عربي21:
2024-07-06@12:11:39 GMT

تطور ميداني هام حرك الجمود الراهن في اليمن

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

في مدينة مأرب المكتظة بملايين اليمنيين الراغبين في إنهاء الوضع الراهن في بلادهم، أُعلن قبل أيام عن توحيد المقاومة الشعبية اليمنية، وإعادة هيكلتها تحت مظلة المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، في تطور حرك المياه الراكدة وخلط الأوراق وآثار ردود أفعال متباينة من قبل الأطراف الداخلية والخارجية التي غلُبَ عليها الارتياح الكبير لما يعتبره معظم اليمنيين دفعة قوية باتجاه استقلال القرار الوطني.



مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن يوهانس غروندبيرغ، هو أرفع مسؤول دولي حتى الآن يجري اتصالاً غير معلن مع رئيس المجلس الأعلى للمقاومة، في خطوة استكشافية على ما يبدو لتوجهات المجلس ومواقفه السياسية ورؤيته للسلام، وهو الاتصال الذي أفادت مصادر مقربة من رئيس المجلس الأعلى للمقاومة بأنه كان إيجابياً للغاية، وجاء في سياق تحرك طبيعي من مسؤول دولي على دراية بخريطة توزيع القوى والمؤثرين ومستقبل أدوارهم في إطار مهمة السلام التي يؤديها في اليمن.

قيادة المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية تتكون من ستة قادة ينتمون للأقاليم الستة التي يتشكل منها اليمن الاتحادي، بناء على مخرجات الحوار الوطني، وقد اختاروا الشيخ حمود سعيد المخلافي رئيساً للمجلس، إذ من المرجح أن يؤدي هذا المجلس وقادته دوراً مهماً في تقرير مصير اليمن خلال المرحلة المقبلة تأسيساً على إرادة اليمنيين وعلى الثوابت المتفق عليها، وفي مقدمتها وحدة اليمن ونظامه الجمهوري التعدد الديمقراطي، والتي تعرضت لتهديد خطير نتيجة الدور المتنامي للجماعات المسلحة المرتبطة بمشاريع انفصالية وأجندات طائفية، تحت رعاية مباشرة من اللاعبين الإقليميين.

بعد تسعة أعوام من الحرب والتطورات بالغة السوء التي هددت كيان الدولة اليمنية ونشوء كيانات انقلابية جديدة، يأتي تحرك المقاومة الشعبية اليمنية، في إطار من الالتزام بالهدف الأساسي المتمثل في إزاحة الانقلابيين في صنعاء وإنهاء أثرهم العسكري وخطرهم الطائفي، بعد أن كشفت تطورات المرحلة الماضية أن الحرب التي تقودها السعودية دعماً للسلطة الشرعية، لم تعد تُعنَى بالقضاء على هؤلاء الانقلابيين بل استنساخهم وإعادة تعريفهم كجماعة يمنية يتعين الانفتاح عليها وتفهم مطالبها، وهو الأمر الذي أثار مخاوف اليمنيين ودفعهم إلى خوض معركة متحررة من الهيمنة بكل أشكالها وصورها.

إن المقاومة الشعبية، وهي تعيد ترتيب صفوفها وتوحيد موقفها تحت قيادة واحدة، تحدث الأثر الأهم في الجمود الراهن، وتعيد الأمل لليمنيين بأن المعركة لم تعد تسوية أرضية لأكثر الأطراف سوء في المشهد اليمني أو إعادة تصميم قسرية لخارطة جديدة للجغرافيا اليمنية، بل فعل وطني سيتحكم بها قرار مستقل ومنحاز للأولويات اليمنيةكان اللافت أن الإعلام الممول من الإمارات، كما الجماعات المتحالفة معها، هم أكثر من وجه سهام الانتقاد إلى المقاومة الشعبية بعد إعادة توحيدها تحت مظلة المجلس الأعلى، في حين أحجم الإعلام السعودي عن التعليق، بعد أن كانت المقاومة ورجالها طيلة السنوات الماضية هدفاً يومياً لإعلام التحالف والمعلقين المرتبطين بأجنداته، فيما كان المخطط حينها يمضي قدماً نحو التخلي عن هدف استعادة الدولة، وبدلاً من ذلك فرض قوى وتشكيلات عسكرية وميلشياوية، ومشاريع جرى أحياؤها لتبرر أطروحات إعادة تقسيم اليمن، ليبدو الأمر وكأنه استجابة منطقية لتطلعات المكونات المختلفة للمجتمع اليمني.

دُفع ببعض المكونات الحزبية قليلة الأهمية إلى إصدار بيان عن فروعها غير مرحب بتشكيل المجلس الأعلى للمقاومة، غير أن تلك الأحزاب هي الأخرى بدت أقرب ما تكون لإسناد المنظومة المرتبطة بالأجندة الإماراتية، وانبرى بعض المسؤولين في الحكومة لانتقاد المجلس، اعتقاداً منه أن ذلك يمكن أن يثير الارتياح لدى الجانب السعودي الذي لا يمكن حتى الآن معرفة موقفه من إعادة توحيد المقاومة تحت قيادة واحدة، والذي يأتي في إطار توجه واضح نحو خوض معركة لا يتم التحكم بمجرياتها ولا بمآلاتها.

أبدى المجلس الأعلى للمقاومة في بيان إشهاره مواقف تصالحية مع السعودية والتحالف وحتى مع المكونات التي لا يتفق معها في المشهد اليمني، ويرى أنها تتساوق مع الأجندات التخريبية والمعادية للدولة اليمنية، وركز بشكل خاص على عدو واحد هو جماعة الحوثي، وهذا ولَّدَ صعوبة على ما يبدو، لدى الأطراف الخارجية والداخلية التي اعتادت حرق المواقف والمبادرات بسهولة كبيرة، وحيدت مراكز قوى عن التأثير في المشهد اليمني طيلة السنوات الماضية.

ويعود التعقيد في مواجهة واستهداف التوجه الوطني لمقاومة الانقلابيين أولاً، إلى الموقف العقلاني للمقاومة تجاه المؤثرين الرئيسيين في المشهد اليمني تحت مظلة التحالف، بتركيزها فقط على عدو واحد هو جماعة الحوثي. وثانياً، هناك مخاوف من أن استهداف المقاومة الشعبية سيفند عملياً ادعاءات الأطراف التي تمضي في تخريب اليمن، بأنها إنما تسعى إلى إنهاء انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران، والذي استناداً إليه لم تتوقف ابتزاز الخط الوطني وإضعافه وتحييده طيلة الفترة الماضية.

وخلاصة القول هي أن المقاومة الشعبية، وهي تعيد ترتيب صفوفها وتوحيد موقفها تحت قيادة واحدة، تحدث الأثر الأهم في الجمود الراهن، وتعيد الأمل لليمنيين بأن المعركة لم تعد تسوية أرضية لأكثر الأطراف سوء في المشهد اليمني أو إعادة تصميم قسرية لخارطة جديدة للجغرافيا اليمنية، بل فعل وطني سيتحكم بها قرار مستقل ومنحاز للأولويات اليمنية، والتي تتصدرها عملية استعادة الدولة والحفاظ على وحدتها ونظامها الجمهوري.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير اليمنيين اليمن سياسة رأي مجلس مقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلس الأعلى للمقاومة المقاومة الشعبیة فی المشهد الیمنی

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: تحول القسام من الدفاع للهجوم تطور نوعي غير مسبوق

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي إن تنفيذ كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عملية إغارة موسعة على مقر قيادة عمليات الاحتلال قرب حي تل السلطان، في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، يمثل تطورا نوعيا غير مسبوق.

وكانت كتائب القسام قالت، في بيان، إن عددا كبيرا من مقاتليها أغاروا على مقر قيادة عمليات الاحتلال قرب حي تل السلطان، "وأوقعوا قتلى وجرحى" في صفوف الاحتلال.

وأوضح الفلاحي، في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة، أن كتائب القسام تمكنت من التحول من الدفاع إلى الهجوم، مما يعكس تطورا مفصليا في إستراتيجية الهجوم المضاد.

وأشار الفلاحي إلى أنها قامت بعمليات نوعية خلال الأيام الثلاثة الماضية، تضمنت اشتباكات مباشرة بعد تدمير منازل، والآن تحولت إلى الهجوم المباشر على القوات الإسرائيلية في المنطقة، وهو تطور يتطلب قوة ضاربة قادرة على تنفيذ هذه العمليات، مما يدل على إمكانات المقاومة وقدراتها العالية.

وأضاف الفلاحي أن الغارة التي نفذتها كتائب القسام أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال، وبدأت بقصف مكثف على موقع القيادة والسيطرة، ثم قامت مجموعات كبيرة من المقاومين بالهجوم من اتجاهات مختلفة لتشتيت الدفاعات الإسرائيلية، وأعقب ذلك قصف آخر لتغطية انسحاب القوات القسامية.

3 أنواع لعمليات المقاومة

وأوضح الخبير العسكري أن عمليات المقاومة في قطاع غزة تنقسم إلى 3 أنواع: الكمائن، والغارات، والدوريات، مضيفا أن الغارات تُعتبر هجوما شاملا يستهدف تدمير هدف محدد أو الحصول على أسير، أو تنفيذ واجب خاص ضمن إستراتيجية تصاعدية للمعركة.

وفيما يخص الدفاع، أوضح الفلاحي أن المقاومة تعتمد على إستراتيجية الدفاع المتدرج، حيث تسمح للقوات المهاجمة بالدخول إلى عمق الموضع الدفاعي، بهدف استدراجها إلى مناطق قتل متتالية، ثم تتحول قطاعات الدفاع الأولى إلى حصار المهاجم، وتتحول القطاعات الثانية إلى مهاجمة القوات المتوغلة.

وأشار الفلاحي أيضا إلى أن عودة المقاومة لاستخدام صاروخ "سام 7" في المعركة، يساعد في الحد من استخدام الطيران المروحي الإسرائيلي في سماء القطاع.

ولفت إلى أن التنسيق بين فصائل المقاومة يتم بفعالية، حيث يتم توزيع المنطقة لاستهدافها بقذائف الهاون، وتنفيذ الضربات بدقة عالية باستخدام طائرات مسيّرة للتصوير الجوي ورصد المنطقة.

وأكد الفلاحي أن التطورات النوعية الحاصلة تشير إلى قدرة منظومة القيادة والسيطرة لدى المقاومة على إدارة العمليات في جبهات متعددة، وفيها دلالة على أن كتائب القسام أعادت بناء نفسها بشكل فاعل وقوي.

مقالات مشابهة

  • كرم جبر يكشف عن أصعب الملفات التي تتنظر وزير الأوقاف (فيديو)
  • خبير عسكري: تحول القسام من الدفاع للهجوم تطور نوعي غير مسبوق
  • ندوة سياسية نظمتها مجالس المقاومة بمديريات أرحب همدان وبني الحارث بصنعاء بمحافظة مأرب
  • تزامناً مع المفاوضات الجارية في مسقط .. حيروت الإخباري ينشر لكم أبرز بنود خارطة الطريق اليمنية
  • قبل انتهاء المهلة .. السعودية تعلن استعداها لتنفيذ خارطة السلام في اليمن
  • مغردون: معركة الشجاعية دروس جديدة مبتكرة للمقاومة
  • المجلس الأعلى للدولة يرفض بيانات الهيئة العامة للأوقاف عن المذهب الإباضي
  • حقوق الانسان : مجلس الامن ادارة امريكية وجزء من المشكلة
  • السامعي يعزّي في وفاة مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى اللواء باراس
  • بالتزامن مع تقدم في ملف المفاوضات.. الشفلي يتساءل.. هل نرى إنجازاً يمنيا من مسقط؟