عاشت معه أكثر من ثلاثين عاما، دموعها تجمدت تماما داخل مقلة عينيها، تحكى وكلها حسرة وألم على عمرها،، تحكى عن رحلة عمرها الطويلة شافه بمعنى الكلمة منذ كانت ممرضة صغيرة تسهر ليلا لتحصل على أجر أكثر وأكثر لتساعد الرجل الذى يعمل موظفا فى إحدى شركات الحكومة، تحكى مشوار حياتها وهى مهانة ذليلة مكسورة القلب والخاطر من أجل الحفاظ على أولادها، وفى نهاية المطاف خانها مع أخرى، عندما كان يشجعها فى عدم تقوية أى عمل إضافى مهما كان عدد ساعاته، أم تشفع شقائها وسهرها الطويل لخدمة المرضى.
فهناك دائماً نوعان من الرجال، نوع إذا أحب زوجته أكرمها وأعادها طفلة تركض فى حقول الياسمين والورد، عطر حياتها بساعات من الرومانسية والعطف والحنان والمودة، ونوع يجعل زوجته يأكلها الهرم فى عمر الصبا وتفوق عمرها بمئة عام، فمن الخطأ الاعتقاد بأن المرأة تزهر فى سن معين وتذبل فى سن معين ولكن الحقيقة أن المرأة تزهر مع رجل طيب حنون صادق الوعد، وفى وتذبل مع رجل سيئ فاقد المروءة والنخوة، فاقد المسئولية والوفاء.
وليست كل امرأة تنسى بامرأة أخرى، فهناك امرأة لو ضاعت منك ستمضى بقية حياتك تجمع صورتها من ألف امرأة ولن تجمعها، وأيضا ليس كل رجل يعوض أو يأتى من هو أفضل منه، فهناك رجل لو فقدتيه لن تجدى له شبيها حتى فى أحلامك، فإن البيوت لا تبنى من الوهم، بل لها أصول، ولها قواعد ثابته تقوم على الإخلاص والمحبة والثقة بين الطرفين والاحترام وحسن تقدير العشرة، فإن فقد أحدهما اختل عرش الزوجية وانهار وأصبح كلاهما مرضى فى مستشفى الزوجية، حينها يكون الفراق طوق نجاه لكلاهما، واستقرار نفسى وبدنى دون ذلك حياة دون حياة لا طعم لها ولا حتى رائحة. فمع مرور السنين يذهب جمال المرأة وتضعف قوة الرجل، ولا تبقى بينهما إلا المودة والرحمة، فالمرأة بالنسبة للرجل أمانة.
والرجل بالنسبة للمرأة أمان، والله عمر السن ما كان قدرها أو حصيلة أيامها، بالسعاده فقط تحيا أيامها لتظل طفله مهما كبرت داخل حديقة من البستان.
ومن قال أن أعمار النساء أسرار لا يمكن البوح بها.
ومن قال أن سن اليأس يأتى بعد الأربعين أو الخمسين أو حتى الستين؟، فالحياة والشباب والزمن مجرد رموز لا علاقة لها بالسنين أبدا لكن لها علاقة بحالة ذلك الشريك، ذلك النفس الذى يلا مها فى أوقات حياتها، قد تصل للسبعين ويبقى فى قلبى ثورة الشباب وشقاوة الأطفال ونضج الأيام والسنين.
المرأة ليست كالبضائع تقاس بمدة صلاحية الإنجاب!!
بل ذلك الإنسان الذى لا يعرف التوقف عن الشوق للحياة، فإن أراد المرء أن يشعر بالكهولة ويعانى درامتها فقد يعانيها وهو بسن العشرين، الحياة لا تــــُقاس بالأرقام ولا بعدد السنين، بل تقاس بالرضا والثقة بالله أولا ثم بالأمل والابتسام والتفاؤل.
عيشى حياتكِ كطفلة تشتاق دوما لرؤية شمس النهار
وبعقل أنثى ناضجة..و بمشاعر قلب فتاة ولا تخضعَ لواقع اليم يأكل من عمرك حياتك، فلا تسمحى يوما للأرقام أن تجعلكِ تنكسرين، أو تعيشى تحت سطوة واقع به رجل أثيم..
اختاروا صح من الاول فهناك علاقات مسمومة مصيرها الموت، أيتها المرأة وايها الرجل أيضا سأختار الذى لم ينتظرنى فى الظل، بل احترق فى وجه الشمس معى، الذى لم يُضئ لى العتمة فحسب، بل انطفأ معى، الذى وزّع الطمأنينة على أطراف جرحى وأبعد الشَك عن ميادين حيرتى، وفى لحظات ضعفى بدّد نفسهُ أشلائًا كثيرة كى أستجمع منها قوّتى وأجمع شتات نفسى.هذا هو من يستحقنى.
فالانسحاب من العلاقات المؤذية ليسَ فشلاً أبدا، والابتعاد عن البقاع التى لا تَهبك قيمة وحياه ليس هروباً،هى أثمن المكاسب لك ولقلبك ولبواقى عمرك.. وتفقدوا ساكنى قلوبكم اطمأنوا عليهم دوما.
أولئك المختبئين فى زوايا الروح، لعل أحدهم يكون قد اقترب من الحافة فينقذه دفئ السؤال، فالأشياء البسيطة عندما تأتى من شخص نحبه، تتضاعف قيمتها داخلنا ألف مرة، جالس جميل الروح تصبك عدوى جماله، و عاشر أصيلاً إذا جار الزمان عليك يجود، فإن ذو الأصل الطيب حتى فى عداوته شريف، وجاور طيب القلب تصيبك عدوى طيبته. واصطحب من يصحبك معه للسعادة وَالبهجه وجاور من تطمئن للحديث معه وكأنك تحدث نفسك، ورافق الأصيل من يعرف قدرك فيقدرك.
وجالس من ترتقى بحديثه، واختر رفيق قلبك بحكمة. وليس فقط رفيق حياتك، فـ ليس كل القلوب بالقلوب تليق.
سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية.
magda [email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ماجدة صالح شركات الحكومة
إقرأ أيضاً:
الغاية تبرر الوسيلة
لم يرَ «محمد على باشا» والى مصر أن ما جاء فى كتاب الأمير الذى وصفه «ميكافيلى» ليس جديدًا، وأمر وزيره أن يتوقف عن استكمال ترجمة الكتاب وقال إن المبدأ الذى جاء فى الكتاب من أن الغاية تبرر الوسيلة ليس جديدًا، فإن الحيل والمكر والدهاء الذى يلجأ إليه بعض الحكام للمحافظة على حكمهم هى رسائل معروضة منذ الأزل سوف تستمر إلى يوم الدين، فالعالم به هؤلاء الانتهازيون والوصوليون الذين لديهم القدرة على الخداع. إن الحيل متجددة لكل عصر حيلة وأسلوبه سواء كانت ذات تأثير مباشر أو غير مباشر على الناس، رغم أن ميكافيلى لم يقصد من كتابة هذا المبدأ «اللأخلاقى» إنما كان قصده أن الأمير الذى يتواصل مع شعبه بشكل مستمر ويتعهد بحبه لهم، فإن الشعب سوف يسانده بكل ما يملك من قوة، وإن لم يفعل ذلك سوف يصاب بخيبة أمل. ولكن للأسف انحصر فهم العديد من الناس فى الكتاب فى هذا المبدأ «الغاية تبرر الوسيلة» وأصبح اسم ميكافيلى نعتاً لكل شخص وصولى وانتهازى. وللأستاذ محمد حسنين هيكل الصحفى الكبير رأى فى المبدأ فهو مرة يرى المبدأ لا أخلاقى ومرة أخرى يرى أنه أخلاقى، ففى الحالة الأولى يرى أن استعمال هذا المبدأ فى التعامل بين الأفراد عمل لا أخلاقى، ولكن إذا استعمله الحاكم لصالح وطنه فهو عمل أخلاقى لأنه يدافع عن حقوق شعبه.
لم نقصد أحدًا!!