الأضاحي لاتُشبع المحتاجين.. أسرار أحياء الفقراء وخطورتها الصامتة
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
مع انتشار مشاهد ذبح الأضاحي في عيد الأضحى، تطرح تساؤلات عن مدى استفادة الشرائح الفقيرة من لحوم الأضاحي وإمكانية تعويضهم جزءا من الحرمان، فيما يظهر فارق الارقام بين عدد الأضاحي المذبوحة تقديريا مقارنة مع عدد الفقراء يظهر مدى الفارق الكبير الذي يجعل الاستفادة من الاضاحي غير مجدية بشكل عام، لكنها قد تكون اغرقت بعض العوائل الفقيرة باللحوم بالفعل مقارنة بغيرها.
وترى رئيس منظمة الالهام للارامل والايتام، الهام قدوري في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "تفاقم ازمة الفقر في العراق لايختلف عليها اثنان، لكن الان برزت لدينا احياء الفقراء والنازحين والاسر المتعففة بصورة مأساوية"، مشيرا الى ان "هذه الاحياء تحمل خفايا ربما لا تصل الى وسائل الاعلام، ويمكن وصف هذه الاحياء بأنها الشريحة الصامتة".
واضافت ان "اضاحي العيد لاتصل الى اقل من 1% من الفقراء لان اعدادهم كبيرة جدا"، لافتا الى ان "اهمال ملف تنامي الفقر في العراق خطأ استراتيجي لانهم يمثلون قنبلة موقوتة والدليل هو حجم المشاكل والازمات الاجتماعية بكل ابعادها والتي تجتاح احياء وازقة الفقراء في كل المحافظات دون استثناء"
واشارت الى ان "امراة لديها اطفال فقدت زوجها في دوامة العنف لاتملك أي معيل كيف سيكون وضعها وماهو مصير اطفالها؟"، لافتة الى ان "منظمتها توثق الاف القصص عن خطورة الفقر وتداعياته السلبية على البنية المجتمعية"، مشيرة الى ان "الاضاحي قد تغطي جوع يوم واحد فما بالك بمصيرهم مع 365 يوما اخر".
ولاتوجد احصائيات عن عدد الاضاحي التي يتم ذبحها في العراق أسوة بالدول العربية الاخرى التي تقدم احصائيات واضحة عن عدد الاضاحي، الا انه بالاعتماد على بيانات اقليم كردستان والتي شهدت ذبح حوالي الف اضحية في اربيل ومثلها في السليمانية، يمكن التوصل الى ان اجمالي الاضاحي التي تذبح في عموم العراق قد تبلغ 25 الف اضحية.
بالمقابل تبلغ نسبة الفقر في العراق بين 20 و25%، مايعني ان اكثر من 10 ملايين فقير في العراق، وفي تقسيم كميات اللحوم من الاضاحي على عدد الفقرات ربما يكون نصيب كل فقير 5 غرامات فقط.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: فی العراق الى ان
إقرأ أيضاً:
دعاء زوال الفقر وقلة الرزق.. احفظه وداوم عليه يوميا
دعاء الاستعاذة من الفقر من أهم الأدعية التي يجب على كل مسلم حفظها وترديدها بصورة يومية، فالدعاء عبادة ونحن مأمورون بالدعاء إلى الله والتقرب إليه امتثالا لأمر الله في قوله تعالى " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ".
كيف كان النبي يردد دعاء الاستعاذة؟كان نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يستعيذ بالله من فِتنة الفقر بالاحتياج إلى الخلق، ومن فتنة الغنى بالغفلة عن المُنعِم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله سلم كان يقول: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ والْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ» أخرجه أحمد في "مسنده".
وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالهَرَمِ، وَالمَأْثَمِ وَالمَغْرَمِ، وَمِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وَعَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الفَقْرِ» أخرجه البخاري.
وقال العلامة بدر الدين العيني في "عمدة القاري" (23/ 5، ط. دار إحياء التراث العربي): [قوله: «ومن شر فتنة الغنى»، هي نحو: الطغيان والبطر وعدم تأدية الزكاة.. قوله: «وأعوذ بك من فتنة الفقر»؛ لأنَّه ربَّما يحمله على مباشرة ما لا يليق بأهل الدين والمروءة، ويهجم على أي حرام كان ولا يبالي، وربَّما يحمله على التَّلفظ بكلمات تؤدِّيه إلى الكفر].
فضل الدعاءوكانت دار الإفتاء المصرية، أكدت أن الدعاء عبادة مشروعة ومستحبة؛ لِما فيه من التضرع والتذلّل والافتقار إلى الله تعالى، وقد حثَّنا الله تعالى عليه وأوصانا به؛ حيث قال سبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، وقال أيضًا عزَّ وجلَّ: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55].
واستشهدت بأنه ورد في السنة النبوية المطهرة فضل الدُّعاء؛ فجاء عن النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ثم قرأ: «﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]» رواه أصحاب "السنن".
وذكرت أقوال الفقهاء عن فضل الدعاء ومنهم ما قاله الإمام المناوي في "فيض القدير" (3/ 542، ط. المكتبة التجارية): [قال الطيبي:.. فالزموا عباد الله الدعاء، وحافظوا عليه، وخصَّ عباد الله بالذكر؛ تحريضًا على الدعاء وإشارةً إلى أن الدعاء هو العبادة؛ فالزموا واجتهدوا وألحوا فيه وداوموا عليه؛ لأن به يُحاز الثواب ويحصل ما هو الصواب، وكفى به شرفًا أن تدعوه فيجيبك ويختار لك ما هو الأصلح في العاجل والآجل].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ» أخرجه الترمذي وابن ماجه في "سننيهما".
قال الإمام الصنعاني في "التنوير" (9/ 241، ط. دار السلام): [«لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ» أي: أشد مكرومية، أي أنه تعالى يكرمه بالإجابة] اهـ. ومما سبق يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.