سودانايل:
2024-06-27@08:31:03 GMT

حرب السودان والمجتمع الدولى وبخلاء الجاحظ

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

???? الرأى اليوم
*حرب السودان والمجتمع الدولى وبخلاء الجاحظ*
✍️صلاح جلال

(١)
???? لقد أظهرت حرب السودان خلال الخمسة عشر شهر المنصرمة كل ثقوب النظام الدولى الجديد وكيفية إدارته للمسرح العالمى بالمقطوعية Pits & Pieces وسياسة النفير بين التكتلات الدولية المتصارعة على النفوذ حول العالم خاصة فى مجلس الأمن الدولى حيث تتجمع سُحب الحرب الباردة كما كانت فى الماضى القريب فصار مجلس الأمن الدولى الراعى للسلم والأمن الدوليين نادى للكلام دون إنتاج والتحركات الدولية والإقليمية كبخلاء الجاحظ يضعون عظمهم ولحمهم فى طنجرةٍ (حلة ) واحدة شكلاً وكل واحد يربط قطعته بخيط ويمسك بطرفها خارج الطنجرة يتشاركون المرق ولكن لايتقاسمون اللحم والعظم مما يُطيل معاناة الضحايا فى الإنتظار ويمنح العابثين المستهترين بالأرواح والمصالح مزيد من الفرص دون مواجهة ضغوط حقيقية للتفاوض بحسن نيه لإنهاء المعاناة وهم يخرِجون طرف ألسنتهم إستهزاءاً بالعقوبات الشكلية والبيانات الفاضية وخمج التى لاتوصل لقمة لجائع وجرعة دواء لمريض .



(٢)
???? منذ إندلاع الحرب فى السودان ١٥ أبريل ٢٠٢٣ ظهرت مبادرة منبر جدة تحت رعاية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية *كإطار جاد وفاعل أعطى الأمل للضحايا بقرب الحلول التفاوضية* لوقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات وفتح الممرات الآمنة للمعونات الإنسانية والإنتهاء لعملية سياسية شاملة تستعيد المسار الديمقراطى وتجدد أهداف ومبادئي ثورة ديسمبر المجيدة مازال منبر جدة يراوح مكانه لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى ، لحق به تدخل الإتحاد الأفريقى بمبادرة وعِدة إجتماعات ضاجه للتنسيق الإقليمى والدولى وتفويض اللجنة الرباعية لمنظمة الإيجاد بوضع إطار تنفيذى لعملية سياسية تحت رعايتة ودعوة قيادات طرفى الحرب للاجتماع المباشر بين الفريقين (البرهان وحميدتى) وإنتهت قراراته لتكوين لجنة عليا من رؤساء أفارقة ووزراء خارجية سابقين لمتابعة ملف إنهاء الحرب فى السودان مازالت مسافرة بين الدول ، ثم جاء منبر دول جوار السودان الذى عقد ثلاثة إجتماعات إحداها على مستوى الرؤساء، لم تنقطع طوال هذه المدة إجتماعات مجلس الأمن الدولى حول الحالة فى السودان بلا ثمرة.

(٣)
????جاء أخيراً الإسبوع الماضى إجتماع الجامعة العربية الشامل الشامل لكل أصحاب المبادرات بحضور كل المنظمات الإقليمية والدولية بغرض تنسيق الملعب والضغط الدولى لوقف الحرب وفى إطاره وجهت جمهورية مصر العربية الدعوة لكل القوى المدنية السودانية *عدا المؤتمر الوطنى* للإجتماع فى القاهر لوضع إطار للعملية السياسية قبل أن يجف مداد بيان جامعة الدول العربية الذى يهدف لتنسيق الدور الإقليمى والدولى خرج علينا الإتحاد الافريقى بتوزيع رقاع الدعوة لكافة القوى المدنية السودانية لإجتماع عاجل منتصف شهر يوليو لتوحيد الموقف السياسى المدنى متجاوزاً دعوة القاهرة لإجتماع مشابه فى الغرض والتوقيت والأهداف وإنتهت صيحة جامعة الدول العربية لتنسيق المبادرات كأنها لم تكن فى مشهد عبثى متكرر ، لكى تنجح أى مبادرة فى كسر حاجز الجمود لابد لها من تأثير على طرفى الحرب أو ما يعرف فى الدبلوماسية بال
lev·er·ag·ing. to use a quality force or advantage to obtain a desired effect or result
يتحقق ذلك بإستخدام الجذرة والعصا فمن الواضح أن كل المبادرات المطروحة تفتقر للتنسيق اللازم والعصا الضرورية لإجبار أطراف النزاع على قبول مبدأ الحلول المتفاوض عليها ، مبادرات لأطراف مثل [القوات المسلحة + الدعم السريع] قوى متحاربه فاقدة للحساسية السياسية والإلتزام الأخلاقى فى الإحساس بمعاناة المدنيين *لكى تنجح هذه المبادرات لابد لها من أسنان* تلزمهم بالحضور الجبرى لطاولة المفاوضات هذا هو جوهر خلل المبادرات المطروحة لحل قضية الحرب فى السودان.

(٤)
????الخطوة اللازمة فى الإتجاه الصحيح ذاتياً هى حشد الجبهة المدنية الداخلية كما فعل مؤتمر (تقدم) الذى وضع الأساس لرفض الحرب من خلال جبهة مدنية عريضة تنزع المشروعية عن خطاب الكراهية والقتال وتطالب بوقفهم فورا من خلال العرائض والوقفات الإحتجاجية فى الداخل فى مناطق سيطرة الطرفين وفى الخارج تفعيل الجاليات فى كل أنحاء العالم - *كيف لنا أن نحقق تنسيق الدور الإقليمى والدولى وتفعيله وتوحيد أهدافه فى ظل عالم منقسم لدوافع مختلفه*؟؟ *التضامن الدولى ضرورة لاغنى عنها لكل الشعوب المناضلة* يجب تحديد أهداف واضحة للمبادرات الإقليمية والدولية وحصرها فى وقف القتال والوصول لوقف طويل المدى لإطلاق النار ومن ثم وقف العدائيات الدائم والترتيبات الأمنية والخطوة الثانية التى تساعد فى توحيد المجتمع الدولى الحالة الإنسانية الحرِجة وخطر المجاعة والتوجه الفاعل لحماية المدنيين والتدخل الدولى لإعتبارات إنسانية وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والسوابق الدولية فى هذا السياق ، *إذا لم تنجح هذه الأهداف الواضحة فى توحيد مجلس الأمن الدولى لتفعيل ميثاق الأمم المتحدة جماعيا* *لحماية المدنيين لم يتبقى خيار غير تحالف الراغبين الدولى* لضمان سلامة المدنيين فى السودان الذى يمكن تحقيقة بإرادة دولية جزئية بقيادة أوربية وأمريكية وأفريقية وعربية وبعض الدول الآسيوية لفرض حظر سلاح شامل لطرفى الحرب من الجو والبحر وحظر طيران وفرض ممرات آمنة لتوصيل كل الإحتياجات الإنسانية وتشكيل قوة سلام دولية أو أفريقية على الأرض لفرض وقف شامل لإطلاق النار فى كل أنحاء البلاد ، يتم حشد دبلوماسي واضح من كل الفاعلين الدوليين المهتمين والمتضامنين مع الشعب السودانى فى محنته الراهنة كخيار ثانى معلن كعصا *إذا رفضة أطراف الحرب الجلوس للتفاوض بحسن نية* وقبول الحلول السلمية ومعالجة القضية الإنسانية الملحة التى وصلت مراحل الخطر وفق كل المؤشرات الدولية كأسوأ حالة إنسانية كارثية محتملة فى عالم اليوم .

(٥)
????????ختامة
هذه هى خريطة الطريق الجادة التى تفعل المبادرات المطروحة لوقف الحرب من خلال التصعيد الشعبى والتضامن الدولى مستخدمين جذرة دبلوماسية نشطة لوقف الحرب وعصا دولية قاصدة لإستخدام فعلى للقوة الجبرية ، *إنى خيرتُك فأختارى بين الجذرة والعصا* ولايترك حبل المهلة على الجرار لمن لايرعوى ولايهتم لمعاناة المواطنين .

*إذا كانَت الطّباع طباع سوءٍ فلا أدبٌ يفيد ولا أديبُ*
١٩/٦/٢٠٢٤  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: مجلس الأمن الدولى فى السودان

إقرأ أيضاً:

القصف المدفعي متواصل على الفاشر والنازحون فقدوا كل شيء

الفاشر- قالت تنسيقية لجان المقاومة في مدينة الفاشر إن قصفا مدفعيا شنته قوات الدعم السريع اليوم الثلاثاء، أسفر عن مقتل 4 مدنيين وإصابة 16 آخرين، جميعهم من مخيم أبو شوك للنازحين، وجرى نقلهم إلى المستشفى السعودي لتلقي العلاج، كما تعرض مستوصف "إقراء" الخاص بحي تكارير وسط المدينة للدمار في الجزء الأمامي منه جراء القصف.

ومنذ أكثر من 4 أسابيع تشهد مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور غرب السودان، قصفا مدفعيا كثيفا من قبل الدعم السريع على المستشفيات ومنازل المدنيين، نتج عنه أزمة إنسانية خانقة تهدد حياة آلاف المدنيين.

وأدت الاشتباكات المستمرة إلى قطع الطرق الرئيسية وتعطيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وأصبحت آلاف العائلات محاصرة دون إمكانية الحصول على الغذاء والمياه، أو الرعاية الطبية الضرورية.

النازحون أصبحوا بلا مأوى أو طعام أو مصادر للدخل (مواقع التواصل) "الوضع صعب للغاية"

ووفقا لتصريحات سابقة لوالي شمال دارفور المكلف حافظ بخيت لإذاعة محلية، فإن أغلب سكان المدينة هم نازحون يعيشون في العراء، بسبب القصف المدفعي المتواصل من قبل قوات الدعم السريع بهدف تهجيرهم، وأكد أن النازحين يعيشون بلا مأوى أو غذاء أو أية خدمات إنسانية، متسائلا عن مصيرهم مع اقتراب فصل الصيف.

كما ناشد بخيت رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بأهمية فك الحصار المفروض على المدينة من الاتجاهات الأربعة، لتسهيل عملية دخول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وذكر أن هذا الحصار قد فاقم الوضع وأدى لارتفاع الأسعار، وأن قوات الدعم السريع تمثل الحلقة الأضعف في الولاية بعد مقتل قائدها علي يعقوب وضرب إمداداتها اللوجستية من قبل الطيران الحربي.

وتؤكد التقارير الميدانية لبعض الناشطين انتشار سوء التغذية وبعض الأمراض بين السكان، في ظل نقص حاد في الأدوية والمعدات وإغلاق بعض المرافق الصحية، ورغم جهود المنظمات الإنسانية، إلا أن قيود الأمن تحول دون توفير المساعدات بالشكل الكافي.

وتقول السيدة فاطمة إبراهيم، وهي نازحة مقيمة في مركز إيواء وسط المدينة، للجزيرة نت إن الوضع في الفاشر "صعب للغاية"، وإن النازحين بحاجة ماسة للمساعدة قبل فوات الأوان، وقالت إنهم يعانون من نقص الطعام والرعاية الصحية، ولا يعرفون إلى أين يتجهون في ظل هذه الحرب والفوضى.

كما أشارت إلى أنهم "يفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة"، في ظل استمرار عمليات القصف المدفعي على المنازل السكنية، وأوضحت أن نقص الإمدادات الأساسية يزيد من معاناة الناس التي تزداد سوءا يوما بعد آخر.

معاناة متفاقمة

وبدورها تقول سعاد الفاتح، وهي ربة منزل، للجزيرة نت، إن أسعار السلع الاستهلاكية شهدت ارتفاعا حادا خلال الأسبوع مقارنة بالفترة الماضية، مع ندرة بالبضائع الموجودة في الأسواق، وأضافت أن معظم التجار نقلوا بضائعهم من الأسواق إلى أماكن أخرى أكثر أمانا، في حين لجأ آخرون إلى القرى المجاورة.

وناشدت المسؤولين في الهيئات الدولية والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لتقديم المساعدات الضرورية للسكان المحتاجين، والتخفيف من آثار هذه الأزمة وقالت إن الأسعار الباهظة والندرة في المواد الأساسية قد فاقمتا من وضع الأسر، وهو ما يتطلب تدخلا سريعا من قبل الجهات المعنية لتوفير الإغاثة اللازمة.

كما نبه الباحث في علم الاجتماع محمد سليمان إلى أن النازحين في مدينة الفاشر يواجهون معاناة مريرة جراء عدم وجود مأوى لهم، وقال للجزيرة نت إنه مع اقتراب موسم الخريف، ليس لديهم ما يحميهم من الأمطار أو البرد، وهم في ظروف إنسانية سيئة بعد أن دمر القصف المدفعي منازلهم وكل ما يمتلكونه، وأصبحوا بلا مأوى أو طعام أو مصادر للدخل.

وطالب الباحث ذاته الحكومة والمنظمات الإنسانية بتوفير المساعدات العاجلة للنازحين، لا سيما في مجالي المأوى والإغاثة الغذائية، وقال إن عدم التدخل السريع قد يؤدي إلى كارثة إنسانية في ظل تفاقم أوضاعهم المعيشية.

الدمار طال مراكز صحية ومركز غسيل الكلى الوحيد في المدينة (مواقع التواصل) قلق متزايد

تستهدف قوات الدعم السريع يوميا منازل المدنيين في وسط المدينة بالمدفعية الثقيلة، وجرى استهداف مركز غسيل الكلى الوحيد الذي يعمل في الولاية مساء الأحد، وتكرر القصف الثلاثاء، كما قصف قبلها مستشفى النساء والتوليد السعودي غرب المدينة، إضافة لقصف عدد من منازل المواطنين، وهو ما أوقع عددا من القتلى والجرحى.

وشوهدت طائرة للجيش السوداني تحلق الأحد في سماء المدينة كما عزز الجيش السوداني وحلفاؤه دفاعاتهم المتقدمة في الأحياء الشرقية للتصدي لأي هجوم محتمل.

وعبر العديد من المواطنين في مدينة الفاشر عن قلقهم المتزايد إزاء ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين جراء القصف والاشتباكات التي تشهدها المدينة في الأيام الأخيرة، حيث ما زالت المدينة تشهد حركة نزوح واسعة من قبل المدنيين إلى القرى المجاورة وبعض المناطق الأخرى.

ويقول آدم إسحاق، أحد سكان حي الثورة في الفاشر، للجزيرة نت إنهم يشعرون بقلق كبير على أرواح المواطنين العزل في ظل تصاعد وتيرة القتال والقصف، "لا نريد أن نرى المزيد من الأبرياء يسقطون ضحايا لهذه المواجهات" وأضاف: "نناشد جميع الأطراف وقف إطلاق النار على الفور، والعمل علي إيجاد حل سياسي ينهي هذا النزاع الدامي الذي باتت كلفته باهظة على المدنيين".

مقالات مشابهة

  • عاجل-"اتساع الحرب إلى لبنان سيكون مروعًا".. الأمم المتحدة تعبر عن قلقها إزاء الوضع في لبنان
  • عاجل- 435 شهيدًا و1801 مصاب.. حصيلة القتلى والجرحى في جنوب لبنان
  • الأمم المتحدة: طرفا النزاع في السودان يستخدمان التجويع سلاحا  
  • الجامعة العربية تؤكد ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي
  • مجموعة دولية: السودان تتجه نحو "سقوط حر" وقتلى الحرب تجاوز 150 ألفا
  • السودان نحو “سقوط حر” وقتلى الحرب 150 ألفا
  • مجموعة دولية: السودان نحو "سقوط حر" وقتلى الحرب 150 ألفا
  • القصف المدفعي متواصل على الفاشر والنازحون فقدوا كل شيء
  • الأمة يعلّق على استراتيجية السعودية تّجاه السودان
  • تسابق المبادرات.. محاولات حقيقية أم قطع الطريق أمام أي دور مصري للحل في السودان