محاولة لفهم كارثة المجاعة
زهير عثمان حمد
المجاعات: أسبابها وسبل التعامل معها ,المجاعات هي حالات جوع شديد وطويل الأمد تؤثر على نسبة كبيرة من السكان في بلد أو منطقة معينة. تحدث المجاعات عادةً بسبب الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات، أو نتيجة للحروب والنزاعات. خلال القرن العشرين، شهدت العديد من المناطق مجاعات خطيرة بسبب الحروب، مثل مجاعة روسيا عام 1921.
مجاعة الصين الكبرى , مجاعة الصين الكبرى، المعروفة أيضًا باسم "الثلاث سنوات المرة"، كانت واحدة من أشد الكوارث التي ألحقت نفسها بالبشرية. حدثت هذه المجاعة بين عامي 1959 و1961، وأسفرت عن وفاة ما بين 20 و43 مليون شخص. كان من بين العوامل الرئيسية لهذه المجاعة سياسات حملة القفزة العظيمة للأمام (1958-1962) وإدارة تجمعات العاملين، بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية مثل الجفاف. تسببت هذه العوامل في انخفاض كبير في إنتاج المحاصيل، مما أدى إلى تراجع معدلات الولادات وارتفاع معدلات الوفيات.
أسباب المجاعات
المجاعات ناتجة عن تداخل عوامل متعددة، وهذه بعض الأسباب الرئيسية:
-نقص الغذاء والمياه:** يمكن أن يؤدي نقص الموارد الغذائية والمياه إلى انخفاض الإنتاج الزراعي وسوء التغذية، مما يؤدي إلى المجاعة.
- الكوارث الطبيعية:** مثل الجفاف والفيضانات والزلازل التي يمكن أن تدمر المحاصيل والبنية التحتية، مما يؤثر على توفر الغذاء.
- الحروب والنزاعات:** النزاعات المسلحة تؤدي إلى تشريد السكان وتدمير البنية التحتية، مما يؤثر على الإمدادات الغذائية.
- التغير المناخي:** ارتفاع درجات الحرارة وتغير نمط الأمطار يؤثران على الزراعة والإنتاج الغذائي.
- الفقر والتشرد:** الفقر وعدم الاستقرار الاقتصادي يزيدان من تعرض الأشخاص للمجاعة.
إدارة أزمات المجاعة
التعامل مع المجاعات يتطلب تدخلاً شاملاً، وهذه بعض الخطوات الحاسمة:
. **التحذير المبكر والتقييم:** رصد مؤشرات انعدام الأمن الغذائي بدقة باستخدام نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) لتقدير مستوى الجوع والهزال ومعدل الوفيات.
. **الاستجابة السريعة:** تنفيذ إجراءات فورية لتوفير المساعدة الغذائية والرعاية الصحية، بما في ذلك توزيع الغذاء والمياه والرعاية الطبية.
. **التعاون الدولي والمحلي:** تعاون الحكومات والمنظمات الإنسانية والمجتمع المحلي لتوفير الموارد وتنفيذ الخطط اللازمة.
. **التنمية المستدامة:** تعزيز الأمان الغذائي من خلال تطوير البنية التحتية الزراعية وتحسين إدارة الموارد الطبيعية.
. **التوعية والتثقيف:** توجيه المجتمع حول أهمية التغذية الجيدة والممارسات الزراعية المستدامة.
أمثلة ناجحة في إدارة المجاعات
- **الصين (1978-1981):** بعد مجاعة الصين الكبرى، اتخذت الحكومة إجراءات لتحسين الإنتاج الزراعي وتوزيع الغذاء عبر إصلاحات اقتصادية وزراعية.
- **إثيوبيا (1984-1985):** تعاونت المنظمات الإنسانية مع الحكومة لتوفير المساعدة الغذائية والرعاية الصحية، وتطوير استراتيجيات للتنسيق الفعال للمساعدات.
- **الهند (1966-1967):** اعتمدت الهند على الثورة الخضراء لزيادة إنتاج الحبوب عبر تحسين تقنيات الزراعة وتوزيع المحاصيل.
- **بنغلاديش (1974):** بعد استقلالها، تعاونت الحكومة مع المنظمات الدولية لتوفير المساعدة الغذائية وتحسين البنية التحتية الزراعية.
مجاعة السودان
تعد مجاعة السودان واحدة من الأزمات الإنسانية الخطيرة. الحرب الدائرة منذ أكثر من عام أجبرت تسعة ملايين سوداني على الفرار من منازلهم، مما جعل جزءًا كبيرًا من السكان يعاني من "مجاعة حادة". أثر الصراع بين الجيش السوداني ومتمردي قوات الدعم السريع على الأمن الغذائي، مما أدى إلى نقص الغذاء وارتفاع أسعاره في المناطق المتأثرة.
تحسين الأمان الغذائي والتنمية المستدامة
تحقيق التوازن بين الأمان والتطور في مناطق مثل السودان يتطلب جهودًا متعددة وتعاونًا شاملاً:
*إصلاح قطاع الأمن:** التحول من أداة قمع إلى قوة مهنية تحمي المواطنين في ظل نظام ديمقراطي.
*تطوير استراتيجية الأمن القومي:** توجيه إصلاحات القطاع الأمني وتعزيز الحوار وبناء الثقة بين الجهات الأمنية والمدنيين.
*التنمية المستدامة:** تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر تحسين البنية التحتية وتوفير فرص العمل والتعليم.
*الحوار والمشاركة المجتمعية:** إشراك المجتمع المدني والمؤسسات الأمنية في صياغة السياسات واتخاذ القرارات المتعلقة بالأمان والتطور.
تطوير البنية التحتية الزراعية
تحسين البنية التحتية للزراعة يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق الأمان الغذائي والتنمية المستدامة:
- **زيادة الإنتاجية:** تحسين البنية التحتية يساهم في زيادة إنتاج المحاصيل وتحسين جودتها.
- **تقليل الفاقد والهدر:** البنية التحتية الجيدة تساعد في تخزين ونقل المحاصيل بكفاءة.
- **تحسين الوصول إلى الأسواق:** تسهيل توصيل المنتجات الزراعية إلى الأسواق بسرعة وفعالية.
- **تكنولوجيا الري:** تحسين نظم الري واستخدام التقنيات المتقدمة لتحقيق استدامة الموارد المائية.
- **البنية التحتية الريفية:** تطوير الطرق والمواصلات والاتصالات لدعم الزراعة المستدامة.
وأختم قولي، بدعوة جميع الأطراف المتحاربة إلى وقف القتال والبحث عن حلول سلمية للنزاعات. ونشجع المجتمع الدولي على تقديم المساعدة للمتضررين وتوفير الإمكانيات اللازمة لتحقيق الأمان والاستقرار.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: تحسین البنیة التحتیة
إقرأ أيضاً:
حمدان بن زايد: الإمارات تمضي بخطوات واثقة لتعزيز البنية التحتية للطاقة والصناعة
الظفرة-وام
أكد سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، أن دولة الإمارات وفي ظل قيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تمضي بخطوات واثقة لتعزيز البنية التحتية لقطاعي الطاقة والصناعة، وتتقدم بثبات في خططها لتنويع الاقتصاد، وبناء مستقبل مستقر ومزدهر ومستدام.
جاء ذلك خلال قيام سموّه بوضع حجر الأساس لمشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال منخفض الانبعاثات، في مدينة الرويس الصناعية بمنطقة الظفرة.
واطّلع سموّه على التقدم في تطوير مشاريع «أدنوك» العملاقة في منطقة الظفرة، حيث قام بجولة في مُجّمع «بروج 4»، وتفقَّد حقلي «الحيل وغشا»، والمشاريع الضخمة التابعة ل «تعزيز»، وأشاد بمساهمتها في تحقيق نقلة نوعية في المنطقة، لتصبح مركزاً تجارياً وصناعياً مُتقدماً لقطاع الطاقة.
وتستثمر «أدنوك» بشكل إجمالي نحو 175 مليار درهم في مشاريع عملاقة تشمل «الرويس للغاز الطبيعي المسال» و«الحيل وغشا» و«بروج 4» و«تعزيز»، مستفيدةً من فرص التكامل عبر سلسلة القيمة لأعمالها، بما في ذلك توريد المواد الخام.
رافق سموّه.. الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان، وناصر محمد المنصوري وكيل ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة وعدد من المسؤولين بمنطقة الظفرة.
وأثنى سموّه على دور «أدنوك» في تطور مدينة الرويس الصناعية ودعم نموها، مؤكداً أهمية مشاريع الشركة قيد الإنشاء في منطقة الظفرة، والتي تسهم بدور محوري في دعم التقدم والازدهار الاقتصادي في دولة الإمارات.
وتغطي مشاريع «أدنوك» في المنطقة كامل سلسلة القيمة لقطاع الطاقة، بدءاً من مشاريع إنتاج الغاز وتسييله، وصولاً إلى الكيماويات، وتستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لرفع الكفاءة وخفض الانبعاثات.
وتؤكد هذه الاستثمارات الضخمة التزام «أدنوك» الراسخ بالمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام في منطقة الظفرة، من خلال تطوير البنية التحتية، وخلق المزيد من فرص العمل، وتطوير منظومة صناعية محلية مُزدهرة.
وكان في استقبال سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان والوفد المرافق، الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، وعدد من أعضاء الإدارة التنفيذية للشركة.
وأشاد سموّه بمشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال منخفض الانبعاثات الذي يهدف إلى المساهمة في دعم أمن الطاقة ودفع عجلة النمو الصناعي في منطقة الظفرة.
وسيسهم هذا المشروع في زيادة الطاقة الإنتاجية لشركة «أدنوك» من الغاز الطبيعي المسال في الدولة بأكثر من الضعف، لتصل إلى ما يزيد على 15 مليون طن سنوياً.
واستمع سموّه إلى شرح حول مستجدات مشروع تطوير حقلي «الحيل» و«غشا»، الذي سيسهم في دعم هدف دولة الإمارات بتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، وتلبية الطلب العالمي المتزايد على الغاز الطبيعي كوقود مهم خلال مرحلة الانتقال في قطاع الطاقة.
ومن المخطط أن ينتج المشروع، الذي يهدف للعمل بصافي انبعاثات صفرية، مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز يومياً، بما يرسخ مكانة الإمارات كواحدة من أكبر المنتجين العالميين للكبريت عالي الجودة.
وقام سموّه بجولة في مُجّمع «بروج 4»، أحد أكبر المشاريع الصناعية في دولة الإمارات، والذي يأتي ضمن جهود «بروج» لتطوير أكبر مُجّمع للبولي أوليفينات في موقع واحد في العالم.
وباستخدام الجيل الثالث من تقنية «Borstar 3G» من بورياليس، سيعمل هذا المشروع الضخم على زيادة الطاقة الإنتاجية لشركة «بروج» بمقدار 1.4 مليون طن سنوياً، لتصل إلى 6.4 مليون طن سنوياً عند استكمال إنشائه المقرر بحلول نهاية عام 2025، ما سيحقق إيرادات سنوية تصل إلى 7 مليارات درهم (1.9 مليار دولار).
واطلع سموّه على تطورات منظومة «تعزيز» للكيماويات والوقود الانتقالي التي يجري تطويرها في مدينة الرويس الصناعية.
ومن المخطط أن تبدأ عمليات الإنتاج في «تعزيز» في عام 2027، وتهدف الشركة لإنتاج 4.7 مليون طن سنوياً من المواد الكيماوية خلال المرحلة الأولى بحلول عام 2028، كما تسعى إلى رفع إجمالي الإنتاج ليتجاوز 11 مليون طن سنوياً عند استكمال المرحلة الثانية. ويهدف المشروع لإنتاج مجموعة من المواد الكيماوية للمرة الأولى في دولة الإمارات.
وبهذه المناسبة قال الدكتور سلطان الجابر: «تشرفنا بزيارة سيدي سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وتفضله بوضع حجر الأساس لمشروع الرويس للغاز الطبيعي المسال منخفض الانبعاثات. وإلى جانب مشاريع «بروج 4»، وتطوير حقلي«الحيل» و«غشا»و«تعزيز»، يشكل هذا المشروع إضافةً نوعية وخطوة كبيرة ضمن خططنا لإنتاج المزيد من الطاقة بأقل انبعاثات، والمساهمة في تعزيز أمن الطاقة في دولة الإمارات، ودفع جهود تعزيز المحتوى الوطني وتنويع الاقتصاد. ونحن مستمرون بالعمل على تنفيذ رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، بمضاعفة الجهود لتعزيز البنية التحتية لقطاع الطاقة، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في دولة الإمارات».