سودانايل:
2024-06-27@08:27:40 GMT

الأمارات حصرت السودانيين في خيارين

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن المشادة في الخطاب التي حدثت في مجلس الأمن بين سفير السودان الدائم في مجلس الأمن و سفير الأمارات هي بداية لمعركة سياسية مباشرة بين البلدين.. الغريب في الأمر أن سفير الأمارات لم يرد على الاتهامات التي وجهت إلي دولته من قبل السودان، فقط ركز سفير الأمارات في حديثه على ثلاث قضايا .

. الأولي قال أن السفير الحارث أدريس يمثل الجيش رغم أن المتحدثين في الأمم المتحدة و مجلس الأمن يتحدثون بأسم الدولة التي لها عضوية في الأمم المتحدة، و لا يمثلون مؤسسة من مؤسسات الدولة.. ثانيا تحدث عن المساعدات التي تقدمها الأمارات و أن الجيش يعيق إدخال الإغاثة رغم أن ممثلي المنظمة اشادوا بدور الجيش في تسهيل مرور الإغاثة.. ثالثا سأل لماذا لا يذهب السودان لمنبر التفاوض في جدة و يعلم سفير الأمارات هذا ليس من أختصاص دولته.. أن المشادة الخطابية هي بداية لمعركة اعلامية مفتوحة بين البلدين.. و أن تجاهل السفير الأماراتي لإتهامات السودان لدولته و عجزه عن الخوض في ذلك يؤكد الاتهامات، و دور دولته الداعم إلي الميليشيا، و هذا يشير إلي أن الأمارات سوف تستمر في عملية الدعم للميليشيا..
أن تدخل الأمارات في الشأن السوداني و الانحياز للميليشيا لم يبدأ مع الحرب، أنما بدأ التدخل منذ أن اشتدت تظاهرات ثورة ديسمبر، خاصة من خلال بعض من كان يسمون أنفسهم " رجال الأعمال السودانيين" و هؤلاء هم الذين كانوا ممولين للتموين الذي قدم في ميدان الاعتصام، و بعد سقوط النظام كانت دولة الأمارات و معها المملكة العربية السعودية يعملان بتنسيق كامل بينهما في محاولة لدعم عناصر بعينها للسلطة ترضى عنهم الدولتان.. و أيضا في هذه الفترة كان التواجد الكبير لمكاتب مخابرات العديد من الدولة خاصة الدولتين المذكورتين، و في هذه الفترة نقل طه عثمان الحسين الذي كان يعمل مديرا لمكتب الرئيس السابق عمر البشير و كان قد تمت إٌقالته بتهمة تجسس لصالح الدولتين السعودية و الأمارات. نقل طه عثمان مكتبه بعد سقوط نظام الإنقاذ إلي دولة الأمارات، رغم أنه حائز على التابعية السعودية، و استعان طه عثمان بعدد من القيادات الأمنية السابقة للعمل معه في مكتب أبوظبي، هذه الفترة هي التي تم فيها تقديم الدعوة لعدد من القيادات السياسية لزيارة أبوظبي، و أيضا هي الفترة التي بدأت تعمل فيها ما يسمى بالرباعية " أمريكا – بريطانيا – السعودية – الأمارات) و بدأ التدخل المباشر في الشأن السياسي السوداني..
الغريب في الأمر أن قيادات القوى السياسية كانت مدركة لهذا التدخل السافر لسفارات الدول في الشأن السوداني، و كما ذكرت تكرارا كان قد أشار إليها الأستاذ محمد مختار الخطيب السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني في الندوة الأولى و الأخيرة للحزب في ميدان المدرسة، حيث اتهم بعض الدول التدخل في الشأن الداخلي و أيضا في زيارة بعض القيادات السياسية للسفارات، و تنبأ الخطيب أن التدخل الخارجي سوف يكون له انعكاسات سالبة على العملية السياسية مستقبلا.. أيضا أن الأمارات هي التي كانت قد تكفلت بدعم محادثات جوبا بين المكون العسكري الذي كان على رأسه محمد حمدان حميدتي و الحركات المسلحة في جوبا، و دفعت الأمارات كل تكاليف العملية من تذاكر السفر و النثريات و الإقامة و المعاش، الأمر الذي يؤكد أن المخطط كان مع بداية نجاح الثورة، و هذا يبين لماذا أتخذت الحركات موقف الحياد عندما بدأت الحرب، و عندما رجعت لرشدها و أعلنت تأييدها و وقوفها مع القوات المسلحة، جاءت دعوة قياداتها للحضور للعاصمة التشادية "أنجمينا" حيث كان متواجدا هناك عبد الرحيم دقلو القائد الثاني للميليشيا، هذا يبين بوضح لماذا وقف كل من الطاهر حجر و الهادي أدريس و انقسم صندل و بعض القيادات من حركة العدل و المساواة , و أيضا طال الانقسام حركة تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي و وقوفهم إلي جانب " قحت المركزي" الجناح السياسي للميليشيا و ليس لهم خيار غير ذلك..
كان قائد الميليشيا و أيضا الضباط الذين معه واثقين 100% أن انقلابهم سوف ينجح لذلك لم تكن لهم أي خطة أخرى إذا فشل الانقلاب، و كانت القيادات السياسية التي ربطت نفسها بالمخطط يقع عليها عبء تعبيئة الجماهير و حشدها للتأييد بعد إذاعة بيان الانقلاب، و بعد ما تأكد أن الانقلاب قد فشل و لا تستطيع الميليشيا استلام السلطة. أصبح التركيز على تفاوض مع القوات المسلحة بهدف إعادة الميليشيا للملعب السياسي مرة أخرى.. هذا المخطط هو الذي جعل القيادات السياسية التابعة " قحت المركزي" تذهب إلي أديس أبابا بعد ما رتبت الأمارات التفاهم مع كل من رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد و الرئيس الكيني وليم روتو و الرئيس اليوغندي يووري موسفيني على أن تذهب العناصر الإعلامية إلي كمبالا و نيروبي و هؤلاء مناط بهم إدارة المعركة الإعلامية الادعمة للميليشيا و في ذات الوقت دعما لمخطط التفاوض الذي يفضي إلي تسوية بين الجيش و الميليشيا..
عندما تأكد للولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي أن هذا المشروع فاشل و لن ينجح بعد انعقاد " قحت المركزي لمؤتمرها في القاهرة الذي لم يجد أي صدى وسط الجماهير، و تجاهلته وسائل الاتصال الاجتماعي، و قرر هؤلاء لابد من بروز قيادات جديدة تغطي على فشل قيادات " قحت المركزي" فكانت فكرة أمريكا وجوب بروز قيادات جديدة، فكانت مذكرة الأربعة " نور الدين ساتي – الباقر العفيف – و عبد الرحمن الأمين – و بكري الجاك" و هؤلاء هم الذي جاءوا بفكرة " تقدم" و قدمت الأمارات أسم حمدوك باعتبار كان له تأييدا في الشارع السوداني، ربما يكون جاذبا لقطاع عريض من الشباب، لكن كانت الميليشيا نقلت حربها ضد المواطنيين.. الأمر الذي جعل أغلبية الشعب تتجه لتأييد الجيش في كل مناطق السودان.. هذا التحول هو الذي دفع أيضا مكتب طه عثمان ينشط و يبحث عن عناصر بهدف أنقاذ للموقف.. كانت فكرة دعم قطاع لبعض الأكاديميين و المثقفين و بعض الناشطين السياسيين غير المنتمين أن يقوموا بحملة يطالبون فيها المجتمع الدولي للتدخل في السودان، أو من أجل الوصاية، و كلها قد فشلت أن تجد لها صدى في الشارع، و كان على الأمارات أن تقيم تجربتها الفاشلة، لكي تتأكد أن السودان رغم ما أحدثته الحرب لكنه يختلف عن شعوب الدول الأخرى التي خربت ثوراتها.. وأصبح الموقف واضحا الآن في القضية السودانية لا توجد منطقة أوسطى أما الوقوف لجانب الوطن و الجيش و إما الوقوف مع المخطط الأماراتي. و نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القیادات السیاسیة سفیر الأمارات قحت المرکزی طه عثمان فی الشأن

إقرأ أيضاً:

عادل الباز: تهديدات.. مستمرة ومسمومة

1 ما الذي يهددونا به اليوم؟
ما الذي أقسى من الموت؟”
فهذا قد كشفنا سره
واستسغنا مُره
صدئت آلاته فينا ولا زلنا نعافر
ما جزعنا أن تشهانا ولم يرض الرحيل
فله فينا اغتباق واصطباح ومقيل
آخر العمر قصيراً أم طويل
كفن من طرف السوق وشبر في المقابر”
صلاح أحمد إبراهيم.
2
منذ بدأت الحرب اللعينة التي شنها المتمردون وحلفائهم على الشعب السوداني تساقطت على رؤوسنا عشرات التهديدات ومن جهات متنوعة من أمريكا حتى كاكا.. تصوروا كاكا يهدد السودان.. (دنيا).
3
بدأت التهديدات من ثلة العملاء قبل الحرب بقليل إذ قالوا (الإطاري أو الحرب) ولكن عندما وقعت الحرب التي هددوا بها لم يتوفقوا، سدروا في غيهم فهددوا بالحرب الأهلية.. وحين لم تنشب الحرب الأهلية بحسب هواهم وتقديراتهم أصبحوا يهددون بالمجاعة ثم انطلقوا للتهديد بتقسيم السودان وأخيراً وصلوا للتهديد بالتدخل الخارجي. ياربي تاني ح يهددونا بشنو؟.. المليشيا لم تترك لهم فعلاً قبيحاً لم تقترفه، حرب قتل دمار اغتصاب نهب إبادة كل شيء يمكن أن يهددوا به، هددوا الشعب السوداني بكل شيء بالحق والباطل ووصلوا سقفهم النهائي، أن التهديد الوحيد الذي يمكن أن يخيف الشعب السوداني أن هو تتمكن ثلة العملاء للعودة للسلطة، هذا إذا تمكنوا أصلاً من العودة للبلاد.
4
أمريكا وبريطانيا وجوقة المتآمرين الدوليين مرحلوا تهديداتهم.. فبدأوا من الدعوة لوقف الحرب من داخل المؤسسات الدولية (مجلس الأمن) ثم التلويح بالعقوبات ثم العقوبات فعلاً على السودان أفرادا ودولة، الآن انتقل المتآمرون للتهديد بالتدخل الإنساني بحسب تصريحات مبعوث الرئيس الأمريكي قبل يومين تحت شعار حفظ السلام!!. عن أي سلام يتحدث هذا المبعوث المخبول؟.
لقد دفعوا لليوناميد 22 مليار دولار عبر أكثر من عشر سنوات فهل تحقق السلام في دارفور، “شفشفت” القوات الدولية والأفارقة كل تلك الأموال وتركوا دارفور في أتون حريقها. بعثة اليوناميد التي جاءت لحماية المواطنين طلبت في أواخر عهدها الحماية لنفسها. وانتهت إلى لاشيء.
5
أما مجموعات المرتشين من القادة الأفارقة وأعضاء اللجان في المنظمات الأفريقية فلقد بدأت منذ أول يوم للحرب هجومها على السودان ودعمت التمرد بشكل واضح، فحاولت إنقاذه ولما عجزوا لجأوا إلى فرض العقوبات فعلق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان بسرعة البرق.. والغريب أنه يفعل ذلك ولا يستحي من استجداء ذات الحكومة التي عُلقت عضويتها لتقبل بسلسلة مبادراتهم الفارغة التي لا تنتهي.
5
الدول الغربية عزلت الحكومة السودانية الشرعية من مؤتمراتها وحواراتها وآخرها مؤتمر باريس بغرض فرض معاقبتها لأنها تقاتل الجنجويد وحلفائهم وطلبوا نزع سلاحها يعني ذلك تستسلم وتذعن لشروط المليشيا، ونلاحظ ذلك في تساهلها مع المليشيا التي ترفض تنفيذ ما وقعت عليه بجدة وصلت بهم البجاحة لمطالبة الجيش بأن ينسى خروج المليشيات من منازل المواطنين والأعيان المدنية (تصريحات المبعوث الأمريكي للبى بى سى قبل يومين) ويقبل بالتفاوض مرة أخرى ولم يطالبوا المليشيا بالالتزام باتفاق جدة. بالأمس فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على مدير منظومة الصناعات الدفاعية ميرغني إدريس وقائد سلاح الجو وعلي كرتى الأمين العام للحركة الإسلامية.
6
أما العرب لم يفرضوا علناً عقوبات ولكن مواقف أغلبهم مخزية وأفضل منها فرض عقوبات، بل يمكنني أن أقول إنهم بالفعل قد فرضوا عقوبات صامتة ومستترة، الغريب أن السودانيين خاضوا معهم حروبهم المتعددة على أكثر من جبهة كتفاً بكتف ولكن كلما داهمتهم حرب خذلهم العرب ووقفوا متفرجين وبعضهم يدعم علناً عدوهم المتمرد بالمال والسلاح والإعلام والصمت، عجزوا كلهم (عدا قطر والجزائر) عن إعانتنا برصاصة واحدة في معركة نخوضها لمصلحتهم وضد الجوار الأفريقي المتآمر والمجتمع الدولي الطامع.
7
الآن ترى بماذا يهددونا؟، الغزو، الموت، التشريد، التطهير العرقي، والإبادة الجماعية كل ذلك قد حدث لم يعد بيدهم سلاح لم يهددوا به، بل لم يستخدموه، لم يدخروا شيئاً لم يهددوا به وما تبقى للشعب السوداني الآن هو كرامته وهو الذي يخوض معركته الآن تحت رايتها. والله غالب على أمره.

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • السودان: إنقاذ ما لا يمكن إنقاذه
  • السودان:لجنة الطوارئ الإنسانية ترحب بإعلان بعض اللاجئين الرغبة في العودة الطوعية
  • حكاية زينب ايرا.. حتى على الموت لا أخلو من الحسد!
  • الأمم المتحدة تكشف عدد اللاجئين السودانيين المهجّرين إلى تشاد
  • عادل الباز: تهديدات.. مستمرة ومسمومة
  • إرهاب مشترك.. لماذا تسعى الميليشيا الحوثية للتعاون مع حركة الشباب الصومالية؟
  • سُقوط الحركات المسلحة.. (1-2)
  • استبيان تلفزيون السودان
  • قصف مركز غسل الكلى في الفاشر يغضب السودانيين واتهامات للدعم السريع
  • افحيمة يطالب بإعداد خطة جيدة من أجل مواجهة مشكلة الأعداد المتزايد من النازحين السودانيين