بوابة الوفد:
2024-09-28@05:14:31 GMT

علاقات مسمومة.. اختاروا صح!!

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

عاشت معه أكثر من ثلاثين عاما، دموعها تجمدت تماما داخل مقلة عينيها، تحكى وكلها حسرة وألم على عمرها،، تحكى عن رحلة عمرها الطويلة شافه بمعنى الكلمة منذ كانت ممرضة صغيرة تسهر ليلا لتحصل على أجر أكثر وأكثر لتساعد الرجل الذى يعمل موظفا فى إحدى شركات الحكومة، تحكى مشوار حياتها وهى مهانة ذليلة مكسورة القلب والخاطر من أجل الحفاظ على أولادها، وفى نهاية المطاف خانها مع أخرى، عندما كان يشجعها فى عدم تقوية أى عمل إضافى مهما كان عدد ساعاته، أم تشفع شقائها وسهرها الطويل لخدمة المرضى.

. ساعات متواصلة دون أن تحصل على قسط وفير من الراحة والمأكل، واجهته وبقوة ويمنتهى الثبات وقالت له من عمق جراحها:سامحتك.. لأن المتخاصمين يلتقون عند الله، وأنا لم أعد أطيق أن أرى وجهك،

فهناك دائماً نوعان من الرجال، نوع إذا أحب زوجته أكرمها وأعادها طفلة تركض فى حقول الياسمين والورد، عطر حياتها بساعات من الرومانسية والعطف والحنان والمودة، ونوع يجعل زوجته يأكلها الهرم فى عمر الصبا وتفوق عمرها بمئة عام، فمن الخطأ الاعتقاد بأن ‎المرأة تزهر فى سن معين وتذبل فى سن معين ولكن الحقيقة أن المرأة تزهر مع رجل طيب حنون صادق الوعد، وفى وتذبل مع رجل سيئ فاقد المروءة والنخوة، فاقد المسئولية والوفاء.

وليست كل امرأة تنسى بامرأة أخرى، فهناك امرأة لو ضاعت منك ستمضى بقية حياتك تجمع صورتها من ألف امرأة ولن تجمعها، وأيضا ليس كل رجل يعوض أو يأتى من هو أفضل منه، فهناك رجل لو فقدتيه لن تجدى له شبيها حتى فى أحلامك، فإن البيوت لا تبنى من الوهم، بل لها أصول، ولها قواعد ثابته تقوم على الإخلاص والمحبة والثقة بين الطرفين والاحترام وحسن تقدير العشرة، فإن فقد أحدهما اختل عرش الزوجية وانهار وأصبح كلاهما مرضى فى مستشفى الزوجية، حينها يكون الفراق طوق نجاه لكلاهما، واستقرار نفسى وبدنى دون ذلك حياة دون حياة لا طعم لها ولا حتى رائحة. فمع مرور السنين يذهب جمال المرأة وتضعف قوة الرجل، ولا تبقى بينهما إلا المودة والرحمة، فالمرأة بالنسبة للرجل أمانة.

والرجل بالنسبة للمرأة أمان، والله عمر السن ما كان قدرها أو حصيلة أيامها، بالسعاده فقط تحيا أيامها لتظل طفله مهما كبرت داخل حديقة من البستان.

ومن قال أن أعمار النساء أسرار لا يمكن البوح بها.

ومن قال أن سن اليأس يأتى بعد الأربعين أو الخمسين أو حتى الستين؟، فالحياة والشباب والزمن مجرد رموز لا علاقة لها بالسنين أبدا لكن لها علاقة بحالة ذلك الشريك، ذلك النفس الذى يلا مها فى أوقات حياتها، قد تصل للسبعين ويبقى فى قلبى ثورة الشباب وشقاوة الأطفال ونضج الأيام والسنين.

المرأة ليست كالبضائع تقاس بمدة صلاحية الإنجاب!!

بل ذلك الإنسان الذى لا يعرف التوقف عن الشوق للحياة، فإن أراد المرء أن يشعر بالكهولة ويعانى درامتها فقد يعانيها وهو بسن العشرين، الحياة لا تــــُقاس بالأرقام ولا بعدد السنين، بل تقاس بالرضا والثقة بالله أولا ثم بالأمل والابتسام والتفاؤل.

عيشى حياتكِ كطفلة تشتاق دوما لرؤية شمس النهار

وبعقل أنثى ناضجة..و بمشاعر قلب فتاة ولا تخضعَ لواقع اليم يأكل من عمرك حياتك، فلا تسمحى يوما للأرقام أن تجعلكِ تنكسرين، أو تعيشى تحت سطوة واقع به رجل أثيم..

اختاروا صح من الاول فهناك علاقات مسمومة مصيرها الموت، أيتها المرأة وايها الرجل أيضا سأختار الذى لم ينتظرنى فى الظل، بل احترق فى وجه الشمس معى، الذى لم يُضئ لى العتمة فحسب، بل انطفأ معى، الذى وزّع الطمأنينة على أطراف جرحى وأبعد الشَك عن ميادين حيرتى، وفى لحظات ضعفى بدّد نفسهُ أشلائًا كثيرة كى أستجمع منها قوّتى وأجمع شتات نفسى.هذا هو من يستحقنى.

فالانسحاب من العلاقات المؤذية ليسَ فشلاً أبدا، والابتعاد عن البقاع التى لا تَهبك قيمة وحياه ليس هروباً،هى أثمن المكاسب لك ولقلبك ولبواقى عمرك.. وتفقدوا ساكنى قلوبكم اطمأنوا عليهم دوما.

أولئك المختبئين فى زوايا الروح، لعل أحدهم يكون قد اقترب من الحافة فينقذه دفئ السؤال، فالأشياء البسيطة عندما تأتى من شخص نحبه، تتضاعف قيمتها داخلنا ألف مرة، جالس جميل الروح تصبك عدوى جماله، و عاشر أصيلاً إذا جار الزمان عليك يجود، فإن ذو الأصل الطيب حتى فى عداوته شريف، وجاور طيب القلب تصيبك عدوى طيبته. واصطحب من يصحبك معه للسعادة وَالبهجه  وجاور من تطمئن للحديث معه وكأنك تحدث نفسك، ورافق الأصيل من يعرف قدرك فيقدرك. 

وجالس من ترتقى بحديثه، واختر رفيق قلبك بحكمة. وليس فقط رفيق حياتك، فـ ليس كل القلوب بالقلوب تليق.

 

سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية.

magda [email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ماجدة صالح شركات الحكومة

إقرأ أيضاً:

خالد ناجح يكتب: ارحمونا من برامج «الإحباط شو»

كان عم موافى، الرجل العامل البسيط، ممسكاً بـ«الريموت كنترول» وإصبعه الذى تظهر عليه علامات الشقاء والتعب، وعلامات التعجب والسخط على وجهة الملىء بالتجاعيد التى رسمت خرائطها بوضوح سنوات العمر الفائتة والتى أكثرها مر وقليلها حلو.

سألته: ما لك يا عم موافى؟

أشار إلى الشاشة وبها أحد مذيعى التوك شو، وقال لى بحزم وحرقة: «كدابين»، فى إشارة إلى مذيعى التوك شو.

دار حديث بينى وبين هذا الرجل البسيط الذى لخص ما يقوله خبراء الإعلام أن «بعض البرامج قاعدين بالساعات، وأحياناً المذيع (يرغى لغاية الصبح)، ومش مستفيدين بكلمة ولا معلومة، والواحد لما يتفرج عليهم بيحس إن الدنيا مقلوبة، وأحياناً مش بيقولوا الحقيقة، وكلهم شبه بعض»، انتهى كلامه، وأخيراً استقر على الريموت وتوقف لمشاهدة أحد الأفلام العربية وبدأ يركز فى الفيلم.

رغم انتشارها فى السنوات الأخيرة، ربما يتصور البعض أن بدايتها كانت فى بداية التسعينات أو الألفية الجديدة، لكن الحقيقة أن أول برنامج توك شو فى العالم العربى بمعناه الإعلامى ظهر فى سبعينات القرن العشرين على شاشة التليفزيون المصرى، الذى شارك فى تقديمه كل من سمير صبرى وسلمى الشماع وفريدة الزمر، والذى استمر عدة سنوات تحت اسم «النادى الدولى»، وفى بداية الألفية الثانية بدأت برامج التوك شو فى الانتشار بشكل كبير جداً إلى أن أصبحت المنابر الرئيسية للإعلام المصرى فى تقليد غير منضبط وغير مهنى للبرامج المماثلة فى الغرب، حيث تحظى هذه النوعية من البرامج بنسبة مشاهدة كبيرة هناك نظراً لما تناقشه وتقدمه، وعلى النقيض هنا المشاهد المصرى لا يشعر بأن هناك ما يميز البرامج الحوارية المصرية عن بعضها، ويعتقد أن الفارق بينها يتمثل فى شعار القناة ومقدم البرنامج.

وخلال تلك السنوات انتشرت برامج «الإحباط شو»؛ تستضيف الضيوف أنفسهم، وتناقش الموضوعات المكررة على الشاشات المختلفة نفسها دون مراعاة للمواطن أو تقديم حلول لمشاكل أو أى نجاح لها سوى انعكاسها على المشاهد بالإحباط بعد أن تخيل بعض المذيعين أنهم خبراء فى كل شىء محاولاً إقناع المشاهد بما يعتقده هو، بل ويفرض عليه رأيه، بل أصبحت بعض القنوات فى فترة من الفترات حبيسة البرنامج الواحد، وكل القناة تخدم هذا البرنامج فقط، وأصبح البرنامج هو القناة، وتم إغلاق الباب على باقى الأفكار وجميع أشكال الإبداع، وأصبحت القنوات أيضاً متشابهة فى تقاريرها الإخبارية وفى عرض أحداثها اليومية، حتى أصبح ما يميز كل برنامج حوارى عن غيره هو شعار القناة ومقدم البرنامج، وأصبح المشاهد يتوقع ما سيقوله الضيوف من آراء من كثرة تكرار استضافتهم ومعرفة انتماءاتهم الحزبية والسياسية مسبقاً، وكل ذلك بعيد عن المصلحة العامة، وبذلك يتم التعامل مع المشاهد المصرى من قبَل البرامج الحوارية بأن (التكرار يعلم الشطار)، مما يجعل جميع البرامج على درجة لا تجعلنا نميز الغث من السمين بينها.

ولو سألت أى مشاهد أو عينة من الجمهور سيقول لك: «كفاية كده تعبنا» من حالة الانفلات التى أصبح عليها المذيعون دون ضوابط أو حتى خطة برامجية تميزهم عن بعضهم البعض بعدما اختلط دور المذيع مع دور الضيف.

وهنا استشعر المجلس الأعلى للإعلام هذه السلبيات وخرجت منه توصيات بعدد من الضوابط المهمة لهذه البرامج للحد من سلبياتها وتدعيم إيجابياتها وحتى تؤدى هذه البرامج دورها المهنى المحترم.

مقالات مشابهة

  • حزب الله .. تساؤلات مشروعة
  • السحر فى واقعنا المعاصر
  • "أسوشيتد برس": الفزع يسيطر على الفلسطينيين وسكان القطاع يتساءلون: هل يُنسى أمرنا؟
  • تعرف على أكثر الأبراج تحررا ورفضا للروتين
  • نعم للردع حدود
  • مجتمع النفايات الفكرية «٤»
  • برغم القانون حقوق المرأة على مائدة الدراما المصرية
  • غزة ولبنان.. جرائم أمريكية
  • «غزة» تفتتح اجتماعات الأمم المتحدة
  • خالد ناجح يكتب: ارحمونا من برامج «الإحباط شو»