سودانايل:
2025-03-16@22:34:40 GMT

حرب السودان والمجتمع الدولى وبخلاء الجاحظ

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

???? الرأى اليوم
*حرب السودان والمجتمع الدولى وبخلاء الجاحظ*
✍️صلاح جلال

(١)
???? لقد أظهرت حرب السودان خلال الخمسة عشر شهر المنصرمة كل ثقوب النظام الدولى الجديد وكيفية إدارته للمسرح العالمى بالمقطوعية Pits & Pieces وسياسة النفير بين التكتلات الدولية المتصارعة على النفوذ حول العالم خاصة فى مجلس الأمن الدولى حيث تتجمع سُحب الحرب الباردة كما كانت فى الماضى القريب فصار مجلس الأمن الدولى الراعى للسلم والأمن الدوليين نادى للكلام دون إنتاج والتحركات الدولية والإقليمية كبخلاء الجاحظ يضعون عظمهم ولحمهم فى طنجرةٍ (حلة ) واحدة شكلاً وكل واحد يربط قطعته بخيط ويمسك بطرفها خارج الطنجرة يتشاركون المرق ولكن لايتقاسمون اللحم والعظم مما يُطيل معاناة الضحايا فى الإنتظار ويمنح العابثين المستهترين بالأرواح والمصالح مزيد من الفرص دون مواجهة ضغوط حقيقية للتفاوض بحسن نيه لإنهاء المعاناة وهم يخرِجون طرف ألسنتهم إستهزاءاً بالعقوبات الشكلية والبيانات الفاضية وخمج التى لاتوصل لقمة لجائع وجرعة دواء لمريض .



(٢)
???? منذ إندلاع الحرب فى السودان ١٥ أبريل ٢٠٢٣ ظهرت مبادرة منبر جدة تحت رعاية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية *كإطار جاد وفاعل أعطى الأمل للضحايا بقرب الحلول التفاوضية* لوقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات وفتح الممرات الآمنة للمعونات الإنسانية والإنتهاء لعملية سياسية شاملة تستعيد المسار الديمقراطى وتجدد أهداف ومبادئي ثورة ديسمبر المجيدة مازال منبر جدة يراوح مكانه لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى ، لحق به تدخل الإتحاد الأفريقى بمبادرة وعِدة إجتماعات ضاجه للتنسيق الإقليمى والدولى وتفويض اللجنة الرباعية لمنظمة الإيجاد بوضع إطار تنفيذى لعملية سياسية تحت رعايتة ودعوة قيادات طرفى الحرب للاجتماع المباشر بين الفريقين (البرهان وحميدتى) وإنتهت قراراته لتكوين لجنة عليا من رؤساء أفارقة ووزراء خارجية سابقين لمتابعة ملف إنهاء الحرب فى السودان مازالت مسافرة بين الدول ، ثم جاء منبر دول جوار السودان الذى عقد ثلاثة إجتماعات إحداها على مستوى الرؤساء، لم تنقطع طوال هذه المدة إجتماعات مجلس الأمن الدولى حول الحالة فى السودان بلا ثمرة.

(٣)
????جاء أخيراً الإسبوع الماضى إجتماع الجامعة العربية الشامل الشامل لكل أصحاب المبادرات بحضور كل المنظمات الإقليمية والدولية بغرض تنسيق الملعب والضغط الدولى لوقف الحرب وفى إطاره وجهت جمهورية مصر العربية الدعوة لكل القوى المدنية السودانية *عدا المؤتمر الوطنى* للإجتماع فى القاهر لوضع إطار للعملية السياسية قبل أن يجف مداد بيان جامعة الدول العربية الذى يهدف لتنسيق الدور الإقليمى والدولى خرج علينا الإتحاد الافريقى بتوزيع رقاع الدعوة لكافة القوى المدنية السودانية لإجتماع عاجل منتصف شهر يوليو لتوحيد الموقف السياسى المدنى متجاوزاً دعوة القاهرة لإجتماع مشابه فى الغرض والتوقيت والأهداف وإنتهت صيحة جامعة الدول العربية لتنسيق المبادرات كأنها لم تكن فى مشهد عبثى متكرر ، لكى تنجح أى مبادرة فى كسر حاجز الجمود لابد لها من تأثير على طرفى الحرب أو ما يعرف فى الدبلوماسية بال
lev·er·ag·ing. to use a quality force or advantage to obtain a desired effect or result
يتحقق ذلك بإستخدام الجذرة والعصا فمن الواضح أن كل المبادرات المطروحة تفتقر للتنسيق اللازم والعصا الضرورية لإجبار أطراف النزاع على قبول مبدأ الحلول المتفاوض عليها ، مبادرات لأطراف مثل [القوات المسلحة + الدعم السريع] قوى متحاربه فاقدة للحساسية السياسية والإلتزام الأخلاقى فى الإحساس بمعاناة المدنيين *لكى تنجح هذه المبادرات لابد لها من أسنان* تلزمهم بالحضور الجبرى لطاولة المفاوضات هذا هو جوهر خلل المبادرات المطروحة لحل قضية الحرب فى السودان.

(٤)
????الخطوة اللازمة فى الإتجاه الصحيح ذاتياً هى حشد الجبهة المدنية الداخلية كما فعل مؤتمر (تقدم) الذى وضع الأساس لرفض الحرب من خلال جبهة مدنية عريضة تنزع المشروعية عن خطاب الكراهية والقتال وتطالب بوقفهم فورا من خلال العرائض والوقفات الإحتجاجية فى الداخل فى مناطق سيطرة الطرفين وفى الخارج تفعيل الجاليات فى كل أنحاء العالم - *كيف لنا أن نحقق تنسيق الدور الإقليمى والدولى وتفعيله وتوحيد أهدافه فى ظل عالم منقسم لدوافع مختلفه*؟؟ *التضامن الدولى ضرورة لاغنى عنها لكل الشعوب المناضلة* يجب تحديد أهداف واضحة للمبادرات الإقليمية والدولية وحصرها فى وقف القتال والوصول لوقف طويل المدى لإطلاق النار ومن ثم وقف العدائيات الدائم والترتيبات الأمنية والخطوة الثانية التى تساعد فى توحيد المجتمع الدولى الحالة الإنسانية الحرِجة وخطر المجاعة والتوجه الفاعل لحماية المدنيين والتدخل الدولى لإعتبارات إنسانية وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والسوابق الدولية فى هذا السياق ، *إذا لم تنجح هذه الأهداف الواضحة فى توحيد مجلس الأمن الدولى لتفعيل ميثاق الأمم المتحدة جماعيا* *لحماية المدنيين لم يتبقى خيار غير تحالف الراغبين الدولى* لضمان سلامة المدنيين فى السودان الذى يمكن تحقيقة بإرادة دولية جزئية بقيادة أوربية وأمريكية وأفريقية وعربية وبعض الدول الآسيوية لفرض حظر سلاح شامل لطرفى الحرب من الجو والبحر وحظر طيران وفرض ممرات آمنة لتوصيل كل الإحتياجات الإنسانية وتشكيل قوة سلام دولية أو أفريقية على الأرض لفرض وقف شامل لإطلاق النار فى كل أنحاء البلاد ، يتم حشد دبلوماسي واضح من كل الفاعلين الدوليين المهتمين والمتضامنين مع الشعب السودانى فى محنته الراهنة كخيار ثانى معلن كعصا *إذا رفضة أطراف الحرب الجلوس للتفاوض بحسن نية* وقبول الحلول السلمية ومعالجة القضية الإنسانية الملحة التى وصلت مراحل الخطر وفق كل المؤشرات الدولية كأسوأ حالة إنسانية كارثية محتملة فى عالم اليوم .

(٥)
????????ختامة
هذه هى خريطة الطريق الجادة التى تفعل المبادرات المطروحة لوقف الحرب من خلال التصعيد الشعبى والتضامن الدولى مستخدمين جذرة دبلوماسية نشطة لوقف الحرب وعصا دولية قاصدة لإستخدام فعلى للقوة الجبرية ، *إنى خيرتُك فأختارى بين الجذرة والعصا* ولايترك حبل المهلة على الجرار لمن لايرعوى ولايهتم لمعاناة المواطنين .

*إذا كانَت الطّباع طباع سوءٍ فلا أدبٌ يفيد ولا أديبُ*
١٩/٦/٢٠٢٤  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: مجلس الأمن الدولى فى السودان

إقرأ أيضاً:

السودان الجديد وصورة دوران قري (1-2)

ملخص
(لم تكن دولة جنوب السودان التي تحكمها حركة سياسية، وُلد مبدأ السودان الجديد في رؤاها وممارستها، عند توقع جماعة نيروبي. فانقدحت فيها في الثامن من مارس (آذار) الجاري شرارة الحرب بين رئيس الجمهورية سلفا كير ونائبه رياك مشار حتى قال معلق إن "جنوب السودان عاد لصراع القوى المستهتر الذي انقض ظهر البلد في الماضي". وأنذر المعلق باندلاع الحرب الأهلية الرابعة منذ استقلال أحدث دول العالم).
قدمت المنظمات السودانية التي اجتمعت في نيروبي في منتصف فبراير الماضي لإنشاء حكومة بديلة لـ"حكومة بورتسودان"، نفسها على أنها التجسيد التاريخي للسودان الجديد الذي هو رؤية الحركة الشعبية لتحرير السودان، العقيد جون قرنق، لدى قيامها عام 1983. وما لبثوا إلا قليلاً حتى أخرجت دولة جنوب السودان، مصنع فكرة هذا السودان الأول، أثقالها وقال العالم مالها. وظلل خطاب السودان الجديد اجتماع نيروبي في مثل قولهم "وجوب مخاطبة جذور أزمة السودان" و"التزام التنوع التاريخي والمعاصر" الراجعة للعقيد جون قرنق (توفي في 30 يوليو عام 2005) قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان. وصدح الحضور بشعار مبتكر وهو "سودان قديم يتحطم وسودان جديد يتقدم".
ولم تكُن دولة جنوب السودان، التي تحكمها حركة سياسية وُلِد مبدأ السودان الجديد في رؤاها وممارستها، عند توقع جماعة نيروبي. فانقدحت فيها في الثامن من مارس الجاري شرارة الحرب بين رئيس الجمهورية سلفا كير ونائبه رياك مشار حتى قال معلق إن "جنوب السودان عاد لصراع القوى المستهتر الذي انقض ظهر البلد في الماضي"، وأنذر المعلق باندلاع الحرب الأهلية الرابعة منذ استقلال أحدث دول العالم لأنه لا سلفا كير ولا مشار، ممن بينهما ما صنع الحداد، من سيأتي بالأمر إلى بر آمن. ووجهت الأمم المتحدة موظفيها بمغادرة البلد إلا من القائمين بأحوال الحرج والطوارئ لأن "تدهوراً منذراً قد يمسح بالأرض سنوات من التقدم المحرز بعسر شديد في جنوب السودان". وكان الجيش الأبيض، المنسوب لشعب النوير، الجماعة الأغزر عدداً ومنهم مشار بعد شعب الدينكا الذين منهم سلفا كير، استولى على حامية الناصر في ولاية أعالي النيل. فحاصرت الحكومة بيت مشار في جوبا وآخرين من جماعته بمن فيهم نائب رئيس هيئة أركان الجيش جبرائيل ديوب. وخشي الناس أن تؤدي تلك المواجهات إلى دورة جديدة من الحرب الأهلية التي بدأت عام 2013 لأربع سنوات وحصدت 400 ألف ضحية.
واندلعت تلك الحرب على خطوط إثنية، دينكا ونوير، بعد اتهام سلفا كير لمشار بالتدبير للانقلاب عليه وأخذ مقاليد الحكم. وهرب مشار من جوبا وكاد أنصاره أن يستولوا على جوبا لولا تدخل قوات أوغندية خاصة كما فعلت منذ أيام دعماً لسلفا كير بحسب تصريح قيادة الجيش الأوغندي. وكانت قوى إقليمية وغربية حملت الزعيمين للصلح باتفاق سياسي عام 2018 تضمن عقد انتخابات عامة ظلت تؤجل وآخر موعد مضروب لها هو عام 2026. ولم يتقدم الطرفان في تنفيذ الاتفاق وخرق كل منهما وقف إطلاق النار مرات، وكانت أكبر عقبات تنفيذ الاتفاق دمج جيشي الرئيس ونائبه. وهذا سودان جديد يتحطم.
دوريان قري
بدا من فرح اجتماع نيروبي بـ"السودان الجديد"، وهو على ما رأينا منه مطبقاً (أو منسياً) في جنوب السودان كمثل علاقة دوريان قري وصورته في الرواية المشهورة للكاتب الإنجليزي أوسكار وايلد. فاختار دوريان قري لصورته أن تأخذ عنه وطء اطراد العمر ووخطه بالتجاعيد وخطاياه في حين يبقى هو شاباً نضراً عظيم الحلاوة. وبالمثل اختار الهامش ومناصروه أن يبقوا على وسامتهم السودانية الجديدة كما في مؤتمر نيروبي بينما تشيخ صورة السودان الجديد في جنوب السودان وتذبل.
فليس من بين من تصارخوا للسودان الجديد في نيروبي من لم يكن ضحية له بصورة أو أخرى. وأشهر ضحاياه هو عبدالعزيز الحلو قائد "الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال" التي كانت جزءاً عضوياً في الحركة الشعبية الجنوبية قبل انفصال جنوب السودان عام 2011. فلم يمنح اتفاق السلام الشامل الذي عقد بين حكومة السودان والحركة الشعبية (2005) مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق، مناطق نفوذ الحلو، ما انعقد لجنوب السودان وهو ألا يخضع لأحكام الشريعة الإسلامية وحق تقرير المصير. وكانت حجة الحكومة أن المنطقتين واقعتان في حدود شمال السودان منذ استقلاله عام 1956 ويجري عليهما ما يجري عليه. ولما جعلت الحكومة استفتاء المنطقتين عن مصائرهما خطاً أحمر تكون به المفاوضات أو لا تكون، تنازل قرنق متحرجاً. ووجدت الدبلوماسية النرويجية التي شاركت في مفاوضات السلام السودانية ودونت مجرياتها في كتابها "شن السلام في السودان" هيلدا جونسون أن قرنق كان في حال حرج لخذلانه رفاق السلاح. فاقترحت عليه منح المنطقتين ما عرف لاحقاً بـ"المشورة الشعبية" التي قالت إنها مستمدة من تجربة تيمور الشرقية مع إندونيسيا. وبمقتضاها لا يسقط عن المنطقتين حق الانفصال فحسب، بل تطبق الشريعة الإسلامية فيهما كذلك. وتعويضاً لهما عن الفقد ستكون لمجالس المنطقتين النيابية الشورى في مدى التزام الحكومة ما اتفقت عليه حيالهما في اتفاق السلام الشامل. ومن حق تلك المجالس أن تقرر، على ضوء جردها لما تحقق من ذلك الالتزام، إن كانت سعيدة بسجل الحكومة في الخصوص أو أن تعطل اتفاق السلام معها، وتطلب الاستفتاء المؤدي إلى الانفصال. وتركوا كل ذلك لزمانه ومكانه تحت الحكومة الانتقالية التي سيكون للحركة الشعبية فيها حظ كبير. وفسدت خطة "المشورة الشعبية" واندلعت الحرب بين الحركة الشعبية والحكومة مجدداً. وهذا قبح في السودان الجديد تنكر فيه لمقاتلي النوبة الذين لم يدخروا وسعاً في حرب الحكومة كتفاً لكتف مع الجنوبيين.
حق تقرير المصير وسياسة الإقصاء
ولم يحسن السودان الجديد، لا ل"حزب الأمة"، ولا "الاتحادي الديمقراطي" ولا "مؤتمر البجا" التي وقّع عنها في "تأسيس" (في مؤتمر نيروبي) من طعن آخرون في شرعية تمثيلهم لهذه الجماعات التي كانت اجتمعت عام 1991 مع "الحركة الشعبية" في التجمع الوطني الديمقراطي المعارض لـ"دولة الإنقاذ". وبلغ من حلفها معه أن تبنى "التجمع" حق تقرير المصير بصور مختلفة للجنوب وجبال النوبة والنيل الأزرق. ولكن ما جاء وقت التفاوض بين الحركة والحكومة عام 2002، الذي انتهى إلى اتفاق السلام الشامل عام 2005، حتى اقتصر التفاوض عليهما من دون التجمع حتى يتفقا على شيء في مسألتهما ثم يعقد مؤتمر دستوري ينظر في مسألة حلفاء الحركة. ولم يتفق ذلك التدبير للتجمع وساءه استبعاده من مفاوضات هو في صميمها. وسمى الكاتب والوزير منصور خالد تململ "التجمع" لإقصائه من المفاوضات "غيرة سياسية". فالقضية في مفاوضات الحكومة والحركة هي الحرب والسلام، والتجمع ليس جزءاً منها (الاتحاد الظبيانية 7 أغسطس 2002).
ونواصل

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • دعوات إسرائيلية داخلية لوقف العدوان على غزة رغم مطالبة نتنياهو بالتصعيد
  • عادل الباز يكتب: الخطة (ط): التطويق (1)
  • اختفاء 2000 شخص فى السودان منذ بدء الحرب
  • السودان الجديد وصورة دوران قري (1-2)
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو
  • الخارجية: مصر تتابع باهتمام المشاورات الدولية لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • هل دخل السودان عصر الميليشيات؟
  • السلاح والغذاء في حرب السودان
  • ما شروط بوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا؟
  • محمد أبو شهاب وأمين عام "أطباء بلا حدود" يبحثان الأزمة الإنسانية في السودان