والمطارات والموانىء ومترو الأنفاق والسكك الحديدية، والتوسع فى إنشاء شبكات الطرق والكبارى، بالإضافة إلى إطلاق حزمة من الإجراءات لدفع القطاعات الإنتاجية وتحسين مناخ الاستثمار، كذلك بناء جيل جديد من المدن الذكية والتى تُصنف بأنها مستقبل مصر خلال السنوات القادمة، كما تبنت القيادة المصرية مشروعا هو الأضخم فى تاريخ العمل التنموى بإطلاق مبادرة حياة كريمة التى تستهدف تحسين حياة الإنسان فى الريف المصرى، وعملت على توفير فرص العمل ومواجهة البطالة، وبناء جمهورية جديدة تصنع المستقبل لأبناء الوطن وتحفظ وتصون الأجيال القادمة.
وكان واحدا من أهداف القيادة المصرية هو كيفية إعادة مصر لدورها المحورى دوليا وعربيا وقاريا بعد سنوات من التراجع بسبب انشغالها بحالة الفوضى والعنف التى أصابتها بعد 25 يناير 2011، كما أُطلقت استراتيجية التنمية المستدامة مصر 2030 التى تنقسم إلى 12 محورًا رئيسيا، ونفذت الدولة المصرية المئات من المشروعات القومية العملاقة التى غيرت من وجه مصر وحسنت حياة المواطنين خاصة فى القرى والمحافظات، وذلك رغم التحديات الاقتصادية التى واجهت الدولة بسبب الأزمات العالمية بداية من جائحة كورونا مرورا بالحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها السلبية على جميع دول العالم، وصولا إلى الأزمات الإقليمية وعلى رأسها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كما عملت الدولة على توسيع مظلة الحماية الاجتماعية بإطلاق مشروع تكافل وكرامة لرعاية الأسر الفقيرة وإقامة مناطق جديدة بديلة للعشوائيات وغيرها من المشروعات الاجتماعية، وهو ما يؤكد انحياز الدولة للمواطن البسيط.
كل ذلك يؤكد أن ثورة 30 يونيو كانت شرارة الأمل والبناء والتنمية على مدار السنوات الماضية منذ عام 2013، والتى بدأت بعودة الاستقرار والأمن لمصر، وفى هذه المناسبة أتوجه بالتهنئة إلى الشعب المصرى العظيم الذى تحرك بمجرد الشعور بالخطر لإنقاذ وطنه، كذلك القوات المسلحة وفى القلب منها الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى حمل روحه على كفيه من أجل حماية الإرادة الشعبية فى إنهاء حكم الإخوان، فانحاز إلى الشعب المصرى وقت أن كان وزيراً للدفاع حينئذ، بالإضافة إلى ذلك أتوجه بتحية تقدير وإجلال لمئات الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة الذين راحوا ضحية إرهاب الإخوان.
فى 30 يونيو نجح الشعب المصرى ومن خلفه القوات المسلحة والشرطة فى تسطير ملحمة وطنية خالدة من أجل الحفاظ على هوية مصر، لتؤكد للعالم أن هذا الشعب عَصى على الخضوع والإذلال، وأنه لا يؤمن بمصلحة جماعة أو حزب، فقط المصلحة الوطنية للدولة المصرية، وبفضل التلاحم الوطنى والإرادة الشعبية نجحت ثورة 30 يونيو فى إسقاط حكم الإخوان، وستظل محفورة فى ذاكرة ووجدان المصريين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حازم الجندى تحتفل مصر الشعب المصرى جماعة الإخوان الإرهابية القوات المسلحة المصرية تاريخ مصر القوات المسلحة الشعب المصرى ثورة 30 یونیو
إقرأ أيضاً:
إنخفاض أعداد الشركات المصرية المشاركة فى "هايم تكستايل فرانكفورت " إلى النصف
تعد المعارض العالمية الضخمه فرصة كبيره للشركات المصرية لعرض منتجاتها للمنافسه والحصول على حصه سوقية من السوق العالمى الذى لا يرحم سواء من حيث المنافسه الشرسه، أو المنتجات فائقة الجوده ، والسعر التنافسى المناسب . والمعارض العالمية فى اى مكان بالعالم تعد بمثابة ملتقى لعمالقة الصناعه والتصدير ولا مجال هناك للفوضى والفهلوه أو الصدفه ، فكل شىء دقيق ومرتب ومعروف وقد رأيت ذلك بعينى خلال عشرات المعارض العالمية التى زرتها على مدار اكثر من 24 عاما بداية من فودكس طوكيو مرورا بفانسى فوود نيويورك ، وهايم تكستايل فرانكفورت ، و فيرونا الإيطالي وإنتهاء بجلفوود دبى . كانت عشرات الشركات المصرية تشارك فى هذه المعارض وتحقق مكاسب من هذه المشاركات على كافة المستويات سواء من عقد الصفقات ، أو الإلتقاء مع كبار منافسيهم ، أو الوقوف على أحدث ما توصلت إليه الصناعه عند منافسيهم ، أو معرفة إتجاهات الأسواق.
**
تراجع أعداد الشركات ..هايم تكستايل نموذجا
يعد معرض هايم تكستايل للمفروشات والذى يقام بمدينة فرانكفورت الألمانية أهم وأضخم معرض للمفروشات والوبريات على الإطلاق حيث يشارك فيه أكثر من 3500 شركه من كبريات الشركات المنتجه للمفروشات ،والوبريات ولضخامة معرض هايم تكستايل وأهميته قررت بعض شركات السجاد التى كانت تشارك فى معرض دومتيكس الذى يقام بمدينة هانوفر الألمانية خلال شهر يناير أيضا نقل مشاركتها إلى هايم تكستايل بمدينة فرانكفورت بعد الإتفاق مع أرض معارض mess frankfurt ..
فى الدورات السابقه لمعرض هايم تكستايل فرانكفورت كان عدد الشركات المصرية التى تشارك فى المعرض يصل لأكثر من 48 شركه حيث كانت تشارك شركات من قطاع الأعمال العام مثل العامرية ، والمحله ، وشركات من القطاع الخاص من عدة محافظات مختلفه ، وكان الشكل ألعام للشركات المصريه مثيرا للفخر والعزه بأن هذه الشركات مصرية 100% وكان السفير المصرى بألمانيا يحرص على زيارة الشركات المصرية وإجراء حوار مفتوح مع أصحاب وممثلى الشركات المشاركه فى إطار الإهتمام الحكومى ، وما يثير أعجابك بشركات وطنك أنه لاتوجد دوله عربية واحده فى هذا المعرض الضخم يمثلها هذا العدد من الشركات ، أو تنتج وتصدر مثل هذه المنتجات فائقة الجوده .. وإذا كان ما سبق يدعو للفخر والإعجاب ، فإن ما أذكره فى السطور التالية يدعو للحسره والإستياء وألخصه فى عدة نقاط وهى :
اولاً :
تراجع عدد الشركات المصرية التى ستشارك هذا العام فى هايم تكستايل فرانكفورت إلى 18 شركه وهو رقم هزيل لا يتناسب ومكانة مصر فى صناعة النسيج والغزل والمفروشات
ثانياً :
كل الشركات المشاركه تتحمل كل تكاليف المشاركه تقريبا بعد أن قررت الحكومه تخفيض الدعم الموجه للمعارض الخارجية
ثالثا:
قرار تخفيض الدعم لصناعة النسيج وبعض الصناعات الأخرى المصدره يعد قرارا خاطئاً بكل المقاييس لأن هذه الصناعات هى بمثابة العمود الفقري للاقتصاد المصرى الذى يعانى من أزمات طاحنة بسبب عوامل جيوسياسية متغيره ومتقلبه وسريعة التصاعد فى أحداثها.
رابعا :
من غير المعقول أن يكون لدينا وعلى أرضنا مصانع تعد من عمالقه الصناعه فى العالم ولا نستمع لاصواتهم ومطالبهم..من كان يصدق أنه سيأتي على مصر اليوم الذى ستصبح فيه أكبر منتج ومصدر للسجاد المياكنيكى فى العالم بفضل مجموعة النساجون الشرقيون العملاقه فخر الصناعه الوطنيه ! ، ومن كان يصدق أنه سيصبح لدينا واحدا من أهم عمالقة صناعة المفروشات المنزلية والسياحية فى العالم وهى مجموعة نايل لينن جروب بالمنطقة الحره بالعامرية بالأسكندرية، ومن كان يصدق أن مهندس مصرى شاب من مدينة المحله يدعى وليد الكفراوى سيصبح من أهم موردى الوبريات " الفوط والبشاكير " إلى أكبر أندية العالم مثل برشلونه وريال مدريد ...ألا تستحق كل هذه النماذج الوطنية الدعم والمسانده بدلا من تضييق الخناق عليهم ، وليس ذنب هؤلاء وغيرهم أن هناك مسئولون لا يعلمون ، وقد لايفهمون ولا يدركون كيف يتحمل هؤلاء أعباء وتكاليف وضغوطات وصعوبات رهيبه حتى يستطيعون الإنتاج والتصدير والتواجد للمنافسه فى هذه المعارض العالمية الضخمه !
خامسا:
لا يعقل أن تتفوق علينا دول شرق آسيا والتى عرفت صناعة النسيج بعدنا بعشرات السنوات ، وتكاد تكون صادرات دوله مثل اندونيسيا فى قطاع النسيج والملابس الجاهزه وحده أعلى من قيمة صادرات مصر الإجمالية ، والمدهش أن اندونيسيا والهند يعتمدان بشكل كبير فى إنتاجهم على القطن المصرى الذى يشترونه بأسعار رخيصه من السماسرة، وجزء كبير من منتجاتهم التى يتم تصديرها مصنوعه من قطن مصرى ، وتستطيعون التأكد من ذلك من كبار الصناع الذين يعملون فى هذه الصناعه العتيقه .
سادساً:
نكرر ونشدد حبا لوطننا وصناعة وصناع وطننا ونقول ، أن الإقتصاد الوطنى لن تقوم له قائمه الإ إذا منحنا الصناعه كل الإهتمام والدعم والمسانده ، فأوروبا عادت قوية مرة أخرى بعد الحروب التى انهكتها فى القرون السابقه من خلال الصناعه ، والنهضة الإقتصادية الكبيره التى حدثت فى دول مثل الصين واليابان و سنغافوره وفيتنام وماليزيا واندونيسيا كانت بفضل الصناعه ..ولهذا كله نقول أيضا أن القرارات العنترية غير المدروسه ليست فى صالح الصناعه والاقتصاد..وعلى الحكومه ومتخذوا القرار أن يستمعوا لأصحاب الشأن من الصناع لأنهم شركاء أساسيون فى التنمية ، ولا نمو ولا زيادة فى الناتج المحلى الإجمالى إلا بصناعة وصناع مصر ..إن قرار تخفيض الدعم للشركات المصدره ، وكذلك تخفيض دعم المعارض ليس فى صالح الصناعه والإنتاج والتصدير ، وعلى الحكومه أن تراجعه وتصوبه إن كانت تريد للاقتصاد الخروج من نفقه المظلم !