سودانايل:
2024-09-28@05:32:00 GMT

ود لبات يقدم صورة مضللة وخادعة عن الجيش السوداني

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

صديق الزيلعي
ذكرني قوقل بهذا المقال الذي كتبته قبل سنوات. أهمية إعادة نشر المقال اننا يجب ان ندرس ونحلل المفاوضات التي أدت لقيام الشراكة، ومن ثم تجربة الفترة الانتقال. علينا ان نقرأ بموضوعية تلك الفترة، والدور الذي لعبته كافة القوى. يشكل ذلك الخطوة الأولى والاساسية لتعلم دروس تلك الفترة، والتخطيط للمستقبل بعقل مفتوح.



عرضت في المقال الأول عن الإشادة التي قدمها عمر كوناري الرئيس الأسبق لمفوضية الاتحاد الافريقي بود لبات وخاصة نظريته حول " المنظومة الأمنية " في افريقيا. وتعرض المقال الثاني للكيفية التي تم بها التآمر، بقيادة الرئيس المصري السيسي، على قرار الاتحاد الأفريقي بإدانة الانقلاب، الذي تم في 11 أبريل 2019، وتسليم السلطة للمدنيين في ظرف أسبوعين. حيث دعي السيسي لاجتماع طارئ لمناقشة ما أسماه أزمتي السودان وليبيا. وقرر الاجتماع، ذي الحضور الصغيرة والمنتقاة، بتمديد مدة القرار الافريقي من أسبوعين الى ثلاثة أشهر. ولم يذكر ود لبات حيثيات ذلك القرار الخطير، الذي له ما بعده.
اليوم نعرض ما قاله ود لبات عن الجيش السوداني والدعم السريع وجهاز الأمن. وأهمية ما قاله عما اسماه بالمنظومة الأمنية انها ستكشف لنا مواقفه خلال مراحل التفاوض، ودوره في دعم المجلس العسكري الانتقالي (اللجنة الامنية). ولتجسير ما كتبه هنا عن الجيش وربطه بالنظرية التي أدعى ان منشئها، ووصفها عمر كوناري (الرئيس الأسبق للاتحاد الأفريقي) في صفحة 12 من مقدمته للكتاب:
" إن مفهوم (منظومة الدفاع والأمن) الذي وفق المؤلف في صياغته، ولفت الانتباه اليه هو بالفعل ما مكن من تناغم الشعب مع قواته المسلحة، التي اتخذت قرارا تاريخيا بعدم قمع المحتجين، فجنبت البلاد مخاطر التفكك والانهيار. وعلى العكس من ذلك انحاز الجيش الي الشعب وكان له خير درع واق."
كتب ود لبات عن الجيش السوداني ما يلي:
" لقد كنت دائما أتجرأ على نقاش مفهوم الجيش السوداني، الذي يبدو لي انه نابع من بناء اختزالي لواقع الظاهرة العسكرية في السودان، تلك الظاهرة التي يتبين انها أكثر تعقيدا مما نتصور، ولا يمكن استيعابها الا بتوسيع دائرة الادراك. وليس مرد ذلك انه لا توجد قوات مسلحة وطنية في السودان، فتلك إهانة لجيش السودان العظيم المعروف بصلابته وعمق وطنيته، وانما بكل بساطة لكون هذا المفهوم لا يعبر عن الواقع العسكري في السودان. وانا مدين للعديد من السودانيين الذين تعرفت عليهم بالتدريج طيلة ادائي لمهمتي فيما يختص استخدامي في خطابي لمفهوم المنظومة الدفاعية والأمنية السودانية، أمثال الممثل السوداني السابق لدى الاتحاد الافريقي جمال إبراهيم. صحيح ان هذه احدى الأفكار التي صغتها خلال الوساطة وأثرت بها الى حد معا في الخطاب السياسي بإضفاء مسحة نظرية عليه ليكون قوام المناصرة والاقناع. فالجيش الوطني كمؤسسة تقليدية حاضر في صميم النظام المؤسسي برمته. فبصرف النظر عن الاكاديميات، ومراكزه التكوينية، وطيرانه، ومدرعاته، وبحريته، ومخططات الانتشار التكتيكي والاستراتيجي الخاصة في هذا البلد مترامي الارجاء. فقد عرف الجيش السوداني فترات صعود الى قمم المجد والارتقاء في معارج الضياء، كما شهد فترات قاتمة في متاهات الانزلاق. لكنه ظل صخرة صماء تتحطم عليها عبر العقود هجمات المتربصين بالوطن واستقراره وامنه حتى في أحلك الظروف" ص 38، 39.
رغم كتابته المجردة الا ان حديثه عن الدعم السريع يكشف المزيد عن مفهومه المريب:
" فجأة ظهر في الساحة العسكرية عنصر آخر هو قوات الدعم السريع. كانت هذه القوات في الأصل ذراعا شبه عسكرية تؤازر الجيش الوطني في شتى حروبه وخاصة في دارفور حيث اكتسبت القوات عناصرها من بين القبائل ذات الأصول العربية. وقد تعسر اندماج قوات الدعم السريع في الجيش الوطني. وبالرغم من كل شيء بقيت هذه القوات مستقلة، حسنة التنظيم، جيدة التسليح، معتبرة الأجور، حسنة المظهر، منضبطة وملتزمة تماما بأوامر قائدها الأسطوري محمد حمدان دقلو الملقب حميتي. فلقد كان دعمها للتجمع الشعبي امام القيادة العامة حاسما في قلب كفة الميزان لصالح قوى التغيير وسقوط نظام البشير." ص 39

لكي تكتمل الصورة ونعرف ما كان يعمل لتحقيقه، فلنقرأ ما كتبه عن جهاز الامن:
" اما العنصر الثالث في المنظومة الدفاعية والأمنية فيتمثل في جهاز الامن والمخابرات (أو ما يطلق عليه شعبيا الجهاز). وهي هيئة خاصة بأمن النظام. وقد ظل هذا الجهاز، مع مراعاة كل المقاييس، على مدى فترة النظام السابق، وحتى وقت انتشارنا، بمنزلة القوة المهيمنة المرهوبة الممقوتة. كانت الى عهد قريب جدا القوة التي يصب عليها المحتجون جام غضبهم. ولم تكن فحسب قوة شبه عسكرية تتألف من عدد كبير من الوكلاء الذين يجهل تعدادهم الحقيقي ويتوزعون على امتداد التراب الوطني، بل كان لديها وسائل لوجستية هائلة للنقل في كل مكان، ووسائط للاتصال. وصناديق خاصة يضفي عليها الخيال الشعبي كل ما من شأنه أن يسهم في خلق اسطورة الفزاعات، التي تتفن الثورات الشعبية في نصبها كرمز للأنظمة المخلوعة. لكن مهندسها صلاح قوش قد سهل سقوط النظام بتخليه عن البشير وانحيازه، بل تشجيعه للتغيير كما تواترت لدي به الروايات والله اعلم." ص 39
أما الفقرة التالية فهي أكثر تعبيرا عن رأيه، بعيدا عن الكلام المجرد والمعمم:
" ويشير العديد من الشهادات، غير المصنفة وغير الموثقة الي ان التعذيب كان يحصل على نطاق واسع في مكاتب جهاز الأمن والمخابرات. " ص39
طبعا ما كتبه لا يحتاج لتعليق، لكن التعليق هو: هذا هو مندوب الاتحاد الافريقي لإنهاء الانقلاب وتسليم السلطة للمدنيين!

siddigelzailaee@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الجیش السودانی عن الجیش

إقرأ أيضاً:

تدعم الجيش أم الدعم السريع.. أين تصطف دول الجوار في حرب السودان؟ «2»

التغيير: أمل محمد الحسن

حرب الـ 15 من أبريل أربكت دول الجوار السوداني التي تأرجحت بين دعم الجيش أو الاصطفاف إلى جانب الدعم السريع وفق مصالحها، علناً أو بصورة مستترة، فيما أجبر تطاول أمد الحرب بعض الدول على تغيير مواقفها، ويظل القلق العالمي قائماً من تمدد الصراع وآثاره في محيط جغرافي يعاني من عدم الاستقرار الأمني في عدد من الدول مثل إثيوبيا وليبيا وأفريقيا الوسطى إلى جانب وجود انفلاتات أمنية مرشحة للحدوث في دولة مثل جنوب السودان التي لم تتمكن من الاستعداد للانتخابات وتعاني انهياراً اقتصادياً كبيراً.

الحدود الشرقية

في حدود السودان الشرقية مواقف متناقضة في دولتين جارتين، إثيوبيا وإريتريا، تعانيان من توترات كبيرة بينهما، على الرغم من مشاركة أسمرا في حرب التيغراي دعماً لأديس أبابا إلا أنه حدثت تحولات إقليمية كبيرة أثرت على العلاقة بينهما قبل أن تصطف كل دولة فيهما لجانب أحد طرفي الحرب السودانية.

محرر موقع عدوليس الإخباري الإريتري: أسمرا هي العاصمة الوحيدة التي لم ترحب بحكومة حمدوك ولم تشارك في توقيع الاتفاق

موقف معلن

على الرغم من أن الدولتين لم تعلنا دعمهما لأحد طرفي الحرب في تصريحاتهما الرسمية إلا أن أفعال أسمرا تكشف عن دعم واضح للجيش السوداني يتمثل في تدريب مليشيات على أراضيها.

الدعم الإريتري للجانب العسكري لم يكن وليد الحرب فوفق محرر موقع عدوليس الإخباري الإريتري جمال همد أسمرا هي العاصمة الوحيدة التي لم ترحب بحكومة حمدوك ولم تشارك في توقيع اتفاقية الخرطوم بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري آنذاك، “ومن حينها فإن العلاقة بينها والعسكر ظلت متصلة”.

مصدر سياسي من شرق السودان: وصول الحرب إلى كسلا وخشم القربة وهمشكوريب سيجبر أسمرا على خوض الحرب لجانب الجيش السوداني

تدريب المليشيات

في الوقت الذي تشير فيه تصريحات القيادة السياسية في إريتريا للوقوف إلى جانب مؤسسات الدولة، يدرب الجيش الإريتري مجموعات مسلحة الأمر الذي يؤكد دعمها المباشر لصالح الجيش- وفق باحث أكاديمي مختص في القرن الإفريقي، فضل حجب اسمه.

وأكد الباحث أن زحف الحرب إلى حدودها سيجعلها تتخذ مواقف مختلفة- في إشارة إلى إمكانية تدخلها في القتال رسمياً!

واتفق مع الباحث الأكاديمي مصدر سياسي من شرق السودان- فضل حجب اسمه- حول أن وصول الحرب لمدن كسلا وخشم القربة وهمشكوريب سيجبر أسمرا على خوض الحرب إلى جانب الجيش السوداني، مؤكداً أن دعم أسياس أفورقي للجنرال عبد الفتاح برهان علني ولا لبس فيه.

من جهته، أكد الصحفي الإريتري جمال همد وجود علاقات جيدة بين رئيس بلاده والحركات المسلحة الدارفورية التي لديها أيضاً معسكرات تدريب في إريتريا، مشيراً إلى أن مصادر تمويلها تعود لقائد الجيش السوداني.

ومضى المصدر السياسي في تفصيل التدريب العسكري على الأراضي الإرتيرية، مشيراً إلى وجود 4 مجموعات من الشرق في مناطق حدودية بعلم الجيش والمخابرات.

وأضاف أن هناك نقطة خلاف بين أسمرا وبورتسودان تكمن في كون أن الجانب الإريتري يدخر هذه المليشيات لمجابهة وصول قوات الدعم السريع لحدودها في الوقت الذي يضغط البرهان لتخرج هذه القوات لقتال الدعم السريع خارج الولايات الشرقية.

أفورقي مع الناظر ترك والعمدة أوكير خلافات غير معلنة

الدعم الإريتري لجانب الجيش لا يخلو من خلافات كانت واضحة في طرد أسمرا للسفير السوداني لديها خالد عباس في يوليو الماضي، فيما تم تداول صورا جمعت الرئيس أسياس أفورقي مع بعض رجالات الإدارات الأهلية في شرق السودان، الناظر محمد الأمين ترك والعمدة حامد طاهر أوكير، ما يشير إلى تقارب أهلي يوازي العلاقات الرسمية ويثير التساؤلات.

وبدون أن يصدر أي بيان أو توضيح رسمي من الجانب الإريتري حول إمهال السفير السوداني 72 ساعة لمغادرة أسمرا وصلت قطع بحرية خاصة بالأسطول البحري الإريتري لشواطئ بورتسودان في محاولة لصرف الأنظار عن الخلافات التي لم يعلم تفاصيلها شخص لجهة أن الرئيس الإريتري يتحكم وحده في ملف العلاقات الخارجية- وفق محرر موقع عدوليس الإريتري.

وأشار جمال همد إلى القمة الثلاثية التي جمعت رئيس بلاده مع البرهان ورئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت في جوبا تأكيداً على دعمهم للجيش السوداني في مواجهة العلاقات المتنامية بين قوات الدعم السريع ودولة الإمارات العربية التي يصفها الصحفي الإريتري بـ”عدوة أسمرا”.

جمال همد: أفورقي تحالفاته تتغير بشكل سريع ودراماتيكي ولا يمكن الركون إلى استمرار مواقفه

صراعات القرن الأفريقي

وقال همد في مقابلة مع (التغيير)، إن الصراعات في القرن الأفريقي انعكست في الساحة السودانية، مشيراً إلى سعي قوات الدعم السريع للوصول إلى الحدود الإثيوبية لضمان التدفق السلس للمساعدات الإماراتية التي تأتي عبر أديس أبابا!

وأكد أن اللقاء الذي تم بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد لم يكن مريحاً لرئيس بلاده “أمريكا تفضل أن تلعب إثيوبيا الدور الأكبر في الحلول بدلاً عن أسمرا”.

ووصف همد رئيس بلاده بـ”البراغماتي”.. “تتغير تحالفاته بشكل سريع ودراماتيكي ولا يمكن الركون إلى استمرار مواقفه وهذا ملاحظ في تعامله مع الأزمة الإثيوبية التي تحول فيها من النقيض للنقيض”.

الصحفي الإثيوبي عبد الشكور عبد الصمد: وساطة آبي أحمد بين البرهان وأبو ظبي لم تؤت أكلها

وساطة إثيوبيا

لعبت أديس أبابا من جانبها دور الوسيط ليس بين طرفي الحرب لكن بين الجيش ودولة الإمارات التي تتهمها حكومة بورتسودان بتمويل الدعم السريع حيث زار الرئيس الإثيوبي آبي أحمد بورتسودان في أواخر يوليو المنصرم من أجل وساطة- وصفها الصحفي والمحلل السياسي الاثيوبي عبد الشكور عبد الصمد حسن- بأنها لم تؤت أكلها لجهة تأثير “جهات”- لم يسمها- لا ترغب بأن يكون لأديس أبابا دور في السودان.

وقال حسن في مقابلة مع (التغيير)، إن موقف بلاده من طرفي النزاع “محايد” ويسعى في الوقت نفسه للحفاظ على وحدة الدولة السودانية، واصفاً الحديث عن دعم أديس أبابا للدعم السريع بـ”المزايدات” يدعمها إعلام محسوب على “بعض الجهات الإقليمية”.

“إثيوبيا علاقتها متميزة مع الإمارات لكن ليس على حساب مصالحها ومواقفها المعلنة والواضحة”.

ونفى الصحفي الإثيوبي ما قاله الصحفي الإريتري همد حول وصول دعم إثيوبي للدعم السريع عبر أديس أبابا “لا يصل عن طريق إثيوبيا أو حدودها أي دعم لقوات الدعم السريع وهذا دليل على أن الموقف الإثيوبي يرفض دعمهم على حساب الجيش والدولة السودانية”.

حياد ولكن…

لم تنظر حكومة بورتسودان إلى مواقف إثيوبيا باعتبارها محايدة، واعترضت على ما قاله الرئيس آبي أحمد في اجتماع للإيغاد في العاشر من يوليو من العام 2023م تحدث فيه عن ضرورة حظر الطيران والمدفعية الثقيلة، واصفاً الوضع السياسي في السودان بأنه يعاني من “فراغ في القيادة”! وضم صوته لصوت الرئيس الكيني بضرورة نشر قوات شرق أفريقيا العسكرية “إيساف” في السودان لحماية المدنيين الأمر الذي رفضته الخارجية السودانية في بيان وقالت إنها ستعتبر أي قوات تدخل للبلاد قوة معادية!.

مخرجات هذه القمة التي انسحب منها وفد السودان ممثلاً في سفيره بأديس أبابا فيما حضره مستشار لقائد الدعم السريع إلى جانب وفد من قوى الحرية والتغيير لجلسته الختامية، جعلت السودان يعيد حسابات انضمامه للإيغاد.

آبي أحمد وحميدتي استقبال حميدتي

في نهايات ديسمبر أغضبت أديس أبابا حكومة بورتسودان مرة أخرى باستقبالها لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو على أراضيها، في ثاني زيارة له بعد كمبالا في أول مغادرة له للبلاد بعد اندلاع الحرب، وعلى الرغم من أن البساط لم يكن أحمر ولم يتم وضع علم السودان خلفه إلا أن مظاهر الاحتفاء لم تكن غائبة حيث استقبله وزير الخارجية ووزيرة الدولة بالخارجية ونشر رئيس الوزراء تغريدات على منصة (إكس) فيها صور جمعته مع حميدتي، مشيراً إلى أنه تباحث معه حول إحلال السلام في السودان.

لم يعتبر الباحث في شأن القرن الأفريقي تدخلات أديس أبابا “مؤثرة” طوال فترة اندلاع الحرب لكنه أكد وجود عاملين سيجعلناها تتدخل بصورة أوضح في السودان الأول اقتراب القتال لحدودها خاصة بعد وصول قوات الدعم السريع لولايتي النيل الأزرق وسنار واقترابها من ولاية القضارف والثاني هو التدخل المصري الكبير حيث حجزت القاهرة مقعداً لها في طاولة مفاوضات سويسرا وقبلها مباحثات المنامة السرية!.

مغازلة الجيش

الخوف من النفوذ المصري بالإضافة للمصالح الإقليمية ربما تكون هي السبب الرئيس خلف مغازلة رئيس الوزراء الإثيوبي للجيش السوداني في خطابه أمام برلمانه في يوليو من العام الحالي، حيث أكد أنهم لم يسعوا لاستعادة الأراضي المتنازع عليها أثناء انشغال الجيش بالحرب تقديراً لدور السودان الذي دائماً ما استقبل اللاجئين الإثيوبيين في أراضيه، ونوه إلى أنهم لم يتوقفوا عن تصدير الكهرباء على الرغم من توقف السودان عن السداد طوال عامين.

سبقت هذه التصريحات حضوره شخصياً لبورتسودان في التاسع من يوليو، فيما أكد مراقبون أنها زيارة بالوكالة لدولة الإمارات، وصدق ذلك التحليل محادثة جرت لأول مرة منذ اندلاع الصراع بين قائد الجيش ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد في 18 يوليو الماضي.

همد: وصول الدعم السريع إلى أي منفذ حدودي مع إثيوبيا سيؤمن له خط امداد مستمر

مقر لحميدتي

وعلى الرغم من التصريحات المعلنة التي تقول بحيادية أديس أبابا إلا أنه لا يمكن التغاضي عن العلاقة الحميمة بين قائد قوات الدعم السريع وآبي أحمد والاستثمارات الضخمة التي لا يعلم تفاصيلها أحد، وما يؤكد عمق هذه العلاقات عدم انخراط قوات الدعم السريع في مواجهة إثيوبيا خلال المعارك الحدودية التي حدثت مع الجيش السوداني في أواخر العام 2020م.

فيما تشير مصادر إلى أن “حميدتي” يتخذ من الأراضي الإثيوبية مقراً له بينما تسعى أديس أبابا إلى عمل وساطات سرية بين قوات الدعم السريع ودولة جنوب السودان.

وكشف مصدر مطلع لـ(التغيير)، عن زيارة سرية لقائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو رفقة مسؤول رفيع في الجيش الإثيوبي إلى جوبا خلال العام الحالي للتباحث حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك مرتبطة بتوصيل نفط الجنوب وحصول الدعم السريع على منفذ عبر الحدود بين جنوب السودان ودارفور.

وأكد مصدر- فضل حجب اسمه- سيطرة قوات الدعم السريع على بعض النقاط الحدودية من داخل الأراضي الجنوبية، مشيرا إلى أنه أحد أسباب زيارة البرهان للقاء الرئيس الجنوب سوداني سلفا كير ميارديت.

ووفق الصحفي الإريتري جمال همد فإن وصول الدعم السريع إلى أي منفذ حدودي مع إثيوبيا سيؤمن له خط امداد مستمر، في حين أشار الصحفي المصري سيد مصطفى إلى ظهور العلم الإثيوبي بالفعل في يد جنود يقاتلون مع الدعم السريع!.

تقاطعات إقليمية دولية

الاصطفاف المعلن وغير المعلن لأسمرا في صف الجيش السوداني من جهة ولأديس أبابا إلى جهة الدعم السريع من جهة أخرى يزيد التوتر بين الدولتين الجارتين، توترات تؤثر على كافة منطقة القرن الأفريقي وهي لا تخلو من تقاطعات إقليمية ودولية حيث تقف خلف إثيوبيا دولة الإمارات التي تعتبر علاقاتها الدبلوماسية ليست في أفضل أحوالها مع إريتريا، فيما تزاحم روسيا لإيجاد موطئ لطراداتها وفرقاطاتها على شواطئ أسمرا التي تمتد لألف كيلومتر على البحر الأحمر!.

تدعم الجيش أم الدعم السريع.. أين تصطف دول الجوار في حرب السودان؟ (1)

الوسومآبي أحمد أسياس أفورقي إثيوبيا إريتريا الإيغاد الجيش الدعم السريع السودان جنوب السودان حميدتي عبد الفتاح البرهان كسلا مصر همشكوريب

مقالات مشابهة

  • معارك الجيش السوداني والدعم السريع تشعل الخرطوم
  • تدعم الجيش أم الدعم السريع.. أين تصطف دول الجوار في حرب السودان؟ «2»
  • الجيش السوداني يشنّ غارات ضد قوات الدعم السريع في الخرطوم
  • لاستعادة العاصمة من قبضة الدعم السريع.. الجيش السوداني يشن هجوما غير مسبوق بالخرطوم
  • في أكبر عملية عسكرية لاستعادة العاصمة الخرطوم .. الجيش السوداني يشن هجوما غير مسبوق على قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يشن هجوما عنيفا على الدعم السريع وسط الخرطوم
  • الجيش السوداني يهاجم مواقع الدعم السريع في الخرطوم
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع.. الخرطوم هي الهدف
  • الجيش السوداني يبدأ عملية واسعة النطاق ضد قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني قضي علي القوة الصّلبة من مليشيات الدعم السريع